في المرسم
هو الفراغ الذي مللته من دفعني للخروج...سرت بطريقٍ لا أجهله ولكني لا أعرف لأي شيءٍ أمضي
لفت انتباهي ذاك المرسم الصغير بأضوائه الساطعة ـ دخلته أجيل النظر في زواياه المرصوفة بالرسومات المختلفة بالألوان البديعة البراقة
حرت في أمرالرسام لماذا لم يستعمل أي لون قاتم مغبر....ترى من يكون ....هل هو مفعمٌ بالحيويةإلى هذه الدرجة ؟؟؟
ألا يحس بطعم الفشل ومر الهزيمة ...ألم يعتد أن ينحني حتى يلامس جبينه التراب ...؟؟؟
إذاً لماذا لم يرسم شيئاً يصف هذا الانكسار ...؟؟؟
لفتت أنظاري رسمه تتوسط الجدار تحاط بهالةٍ من الاهتمام رغم أنها غيرمتقنه الرسم ومضمونها هو المستحيل بعينه .
إنها الشمس التي تضرب البستان الصغير بجبروتها ,,,,لكن تهتز الأشجار على ألحان النسيم تربو في ربوعه الزروع المختلفة رغم قسوة الشمس وطفلةٌ صغيره تمد يدها لتمسك ذاك الخيط الذهبي .
ضحكت في سري وسرعان ما تبدل الضحك لجنون ....وهل فينا من يمسك خيط الشمس بيده .
هي بالأفق بعيدة ...بعيدة ...بعيدة وما نحن إلا أقزام .
تركت اللوحة وعدت أسير في المرسم ثم جلست في أحد زواياه قدمت نحوي فتاةٌ على كرسيهاالمتحرك
سلمت عليّ وسألتني ما رأي بتلك الرسومات..؟؟
جميله ولكن فيها من المستحيل الكثير ....بسمةٌ باردة كانت تعلو شفتاي عندما نظرت لذات اللوحة .....
سألتني ::أتعرفين من رسمها؟؟؟
عدت لها بنظرة استغرابٍ وفضول...من يكون؟؟؟
نظرت لذات الفتى المشغول بعملٍ لا يقدر عليه رجل وليس فتى في مقتبل العمر.....هو الشموخ...هو التحدي...هو قهر المستحيل من أجل الوصول ...
هنا لامكان للاستكانة لا مكان للتخاذل ...لا مكان لإعلان الفشل وتجرع مرالهزيمة .
نظرت له مطولاً فتى في مقتبل العمر ....ماذا أراد أن يقول بتلك الرسمة الغير متقنه ـــــــــــ أشارت له فحضر
بادرته بالقول::معجبةٌ أنابلوحتك تلك ...بكم تبيعها ....؟؟؟
تبسم : وهل يبيع المرء عزيمته وإرادته ...هي لك يا سيدتي على أن تكوني قد فهمت ما رمت له وأن تدفعك للاستمرار
هي تحكي أني وعلى أكتافي أحمل جبلاً من الهم والشقاء يسحق هامتي ولكني وبإرادتي سأصل للشمس يوماً وسأحوك من خيطها لي مجداً ...هي العزيمة التي لا يكسرها القهر .
تبدلت بسمتي لدموع ـ أتكون بكل هذا الشقاء وترفض لهامتك مجرد الانحناءماذا تركت لي أنا المرفهة المدللة والتي أمام أبسط هبةٍ لأعاصير الشقاء أنحني أتكسرأتجرع ذل الفشل ومرارة الهزيمة وأنفجر بالقهر بالموت الرابض بالصدر