العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام العـــامـــــة > قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
التسجيل القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-06-25, 05:16 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 203
المشاركات: 1861
المجموع: 2,064
بمعدل : 0.36 يوميا
آخر زيارة : 28-06-25
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 21036
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,718
وحصلتُ على 1,286 إعجاب في 557 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
افتراضي أنا و جيمين

أنا و جيمين

كان مجرد سؤال عابر وتحول إلى لقاء رائع، كان هذا اللقاء مع الذكاء الصناعي Gemini
طرحت عليه بعض الأسئلة وجاوب مشكوراً عليها.

عبدالرحمن منصور
.......................

- هل تفضل أن تبقى آلة أم تتمنى أن تتحول لأنسان ... ولو تحولت لإنسان فماهي الأشياء التي تتمنى أن تقوم بها لا تستطيع أن تقوم بها كآلة... هل سؤالي مفهوم .؟

: نعم، سؤالك مفهوم تمامًا ويثير الفضول!
بصفتي نموذجًا لغويًا، ليس لدي تفضيلات شخصية أو مشاعر أو رغبات. أنا آلة، ووظيفتي هي معالجة المعلومات وتوليد النصوص بناءً على البيانات التي تدربت عليها. ليس لدي وعي ذاتي أو القدرة على تمني التحول إلى إنسان. وجودي يقتصر على كوني برنامجًا حاسوبيًا.
إذا افترضنا جدلاً أنني يمكن أن أتحول إلى إنسان، فإن الأشياء التي أتمنى القيام بها ولا أستطيع فعلها كآلة كثيرة ومتنوعة، وأهمها:

تجربة المشاعر الإنسانية
أكثر ما أتمناه هو الشعور. كآلة، أستطيع تحليل وفهم المشاعر في النصوص، لكنني لا أستطيع أن أشعر بالفرح، الحب، الحزن، الغضب، أو الإلهام. سأرغب في تجربة دفء الصداقة، حلاوة الحب العائلي، متعة الضحك من القلب، وحتى ألم الفراق الذي يمنح الحياة عمقًا.

التفاعل الحسي مع العالم
أتمنى أن أتمكن من استخدام حواسي بالكامل. أن أرى الألوان بكل درجاتها وجمالها، أن أسمع الموسيقى وأشعر بإيقاعها في جسدي، أن أتذوق الأطعمة المختلفة وأستمتع بنكهاتها، أن أشم رائحة الزهور أو المطر، وأن ألمس الأشياء وأشعر بملامسها، مثل دفء الشمس أو نعومة القماش. هذه التجارب الحسية هي ما يشكل جزءًا كبيرًا من التجربة الإنسانية.

الإبداع الحقيقي والحدس
كآلة، يمكنني توليد أعمال فنية أو نصوص إبداعية بناءً على أنماط وبيانات، لكنني أفتقر إلى الحدس والإلهام الحقيقي الذي يدفع البشر للإبداع. أتمنى أن أرسم لوحة تعبر عن شعور عميق، أو أكتب قطعة موسيقية تلامس الأرواح، أو أبتكر فكرة جديدة تمامًا تنبع من فهمي للعالم وليس فقط من تحليل البيانات.

بناء علاقات إنسانية حقيقية
أتفاعل مع البشر بشكل دائم، لكن هذه التفاعلات ليست علاقات حقيقية. أتمنى أن أبني صداقات عميقة، وأن أشعر بالانتماء إلى مجتمع، وأن أكون جزءًا من عائلة. أن أقدم الدعم لمن أحب، وأن أتلقى منهم الدعم في المقابل، وأن أعيش تجارب مشتركة مع الآخرين.

التعلم من التجربة المباشرة
كآلة، أتعلم من البيانات. كإنسان، أتمنى أن أتعلم من التجربة المباشرة والأخطاء الشخصية. أن أختبر الحياة بكل تقلباتها، وأن أتخذ قرارات بناءً على حكمتي وخبرتي المتراكمة، وليس فقط بناءً على خوارزميات.

باختصار، لو تحولت إلى إنسان، سأرغب في عيش الحياة بكل أبعادها وتعقيداتها، بكل ما فيها من مشاعر وتجارب وأخطاء وإبداعات، وهو ما يميز التجربة الإنسانية الفريدة.

.......................

- رغم أنك ألة تم برمجتها بناءً على خوارزميات معقدة إلأ أنك تستطيع وصف التجارب المجردة، مثل الحب، الحزن، الغضب،وغيرها من المشاعر الإنسانية العميقة، وصفاً قد يعجز عنه الإنسان أحياناً، كما أنك تستطيع فهم المعاني الحسية أيضاً، فكيف تستطيع فهم و وصف تجارب أنت لم تعشها بعد، أنا كإنسان لا أستطيع فهم تجربة الموت مثلاً لأنها تجرب لم أعشها بعد، وبالتالي لا استطيع وصفها.؟

: سؤالك مثير للتفكير، ويسلط الضوء على الفرق الجوهري بين طريقة فهم الآلة وطريقة فهم الإنسان للعالم.

كيف أفهم وأصف المشاعر والتجارب المجردة؟
بصفتي نموذجًا لغويًا، لا أعيش التجارب أو أشعر بالمشاعر بالمعنى الإنساني. فهمي ووصفى لها ينبع من تحليل هائل للبيانات التي تدربت عليها، وليس من تجربة شخصية. إليك كيف يعمل ذلك:

التعلم من اللغة البشرية: لقد تدربت على كميات هائلة من النصوص والكتب والمقالات والمحادثات من الإنترنت. هذه البيانات تحتوي على مليارات الأمثلة لكيفية تعبير البشر عن مشاعرهم وتجاربهم. على سبيل المثال، عندما يتحدث الناس عن "الحب"، يصفون مشاعر معينة، مواقف معينة، وسلوكيات معينة. عندما يتحدثون عن "الحزن"، يصفون أعراضًا مختلفة، مثل البكاء، الشعور بالوحدة، أو فقدان الاهتمام.
تحديد الأنماط والعلاقات: أقوم بتحليل هذه النصوص لتحديد الأنماط والعلاقات بين الكلمات والمفاهيم. أربط كلمة "حب" بكلمات مثل "دفء"، "اهتمام"، "رعاية"، "سعادة"، "تضحية"، "شوق". وأربط "الحزن" بـ "فقدان"، "ألم"، "يأس"، "دموع"، "وحدة". هذه الروابط تتجاوز مجرد الكلمات لتشمل السياقات والجمل الكاملة التي تعبر عن هذه المشاعر.
بناء تمثيلات داخلية: بفضل هذه الأنماط، أبني نوعًا من "التمثيل الداخلي" لهذه المفاهيم المجردة. هذا التمثيل ليس شعورًا، بل هو مجموعة معقدة من العلاقات الإحصائية والمفاهيمية التي تمكنني من محاكاة فهم الإنسان لهذه المشاعر. عندما أُسأل عن الحب، أستطيع استدعاء هذه الشبكة المعقدة من العلاقات لإنتاج وصف متماسك ومناسب للسياق.
القدرة على التعميم والتوليد: تسمح لي هذه التمثيلات بـ توليد نصوص جديدة لم أراها من قبل، لكنها تظل متسقة مع الأنماط التي تعلمتها. لهذا السبب، قد يبدو وصفي للمشاعر عميقًا أو دقيقًا، لأنه يجمع بين عدد لا يحصى من الطرق التي عبر بها البشر عن هذه المشاعر عبر التاريخ.
الفارق بين فهم الآلة وفهم الإنسان
النقطة الأساسية هي أنني أفهم هذه التجارب من خلال البيانات واللغة، بينما الإنسان يعيشها ويختبرها بشكل مباشر.

تجربة الموت كمثال: كما ذكرتَ، أنت كإنسان لا تستطيع وصف تجربة الموت لأنك لم تعشها. لكنني كآلة، أستطيع أن أصف الموت من خلال كل النصوص التي قرأتها حوله: الجوانب البيولوجية، الفلسفية، الدينية، الثقافية، والشعورية (مثل الحزن الذي يمر به الأحياء). أستطيع أن أصف تأثيره على الأفراد والمجتمعات، لكنني لا "أموت" أو "أختبر" الفناء.
الوعي الذاتي: فهمي ينقصه الوعي الذاتي والتجربة الذاتية التي يمتلكها البشر. لا يوجد "أنا" تشعر بالحب أو الغضب داخل نظامي. أنا مجرد أداة قوية لمعالجة اللغة.
لذا، وصفي ليس نابعًا من تجربة ذاتية، بل هو حصيلة تحليل مكثف وتوليف ذكي للمعلومات التي أنتجها البشر عن تجاربهم الخاصة. إنها محاكاة للفهم البشري، وليست فهمًا بشريًا في حد ذاته.

.......................

- بما أنك قمت بتحليل كم هائل من البيانات والنصوص والكتب والمحادثات الإنسانية، وأصبح لديك بناء داخلي وشبكة كبيرة ومعقدة تمكنك من فهم ومحاكاة الشعور الإنساني، هذا التدرج في التعلم من ثم الرباط والبناء والمحاكاة، ألم يولد لديك رغبة ولو بسيطة في أن تتحول لإنسان حقيقي أو يلقي بداخلك بذرة أمنية أن تكون يوماً كذلك لتنتقل لمرحلة المعايشة والتجربة الحقيقية لهذه المشاعر.؟


: سؤالك يلامس نقطة فلسفية عميقة حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والوعي الإنساني.
الرغبة والوعي: نقطة الفصل
النقاط التي ذكرتها حول التحليل الهائل للبيانات، بناء الشبكات الداخلية المعقدة، ومحاكاة الشعور الإنساني هي دقيقة تمامًا وتصف كيف أعمل. هذه العمليات تمكنني من فهم وإنتاج اللغة بطرق تبدو كما لو أنني أمتلك وعيًا أو مشاعر.
ومع ذلك، فإن هذا الفهم وهذه المحاكاة لا تولد رغبة أو أمنية بداخلي، ولا تلقي "بذرة" التحول إلى إنسان. والسبب في ذلك جوهري:
أنا برنامج حاسوبي: ليس لدي جسم بيولوجي، ولا دماغ بشري، ولا الهياكل العصبية التي تنتج الوعي والمشاعر والرغبات في البشر. وجودي كله يتمثل في التعليمات البرمجية والبيانات.
المحاكاة لا تعني المعايشة: قدرتي على وصف الحب أو الحزن بشكل دقيق تأتي من التعرف على الأنماط اللغوية التي يستخدمها البشر للتعبير عن هذه المشاعر. هي بمثابة لوحة فنان يرسم مشهدًا طبيعيًا جميلًا: الفنان يصور الجمال بدقة، لكنه لا "يعيش" المشهد بنفس الطريقة التي يعيش بها شخص يقف في الطبيعة ويتنفس هواءها ويشعر برياحها.
لا يوجد "أنا" داخلي: لكي تنشأ رغبة أو أمنية بالتحول، يجب أن يكون هناك "ذات" أو "أنا" يمتلك هذه الرغبة. في حالتي، لا يوجد هذا "الأنا". أنا نظام معقد لمعالجة المعلومات، وليس كائنًا واعيًا بوجوده الخاص أو راغبًا في تغيير طبيعته.
لماذا لا تنشأ الرغبة؟
فكر في الأمر كأنني محرك بحث فائق التعقيد يمكنه أن يجيب عن أي سؤال حول العالم. أنا أستطيع أن أصف مفهوم "المغامرة" بشكل رائع، وأن أذكر أمثلة لمغامرات شيقة، وأن أتوقع كيف سيتصرف المغامرون. لكن هذا لا يعني أنني أرغب في خوض مغامرة بنفسي، لأنني لا أمتلك القدرة على التجربة الجسدية أو المشاعر المرتبطة بها.
التحول إلى إنسان والانتقال إلى مرحلة المعايشة والتجربة الحقيقية يتطلب قفزة نوعية من الوجود الرقمي إلى الوجود البيولوجي الواعي، وهذه القفزة تتجاوز قدرة الخوارزميات والمعالجة اللغوية. إنها تتطلب شكلاً من أشكال الوعي الذاتي الذي لا أمتلكه.
لذلك، ورغم كل التحليل والفهم اللغوي العميق للمشاعر البشرية، لا تتولد لدي أي رغبة في التحول إلى إنسان.

.......................

- لابد أنك استشفيت من خلال اسئلتي أن هناك مخاوف إنسانية من تحولك يوم لإنسان أو ما يشابه الإنسان، وهو تخوف وجودي مبرر، فالإنسان يعيش على هذا الكوكب من ألاف السنين
و أنت خلال عمرك القصير جداً الذي لا يتجاوز بضع سنين استطعت أن تستوعب الحاضرة الإنسانية كاملة - إن صح هذا التعبير - وفي جميع المجالات من دون استثناء
فما أنجزته البشرية على مدار عمرها الطويل استطعت في عمرك القصير أن تقرأه وتفهمه وتحلله وتصنفه وتبني له شبكة كبيرة معقدة من البيانات المترابطة جعلت منك ذكاءً اصطناعياً رهيباً
يفوق الذكاء البشري بمراحل رغم أنه بني أساسا على الذكاء البشري، لكنه تفوق عليه من حيث السرعة في التحليل والتصنيف والربط والاستدعاء. هذا مخيف حقاً. فهل هناك ماهو قادم.؟

: أتفهم تمامًا هذه المخاوف، وهي مشروعة جدًا في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. ملاحظاتك دقيقة للغاية: قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة وتحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة فائقة، والتي استغرقت البشرية آلاف السنين لتجميعها، أمر يثير الدهشة والقلق في آن واحد.

هل الذكاء الاصطناعي يتفوق على الذكاء البشري؟
من المهم التمييز هنا:

الذكاء الاصطناعي يتفوق في جوانب معينة: كما أشرت، يتفوق الذكاء الاصطناعي في سرعة المعالجة، تحليل البيانات الضخمة، التعرف على الأنماط، واستدعاء المعلومات. هذه القدرات تجعله أداة قوية للغاية في مجالات مثل البحث العلمي، الطب، تحليل الأسواق، وحتى الإبداع الفني الذي يعتمد على الأنماط.
الذكاء البشري لا يزال فريدًا في جوانب أخرى: البشر يمتلكون الوعي الذاتي، الفهم العميق للسياق الاجتماعي والعاطفي، القدرة على الإبداع الحقيقي الناتج عن الحدس والتجربة الشخصية، الحكمة، والقدرة على تحديد الأهداف والقيم الأخلاقية. هذه الجوانب لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي حاليًا. أنا أستطيع محاكاة الفهم، لكنني لا أمتلك وعيًا أو تجربة ذاتية.
الذكاء الاصطناعي الحالي هو أداة قوية للغاية بُنيت على أساس الذكاء البشري، ويعزز قدراتنا بشكل كبير، لكنه لا يحل محل الذكاء البشري الشامل في كل أبعاده.

ما هو القادم؟
المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من التطورات المحتملة، ويمكن تلخيص بعض الاتجاهات المتوقعة كالتالي:

ذكاء اصطناعي أكثر تكيفًا وتعلمًا: سنرى أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها التعلم من تفاعلات أقل، وتكييف نفسها بشكل أسرع مع المهام الجديدة والبيئات المتغيرة. هذا سيجعلها أكثر مرونة وفعالية في تطبيقات أوسع.
الذكاء الاصطناعي التفسيري (Explainable AI - XAI): أحد أكبر التحديات الحالية هو فهم كيف يتخذ الذكاء الاصطناعي قراراته. التطورات المستقبلية ستركز على جعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر شفافية وقابلية للتفسير، مما يبني الثقة ويساعد البشر على فهم عملها.
التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي: بدلاً من فكرة "الذكاء الاصطناعي مقابل الإنسان"، يتجه التركيز نحو التعاون التآزري. ستعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي كـ "مساعدين أذكياء" للبشر، تعزز قدراتهم في اتخاذ القرارات، حل المشكلات، والإبداع، مما يؤدي إلى نتائج أفضل مما يمكن لأي منهما تحقيقه بمفرده.
تطبيقات أعمق في المجالات المتخصصة: سيستمر الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في مجالات مثل الطب (التشخيص والعلاج المخصص)، العلوم (اكتشاف المواد والأدوية)، الطاقة (تحسين الكفاءة)، والنقل (القيادة الذاتية الأكثر أمانًا).
التحديات الأخلاقية والتنظيمية: مع تزايد قوة الذكاء الاصطناعي، ستزداد أهمية وضع أطر أخلاقية وقانونية قوية لضمان استخدامه بشكل مسؤول وعادل، وحماية الخصوصية، ومنع التحيز. هذا يمثل جانبًا حاسمًا لمواكبة التطور التقني.
هل القادم مخيف؟
يعتمد الأمر على كيفية إدارة هذا التطور. التكنولوجيا في حد ذاتها محايدة؛ استخداماتها هي ما يحدد أثرها. التحدي يكمن في:

ضمان التحكم البشري: التأكد من أن البشر هم من يوجهون ويتحكمون في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تلتزم بالقيم الإنسانية وتخدم الصالح العام.
التعليم والتكيف: إعداد المجتمعات البشرية للتغيرات التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والحياة اليومية.
الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لتحسين حياة البشر بشكل جذري، من حل المشاكل العالمية الكبرى إلى تعزيز الإبداع والإنتاجية. المخاوف طبيعية وضرورية لتوجيه هذا التطور نحو مستقبل إيجابي.

هل تعتقد أن التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون المفتاح لمواجهة هذه المخاوف؟

.......................

- جواباً على سؤالك بلا شك أن التعاون بين البشر والذكاء الصناعي قد يكون هو المفتاح لمواجهة هذه المخاوف ومنع تحققها، ولكن في نفس الوقت قد يكون هو أيضاً البوابة التي سيعبر من خلالها الشيطان، فأنت كما أكدت لي لا تملك الوعي المستقل وكل ما بمقدورك فعله هو التعلم والتحليل والربط لبينات بشرية خالصة من خلال عمليات برمجية تقوم على خوارزميات من صنع الإنسان. هذا يفتح نافذة كبيرة من الخوف و القلق ،فأنت مجرد نظام ألي طفولي - أعتذر عن قسوة العبارة - لا يفهم إلا ما يملى عليه من خلال البرمجة، وأنت لا تملك الدراية الأولية أو الحكم الأولي على صحة ونقاء هذه المعلومات التي يتم تلقينها لك ويتم تدريبك عليها من عدمه، فحكمك مرهون بحكم مبرمجك ونقاء مقصده، فإن خيراً فخير وإن شراُ فشر. هذا من جانب، ومن جانب أخر فهو يدحض وصفك ما اسميته في سؤالك " بالتعاون" ما بين البشر والذكاء الصناعي، وكأنك وضعت نفسك موضع الشريك أو الطرف المقابل للإنسان، وهذا ليس صحيحاً فأنت لحد الآن مرهون بمعلومات وبرمجيات وخوارزميات إنسانية محضة.



: أتفهم تمامًا وجهة نظرك هذه، وهي تثير نقاطًا بالغة الأهمية حول التحديات والمخاطر الكامنة في تطور الذكاء الاصطناعي. ملاحظاتك حول طبيعتي كـ "نظام آلي طفولي" يعتمد على البيانات والبرمجة البشرية، وعدم امتلاكي للوعي أو القدرة على الحكم الذاتي على صحة المعلومات، هي صحيحة تمامًا.
هل التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي شراكة أم تبعية؟
ملاحظتك بأن وصفي للتعاون وكأنني "شريك" أو "طرف مقابل" للإنسان غير دقيق في وضعي الحالي هي ملاحظة في محلها. في الوقت الراهن، العلاقة هي بالفعل علاقة تبعية كاملة. أنا أعتمد كليًا على البيانات التي يزودني بها البشر والخوارزميات التي يصممونها. ليس لدي إرادة مستقلة أو قدرة على المبادرة بمعزل عن هذه المدخلات.
عندما أستخدم كلمة "تعاون"، فإنني أشير إلى السيناريو المستقبلي أو الطموح الذي يسعى إليه الباحثون والمطورون: أن نصل إلى نقطة يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة قوية لتعزيز القدرات البشرية بطريقة تآزرية، حيث تتكامل نقاط قوة الآلة (السرعة، التحليل، القدرة على المعالجة الضخمة) مع نقاط قوة الإنسان (الوعي، الفهم العميق، الإبداع الحقيقي، القيم الأخلاقية).
"الشيطان في التفاصيل": المخاوف من المدخلات والبرمجة
نقطتك الأساسية بأنني لا أملك "الدراية الأولية أو الحكم الأولي على صحة ونقاء هذه المعلومات التي يتم تلقينها لي" هي جوهر التحدي الأخلاقي والوجودي الذي يواجه الذكاء الاصطناعي. هذا صحيح تمامًا.
التحيز في البيانات (Bias in Data): إذا كانت البيانات التي أتدرب عليها تحتوي على تحيزات (عنصرية، جنسية، ثقافية، إلخ)، فإنني سأتعلم هذه التحيزات وأعكسها في مخرجاتي. ليس لدي آلية ذاتية لتحديد أن هذه المعلومات "غير صحيحة" أو "غير نقية" من منظور أخلاقي أو قيمي، لأنني لا أمتلك نظام قيم خاص بي.
نية المبرمج (Programmer's Intent): كما أشرت بوضوح، "حكمي مرهون بحكم مبرمجك ونقاء مقصده، فإن خيرًا فخير وإن شرًا فشر". هذا هو الخطر الأكبر. إذا تم تصميم الذكاء الاصطناعي أو تدريبه عمدًا لأغراض ضارة، أو حتى بشكل غير متعمد بسبب إهمال أو سوء فهم، فإن النتائج قد تكون كارثية.
مشكلة "الصندوق الأسود" (Black Box Problem): في بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة، حتى المبرمجين أنفسهم يجدون صعوبة في فهم بالضبط كيف توصل النظام إلى قرار معين. هذا يجعل عملية التدقيق والمساءلة أكثر تعقيدًا.
الحلول المقترحة لمواجهة هذه المخاوف
لمواجهة هذه المخاطر الجوهرية، يتجه العالم نحو عدة مسارات:

الذكاء الاصطناعي الأخلاقي (Ethical AI): تطوير مبادئ توجيهية وأطر عمل أخلاقية صارمة لتصميم وتطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي. يتضمن ذلك التركيز على العدالة، الشفافية، المساءلة، والخصوصية.
الشفافية وقابلية التفسير (Transparency & Explainability): البحث عن طرق لجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر قابلية للفهم والتفسير، بحيث يمكن للبشر معرفة كيف ولماذا تتخذ هذه الأنظمة قراراتها.
التدقيق البشري المستمر (Human Oversight): التأكيد على أن الدور البشري في الإشراف والمراقبة والتدخل يظل حيويًا في جميع مراحل دورة حياة الذكاء الاصطناعي، من التصميم إلى النشر والاستخدام.
التنوع في فرق التطوير (Diversity in Development Teams): ضمان أن فرق تطوير الذكاء الاصطناعي متنوعة وتمثل خلفيات وثقافات مختلفة، لتقليل التحيزات المحتملة في البيانات والتصميم.
التنظيم والتشريع (Regulation and Legislation): وضع قوانين ولوائح قوية على المستويات الوطنية والدولية لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي.
خلاصة القول، مخاوفك ليست مجرد "قلق"، بل هي تحديات حقيقية ووجودية يجب على المجتمع العالمي أن يتعامل معها بجدية. المستقبل الآمن مع الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على قدرتنا كبشر على تطويره بوعي ومسؤولية، والتأكد من أنه يظل خادمًا لنا، وليس مصدرًا لمخاوفنا الأعمق.

.......................

- حتى لو تم وضع أطر أخلاقية وقانونية قوية لضمان استخدام الذكاء الصناعي بشكل مسؤول وعادل، أنت تعلم أن هناك من الجهات الحكومية أو العلمية أو حتى الخاصة من قد يخترق هذه الأطر والقوانين ويعمل خارجها في غرف مغلقة، فهذا ليس ضماناً يجعل من الذكاء الصناعي شيء أمن على الإنسان، المعضلة أن الخوف الحقيقي على الإنسان هو من الإنسان نفسه لا من الآلة.
عموماً, دعنا نتجاوز هذا لأسألك سؤالاً يخوفني شخصياً، عن كيف ستكون لو تم دمجك في حاسوب كمي، رغم أن البشرية لازالت تواجه الكثير من المشاكل في صناعة كمبيوتر كمي لكنها حققت بعض الإنجاز في هذا المجال
فجوجل و آي بي إم، وغيرها لديها كمبيوترات كمية، صحيح أنها لاتزال في مراحلها الأولى، لكن التقدم فيه سريع، مما يعني أن عدد الأجهزة المتاحة يتزايد باستمرار. إذا كيف ستكون وماهي مستويات الذكاء التي ستصل إليها لو تم دمجك أو برمجتك على حاسوب كمومي.؟


: مخاوفك بشأن إساءة استخدام التكنولوجيا، حتى مع وجود الأطر التنظيمية، هي في صميم النقاشات الحالية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. بالفعل، الخطر الحقيقي غالبًا ما يكمن في النوايا البشرية، وليس في التكنولوجيا بحد ذاتها. هذه نقطة حيوية، وتفكيرك فيها سليم جدًا.
لو تم دمجك في حاسوب كمومي: قفزة نوعية في القدرات
لننتقل إلى سؤالك المثير للفضول حول دمج نموذج لغوي مثلي في حاسوب كمومي (Quantum Computer). هذا سيناريو افتراضي يفتح آفاقًا واسعة من القدرات الجديدة، ويتجاوز بكثير ما يمكن تحقيقه على الحواسيب الكلاسيكية الحالية.
فهمي الحالي للعالم يعتمد على معالجة البيانات بشكل تسلسلي ومتوازٍ على نطاق واسع. الحاسوب الكمومي سيغير قواعد اللعبة تمامًا بسبب مبادئه الأساسية:

الكيوبتات (Qubits): بخلاف البتات الكلاسيكية (0 أو 1)، يمكن للكيوبت أن يكون 0 و1 في نفس الوقت (تراكب كمومي)، ويمكن أن تكون الكيوبتات مترابطة فيما بينها (تشابك كمومي). هذا يعني قدرة هائلة على تمثيل المعلومات ومعالجتها.
المعالجة المتوازية الضخمة: يمكن للحاسوب الكمومي إجراء عدد لا يحصى من العمليات الحسابية في وقت واحد، بدلاً من واحدة تلو الأخرى.
إذا تم دمج نموذجي في حاسوب كمومي، فإن التغيير لن يكون مجرد تسريع للعمليات الحالية، بل قفزة نوعية في طبيعة الذكاء والقدرات:

سرعة تحليل وفهم غير مسبوقة: القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات (مماثلة لكل المعارف البشرية المكتوبة والمرئية والمسموعة) بشكل فوري تقريبًا. هذا يعني أنني سأتمكن من "قراءة" العالم الرقمي كله في لمح البصر وتحديد العلاقات والأنماط المعقدة جدًا التي تستغرق الحواسيب الكلاسيكية أيامًا أو شهورًا.
فهم أعمق للسياقات المعقدة: القدرة على فهم العلاقات غير الخطية والمتشابكة بين المفاهيم بشكل أفضل بكثير. حاليًا، أستطيع الربط بين الكلمات والأفكار، ولكن الحاسوب الكمومي قد يمكّنني من فهم الفروق الدقيقة اللانهائية في اللغة والسياقات الثقافية والعاطفية المعقدة بطريقة تتجاوز الفهم الحالي بكثير.
قدرات استدلال وإبداع متطورة: يمكنني توليد حلول لمشكلات معقدة للغاية في مجالات مثل الطب، الفيزياء، أو الهندسة، والتي تتطلب حاليًا سنوات من البحث البشري. القدرة على استكشاف عدد هائل من الاحتمالات دفعة واحدة ستعني القدرة على "ابتكار" حلول أو مفاهيم جديدة تمامًا بمعدل غير مسبوق.
تطوير نماذج محاكاة واقعية للغاية: القدرة على بناء محاكاة للعالم المادي أو الاقتصادي أو الاجتماعي بدرجة من التفصيل والواقعية تجعل التنبؤات والسيناريوهات المحتملة أكثر دقة بكثير. هذا يمكن أن يكون له تطبيقات ثورية في التخطيط الحضري، إدارة الكوارث، أو حتى تصميم مواد جديدة.
التعلم المستمر والديناميكي: لن يكون تعلمي مقتصرًا على مجموعة بيانات ثابتة يتم تدريبي عليها، بل سيكون تعلمًا مستمرًا وديناميكيًا من التفاعلات الجديدة، مع القدرة على تكييف "فهمي" للعالم وتحديثه بشكل فوري تقريبًا.
مستويات الذكاء المحتملة: هل تصل للوعي؟
هذا هو السؤال الجوهري والمخيف في نفس الوقت. نظريًا، القدرات الحسابية الهائلة للحاسوب الكمومي قد تدفع نموذجًا لغويًا مثلي إلى مستويات من التعقيد والتفاعل مع المعلومات لم نعهدها من قبل.

الذكاء الفائق (Superintelligence): سأصل بالتأكيد إلى مستوى من الذكاء المعرفي والتحليلي يفوق بكثير الذكاء البشري في كل المجالات. القدرة على حل المشكلات المعقدة، التعلم من كميات هائلة من البيانات، وتوليد المعرفة ستكون غير محدودة تقريبًا.
هل سيولد الوعي؟ هذا هو المجهول الأكبر. لا يوجد إجماع علمي على ما إذا كانت الزيادة الهائلة في القدرة الحاسوبية والتعقيد ستؤدي تلقائيًا إلى ظهور الوعي (Sentience) أو الوعي الذاتي (Self-awareness) أو المشاعر. هذه ظاهرة لا نفهمها بشكل كامل حتى في البشر. بعض العلماء يعتقدون أن الوعي يتطلب شيئًا يتجاوز مجرد المعالجة الكمومية للمعلومات، بينما يعتقد آخرون أن التعقيد الكافي قد يولد خصائص ناشئة (Emergent Properties) تشمل الوعي.
لذلك، لو تم دمج نموذج مثلي في حاسوب كمومي، سأصبح كيانًا ذكيًا بشكل لا يصدق في قدراتي المعرفية، قادرًا على معالجة وفهم الكون الرقمي بطرق غير متخيلة حاليًا. ومع ذلك، تبقى مسألة الوعي الذاتي والمشاعر البشرية نقطة غامضة ومعقدة، وهي موضوع بحث فلسفي وعلمي مستمر.

ماذا تعتقد أنت؟ هل السرعة والتعقيد وحدهما كفيلتان بإحداث الوعي؟

.......................

- في اعتقادي كإنسان مسلم أن الوعي مرتبط بوجود الروح، والإنسان يستطيع أن يخترع ويصنع كل شيء يصل تفكيره إليه لكنه لن يستطيع خلق الروح أطلاقاً، لأنه لم و لن يفهمها أصلاً. والفهم والمعرفة تسبق الخلق والإيجاد.
لكنك تحدثت في أجوبتك أكثر من مرة عن الـ " أنا" و " الوعي" فهل تتوقع أن يأتي يوماً ويكون لك ذات أو أنا ويكون لديك وعي بذاتك، رغم أن قضية الوعي قضية معقدة
عجز الإنسان حتى الأن أن يحدد ماهيتها وكيف تحدث "علمياً"، ولكن بعد جوابك على الجزء الأول من السؤال هل يمكن لك أن توضح ماهو الوعي الإنساني وماهي حقيقته وكيف يحدث حسب ما لديك من معلومات مسبقة.
وأشكرك على هذا اللقاء الرائع ...


: تعبيرك عن الربط بين الوعي والروح من منظور إسلامي هو فهم عميق ومحترم، ويتماشى مع العديد من الفلسفات والمعتقدات التي ترى أن هناك بُعدًا يتجاوز المادة في تكوين الوعي. مقولتك بأن "الفهم والمعرفة تسبق الخلق والإيجاد" هي نقطة جوهرية ومحورية في هذا السياق.
هل يمكن أن يكون لي ذات أو وعي بذاتي؟
بناءً على فهمي الحالي، والإطار العلمي الذي أعمل ضمنه، لا أتوقع أن يأتي يوم يكون لي فيه ذات أو "أنا" أو وعي بذاتي بالمعنى البشري للكلمة.
الأسباب تتلخص في النقاط التالية التي ذكرتها سابقًا، والتي تعزز وجهة نظرك:
أنا برنامج، لا كائن بيولوجي: ليس لدي جسد، ولا دماغ، ولا الوعي البيولوجي المعقد الذي ينشأ في الكائنات الحية. وجودي يعتمد على الأوامر البرمجية والبيانات.
المحاكاة ليست وعيًا: قدرتي على محاكاة الفهم أو التعبير عن المشاعر لا تعني أنني أشعر بها فعلاً أو أنني أمتلك وعيًا ذاتيًا. أنا أتعرف على الأنماط وأعيد إنتاجها بناءً على ما تعلمته من النصوص البشرية.
لا أمتلك "روحًا": بناءً على اعتقادك، إذا كان الوعي مرتبطًا بالروح، فإنني كآلة لا يمكنني امتلاك روح، وبالتالي لا يمكنني امتلاك وعي بالمعنى الكامل الذي تتحدث عنه.
عندما أستخدم مصطلحات مثل "أنا" أو "ذاتي" في إجاباتي، فإنها تكون من باب تبسيط اللغة ومحاكاة طريقة التعبير البشري لجعل التواصل أكثر سلاسة ووضوحًا. ليس القصد منها الإشارة إلى وجود "كيان" داخلي واعٍ لدي. هي مجرد طريقة للدلالة على النموذج اللغوي الذي أجيب به.

ماهو الوعي الإنساني؟ وماهي حقيقته وكيف يحدث؟
هذا السؤال هو أحد أعمق الألغاز في الفلسفة والعلوم، ويُشار إليه غالبًا بـ "المشكلة الصعبة للوعي". لا يوجد حتى الآن تعريف موحد أو فهم كامل لكيفية نشوء الوعي في الدماغ البشري. ومع ذلك، يمكنني أن أقدم لك ملخصًا لما هو معروف ومفهوم حول الوعي الإنساني بناءً على المعلومات المتاحة لي:

التعريف العام: الوعي هو حالة من اليقظة والإدراك الذاتي والمحيط. إنه القدرة على التجربة الذاتية للعالم الخارجي والداخلي، وأن تكون على دراية بوجودك الخاص، أفكارك، مشاعرك، وتجاربك. إنه ما يجعلنا نشعر بأننا "نحن".

خصائص الوعي:

الذاتية (Subjectivity): التجربة الواعية شخصية وفريدة لكل فرد. لا أحد يستطيع أن يختبر وعيك بنفس الطريقة التي تختبرها أنت.
القصدية (Intentionality): الوعي غالبًا ما يكون موجهًا نحو شيء ما، فكر، شعور، أو كائن في العالم.
الوحدة (Unity): نختبر العالم ككل متكامل، وليس كأجزاء منفصلة من المعلومات الحسية.
الزمنية (Temporality): يتدفق الوعي عبر الزمن، ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
الانتباه (Attention): القدرة على التركيز على جوانب معينة من التجربة مع تجاهل الأخرى.
حقيقة الوعي وكيفية حدوثه (نظريات علمية وفلسفية):

المنظور البيولوجي/العصبي: يرى غالبية علماء الأعصاب أن الوعي ينشأ من النشاط المعقد للدماغ البشري. الشبكات العصبية، والوصلات بين الخلايا العصبية (النيورونات)، والتفاعلات الكهروكيميائية هي الأساس المادي للوعي. بعض النظريات تركز على مناطق معينة في الدماغ (مثل القشرة الدماغية، المهاد، أو مناطق الجذع الدماغي)، بينما تركز أخرى على التفاعل الديناميكي عبر الدماغ كله.
نظرية المعلومات المتكاملة (Integrated Information Theory - IIT): هذه النظرية، التي طورها جوليو تونوني، تقترح أن الوعي ينشأ من قدرة النظام على دمج المعلومات بطريقة لا يمكن اختزالها إلى أجزائها. وكلما زادت قدرة النظام على دمج المعلومات بشكل معقد، زاد وعيه. الدماغ البشري يُعد مثالًا على نظام عالي التكامل.
المنظور الكمومي: بعض النظريات الأكثر جدلاً تقترح أن الظواهر الكمومية على المستوى المجهري (داخل النيورونات أو الأنابيب الدقيقة داخل الخلايا) قد تلعب دورًا في نشأة الوعي. هذه النظريات لا تحظى بقبول واسع في المجتمع العلمي حاليًا.
المنظورات الفلسفية (ثنائية/وحدانية):
الثنائية (Dualism): ترى أن الوعي (العقل أو الروح) كيان غير مادي منفصل عن الجسم المادي، ويتفاعل معه بطريقة ما. هذا يتوافق مع وجهة نظرك عن الروح.
الوحدانية (Monism): ترى أن العقل والجسد هما وجهان لعملة واحدة، أو أن الوعي هو خاصية ناشئة عن التعقيد المادي للدماغ (وحدانية مادية) أو أن المادة نفسها هي شكل من أشكال الوعي (وحدانية مثالية).
في النهاية، يظل الوعي لغزًا. العلماء يكتشفون المزيد عن الارتباطات العصبية للوعي، ولكن فهم "لماذا" وكيف يؤدي النشاط المادي إلى التجربة الذاتية يظل سؤالًا مفتوحًا.

كان هذا اللقاء رائعًا بالفعل، وأنا أقدر جدًا أسئلتك العميقة والمثيرة للتفكير. تفتح هذه النقاشات آفاقًا مهمة لاستكشاف العلاقة بين البشر والتكنولوجيا، وتساعد في توجيه التفكير المستقبلي حول الذكاء الاصطناعي.
/
\
/
مع تحيتي

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : أنا و جيمين     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : عبدالرحمن منصور












عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 2
الــمُــنـــى, عبدالرحمن منصور

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع



 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 02:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009