اللميـــاء
15-05-11, 12:50 AM
http://www5.0zz0.com/2011/05/14/21/788830850.jpg (http://www.0zz0.com)
استيقظت ذات صباح على صوت - نباح كلب - الله يعزكم ، لأول وهلة ظننت أن هذا النباح أحد الكوابيس التي تراودني ما بين حين و آخر ، لذا سرعان ما استعذت بالله من الشيطان و استغفرت الله لكل ذنوبي ما سبق منها و ما لحق و هممت بالعودة لاستكمال النوم مرة أخرى ، فإذا بذات الكلب إبن الكلب ينبح مرة أخرى فجلست من رقدتي و هاجس داخلي يخبرني " أكيد حد عاملي عمل " ، و بدأت أفكر يا تري مين المؤذي اللي عاملي العمل ده ، آه أكيد هي نيفين المسلوعة اللي في البيت اللي أدامنا ، كل ما تشوفني تقولي مش هتذاكريلي شوية انجليزي ، اكيد هي عملت لي العمل عشان صوت الكلب ينسيني الانجليزي اللي اتعلمته ، بعدين فكرت لأ ده مش عمل ده اكيد انا محسودة ، آه أكيد إن أنا محسودة أصل إمبارح عمتي حسدتني ع الجزمة اللي كنت لابساها مع أنها من أيام ما كانوا الناس بيمشوا حافيين ، المهم في خضم التفكير أفزعني نباح الكلب مرة أخرى لكن هذه المرة لم يفزعني أنا وحدي لكنه جعل أمي تتقلب في نومها قائلة " بصراحة أبو حبيبة جاب لنا أذى في البيت " و قبل أن تنتهي من جملتها ركضت صوبها و سألتها " مين الأذى اللي جاب أبو حبيبة ؟ " ففتحت عينيها و قالت "سلام قولاً من رب رحيم ، هما بيطلعوا إمتى دول ؟ " فسألتها " قصدك مين الأذى و لا أبو حبيبة؟ " قالت لي " لأ إنتي يا خفيفة ، فنظرت لوزني و قارنته بكلمة خفيفة و ادركت حينها ان أمي ليست بوعيها ، المهم مش ده موضوعنا.
سألتها إنتي بتتكلمي على إيه فأجابت " أصل أنا شفت أبو حبيبة جارنا بالدور الأعلى جاي وش الفجر و معاه كلب " ، أنا سمعت كلمة كلب أعزكم الله و اتقلبت عليا الذكريات الموجعة ، فليس هناك عمار بيني و بين الكلاب منذ أن كنت تقريبا في السادسة و هاجمني أحد الكلاب و أخذ في الركض خلفي و أنا في الصراخ منه حتى انتصر صراخي و التقطتني أيادي أحد المارة و رفعتني عالياً بعيداً عن مسار الكلب ، من حينها كلما رأيت أي كلب محترم يأتي في شارع أسير به أعود أدراجي من حيث أتيت و أفرغ له الشارع حتى لا أضايقه.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
المهم عدت من ذكرياتي مع السادة الكلاب و قررت أن أحتج ضد هذا الاعتداء السافر على حرية السكان من قِبل أبو حبيبة ، ارتديت إسدالي و صعدت إليه و أنا رٍجل ورا و رٍجل قدام و طرقت على بابهم ففتحت لي أم حبيبة قالت " صباح الخير يا لميا اتفضلي "، فسألتها الكلب هنا ، فتعجبت و قالت "مين ؟ " قلت لها معلش أسفة أبو حبيبة هنا ، فقالت نعم ، قلت لها معلش يا أم حبيبة بس ايه موضوع الكلب ده فتبسمت و قالت " ده كلب تيتي " فقلت لها "ماشاء الله ، هو من فصيلة تيتي كمان " فرفعت حاجباها و قالت " تيتي دي أختي و الكلب ده بتاعها " فقلت لها معلش مخدتش بالي العتب ع التيتي " بس المفروض ياخذ رأي السكان قبل ما يجيب الكلب هنا" و قبل أن اكمل الجملة فاجئتني حيطة تدنو نحوي من خلف أم حبيبة ، و لم أستبين أنه " أبو حبيبة " إلا حينما دنا من الباب ، و قال لي بصوت نصفه نائم و نصفه متحشرج " خير يا آنسة " فقلت له " مافيش يا أبو حبيبة أنا بس بسأل عن صحة الكلب ، إن شاء الله يكون بخير" فقال و نظرته ترمقني و تقول "بطلي كدب " ، " انا سمعت كل حاجة و على فكرة انا حر في بيتي ، احنا عملنا ثورة يناين عشان كل واحد يعمل اللي عايزه " ، ففتحت فمي فتحة البلهاء ، و رفعت حاجبي رفعة السفهاء بسبب أن السيد أبو حبيبة كان من أشد المعارضين للثورة و كان دائم القول " شوية عيال خربوا البلد " و كان كلما عرف أني أو أحد من إخوتي بالتحرير يبث سمه في أذننا بأننا سنندم ، المهم استطردت و قلت له " يعني الثورة قامت عشان كل واحد يجيب كلب براحته ، لا عشان ظلم و لا اضطهاد و لا فساد و لا حاجة من الكلام الفارغ ده " فأجاب بتمعن العلماء و فلسفة الفقهاء " دي حاجات سانوية يا أنسة أهم حاجة كل واحد يبقى براحته " ، فهبت داخلي روح الثورجية و قلت له "لأ يا أبو حبيبة ، لو كل واحد عمل اللي هو عاوزه دي يبقى إسمها فوضى مش حرية ، الحرية إننا نتحرر مش إننا نستهتر " ، فتثاءب و قال لي " يعني ايه ؟ " فوجدت إبنه محمد ذو العشر سنوات يقفز ليقف بيني و بين أمه و بين أبيه و يقول " يا بابا أبلة لميا تقصد اننا نتحرر عشان الدنيا حر ، يعني نتحرر من هدومنا و ندخل ناخد دُش " فنظرت لهم نظرة استياء و قلت لهم بجد الكلام حرام فيكم ، روحوا كملوا نوم إن شالله نومة أهل الكهف" و نزلت من عندهم و أنا لم أحل قضية الكلب ، التي هي في الأصل قضية الحرية ، إلى متى ستظل الأفعال السافهة و المقيتة و الكريهة تُفسر على أنها حرية ، ألم يتعلموا أن حريتنا تنتهي إذا ما كتمت على أنفاس الآخرين<o:p></o:p>
أليس التحرر لا يعني كما قال محمد إنه دش بارد زي اللي خلفوه ؟ ، بالفعل أشياء تبعث على الحزن ، حين نزلت شقتنا كان مزاجي أسوأ ما يكون خاصة أن الكلب كأنه يغيظني فلم يتوقف عن النباح ، فقررت أن أهزمه بصوت فيروز ، رحت استمع إلى فيروز في البلكونة و جعلت الصوت على أعلى درجة و أخذت أدندن معها " بناديلك يا حبيبي .... " و قبل أن أكمل " ما بتسمع الندا " فتحت جارتنا رانيا ستارة نافذتها و قالت لي " لميا بعد اذنك صوت الكاسيت عالي و صحاني من النوم " فاجبتها ببرود " و الله أنا حرة J ."<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لمياء<o:p></o:p>
14 مايو 2011<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
11 و ربع مساء<o:p></o:p>
استيقظت ذات صباح على صوت - نباح كلب - الله يعزكم ، لأول وهلة ظننت أن هذا النباح أحد الكوابيس التي تراودني ما بين حين و آخر ، لذا سرعان ما استعذت بالله من الشيطان و استغفرت الله لكل ذنوبي ما سبق منها و ما لحق و هممت بالعودة لاستكمال النوم مرة أخرى ، فإذا بذات الكلب إبن الكلب ينبح مرة أخرى فجلست من رقدتي و هاجس داخلي يخبرني " أكيد حد عاملي عمل " ، و بدأت أفكر يا تري مين المؤذي اللي عاملي العمل ده ، آه أكيد هي نيفين المسلوعة اللي في البيت اللي أدامنا ، كل ما تشوفني تقولي مش هتذاكريلي شوية انجليزي ، اكيد هي عملت لي العمل عشان صوت الكلب ينسيني الانجليزي اللي اتعلمته ، بعدين فكرت لأ ده مش عمل ده اكيد انا محسودة ، آه أكيد إن أنا محسودة أصل إمبارح عمتي حسدتني ع الجزمة اللي كنت لابساها مع أنها من أيام ما كانوا الناس بيمشوا حافيين ، المهم في خضم التفكير أفزعني نباح الكلب مرة أخرى لكن هذه المرة لم يفزعني أنا وحدي لكنه جعل أمي تتقلب في نومها قائلة " بصراحة أبو حبيبة جاب لنا أذى في البيت " و قبل أن تنتهي من جملتها ركضت صوبها و سألتها " مين الأذى اللي جاب أبو حبيبة ؟ " ففتحت عينيها و قالت "سلام قولاً من رب رحيم ، هما بيطلعوا إمتى دول ؟ " فسألتها " قصدك مين الأذى و لا أبو حبيبة؟ " قالت لي " لأ إنتي يا خفيفة ، فنظرت لوزني و قارنته بكلمة خفيفة و ادركت حينها ان أمي ليست بوعيها ، المهم مش ده موضوعنا.
سألتها إنتي بتتكلمي على إيه فأجابت " أصل أنا شفت أبو حبيبة جارنا بالدور الأعلى جاي وش الفجر و معاه كلب " ، أنا سمعت كلمة كلب أعزكم الله و اتقلبت عليا الذكريات الموجعة ، فليس هناك عمار بيني و بين الكلاب منذ أن كنت تقريبا في السادسة و هاجمني أحد الكلاب و أخذ في الركض خلفي و أنا في الصراخ منه حتى انتصر صراخي و التقطتني أيادي أحد المارة و رفعتني عالياً بعيداً عن مسار الكلب ، من حينها كلما رأيت أي كلب محترم يأتي في شارع أسير به أعود أدراجي من حيث أتيت و أفرغ له الشارع حتى لا أضايقه.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
المهم عدت من ذكرياتي مع السادة الكلاب و قررت أن أحتج ضد هذا الاعتداء السافر على حرية السكان من قِبل أبو حبيبة ، ارتديت إسدالي و صعدت إليه و أنا رٍجل ورا و رٍجل قدام و طرقت على بابهم ففتحت لي أم حبيبة قالت " صباح الخير يا لميا اتفضلي "، فسألتها الكلب هنا ، فتعجبت و قالت "مين ؟ " قلت لها معلش أسفة أبو حبيبة هنا ، فقالت نعم ، قلت لها معلش يا أم حبيبة بس ايه موضوع الكلب ده فتبسمت و قالت " ده كلب تيتي " فقلت لها "ماشاء الله ، هو من فصيلة تيتي كمان " فرفعت حاجباها و قالت " تيتي دي أختي و الكلب ده بتاعها " فقلت لها معلش مخدتش بالي العتب ع التيتي " بس المفروض ياخذ رأي السكان قبل ما يجيب الكلب هنا" و قبل أن اكمل الجملة فاجئتني حيطة تدنو نحوي من خلف أم حبيبة ، و لم أستبين أنه " أبو حبيبة " إلا حينما دنا من الباب ، و قال لي بصوت نصفه نائم و نصفه متحشرج " خير يا آنسة " فقلت له " مافيش يا أبو حبيبة أنا بس بسأل عن صحة الكلب ، إن شاء الله يكون بخير" فقال و نظرته ترمقني و تقول "بطلي كدب " ، " انا سمعت كل حاجة و على فكرة انا حر في بيتي ، احنا عملنا ثورة يناين عشان كل واحد يعمل اللي عايزه " ، ففتحت فمي فتحة البلهاء ، و رفعت حاجبي رفعة السفهاء بسبب أن السيد أبو حبيبة كان من أشد المعارضين للثورة و كان دائم القول " شوية عيال خربوا البلد " و كان كلما عرف أني أو أحد من إخوتي بالتحرير يبث سمه في أذننا بأننا سنندم ، المهم استطردت و قلت له " يعني الثورة قامت عشان كل واحد يجيب كلب براحته ، لا عشان ظلم و لا اضطهاد و لا فساد و لا حاجة من الكلام الفارغ ده " فأجاب بتمعن العلماء و فلسفة الفقهاء " دي حاجات سانوية يا أنسة أهم حاجة كل واحد يبقى براحته " ، فهبت داخلي روح الثورجية و قلت له "لأ يا أبو حبيبة ، لو كل واحد عمل اللي هو عاوزه دي يبقى إسمها فوضى مش حرية ، الحرية إننا نتحرر مش إننا نستهتر " ، فتثاءب و قال لي " يعني ايه ؟ " فوجدت إبنه محمد ذو العشر سنوات يقفز ليقف بيني و بين أمه و بين أبيه و يقول " يا بابا أبلة لميا تقصد اننا نتحرر عشان الدنيا حر ، يعني نتحرر من هدومنا و ندخل ناخد دُش " فنظرت لهم نظرة استياء و قلت لهم بجد الكلام حرام فيكم ، روحوا كملوا نوم إن شالله نومة أهل الكهف" و نزلت من عندهم و أنا لم أحل قضية الكلب ، التي هي في الأصل قضية الحرية ، إلى متى ستظل الأفعال السافهة و المقيتة و الكريهة تُفسر على أنها حرية ، ألم يتعلموا أن حريتنا تنتهي إذا ما كتمت على أنفاس الآخرين<o:p></o:p>
أليس التحرر لا يعني كما قال محمد إنه دش بارد زي اللي خلفوه ؟ ، بالفعل أشياء تبعث على الحزن ، حين نزلت شقتنا كان مزاجي أسوأ ما يكون خاصة أن الكلب كأنه يغيظني فلم يتوقف عن النباح ، فقررت أن أهزمه بصوت فيروز ، رحت استمع إلى فيروز في البلكونة و جعلت الصوت على أعلى درجة و أخذت أدندن معها " بناديلك يا حبيبي .... " و قبل أن أكمل " ما بتسمع الندا " فتحت جارتنا رانيا ستارة نافذتها و قالت لي " لميا بعد اذنك صوت الكاسيت عالي و صحاني من النوم " فاجبتها ببرود " و الله أنا حرة J ."<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لمياء<o:p></o:p>
14 مايو 2011<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
11 و ربع مساء<o:p></o:p>