أهلا متاهة الأحزان
أعلم حقيقة أنك لم تقصدي أن تشترطي أن تكون التجربة حدثا وقع للكاتب أو رأه بأم عينه
ولكني أبحث في كلامكم عن التجربة الذاتية عما يجعلنا نتوسع في الحديث عنها بشكل كبير
فإن كانت النطفة هي مرحلة أولية من مراحل خلق الكائن الحي فإن التجربة الذاتية هي بمثابة هذه المرحلة للنص الأدبي
ولن أبالغ إن قلت كما يقول الكثير من متذوقي الأدب بأن النص الأدبي " كائن حي "
وأنت أشرت إلى ذلك في قولك (لكني أشطرت بالتجربة الذاتية أن تكون حدثا أثر في نفس الكاتب بدرجة جعلت نصه مفعما بالحياة )
فهذا الشطر من حديثك قدم لي الكثير مما كنت أبحث عنه في هذا الحديث المسترسل والطويل عن التجربة الذاتية
فكيف يمكن أن أقول لأحد أن النص الأدبي كائن حي فلن يستسيغ مني أحدٌ هذا القول قبل أن أخذه إلى نقطة عميقة جدا
ومرحلة أوليه من مراحل تكون النص الأدبي في ذهن الكاتب وكيف يكون مجرد مضغة وأمشاجاً قوامها الشعور الإنساني والعاطفة الجياشة
من ثم تولد وتخرج للنور على شكل نص أدبي جسده من الحروف والكلمات وروحه من العاطفة والشعور الانساني
وهذه مرحلة لن نتعداها قبل أن نفهمها حق الفهم ونمعن النظر فيها طويلاً
اشكرك متاهة الأحزان
على حضورك الثاني
وعلى تفاعلك مع هذا الدرس
لك مني خالص التحية ...،،