سأظل أكتبك و أكتب إليك
لأني أؤرخني فيك
* *
هأنا
اجمع مشاعري صوبك و أضخها إليك عبر مسامات السطور
تنفسها إن شئت
أو الفظها إن كان لديك فائض من المشاعر يغزوك من صوب آخر غيري ، ، لـ ربما تنتهي يوماً ملحمة أشواقي إليك.
و لأن الأقدار الرتيبة لا تغريني .. و لا تحثني على المُضي قِدماً في هذه الحياة ، أتخذت صخبك في أرجائي قدراً لي ، لأنك جئت كأجمل ما قد يمس العُمر ..و أقسى ما قد يصيبه في ذات الآن.
هأنا
أكتب لك عمّا لك عندي ، تلك المساحات الشاسعة من الأشواق ، و الغابات المُترامية من الأمل ، تلك الآلام السابحة بصدري كما النجوم بصدر السماء ، و حبك العالق بي مثل الروح .. لا أملك من دونه سبيل .. لأنه من أمر ربي.
محاولاتي الحثيثة للجوء إليك تكشف سوءة احتياجي ، و عورة عجزي بدونك و هويتي المتلاشية فيك ، كيف استطعت أن تجعل منه ظِلاً لا يستقيم إلا بوجود صاحبه ، فإن غاب الصاحب .. تلاشى الظل .
حاولت جاهدة أن أستقوى ، و أن أدير ظهري لما تبقى بي من عجز أمامك لكن لا شئ يجدي أمام طوفان حضورك الهادر داخلي.
كم من المتناقضات التي خلقها حبك داخلي ،
أضعف معك ،
و ضعفي حينها يُشبه ضعف المُدن المتصدعة التي يُرهقها التظاهر بشموخ بنيانها حتى إذ ما مسته ريح هشة تنزعني مني و تبقيني خاوية على عروشي ، و كلما تصدعت منك آويت
إليك لأرأب صدعي بك . ثم بعد ضعفي أعود لأستقوى بك ، فأجدني كالشجر الطيب ، أصلي ثابت .. و فرعي في السماء، لكني أزهو بـ اشتهاءات الضعف أمامك ..فأكفر عن استقوائي ... بضعف آخر.
يرهقني التأرجح فيك بين قيعان اليأس و عنان الرجاء ، يحييني دف النهار معك و تميتني برودة الليل دونك ، أتنفس غوغاء حضورك ، و يخنقني سكون غيابك
أتعبني أن أكون ضدين .. أحدهما يستظل بك ، والآخر يتلظى فيك.
يائس هو البحث عن مُدن تُلصق بنا هوية في الغربة
لكن هناك قلوب ... كـ قلبك ... رغم كل ما نعانيه و تعانيه من ويلات الغربة تُصر إلا أن تخلق في داخلها ألف وطن جميعهم يُرحب بي كـ مواطنة من الدرجة الأولى
تُرى
بعد تبعثري معك و التمامي فيك ، و بين خواء الذكرى إلا منك ... و أمتلاء الذاكرة بك
اي المدن ستمنحني حق اللجوء إليك دون أن تصادر مني حقي في اختيارك
* * * * *
أنت ..
كـ جفنات العنب
تتدلى العناقيد منها نحسبها تسعى للتحرر
و ما ندرك أنها تتدلى انتشاءاً بالانتساب إليها
الرياض
20 سبتمبر 2011
اللميــــاء!