رسالة إلى صديقي الصرصار.....!
لقد كنت رمز للكرامة لذالك أهديك هذا المقال لعلى أفيك حقك المسلوب ..
الصرصار ذاك الكائن العجيب والغريب المفعم بالحيوية بين كل الحشرات
كان له وجود ورمز ..
في كثير من الأعمال الأدبية .. كالشعر والقصة والمسرحية والفكاهه
والموروث الثقافي ككل
ذاك الصرصار المتمرد بطبيعته والثأر دوماً. الذي أثار أعجاب الكثير بغموضه وما دار حوله من جدلية
في كثير من مفاصل حياته الغامضة كان له ظهور على المسرح في دور بطولي
في مسرحية توفيق الحكيم .. مصير صرصار
وكان الصرصار الملك في مملكته الحمام ومعه زوجته الملكة ووزيره الغاضب من النمل الذي أكل ابنه حين سقط على رأسه ونقلب على ظهره وحتشدت عليه لتلتهمه .
وعالم البلاط والكاهن وكلهم صراصير
إلى مصير الملك الذي سقط في البانيو تلك البحيرة بحيرة الصراصير التي تمتلئ صباحا وتجف ليلاً
التي ذهب لكي يراها كما عرض عليه العالم..
وكيف أن عادل حين رأى الصرصار يصارع الموت عبر الإصرار للخروج من البانيو الزلق
وأسقط مشاكله مع سامية على الصرصار ورأى نفسه في الصرصار
وأنها دائما ما تراه ضعيف الشخصية كما الصرصار
وكيف أستمات لحماية الصرصار من زوجته المتسلطة التي تريد أمتلك الحمام
بقتل الصرصار وهضم حقوقه وحتلال قصره الجميل
وكان مصير الصرصار الموت لكن لم يمت حتى علمنا
أجمل معاني الإصرار للوصول للهدف
لقد مات الصرصار يا سادة لكنه ترك لنا مبدأ وأرث
وهو الإصرار وعدم اليأس للوصول للهدف أن الصرصار
يا سادة حي في تلك المعاني السامية
ولقد حمل بعد مماته على أكتاف النمل
وجيوش النمل من حوله في تأبين
يليق بالصرصار الملك ..
أما الفكاهة
الفكاهه .. أستخدام الصرصار كرمز
في كثير من النكت التي يتداولها العامة
وكان وجوده واضح ...
في النكت المضحكة .. وكان ذاك الوجود كفيل لأن يدخل البسمة
على محيا الكثير .. إذن الصرصار أصبح رافد للضحك والتسلية
بما يملكه من مرونه وحس جيد داخل الفكاهة ..
وقدم لنا أجمل اللحظات الجميلة في ساعات الملل
وأصبح للصرصار وجه جميل ورائع نراه من خلال الضحك
يقال أن رجل وجد صرصار مقلوب على الأرض ويداس بالأقدام فأخذه وقبله
وقال أستغفر الله
ووضعه على جانب الطريق يظن أنها تمرة..
أما الشعر ..
فقد أستعاض الشاعر عن ذاته الممزقة بالصرصار
وصور لنا هذا الشاعر الفذ ..
معانته بمعانات ذاك الصرصار ..
ولن أتكلم هنا في الرمز فهو واضح للعيان
لكن
سوف أطرق مجال آخر ..
كيف أن الشعر دون لنا ..
منازل ومرابع الصرصار من مطبخ ومجاري
وطنجرة صنع شركة تيفال ..
ويتبين لنا أن هذا الشعر كان ما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر
لوجود الطناجر وخاصة نوع تيفال والمجارى التي لم تعرف قبل تلك الحقب
ونأسف أن الشعر لم يدون لنا حضارة الصراصير
كما دون لنا الكثير عن باقي الأمم
من بين أواني الطبخي .... وطناجر التيفالي
صرصور يمشي وحيد الأماني
عابر المطبخي كمالك المكاني
شامخ الصدري واثق الأمالي
واذ بلحظة بل في ثواني لمح صرصورة فائقة الجمالي
كأنها مصباااااح تنير االجواري
ذات عين كالؤلؤ المرجاني
انصدم الصرصور وانقلب حاله
كأنها أصابته بسهم الغرامي
فأراد سؤالها بإستحيائي
أأنت ملاك أم صرصورة مجاري
فذهب اليها بسرعة الحصاني
مبتسم الثغر مرفوع الأمالي
أما في القصة
وينتقل هذا الصرصار الملهم للعباقرة
بروعته ويتجسد لنا في رائعة الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي
الذي أمد الأدب العالمي في القرن العشرين بروائعة الأدبية
بعنوان ..الإنسان الصرصار ..
وكيف أن حياته المليئة بالحزن والعذاب ..
والمرض والحقد على الناس والسخط
تحولت لحياة صرصار ..
ولقد قال هذا الأديب في طيات كتابه
أود أن أخبركم الآن أيها السادة، سوءا كان يهمكم هذا أم لا، لماذا لم أصبح حشرة. لقد حاولت أن أكون حشرة عدة
مرات، إلا أنني لم أكن أستحق حتى أن أكون حشرة... أنتهى كلام الكاتب
يريد أن يكون حشرة لقد آمن بالحشرات لإعجابه بالصرصار
لقد كان للصرصار دور في التأثير على الكاتب
لأن الصرصار لا يبالي بالحياة لأنه فهم أن الحياة قذرة بل أنها أقذر من صرصار
الصرصار في الرسوم المتحركة نقلة نوعية كانت له ..
الصرصار في الرسوم المتحركة .. نال على أعجاب الأطفال
وكان هو رمز من رموز الإتكالية والكسل
تارة وأخرى بالغباء .. ولن ننسى الصرصار الذي أصطدم مع بشار
وكيف صور الصرصار في ذاك الدور على أنه آكل جيف
وبقايا الحشرات وكان متقن لدور المجرم
ومسلسل أوغي والصراصير الثلاث تدور أحداث هذه السلسلة الكوميدية حول القط اوجي ومعه ثلاثة صراصير
في أجمل كوميديا أبطالها صراصير .. هم دي دي و ماركي و جوي
وكانوا رموز لشخصيات مختلفة القيادي المدبر..
الغبي صاحب الشهية النهمه .. وذاك الصرصار العاشق للسيادات المنحرف.
الصرصار عادة يعيش منعزل بعيد عن الحياة الجماعية كسول لكن قنوع يأكل أي شيء
لا يشترط أنواع معينة من الأكل ..هنا جسد الصرصار أجمل صور القناعة
هي الرضى بكل ما يجد ..
لم يكن كالنمل والنحل في جماعات وطعامهم معين ومنتقى ...الصرصار لا يؤمن بالجماعة والشمولية
نستطيع أن نقول أن أول من جاء بفكرة الفردية هو الصرصار
ولا أباعد أبداً أن الملكية الفردية هو من أسسها
والإنطوائية هي صفة للصرصار بين الحشرات هو أنطوائي بطبيعته
لذالك نسمع الكثير يخاطب بعض الإنطوائيين ما بك
وحيد جالس كما الصرصار ..؟!
حتى أن علماء النفس الآن يدرسون سلوكيات الصرصار
حتى يجدوا وسيلة لحل مشكلة الإنسان الأنطوائي
وأن الإنسان أستفاد من فردية الصرصار كما أستفاد
من باقي الحشرات والزواحف .. في مجالات أخرى مثل الطب و معرفة التاريخ
عبر الحشرات والحيوانات من خلال بعض العظام أو الأجساد المتحجرة
إلا أن الإستفادة هنا تختلف مع الصرصار
أستفادة فكرية . وكما قلنا أن الصراصير يؤمن بالفردية وقد
أسست الحرية الفردية
في العالم .. أن الصرصار براقماتي ( نفعي ) ..
إذن الحشرة الوحيدة التي أثرت الأدب العالمي فكرياً الصرصار
بالنسبة لي كتبت بعض من الأعامل الساخرة
بعنوان ... مذكرات صرصار عاشق ..
وكيف حاول صرصاري أن يخرج من الفكر الفردي للفكر الجماعي
حتى يكون شاب له زوجة وشريكة حياة ويبتعد عن الفردية
والإنطوائية
وكيف كان يعاني من الإنطوائية حتى أن العلاقة العاطفية لدى الصرصار
ليست علاقة أجتماعية تكافلية منظمة كما في باقي الحشرات
أنما يؤمن الصرصار بالشمولية في هذه الجزئية فقط ..
أن كل صرصارة لكل صرصار ..
ورعاية الأطفال قائمة في مجتمع الصراصير على كاهل الصرصارة
لذالك نجد أن العاطفة الأمومية لدى الصرصارة
لا يضاهيها عاطفة
لذالك أستطاع الصرصار تطوير نفسه والحفاظ على نوعه
من جميع النكبات التي مرت على سطح الأرض
ومن أجمل ما أفاد الصرصار البشرية به
هو أن التجمعات تسهل قتل النوع إلا أن الفردية في السكن
والشمولية في العلاقات العاطفية
كانت هي الحافظ لها من الإبادة على الأرض طوال تلك السنين
هذا هو الصرصار يا سادة بنظريته الفرديه
وكيف كان رمز
للقرأءة والإطلاع