##رسالة الى صديقي اللاجىء في اوروبا
.
…قلت لصديقي الذي أخرجته الحرب إلى اوروبا : كانت الحرب تدمّر أهلها واليوم تأخذهم الى اوروبا ,,,قد أحسنت الحرب اليكم وقد اساءت الحرب الينا ….انتم لا يشغلكم شيء إلّا أفراحكم كما تقول !..وأبناؤكم في سلام !!…فتذهبون هنا وهنا أمّا نحن : فإنّنا ننظرُ في أبنائنا طول اليوم …نحاول أن نقرأ أيّامهم السوداء …….
…: كنتُ في أوّل عمري …أريد أشياء كثيرة لا تُحصى …حتى أنّي كنتُ أريد أن أسكن القمر ,,,,,وأنا لا أدري أنّ العالَم يعاركنا هنا ويُسقط الأحلام …..!!..وما كنت أعلّمُ …أنّ مِن الأرض مَن تساعد ساكنيها وأنّ منها مَن يقتله …وحظّنا من الأرض السعيدة بعيد وأنّنا في بلاد العروبة البائسة نسكن الظلام والزُحام
.
...رجل واحد !....ينتظر العالَم ما يفعل بهم ...!!...وكان يوماً ما طفلاً ....عقله في الفراغ ...لا يعرف شيئا ..!!..وعاجزاً : لو وضعته أمّه على قارعة الطريق ....لا يعيش يومين ...وهو اليوم يضع يده على جقيبة دمار العالَم ....وهناك رجال لا يقدرون أن يشتروا خبزاً من آخر الطريق ,,,!!..فما يدري أحدٌ ما في ذلك السرير!!!!.
.
..وما يدري أحدٌ ما مصيرنا من السعادة أو الشقاء ...لو نجحتْ أحلامهم ...قد شقينا بأحلام المجرمين كما سعِدنا بما يحلم عالِم أو نبيّ....وطريق الأحلام شائكة فتفشلُ دائماً ..فالعالَم لا يتّسع إلّا لقليلٍ من الحالمين ....
.
..و اختلاف كبير بين أيّ اثنين في هذا العالَم ....ولذلك فكم هو كبير هذا العالَم وخطير باختلاف الإنسان .....!!...ما إيمانه ومَن عَلّمه وماذا يريد ....!!
.
...ما يمنعه مِن قتل البشرية ....إلّا - ربما - ...ما يعرف من معلومات عن الله ,,,,وإلّا فالعالَم لا يعنيه بشقيه غربه وشرقه ...فالمجرم لا قرابة له ....!!
.
..وأتأمّل تلك القنابل التي تقتل البشر ...أنّهم تسابقوا في صنعها ...لقتل مَن يشاؤون ...والنجاة بأنفسهم ...وإذا بالأقوياء مثلنا ....في نفس الخطر ....لأنهم يهدّدون بعضهم ...
.
..وهاهم يقتلون أنفسهم ..من دون سبب ..!!..فأسبابهم كذب :..يقولون : -شرق وغرب - ..ولا فرقَ وهم يدّعون أنهم يؤمنون بحريّة الإنسان -أن يختار لنفسه ما يريد ..الأحرار لا يختلفون ...- كيف أختلفُ معك وأنت حرٌ ...تقبل ما تشاء -!!
.
..وأتذكّر حين سألتْ الملائكةُ الله عمّا سيجري في الأرض ..من جريمة وسفك دماء ....قال لهم : هو ميتٌ مهما فعَل ....هو ميت بجريمة أخيه أو بدونها ....فعلامَ تخافون !!!....المهمّ أن أجعل الجنّة للمؤمنين بي ...كانوا يسألونني في كلّ يوم مِن حياتهم : ماذا أريد .....!...وينسون من أجلي مايريدون هُم من شرورهم .....
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي