عندما يفكر المرء فى اعظم اسم فى اداب المتكلمين بالانجليزيه فالجواب الحتمى هو " شكسبير " ذلك انه اذا كانت لإنجلترا ان تفخر بحق بثروه اداب لغتها . وفى ايطاليا يأتى " دانتى " فى المقدمه فله المكان الاعلى فى الادب الايطالى و " دانتى اليجييرى Dante Alighieri " او " دورانتى " ولد فى فلورنسا عام 1265 وكثيرا ما يتحدث عنه الناس بأنه " روح العصور الوسطى " و " صوت القرون الصامته " . ومن اعظم ما تأثردانتى اعمالهم من قبله هو الشاعر " جويدو جوينسلى " من بولونيا والذى توفى عندما كان عمر دانتى احد عشر عاما فقط وقد ترك " جوينسلى " بعضا من اروع ما كتب من القصائد الغزليه لا من حيث جمال شاعريتها فقط بل من حيث نبل عواطفها والحقيقه انه لو لم يكن هناك " جوينسلى " ليكتب بهذا الجمال عن الحب الدنيوى لما امكن لدانتى ان يكتب قصيدته " la vita nuova" او " الحياه الجديده "
وفى هذه القصيده يروى- لمن لم يتسنى له قرائتها - دانتى قصه غرامه " بياتريس بورتينارى " وكان فى العاشره من عمره عندما رأى بياتريس لاول مره وكانت هى فى التاسعه من عمرها وقد وقع فى شراك غرامها للتو ودام هذا الحب طيله حياه " دانتى " حتى ولو تزوجت هى من غيره وتوفيت عام 1290 ولم يتزوج دانتى نفسه الا بعد وفاتها . وتروى القصيده بعض الحوادث القليله المختصره عن مقابلاتهما . كذلك كتب دانتى عن رؤيا ظهرت له فيها بياتريس بعد وفاتها ولم يذكر دانتى تفاصيل رؤيته تلك سوى قوله انه فى يوم ما عندما يصبح اكبر استحقاقا لهذه الرؤيا سوف يكتب عن بياتريس " ما لم يكتب من قبل عن ايه امرأه " . وقد اوفى بوعده هذا فى اروع اعماله المسماه " الكوميديا " والتى اسماها بعض المعجبين " الكوميديا الالهيه"
ولم تنل امرأه من قبل من الحظوه ما نالته بياتريس من دانتى ففى الكوميديا كانت هى الشمس التىتشع نورا سماويا وعى الفضيله والطيبه والجمال اما القصه نفسها فهى تصف حج دانتى فى الجحيم والمطهر والسماء اولا تحت ارشاد " فرجيل " ثم بعد ذلك " بياتريس "
واشترك دانتى فى مختلف نواحى الحياه فى عصره فصنف الكتب عن الفلسفه والسياسه والف كتابا حاول فيه ان يؤسس لغه ايطاليه للادب ولحسن الحظ انه لم ينجح فى ذلك . كذلك كان هناك شئ اخر حاول ان يوجده وهو ما سماه " مملكه عامه فى مقاله اللاتينى " موناركيا " او الملكيه وقد ناقش فيه ضروره تكوين منظمه عامه للامم لضمان سلام العالم وحريته وكانه تنبأ عن منظمه الامم المتحده ؟
وهناك بعض الشعراء الدين اثروا فى الادب الايطالى ومنهم بترارك الذى كان عمره ثمانيه عشر عاما عندما توفى الشاعر دانتى حذا حذو هذا الاخير فى انه وضع نصب عينيه مستقبل ايطاليا وقد عاش زمنا طويلا فى " افينون " بفرنسا وكان يعتبر بحق امير الشعراء فى عصره وقد خلف وراءه عملين عظيمين كان يؤمل ان يخلدا ذكراه وهما " الانتصارات " و " إفريقيه "
والثانى بوكاتشو الذى ولد غة عام 1313 فكان معاصرا لبترارك وفى قصته " الحب " التى كتبها بالايطاليه يتبين مدى حبه للطبيعه كما يتجلى ذلك بشكل واضح فى مجموعه قصصه المائه " الديكاميرون " التى اعتبرتها العصور التاليه دره اعمال بوكاتشو وحول هؤلاء النجوم الثلاثه للادب اليطالى - دانتى ؛ بترارك ؛ بوكاتشو - تجمعت اضواء اخرى صغيره
ومع تقدم روح النهضه ازداد النشاط فى جميع الميادين فظهر لنا الشاعر " الكاردينال بيترو بيمبو " أخذوا رسائل دانتى عن اللغه الايطاليه وحاولوا ان يكسبوا هذه اللغه صفه خاصه وبعد تأسيس أكاديميه " ديللا كروسكا " فى فلورنسا عام 1485 بدأ ظهور المعاجم وقواعد النحو والصرف وقد شجع ذلك على احترام اللغه الايطاليه بدلا من اللاتينيه التى كان كثير من الكتاب ما زالوا يفضلونها ولحسن الحظ انه كان فيما كُتب باللسان الايطالى سجايا اكثر مما جعل اللاتينيه تتقهقر تدريجيا حتى اصبحت لغه البحوث العلميه فقط.
وكان القراء فى هذا الوقت تفتنهم مغامرات الفروسيه فى قصيده "المجنون اورلاندو " التى كتبها " لوديفكو اريوستو "
وعندما سقطت ايطاليا تحت حكم اسبانيا الاستبدادى اصيب الادب الايطالى بآفه فى جذوره . اذ لم يلبث الحكام الاسبانيون ان ادخلوا نظام " محكمه التفتيش " وهى هيئه قضائيه تعاقب بالسجن او التعذيب او الموت كل من تثبت ادانته بانه يتمسك بأفكار تخالف الاراء المستقيمه .
وبدأت الحياه تعود الى الادب الايطالى مره اخرى فى القرن الثامن عشر ولم يكن الكثير من تلك الاعمال عظيما لدرجه بلوغ الشهره خارج ايطاليا فيما عدا المآسى الشعريه التى كتبها " قيكتور الفيرى " الذى وهب ايطاليا مأساه تمثيليه عظيمه
وفى القرنين التاليين ظهر شاعران ايطاليان ممتازان هما " ليوباردو " و "كردوشى " والاخير هو اول ايطالى نال جائزه نوبل فى الاداب .