(دبلوماسية التواصل والتعامل مع الآخرين )
هو مجموعة من المهارات والقواعد والفنون
التي تمكنك من إنشاء تواصل ناجح مع الغير.
لتستطيع بكل يسر وسهولة أن ترسل رسالتك التي تريد إلى الشخص الذي تريد
وتحصل على النتيجة التي تريد من تغيير سلوك أو طرح فكرة أو عرض معلومة أو إقناع.
والغير هنا قد يكون زملائك أو أبنائك أو تلاميذك أو موظفيك.
أو أي شخص يربطك به أي رابط يحتم عليك التواصل والتعامل معه.
تكمن أهمية وفوائد هذه المهارات بشكل عام في عدة نقاط :
- سهولة التواصل مع الآخرين وإقناعهم .
- تحسين العلاقات بجميع أنواعها وإشكالها.
( الدعوة - التعليم- العلاقات الزوجية- الآباء والأبناء- التفاوض - الإدارة - البيع والشراء...الخ )
- زيادة المرونة في سلوكك مما يجعل منك شخص يحب الناس تعامله و يرغبون في تواصله
لما يشعرون به من رقي ومرونة واحترام متبادل حين يتعاملون معك .
وابرز هذه المهارات والفنون :
1- احترام وتقبل الغير كما هم :
كل شخص يرى الأمور بطريقته الخاصة
ويحكم عليها من وجهة نظره الشخصية.
فنحن مختلفون تماماً في إدراكنا وشعورنا ومشاعرنا.
فأول خطوه نخطوها لبناء تواصل ناجح وفعال
هو أن نحترم ونتقبل الآخرين كماهم.
ونحترم أفكارهم ومعتقداتهم مهما اختلفت معنا وتباينت.
ليتسنى لنا بعد ذلك إحداث اتصال قوي وإقامة ثقة متبادلة.
فبدون هذا الاحترام وهذا التقبل لن يكون هناك أي تواصل ناجح .
2- انتقد السلوك وليس صاحبه :
من الضروري جدا الفصل بين السلوك ومن قام بهذا السلوك.
وعدم انتقاد الشخص بعينه ولكن نقد سلوكه فقطه
فمن يخطئ اليوم قد يصيب غداً.
فلو انتقدت الشخص ذاته خسرته اليوم وغدا
ولو انتقدت السلوك فلن تخسر غداً سوا ذاك السلوك.
ومن أجمل طرق نقد السلوك
أن تبدأ أولا بذكر السلوكيات الايجابية للشخص.
ثم بعد ذلك أذكر له ما يحتاج لتعديل أو تحسين.
ثم أختم بإعطاء صوره عامة ايجابية عن الشخص.
مع العلم أن هناك أمور دقيقة في هذه الطريقة لم أود التطرق لها.
3- الإنصات وحسن الاستماع :
من طبيعة البشر أنهم يميلون لمن يحسن الإنصات لهم،
ولما يقولونه أو يعرضونه من مشاكلهم
وحسن الإنصات يتبعه الاهتمام،
فاهتمامك لما يقوله الشخص هو اهتمام به.
فما أجمل أن يشعر الآخرون بأهميتهم وأهمية ما يقولون لدينا.
4- التواضع :
"من تواضع لله رفعه".
ومن تواضع أحبه الله وحبب خلقه فيه.
والشخص الواثق من نفسه دائماً متواضع.
فلا تتكبر على الغير ،وكون قريبا من عقولهم تكن قريبا من قلوبهم.
ولا تنسى انك من ماء وطين.
5- تقديم العون و المساعدة :
"من كان في عون الناس كان الله في عونه".
فلا تتردد في تقديم ما تستطيع،
لمن تحب ،ولمن تكره، للقريب ،وللغريب
فذلك يمنحك ثقة الناس وحبهم،
ويساعد في تعديل أي صورة ذهنية سلبيه
رسمت لك في مخيلتهم سابقاً.
6- التسامح المطلق :
التسامح قمة الكرم.
ومن وصل هذه المرتبة ،وصل قمة الأخلاق البشرية.
والتسامح ليس مجرد كلمة ننطقها ونقولها،
بل هو شعور نحس به ،من ثم سلوك صادر منا.
التسامح المطلق هي مرتبة الشرف العظمى، التي لن ينالها ويصل إليها
إلا من أكرمه الله وتمم خلقه.
7-اللين والمرونة :
"ما كان اللين في شيء إلا زانه, وما نزع من شيء إلا شانه".
الفرق بين الشخص المرن اللين والشخص الصلد القاسي،
كالفرق ما بين الماء والثلج تماماً.
فكلاهما من شيء واحد وهو " الماء " ولكن هناك فرق كبير بينهما،
فلن يطفئ العطش ،ولن يروي الظمأ ،غير الماء احد,
فاختار لنفسك هل تريد أن تكون ماء عذباً منساباً ،أم جليداً صلداً قاسي ..؟!
8- الصور الذهنية ليست هي الحقيقة دائما :
من خلال تعاملنا وتجاربنا السابقة مع الناس،
أو من خلال ما نسمعه من الناس عن الناس،
يتكون في مخيلتنا صورة ذهنية قد لا تكون صادقة عن الأخرين.
فتجاربنا السابقة مع الآخرين، ليست معيارا صحيح لنتعامل به معهم.
فكم من شخص كنا نعهده من أهل اليمين ،واليوم هو من أهل الشمال.
وكم من شخص كنا نعهده من أهل الشمال ، واليوم هو من أهل اليمين.
وكلام الناس ليس ميزاناً صحيح نزن به أحداً من الناس.
فكم سمعنا عن فلان وفلان ،وحين تعاملنا معه وجدناه عكس ما عنه يقال.
سواء سلباً ،أو إيجابا، أفضل ،أو أسوء
فعند تعاملك مع الآخرين ،حاول بقدر الإمكان الفصل بين تجاربك السابقة معهم ،و كلام الناس عنهم.
إخواني الكرام...
الكلام هنا يطول ويطول دون انتهاء.
ولعل ما قد قيل فيه الخير والفائدة.
وهو ليس من صنعي واختراعي.
وليس لي فيه من الفضل شيء.
بل الفضل فيه لله أولاً ،ثم لمن علمني ذلك ،من معلم ،أو كتاب
أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد...،،
ولكم جميعاً تحيتي والسلام
أخوكم / الوجيه