سكاكر الحروف وحلوى الكلمات

[عبدالرحمن منصور]

//
//
//

//
//
//





سَكاكرُ الحروفِ وحَلوى الكلِمات


" فاتحة السَّكاكر "
أنتِ كثيرة للحد الذي لن تُحصيكِ الحروف
أنتِ فريدة للقدر الذي لن تحتويكِ الكلمات
أنتِ كبيرة للحجم الذي لن تتسعكِ المعاني
أنتِ متشعبة ومتفرعة أنتِ متغلغلة ومتجذرة
لن تدركِ السطور ولن تستوعبكِ أوراق الصفحات
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف

" سُكرة التوحد "
ابحثي بين حروفي ستجدين بعضاً منكِ قليلاً
فتشي بين كلماتي ستجدين القليل منكِ كثيرا
انظري بعيون قلبكِ وتحسسي بأنامل روحكِ
الحروف حروفي والكلمات كلماتي والصفحات صفحاتي
فلم أخترع منها جديداً فيذكر، ولم ابتكر فيها فريدا فيشكر
فأنتِ وحدكِ من وهبتِ للحروف مبناها، وأنتِ من سكبتِ في أذنيَّ معناها
أنتِ وحدكِ أكملها وأنداها، وأنتِ أجملها وأحلاها، وحيثما ألقاكِ ألقاها
أنتِ وحدكِ من أعدتِ لها نظارتها ومغناها، الوصل أضحكها والهجر أبكها
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف

" سُكرة الألق "
حَسبُ قلبي أن التقط بعض ما تساقط منكِ في خيالي
وأنفث فيه نفثة من العشق الأحمر فتستحِيل حروفي حدائق وجنات وزهورا
القليل منكِ يسيل على أوراق روحي كقطراتِ ندى ندية، فوق بتلات زهرة برية
فأمسحكِ بأطراف قلبي فتنبجسين فيه خيالاً أسراً وفضاءً ساحراً وفكرة عبقرية
القليل منك يكفي لأخترقَ بهِ سراب العمر وأعبر سُدُم الأيام و سحيق السنين وغابر الأعوام
لأصل معكِ إلى مدائن النور و شواطئ الغرام وسواحل الأمنيات ومرافئ الأحلام
القليل منك حين يَهمِي على قلبي كهتان أسِر وطَلٍ خفيف
يحملني ما بين الشريان والشريان ويأخذني بعيداً بعيدا
فأركِ هُناكَ في الأفق القصي بين النجوم وفوق هامات الألق
تختبئين خلف كثبان السحاب وتُطِلين من بين حبات المطر
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف

" سُكرة العبور "
حين تعبرين في خيالي تنثرين من أطراف أناملكِ الشُهد والحلوى
حين تعبرين في خيالي تُسقِطين من ثَغركِ الجوري المنَّ والسلوى
حين تعبرين في خيالي أرى في عينيكِ الفاتنتين كُل ما أشتهي وكل ما أهوى
حين تعبرين في خيالي تفوح من بين خصلات شعركِ رائحة النَدّ* والبخور
حين تعبرين في خيالي تطيرُ نوارسٌ، وتزهرُ حقول، تغردُ بلابل، وتعبُقُ عُطور
حين تعبرين في خيالي تأتين كجَنةٍ غناء وروضةٍ وارفة، تنتعلين الربيع في قدميك وتلبسين القمر
حين تعبرين في خيالي تجدين صحراء جرداء قاحلة موحشة خاوية ومقفرة
تُهدينها من بتلاتِ ورودكِ القيصوم والشيح والنفل والكادي الأحمر والأبيض والأصفر
وتطبعين فوق خدود رمالها قبلة بنكهة الندى وطعم السُكر وتَسقِين جفاف كُثبانها كأساً من الرحيق الأذفر*
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف

" سكرة القرب "
علميني كيف اكتب لأجلكِ سكاكر الحروف
وكيف أهديكِ شُهد المعاني وحلوى الكلمات
علميني كيف انتزع البدر من صدر السماء لأعلقه على صدركِ
وكيف انسج من نجوم الليل عقداً ليلكياً أطوق به خصركِ
علميني كيف اصنع من خيوط النور أقلاماً
وكيف أعصر من دموع الغيث أحباراً
علميني كيف أجني لك من رياض القلب رَوحَاً وريحاناً
وكيف اسكب لأجلكِ من قناني الرُوحِ أعسالاً وأنهاراً
لأكتب لكِ على صفحة السماء أنقى طقوس العشق وأرقى مراسيم الغرام
فأنا بقربكِ حَويتُ طَارفَ* العشقِ وتليده*، قريبهُ وبعيده
أنا بقربكِ وعيتُ قديم الهوى وجديده، نادره وفريده
أنا بقربكِ إستُودِعتُ أسرار الجوى، وكل ما قيل فيه ومالم يقل
أنا بقربكِ كُلي فؤادٌ، وكُلي روحٌ، كُلي دماء ودموع ومقل
أنا بقربكِ بُعِثتُ رسُولاً في العاشقين وتُوجتُ مَلِكاً على عرشِ القلوب
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف

" سُكرة الربيع "
عملقني حبكِ فوجدتُني جبلاً شامخاً من الهوى، ورأيتُني طوداً من العشق الأحمر
عملقني حبكِ فخرجتُ كماردٍ وردي من قمقم قلبي ومصباح روحي
عملقني حبكِ فصرتُ بحراً هادئ وعميقا، تبُحرُ في داخلي مراكبُ العشاق
وتعبر بين جوانحي سفن الأشواق وترسو على سواحلي زوارقُ الحنين والأحلام
عملقني حبكِ فجئتُ كليلةٍ هادئةٍ ونسيمٍ عليل، وساحلٍ ساكن تغازله عيون الأمواج
وتمشط خصلات رِمالهُ الذهبية أنامل البحر الفيروزية وتشتهيه الأنوار والأقمار
عملقني حبكِ فنَبتت من بين أناملي سنابل الكلمات وتراقصت في جوانبي النبضات
واعشوشبت روحي وتفتحت أحلامي الوردية
عملقني حبكِ فطارت من بين شفاهي فراشات الحروف وغردت على ثغري طيور الحب الفضية
عملقني حبكِ فتدلت من كفَّي الكروم و أثمرت في ساعدي الأزهار وتدفقت من روحي الينابيع والأنهار
وكساني الربيع بثوبه الساحر ولونه الفتان، فأتيتُ إليك مكللاً بلؤلؤ الحب ومخضباً بالشوقِ والأشجان
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف

" سُكرة العيون "
تدعوني محاريبُ عينيك لأن أتبتل لأن أتعبد لأن أتحنث لأن أترهبن
لأن أتلو آيات الهوى وأقرع نواقيس الغرام وأقم صلاة العشق فيها
تستدرجني عينيكِ قليلاً قليلا لكي أتوب ولكي أنوب ولكي أذوب
تراودني عينيك كثيراً كثيرا لأن أرتكب مع ناظريكِ أطهر المعاصي
وأقترف لأجلهما أنقى الذنوب
تغريني عينيك كي أُقبلها وألثمها كي أناجيها واسمعها
تدفعني عينيك للغوص فيها والتوغل فيها والتعمق فيها
لأفقد الإحساس بالمكان وأفقد الشعور بالزمان وأفقد ذاتي
فأنسلُ مني إليها، وأنكبُ من شوقي عليها، وأنصبُ قبلاتاً في مقلتيها
تدعوني عينيك للصمتِ والتأمل، للسكون والتوغل، للتوحد والتفرد
فعددتُ شعرات رمشيكِ شعرة شعرة، وأحصيتُ مساماتها وحسبتُ مسافاتها
ورسمتُ خارطة لها في مخيلتي بأدق التفاصيل وأنقى الملامح وأرقى العبارات
فالتقطي من بين حروفي وكلماتي بعض ما تسَاقط منكِ قليلا
فأنتِ أكبر من كل الكلمات وأنتِ أكثر من كل الحروف
//
//
//
" سُكرة أخيرة "

يا أيها الحلم الذي
أشتهيه ولا يطال
يا أشبه بالحقيقة
وأشبه بالخيال
يا نصف الممكن
ويا نصف المحال
يا أنثى من النور
أنتِ يا كل الجمال
اضوي عنكِ الهجر
وأرفلي علي بالوصال
//
//
//
بقلم الوجيه

* النَّد: عُودٌ له رائحةٌ طيِّبة يُتَبخّر به
* أذفر: ما ظهرت رائحته واشتدت
* الطارف: الجديد
* التليد: القديم

 

[انثى الغيم]

الوجية


جذبني العنوان لحلاوته ولذته
وحين وصلت وجدتُ الدهشة
وجدتُ الحروف وكأنها كالنجوم تضيء بجمال
حروفك حين تصفُ تختال برونقٍ
ليس له مثيل
نصٌ مقتبسٌ من من رحم االابداع
كل عنوانٌ له ابداعه وله تسلسله الفريد

ليس بجديدٍ على سيد الحرف

يعجزني الوصف امام هذا الكُم من الجمال

تقبل حضوري المتواضع بعد هذا الغياب


انثى الغيم

[عبدالرحمن منصور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى الغيم

الوجية


جذبني العنوان لحلاوته ولذته
وحين وصلت وجدتُ الدهشة
وجدتُ الحروف وكأنها كالنجوم تضيء بجمال
حروفك حين تصفُ تختال برونقٍ
ليس له مثيل
نصٌ مقتبسٌ من من رحم االابداع
كل عنوانٌ له ابداعه وله تسلسله الفريد

ليس بجديدٍ على سيد الحرف

يعجزني الوصف امام هذا الكُم من الجمال

تقبل حضوري المتواضع بعد هذا الغياب


انثى الغيم

أنثى الغيم
أسعدني حين حضوركِ
أن وجدت أمامكِ
طبقاً من الحلوى
وسَلةً من السكاكر
فتناولي ما تشتهين منها
غير مندهشة ولا مبهورة

مدي يدَ روحكِ
افتحي ثغر قلبكِ
تناولي قطعة سكر
أنتِ في ضيافتها
هي تسكن الأفق
في أبها حلة
وفي أجمل صورة

التهمي سكرة أخرى
التقطي قطعة حلوى
أنت في ضيافتها
هي جداً كريمة
هي حقاً عظيمة
هي أنثى غزيرة

//
//
//
أنثى الغيم
أهلا بك قبل الغياب
وأهلا بك بعد الحضور
وحقيقة أشكر لك أن أتحفتِ هذه الصفحة الخاوية
كما أشكر لك أن ملأتِ هذه المساحة الخالية
ومن حسن حظي أن اخترتُ هذا التوقيت لأفتح فيه هذه الصفحة أو أكتب هذا النص
فلستُ معتاداً في مثل هذا الوقت من العام وعلى إطلالة شهر رمضان أن أفعل ذلك
لكن الحروف أبت وأصرت إلا أن تخرج وتنثال وتنهمر فلم يكن لي بدٌ ولم يكن لي خيار
وهي فرصة أن أهنئك على حلول هذا الشهر الكريم وكل عام وأنتِ بألف خير وعافية

لك خالص التحية ....،،،

الوجيه

[أحلام المصري]

سكاكر الحروف وحلوى الكلمات..
عنوانٌ يشرح تفشي السكر في الشعر،
وامتلاء أوردة الكلام بمداد الروعة

معينٌ لا ينضب من الشعر والألق

شكرا لك على هذا الجمال

تقبل مروري وتقديري

[عبدالرحمن منصور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة حرة

سكاكر الحروف وحلوى الكلمات..
عنوانٌ يشرح تفشي السكر في الشعر،
وامتلاء أوردة الكلام بمداد الروعة

معينٌ لا ينضب من الشعر والألق

شكرا لك على هذا الجمال

تقبل مروري وتقديري

أهلا بالفراشة
حري بمثلك أن يحط على السكاكر
وأن تستهويه رائحة الحلوى
فالجمال لا يقع إلا على الجمال

فشكرا لرفرفتك العذبة فوق أوراق صفحتي
وشكرا لتشريفك أزهار دوحتي

لك خالص التحية ....،،،

الوجيه