العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
التسجيل القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-04-10, 07:43 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي " مــي زيــادة "




مي زيادة

الميلاد11 فبراير1886

الناصرة،

سوريا الوفاة 17 أكتوبر1941

القاهرة، مصر

المهنةكاتبة


مي زيادة (1886 - 1941)


كانت شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. كانت تتقن ست لغات، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية.

ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886 [1]. ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد. تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, و أحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته. أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية و أول أعمالها بالفرنسية اسمها أزاهير حلم ظهرت عام 1911 و كانت توقع باسم ايزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920), (كلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), ( بين الجزر والمد ) ( 1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت ميّ إلى مصر لتتوفّى بالقاهرة في 17 تشرين أول(أكتوبر) 1941.
أتمت دروسها في لبنان ثم هاجرت مع أبيها إلى القاهرة. نشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ صباها فلفتت الأنظار إليها. كانت تعقد مجلسها الأدبي كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع وقد امتازت بسعة الأفق ودقة الشعور وجمال اللغة.توفيت عام 1941 م في مصر.
ربما قليلون فقط يعرفون أن مي زيادة عانت الكثير وقضت بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية و ذلك بعد وفاة جبران فأرسلها أصحابها بإرسالها إلى لبنان حيث يسكن ذووها فأساؤوا إليها وأدخلوها إلى مستشفى الأمراض العقلية مدة تسعة أشهر و حجروا عليها فإحتجت الصحف اللبنانية و بعض الشرفاء من الكتاب و الصحفيين يحتجون بعنف على السلوك السيء من قبل ذويها تجاه مي فنقلت إلى مستشفى خاص في بيروت ثم خرجت إلى بيت مستأجر حتى عادت لها عافيتهاو أقامت عند الأديب أمين الريحاني عدة أشهر ثم عادت إلى مصر وبذلك يمكن القول أن :الفصل الأخير في حياة مي كان حافلاً بالمواجع والمفاجآت! فصل بدأ بفقد الأحباب واحدًا تلو الآخر .. والدها عام 1929 . جبران عام 1931 . ثم والدتها عام 1932 .
وعاشت مي صقيع الوحدة .. وبرودة هذا الفراغ الهائل الذي تركه لها من كانوا السند الحقيقي لها في الدنيا . وحاولت مي أن تسكب أحزانها على أوراقها وبين كتبها .. فلم يشفها ذلك من آلام الفقد الرهيب لكل أحبابها دفعة واحدة .
فسافرت في عام 1932 إلى إنجلترا أملاً في أن تغيير المكان والجو الذي تعيش فيه ربما يخفف قليلاً من آلامها .. لكن حتى السفر لم يكن الدواء .. فقد عادت إلى مصر ثم سافرت مرة ثانية إلى إيطاليا لتتابع محاضرات في جامعة بروجية عن آثار اللغة الإيطالية .. ثم عادت إلى مصر .. وبعدها بقليل سافرت مرة أخرى إلى روما ثم عادت إلى مصر حيث استسلمت لأحزانها .. ورفعت الراية البيضاء لتعلن أنها في حالة نفسية صعبة .. وأنها في حاجة إلى من يقف جانبها ويسندها حتى تتماسك من جديد .















عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:44 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

مي زيادة

ريحانة الشرق




مي زيادة، الشاعرة والأديبة، والخطيبة، والناقدة، والرائدة في الحركة النسائية؛ هذه المبدعة عانت في حياتها الكثير من الآلام، بالرغم من كل ما قدمته من أعمال في سبيل إنماء الثقافة العربية ونهضة المرأة العربية.
لقد عاشت مي في ظل أجواء نهضوية، حيث تفجر في ذاك العصر الإنطلاق الأدبي، وكان توهجاً من توهج هذا العصر، وقد برهنت أن الأديب لا ينسلخ عن عصره، ولا يمكنه أن يتوهج في عصر منطفئ.
حقاً، لقد عاشت مي زيادة في حقبة تاريخية نهضوية، في عصر مخضرم، أنتج عمالقة النهضة الحديثة في الشرق العربي، وأعلام هذه الحقبة أدباء كانوا أم علماء، تميّزوا على وجه الإجمال بالتفرّغ لنشاطاتهم الإبداعية، فأتيح لهم من وسائل التعمّق والإتقان ما لم يُتح للذين جاؤوا بعدهم.
كما كان هذا العصر أيضاً، عصر رائدات النهضة النسائية، منهن سابقات لمي، وقد مهدن الطريق لأخواتهن ومنهن: الشاعرة عائشة التيمورية، وزينب فواز العاملية وهدى شعراوي وملك حفني ناصيف المعروفة بباحثة البادية والشاعرة الدمشقية ماري عجمي والصحافية اللبنانية لبيبة الهاشم، والأديبة عفيفة صعب وسلمى صايغ وغيرهن.












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:45 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي


الولادة والهجرة




ولدت مي زيادة في الحادي عشر من شهر شباط العام 1886 من أب لبناني هو الياس زخور زيادة، من قرية «شحتول» الكسروانية، وأم فلسطينية هي نزهة خليل معمر، في بلدة الناصرة، التي هاجر إليها الياس وعمل مدرساً في مدرسة الأرض المقدسة.
تلقت مي مبادئ القراءة والكتابة في الناصرة، ثم في مدرسة عينطورة «مدرسة الراهبات» وكانت في الثالثة عشرة من عمرها، في القسم الداخلي، بين عامي 1900 و1903. وفي هذه المدرسة نشأت في ظل التعاليم الدينية. وعندما تسلطت روح الإستبداد والقهر، والإضطهاد العثماني في لبنان، كانت في المقابل الحريات سائدة في مصر التي هاجر إليها الياس زيادة مع عائلته في العام 1908.
توافقت هجرة مي الى القاهرة مع إكتمال أنوثتها، فأصبحت إمرأة ناضجة آسرة الجمال، وقد راقت الحياة الجديدة لها، رغم المصاعب التي واجهت أسرتها في بداية حياتها في القاهرة.
دخلت الجامعة ودرست تاريخ الفلسفة العامة وتاريخ الفلسفة العربية، وعلم الأخلاق على المستشرق الإسباني «الكونت دو جلارزا» وتاريخ الآداب العربية على الشيخ محمد المهدي وتاريخ الدول الإسلامية على الشيخ محمد الخضري.















عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:46 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

صالون مي الأدبي



عبت الصالونات الأدبية دوراً مهماً في نشر الثقافة، وإلقاء الضوء على إنتاج الأدباء والمفكرين والتعريف بالآداب المختلفة، ودفع الأدباء المغمورين الى النجاح والشهرة.
بدأت مي بعقد صالونها عام 1913، في منزلها الكائن في شارع عدلي، كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع. ثم انتقل عام 1921 الى إحدى عمارات جريدة الأهرام واستمر حتى الثلاثينات من القرن الماضي.
ومن روّاد صالون مي، أعلام النهضة العربية ومنهم: إسماعيل صبري، منصور فهمي، ولي الدين يكن، أحمد لطفي السيد، أحمد زكي، رشيد رضا، مصطفى عبد الرزاق، يعقوب صروف، شبلي شميل، سلامه موسى، إسماعيل مظهر، أحمد شوقي، خليل مطران، ابراهيم المازني، عباس محمود العقاد، أنطوان جميل، صادق
الرافعي، طه حسين وغيرهم.
حقق هذا الصالون نجاحاً كبيراً، وذلك بسبب الخصائص الذاتية لشخصية مي، فإخلاصها وشبابها وتألق نبوغها وسحر حديثها، روى ظمأ روّاد الصالون، فأثّرت في أدب عصرها من الناحيتين الإنسانية والفنية. وكان الصالون يزدحم، وتناقش فيه الكتب الجديدة والقصائد الحديثة.





أدب ونضال



تنوعت الفنون والآداب التي عالجتها مي على اختلاف موضوعاتها، ولم تكتف بفن أدبي واحد، وتميّزت بالشعر والترجمة والخطابة والمقالة والنقد، ويرجع ذلك الى مواهبها المتعددة وملكاتها المنفردة، وهي تعتبر ظاهرة فذّة في عصرها، اتّسم أدبها بسمات كثيرة.
نبغت مي في عصر النيوكلاسيكية، أي في عصر جرى فيه بحث الأسلوب العربي الأصيل، وروعي فيه مقدار من التجديد البعيد عن التطرّف والتكلّف، وكان حرص النقّاد آنذاك على سلامة اللغة وأصالتها حرصاً شديداً جعلهم ينتقدون تجديد شوقي ويحاسبونه على هفوات لا نحسب لها اليوم حساباً.













عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:46 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

حياة مي العشقية



الحب حسب رأي مي، هو الذي يجعل العالم هيكلاً تخشع فيه النفوس، فتجثو للعبادة والصلاة والاتحاد الروحي مع جميع قوى الكون، هو هذا الذي نعنيه عند ما نتكلم في الحب ونعظّم عواطف الحب.
الجانب العاطفي - العشقي - الوجداني في حياة مي زيادة هو أكبر الجوانب التي احتلت حيّزاً واسعاً من إهتمامات الباحثين والكتاب، ولكن رغم كل ذلك فقد بقي هذا الجانب غامضاً ومبهماً، وطرح الكثير من علامات الإستفهام.
ولا ريب أن هذا الجانب ترك آثاراً واضحة على مسار حياتها، وترك أيضاً بصماته على نتاجها ونتاج المفكرين والمحبين لها.
وحفلت حياة مي بالعشاق والمحبين كما كانت حياة جبران خليل جبران الذي أحبها وأحبته عبر الأثير والرسائل المتبادلة، وجبران واحد من عشّاق مي الكثيرين، وهي واحدة من عشيقاته الكثيرات، وثمة تشابه في التوترات النفسية وعقدها بين الإثنين.




مي وجبران



كانت شهرة جبران قد اجتازت المحيطات وبلغت الأراضي العربية ومن ضمنها مصر. وقرأت مي كتبه، فشعرت أن كتاباته تنم عن عاطفة إنسانية عالية ونادرة، وأخذت تتبع أخباره وما ينشره بإهتمام كبير، وأحست بجاذب خفي يشدّها نحوه، رغم بعد المسافات. وبعد تردد كتبت له رسالة عام 1912، تعرّفه فيها بنفسها وبنشاطها الأدبي، ظناً منها بأنه سيهمل هذه الرسالة. وبعد فترة، تلقّت مي رسالة جوابية منه، فكانت فاتحة باب العلاقة بين الإثنين. بدأت هذه العلاقة مبنية على أساس إعجاب مي بمؤلفات جبران رغم أنها في كثير من النواحي كانت تخالفه الرأي.
أعجبت به إعجاب المناقضة، ومع مرور الزمن تحوّل الإعجاب الى صداقة، فإلى حب، علاقة روحية عشقية متبادلة، وكل ذلك عبر الرسائل المتبادلة.
لقد أحبت مي في جبران ميثاليتها هي، وميثالية جبران في مؤلفاته ورسائله، ومع ذلك قاومت، وأرادت ان تحكّم عقلها في علاقتها بجبران، ولكن عاطفتها غلبت العقل والتعقّل.
وفي حياة مي أكثر من رجل، سهرت الليالي من أجله، تدبّج له خطابات طافحة بالعشق، وتظهر له عاطفة نيران العشق والشوق، ومن هؤلاء: عباس محمود العقاد، واسماعيل صبري، واحمد لطفي السيد، والرافعي وانطون الجميّل وامين الريحاني، وشبلي الشميّل ويعقوب صرّوف وولي الدين يكن.
واجتازت شهرتها حدود مصر والعالم العربي، وبلغت حدود الهند، فبعد أن راسلها الشاعر العراقي كاظم الدجيلي، أهداها شاعر الهند الأكبر طاغور إحدى قصائده الإنكليزية التي تحمل عنوان «طائر الصباح».
وكانت مي تصبو الى العيش في صميم الحياة ولا ترضى مطلقاً بأن تحيا على الهامش، وترغب في أن تترك أثراً منها حيثما حلت، وأن تطبع كل ما تمسه بطابع خاص. وكل هذا بغية تحطيم القوانين التي وضعها الرجل، والتي أعطته السيادة على المرأة، ووضعت المرأة في خانة الدونية. ولكن هذه الشخصية المتمردة ما
كانت تستقر على حال، كانت أبداً في غليان مستمر، وفي حيرة دائمة. تمقـت الــيوم ما اشتهته بالأمس، كانت عذبة وضارية في وقت واحد. وكل هذا انعكس سلباً على حياتها العاطفية.














عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:47 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي


نكبات مي



ما بين عام 1929 وعام 1932، تراكمــت النكبات على مي زيادة، بموت والدهــا الياس زيادة عام 1929، بعد موت إسماعــيل صبري 1923، وولي الديـن يكن 1921، ثم جبـران عام 1931 ووالدتها عام 1932، وهـذا، فجّر لديها بركان الخوف والقلق، وزاد من إضطرابها النفسي، خاصة بعــد أن أفاقت من خدر آلامها، فداهمها الواقع الضاري بكل ما انطوى عليه من أسى منغّص ويأس ناهش، فوجدت نفسها مستوحدة، لا حنان يهدهد أعماقها الصارخة، ولا عزاء يضمّد الكبد العليلة، ولا شيء يعيد إليها سحر الشباب ونضارته وإشراقته، وقد وصف الدكتور حالتها بقوله: «أخذ ميلها الى العزلة يظهر بعد أن فقدت والديها، وبعد أن غمر الحزن قلبها ونفسها ولكنها لم تقطع صلتها بالناس فجأة، وإنما قلّلت لقاءهم.
بعد عام 1932 أترعت كأس الألم، وأخذت تفتش عن الأحياء فلا تجد حولها إلا ظلاماً يتراءى خلاله شبح تنعق فوقه الغربان، حسب رأي الدكتور جميل جبر، وما زاد من هواجسها وتشاؤمها استغلال أقاربها لوحدتها، ليظهروا أطماعهم بثروتها وممتلكاتها وأخذوا يتحينون الفرص للانقضاض عليها.
رحلاتها الى أوروبـا، لم تخفف من مشكـلتها، بل تفاقــم شعـور الإضطهاد لديها، حتى أخذت تهلوس وتصـرخ: «لا.. لن تأخذ مالي»، وهي في تلك الحالة بعثت رسالة الى قريبها يوسف زيادة، تشرح له فيها حالتها وآلامها. ذهب الدكتور زيـادة الى مصر، وعاد برفقتها، وإذ رأى أن أعصابها لم تهدأ نقـلها الى العصفورية (مركز للمجانين)، وتم الحجر عليها وعلى أملاكها بحجة أنها مجنونة، الأمر الذي حدا بالصحافة للإحتجاج على هذه الفعلة السيئة تجاه ريحانة الشرق. وإثر الضغوط الرافضة لهذا العمل تم نقلها الى مستشفى ربيز، حيث زارها المفكر أمين الريحاني، فأضربت عن الطعام استنكاراً لسوء معاملتها.
بعد خروجها من المستشفى سكنت قرب الجامعة الأميركية، ودُعيت في عام 1938 الى إلقاء محاضرة حول «رسالة الأديب الى الحياة العربية» في الجامعة الأميركية، فسمع الحضور أعذب صوت وشاهدوا أجمل وجه، واتزانها العقلي دحض كل المزاعم المغرضة عن جنونها. وبعد ذلك انتقلت مع الريحاني الى الفريكة، ومنها عادت الى مصر، بعد أن فُك الحجر على ممتلكاتها، وقد قالت: «الحرية الشخصية هي التي هاجمني فيها جرّدني منها أولئك الأقارب الذين رموني بالجنون، ونشروا عني الإشاعات المتنوعة في الشرق والغرب طمعاً بالمال وفي المتاع الفاني».
في الثامن عشر من تشرين الأول العام 1941 ماتت ريحانة الشرق مي زيادة قهراً ويأساً. وعندما أسلمت الروح لم تجد حولها لا صديقاً ولا نسيباً ولا رفيقاً، بل رأت سقفاً مظلماً تدلت منه خيوط العنكبوت، وكانت جنازتها مثالاً في البساطة، «نعش قاتم سار وراءه لطفي السيد، انطوان الجميل، خليل مطران، إيمي خير نفر
قليل من الأصدقاء».
وكان القبـر الذي وارى جسدها يتحدث بلسانها: «هذا قبر فتاة لم ير الناس منها غير اللطف والبسمات، وفي لبها الآلام والغصّات... قد عاشت وأحبت وتعذبت وجاهدت ثم قضت».
كانت مي زيادة الأديبة والناقدة والشاعرة شاهدة عصرها، وعكست أمانيه، في صفحات إن أعوزها أحياناً ول النفس، ورصف البناء، فلم يعوزها لا الشعور العميق، ولا حرارة التعبير ولا صدق التجربة. والشعب الذي ضحّت من أجله الكثير لم ينصفها لا في حياتها ولا في مماتها...













عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:50 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

مساجلة الرمال




الظلام يولِّي هاربًا, وعمود الفجر يكاد ينشقَ. عما قليل تشرق الشمس فلا يلبث قرصها أن ينقلب أتونًا يُصلينا نار السعير.

سيان لدينا الليل والنهار. كل يوم ننتظر من الظلام عذوبة تحت أنوار الكواكب الواهية. ولكن حرارة الشمس تظلُّ مستودعة في كياننا فنلبث في اتقادٍ واضطرامٍ يومًا بعد يوم, وليلةً بعد ليلة.

إنما جعلتنا الأقدار متحاذيات متلاصقات لنفرش هذه الأرض ونكوِّن منها الصدأة المحترقة. يتهموننا بأن لمسنا يشوي اليد والقدم شيّا, ولكن أَلَسْنَا نعاني في كياننا المقدورَ علينا من عذاب السعير? ودِدتُ لو أنَّ لي دمعاً أذرفُه من فرط السآمة والحنق والألم!

طالما شهدنا الخلائق تهبط علينا وقد أضناها التعب والوصب, فنفق الحيوان على صدرنا, ومات الإنسان بين يدينا, ووجد كل منهما عندنا ملجأ طبيعيّا يتلقاهما ويضمهما إليه. ونحن الجائعات الظامئات المتعبات على الدوام, ليس لنا من يرثي لحالنا ويسعفنا. نحن التائقات إلى التفلت من حالتنا الراهنة, ليس لنا أن نمضى في علوٍّ ما ونهبط في مستقر ٍّ غير هذا. وأتعبني من هذا الوجود القاحل في ديمومة السكوت والجمود!

أولا تتحركين وتنتقلين عندما تطؤك سنابك الخيل وأخفاف البعير وأقدام الإنسان, لدن مرور هاتيك القوافل التي ما فتئت تطوينا منذ أن كان الدهرُ وليدًا?.

ليست هذه هي الحركة التي ننشد. إن شوقًا عميقًا فينا يتلهَّف على حركة من نوع آخر.

كم من حركةٍ مفاجئةٍ خبرت عندما عصفت بي السموم في النهار أو الحَرور في الليل! زعازع وأنواء انتزعتني في عنفٍ من مقرِّي إلى مقر آخرٍ, فما كنتُ منتقلةً إلاَّ من الرمضاء إلى الرمضاء حيث السعيرُ دائمٌ والأوار مقيم!

وأنا تلقَّفتني العواصف غير مرة. فحطت بي يومًا عند ساحل البحر فامتزجتُ بالماءِ ورسبتُ في القعر, وأغفلني هناك زمنا الدّهرُ الوسنان. ثم قذفت بي الأمواج على الشاطئ, فتناولتني الزوبعة الهوجاء, وردتني إلى مستقرى في هذه البطحاء!

وأنا كم حدت بي الريح إلى حيث الينابيع تتفجَّر والمياه تجري! إلى حيث الأرض كريمة والأشجار ظليلة, وقد نوَّرت الأزهار هنا وهناك وهنالك على صفحة الروض, وتشابكت الرياحين بمثيلاتها من شذى النباتات فعبق الهواء بأريج العطور!...

-لا تذكرنَ الماء والعطر والظلال لرمالٍ شقية قضى عليها بالمحل والاضطرام والصدى, لا ترهفن فينا أشواقًا تأبى التحقيق!

أتوق إلى الذوبان في سائل ما, ولو كان ذياك السائل القاني الذي رأيناه أحيانًا على جسد الإنسان والحيوان! ولكننا غير قابلات للجرح الذي يغسل قحلنا بنجيع الدماءِ, ولن نكون يومًا قمينات بابتسامة الحياة وعذوبة الحنان.

قضى علينا بأن نكون دوامًا في حكم الموتى, وقد حُرمنا نِعَمًا يجنيها غيرنا في جنّةِ الأرضِ.

أنكون في حكم الموتى ونحن نشتاق ونتعذَّب? ألا ليت كلّ قافلة عابرةٍ تسير بي إلى حيث ينيخ الركبُ! حيث الخيمة المضيافة والناس يضرمون النار ويأكلون, وينهلون الماءَ ويرتوون! واحنيني إلى هناءِ المضارب! واحنينى إلى كيانٍ قابل للريّ والارتواء!

لو كان لي أن أرجو الوصول يومًا إلى تلك الحالة الراغدة لأعانني الرجاءُ على الاحتمال, وكان لي منه العزاء والسلوي! ولكننا في هذه البطاح الصمَّاء البكماء, إنما وُجدنا لنقطع كلّ صلةٍ بين الحياة والحياة!

ويلك! ماذا تقولين?! نحن قاحلات جائعات ظامئات مشتاقات, ولكننا وُجِدنا لنكون صِلةً بين الحياة ولباب الحياة!

أوَلا ترين الفجر يتلألأ في الأفق سنيّا? غبار دقيق من النور يتناثر حولي كأنه سحيق من الذهب والبلور. هذا يوم عيد.

لولا هذا اليوم وما ميّزهُ بين الأيام, ما كانت تلك القوافل العديدة, قوافل الحجاج التي نراها منذ قرون وقرون ذاهبةً آئبةً.

لقد شهدتُ القوافل ذاهبةً آئبةً منذ أن خرجتُ على الصحراء رملاً, وتعرَّفتُ قوافل العرب الرحَّل وقوافل الغزاة والمحاربين والشعراء والعاشقين.

وكم من حداءٍ سمعتُ!

تلك القوافل تعددت ألوفاً وألوف الألوف منذ أربعة عشر قرنًا, وتبدَّل الغرض من ترحالها منذ أن انبثق من سويداء قلب الصحراء جحفل النصر العظيم. فصارت القوافل قوافل الذكرى والعبادة والسلام, تقبلُ علينا في عجاجة وردِيَّة من قصيّ الأبعاد حيث يخيَّل أن الآفاق تتحرَّك, وتغادرنا في عجاجةٍ وردية لتتوارى وراء الآفاق التي تحنو على وديعتها الفريدة الغالية.

أعرف تلك الوديعة, فقد ساقتنى إليها الريح مرةً! هناك مثوى ذاك الذي عرف كيف يلقي في أرواح الشعوب روحًا حَيَّةً خالدة.

فتى الصحراء! فتى الصحراء الذي اصطفاه ربُّهُ ليحمل الكتاب, فهجر دياره, وسلاحه كتاب فغزا به العالمين!

الفاتح الذي لا يشبهه فاتح! إنه لم يغزُ البلدان والأمصار وكفى, بل غزا القلوب بسرِّه, وفتح النفوس بسحره, يوم خروجه من الديار هو بدء تاريخ الهجرة. وها الناس على توالي القرون, وقد هاموا بجاذبيته النورانيَّة, يهجرون ديارهم وخيراتهم ويقتحمون المفاوز والأخطار ليحجوا إلى البقعة الصغيرة العظيمة التي تجمَّع عندها معنى الديار والأوطان, وتركزت فيها ثقة اليقين وانبعث منها نور الإيمان!

سيد الغزاة والفاتحين! إنه فتانا, فتى الرمضاء وفتى الرمال! إنه جاءَ بمعجزة المعجزات فأخرج الخصب الخصيب من ديار القحط والجدب!

فتى الصحراء العجيب, ذو العينين الدعجاوين حيث أودعت السماء نطفة الضياء! إن ذكراه لممتزجة بذكرانا!

- نحن الرمال لم يكن وجودنا عبثًا كما زعمنا في أجلنا المديد الأليم! نحن الجامدات, كنا مبعث الحركة والحياة! نحن القاحلات, كنا وما زلنا سبيل الهجرة الخصيبة.

أشرقت الشمس - شمس اليوم الأول من العام الهجريّ. من الرمضاء تتصاعد أشباح أثيرية تدور رشيقةً في نور النهار الجديد. وقد أصبحت أفواج الرمال القريبة والبعيدة كلّها جوقة واحدة تنشد:

نحن الرمال القاحلة,

لا خصب يوازي خصبنا!

نحن الرمال الجامدة

هل من حياةٍ كحياتنا?












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:50 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

عينطورة



لياليكِ يا عينطورة, لياليكِ هي التي أيقظت قلبي

يا قريةً وادعةً, يا عشّاً لا يمكن أن يُنسى

أمسياتك كانت ملاذى, وظلمتها شقيقتي,

بل شقيقة روحي التي لا يُدرك كنهها في عمقها

وعنفوانها!

(يا هذه البرية! يا هذا الخلاء في لبنان!

إنى لألقى على كل صخرة من صخورك, تحت

كل شجرة من أشجارك, نثرات من كياني: أنثر

الابتسامات, والزفرات, والأحلام, والأغاني,

والآمال, والإعجاب والتأمّل...

يلوح لي أحيانًا أني طرحتُ عليكَ كل ما في

وسعي, وأني ألقيتُ إليك بنهاية منتهى اقتداري,

ولكنني كلما أحببتُك زدت نموًا واقتدارًا, كلما

دفقت عليكِ, يا قمم جبالي, عواطفي وذهولي

تجدّد فىّ الحبّ, وزكت الحماسة, فإذا بي مثلكِ

باقية.

أحبكِ, وسأحبكِ على الدوام












عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:51 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي


أمـــــل



لقد جئت أتفيّأ ظلال الصفصاف

قرب الينبوع النمير حيث يرقد المساء,

وحيث الأغصان المنحنية تداعب كتفي,

والماء يترقرق مرتلاً نشيد الأمل.

أمل! كلمة لا ينفك يرددها الفؤاد

أمل! زهرة طُبعت على جباه الأطفال,

أمل! نشيد حب قدسيّ, وأريج بنفسج سحريّ

أمل! مثلنا الأعلى الذي نتوق إليه.

أيها الأمل: أنت الحياة وأنت الطبيعة

أنت البلسم الشافي لسأمنا جميعًا,

أنت حلم اليوم, وأنشودة الغد

أيها الأمل الذي يكشف لنا عظمة الخالق ويجذبنا إليه















عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:51 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
ماجدة الصاوي
اللقب:
زائر

بيانات العضو
العضوية:
المواضيع: 24
المشاركات: -24
المجموع: n/a
بمعدل : 0 يوميا
آخر زيارة : 01-01-70

الإعـــــجـــــــاب

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماجدة الصاوي المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

وداع لبنان



وداعًا

وداعًا يا جبال لبنان

إن داعي الرحيل يدعو!

وداعًا لقممك الوردية الزرقاء

المتعالية وسط فيوض النور!

مصر موطني تناديني

بصوتٍ عميق القرار, طويل التمديد

وها قد فتح شراعي جناحه

ليسبح بي نحو المكان البعيد.

ألا أنشدني أيها البحر شجىَّ أغانيك

لقّنّي مجهول الأحاديث, وأوحى إلىّ مكتوم الأسرار

وذا عذري إذا ما ظهرت يومًا

على غرارة وطرب, ومرح واغتباط

وكنت طورًا حزينةً, ساهيةً, وَسْني

كطيرٍ يحلم عند ضفة الغدير,

وإن طمت عليّ حينًا شعائر الرفق والعطف

حتى لتستدرّ دموعي, وتذيب جوانحي,

فيخيّل أني ألمس الكون وأحتضنه بأسره

إذ أداعب هدبات العشب الساذج النضير,

وها أَنَذا في هذا المساء - مساء الوداع

أبصرك يا لبنان, جميلاً كحُلُمٍ أقبل على نهايته

فأتملاّك بصبابة من يتملّى الوجه المحبوب

لدن فراقٍ ستكرّ بعده دورات الزمان.

وها أنتَ تتباعد عني, وتغيب عن ناظري,

فخمودًا يا حزني! ووداعًا يا وطني!

أن في كلمات الفراق والمواساة

لتتبخّر أوتار جناني!













عرض البوم صور ماجدة الصاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 5
مشاعر انثى, اللميـــاء, الصوت المسموع, الوقت الحر, نسيان

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" مساحات للتفكير حول ما نحن عليه وما نريد أن نصير إليه " عبدالرحمن منصور قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع 43 21-08-18 07:41 AM
حوار ادبي حول رواية "موت صغير" الفائزة بالبوكر لمحمد علوان ايوب صابر القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 28 29-04-17 05:23 PM
""" المـســاجلة الشعرية""" أنيس القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 30 17-09-10 12:23 AM
المدارس الشعرية في الأدب العربي الحديث " 2 " (المدرسة الرومانسية ) عبدالرحمن منصور قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة 2 18-02-10 12:19 PM
المدارس الشعرية في الأدب العربي الحديث " 1 " ( مدرسة الإحياء والبعث ) عبدالرحمن منصور قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة 4 04-02-10 03:14 AM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 04:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009