صرخات استغاثة مؤلمة اصمت اذاننا وهزت قلبونا وفتت عظامنا... ظلت تخرج من حلب خلال الشهر الفائت. حتى انني شخصيا لم اعد قادر على مشاهدة التقارير الإخبارية التي كانت تغطي الاحداث هناك من هول الصورة وبشاعتها وفظاعتها ولا انسانيتها ووحشيتها...
كان واضحا ان مذبحة رهيبة تتركب في حلب، أشنع، وأبشع بكثير من تلك التي سمعنا عنها في كتب التاريخ والتي ارتكبها سفاحون أمثال هولاكو المغول والبربر والتتار...
ورغم بشاعة الصورة التي كانت تصلنا والتي كانت تشير الي كارثية الوضع التي آلت اليه أحوال المدنيين هناك، في حلب الشهباء على وجه الخصوص، والتي كان ضحيتها الأولى الشيوخ، والأطفال، والنساء، لكن ذلك لم يحرك ساكنا لا على المستوى العربي ولا الإسلامي ولا الدولي...
علما بأن التاريخ أخبرنا أيضا بان صرخة امرأة واحدة ظلمت في الماضي التليد، وحين صاحت وا معتصماه...كانت صرختها كفيلة بتحريك جيش عرمرم على يد الخليفة المعتصم...او ربما هو فقط هدد بأرسال جيش فارتدع المعتدي.
لكن جيوشنا العربية الحالية بعضها مشغول وبعضها عاجز وكسول وبعضها يقال انه يصطف الي جانب الأجنبي كتف بكتف ويشارك معه في سحق الأطفال والنساء في حلب والشام على وجه العموم...
وبعضها صار همه الأول ومهمته المقدسة كبت الحريات وقهر الشباب الذين يطالبون بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية... واذلالهم ودفعهم نحو الانتحار او الممات قهرا قبل الاوان...
والوضع على المستوى الإسلامي اشد بؤسا...فقد كنا قد عقدنا الامل بان سلطانا عثمانيا مهيبا قد انبعث من الرماد، وكدنا نفرح له ونصفق له عندما سمعناه يتبنى قضايا الشعوب المطالبة في الحرية والكرامة الإنسانية...ولكنه ما لبث ان نقض عهده ووضع يده في يد من يحرق حلب بالبسفور الأبيض والنابالم...
وعلى المستوى الدولي الوضع ليس اقل سوءا...ففرنسا التي علمت الناس معنى الحرية والثورة على الظلم والطغيان، باتت تتحضر لتولي الرئاسة ليدها امرأة عنصرية...
وفي نيويورك ضاعت معاني الحرية والديمقراطية والمواقف الإنسانية، وصار برج ترمب وما أدراك ما ترمب اهم من تمثال الحرية....
يا هل حلب لقد خلت الساحة من الاحرار ...فبمن إذا أنتم تستغيثون ؟؟!! والى من تأجلون وتشتكون؟؟!!
وان كان لا بد فارفعوا ايديكم الي السماء، واطلبوا الغوث والفرج من الله ...ملك الملوك...فهو غياث المستغيثين ...الذي لا يتخلى عن بعاده المظلومين أبدا...