(( دَعِ اللّقَالِقَ تَرْحَل ))

[ربيع بن المدني]

دَعِ اللّقَالِقَ تَرْحَل

بقلم / ربيع بن المدني

إذا صكّت أذُنَكَ كلمةٌ نابية من زُعرُوٍر شرس الأخلاق
فردّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا اتُّهِمْتَ بباطل أنت بريءٌ منه براءةَ ماءِ المُزن من شوائب الأرضِ
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا رأيتَ الباطِلَ يصولُ ويجولُ
والحقّ قابع في غياباتِ الجُبّ
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا صِرتَ مهوماً مغموماً محزوناً ...
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا كنتَ محبّا مغرماً عاشقاً ..
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا كنتَ ذا حظّ سيءٍ في خِضَمّ هذه الأمواج الهوجَاء ..
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا استعانَ عليكَ جلاّدوكَ بِظُلمة اللّيل وبردِ الشّتاء وسكون الكون ودمامة الوجوه ..
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا هجمَ عليك السّرورُ واستبدّ بكَ الحُبور
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا استفزّك نسيمُ اللّيل وخريرُ المياه وجمالُ الطّبيعة وضوءُ القمر وهمسُ الشّجر ..
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا داعبتْ خياشيمَكَ رائحةٌ زكيةٌ من امرأةٍ بَغِيٍّ في عرض الطّريق
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا أصابتك مصيبةٌ وأَلَمَّت بك مُلِمّة
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا داخلَك شعورٌ باليأس وتملّكك إحساسٌ بالضّيق وتسلّل إلى قلبك القنوطُ
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا طَفَحَ الاستبدادُ وكَثُرَ الغِشّ والعِناد وضَربت الخيانةُ بأطنابها على الرّبوع
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا سألكَ أحدُهم عن إسم الشّيخ الذي وقفَ حمارُه في العقبة !
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا سمعتَ الرّجلَ يُكثر من كلمة (( أنا )) في كلامه ونقاشه وكتاباته
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا ترّحلت عن قوم ٍوقد قدروا ألا تُفارقَهم
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا كنت جائِعاً وفقدتَ الطّعامَ ، ولمّا حضرَ الطّعامُ فقدتَ شَهيّةَ الأكلِ !
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا قال لك قائل سأستغني عن ابني لأنّه أعور وآخذُ ولدَ غَيري لأنّه ليسَ كذلك !
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا لم تَبْزُغ شمسُ فضلك وإبداعِك في وسطِ قومِك وعشيرتِك ومدينتِك ودولتِك
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا جلسْت إلى أصدقاءك وخِلاّنك فلم تسْمع في مجلِسِهم إلاّ : فلانٌ ضالّ ، وعِلاّن مجرم ، وزيد بليدٌ ، وعمرو كسول ...
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا رأيتَ النّاسَ قد تركوا أعداءَ الأمّة من يهود ونصارى وصليبيين وشيوعيين وحداثيين ومرتدّين وغيرِهم ، وسَلقُوا مُجاهدي الأمّة بألسنةٍ حِداد ..
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا بلغكَ أن خطِيباً مِسْلَقاً يُخالفُ قولُهُ فِعْلَهُ
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا افتَخرَ عليكَ طالبٌ متعالمٌ بكثرة كُتُبِه وهو لا يَسْتَطيع شرح قول ابن مالك : ((كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستَقِمْ ))
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..
إذا صار الحقّ يُعرفُ بالرّجال ، والعلمُ يؤخذ من أفواه العُملاء
فرَدّد :
دعِ اللّقَالِقَ تَرحَل ..

وهلمّ جـــــــــــــرّا

وكتبَ ربيعُ بنُ المدنِي في 30 يونيو 2011

 

[الــمُــنـــى]

[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;borderpx inset firebrick;"][cell="filter:;"][align=center]


/
\


أمام هكذا نص لا أملك إلا أن أردد قوله صلى الله عليه وسلم :
(( طوبى للغرباء )) ..

أخي القدير والفاضل .. ربيع بنا المدني

حينا وقعت عيناي على عنوان النص لا أخفيك
أستغرابي من أستخدام مفردة ( اللقالق ) فيه ..
حاولت أن أضع رابطا بين هذه المفردة وما جاء في مضمون النص ..
فما وجدت غير معلومة واحدة تربط الأثنين معا :
طائر اللقلق وكما هو معروف طائر غيور لا يرضى بالخطأ مطلقا
وينفذ الحد على أنثاه بطريقته الخاصة ( وسبحان من أودع ذلك فيه )
وحسبنا هذا ما رميت به في هذا النص ..
فالمؤمن بطبيعته غيور على كل ما يمس
دينه وذاته وأهله وقومه وأمته ..
( إن أخطانا في هذا الربط فمن أنفسنا وإن أصبنا فتوفيق من الله ) ..

تحيتي وأمتناني
منى


[/align][/cell][/tabletext][/align]

[نيفين عبدالله]

أعرف الحق تعرف أهله
إن كنت سالكاً طريق الحق
وإن قنعت بالتقليد والنظر إلى ما أشتهر
من درجات الفضل بين الناس
فلا تغفل الصحابة وعلو منصبهم..

أستاذ ربيع

وضعت من الدُرر القيمة الشيء الجميل

فأرواح المحيط بكُل حين تحتاج لهكذا نفع وتذكير..

هنيئاً لنا هطول حرفك

وبارك القدير فيك