دقت الساعة السابعة صباحا استيقط محمود من نوم عميق , غط فيه بعد يوم شاق .
فنجان قهوته الساخن أمامه , زوجته تضع قطع السكر له , و مع كل قطعة تضعها في الفنجان تحرك القهوة يسبح محمود بخياله إلى عالم لا حدود له .
أصبح يقول في نفسه , اليوم سنبدأ النزاع و سيكون أول يوم في حرب الكرامة و العزة و الشرف , لن ألتحق بالعمل , سأقف مع الزملاء , سأعلن أني مضرب عن العمل و لابد من أن أقول كلمتي و ألتحق بالركب , و فجأة انتبه للوقت و قال : بقية الزملاء في الانتظار لابد من الإسراع .
كان محمود يكلم نفسه, لم ينتبه لفنجان القهوة الذي برد و أصبح غير قابل للشرب
نهض من مكانه , حمل معطفه و علاقة مفاتيحه و هم بالخروج .
عند الباب سمع امه تتمتم له بالدعوات مثل كل يوم و تدعو له بالخير , فرح محمود و خرج مسرعا يحث الخطوات .
في الطريق أخد يحلم من جديد , زيادة راتب , تغير في المنصب أكيد سأترقى بالأقدمية هذا لا بد منه لأنه مطلب من مطالب الحرية , قد يزيدون و يعطونني مسكنا , ياليته يكون في الطابق الأرضي أمي عجوز لا تستطيع صعود السلالم , و لم اعد أقوى على دفع بدل الإيجار , فالعيال تكبر باستمرار و المسؤولية زادت دونما انتظار .
آآآآآآآآآآآآآآآآي أخي .............آسف يقولها لأحد المارة الذي اصطدم به , فقد كان شارد الدهن .
واصل محمود طريقه ليصل إلى أبواب المحكمة , و هو مختال فرح , الكل سيكون واقف في الساحة أو في قاعة الجلسات معتصم أمر مؤكد فالبيان كان واضح و صريح يوم أمس , لا عمل لا مكتب و لا جلوس بالمنصب الكل لابد أن يقف و يعتصم ليعلن عن الإضراب .
أخد محمود في التقدم و مواصلة المسير و هو مندهش للحركة داخل المحكمة كل الشبابيك مفتوحة , و المواطنون يتنقلون بكل حرية , لا أحد معتصم و لا أحد بعيد عن المكتب يجلس , الجميع يطئطئ الرأس ............
غريب كلمة يمشي و يرددها محمود .
تقدم إلى مكتبه , سأل زميله , هل من جديد , هل نعلن الإضراب ؟
رد صديقه أسسسسسسسسسسسسسكت لا تتفوه بهده الكلمة , الم ترى الكاميرات المعلقة , و الناس الواقفة , تم إعلان الغاء الإضراب و خصم الراتب الشهري لكل من قرر الإعتصام , و رجال الامن في كل مكان , و الوزير ينتظر قائمة بأسماء المحرضين لا تحاول أن تفعل شئ فقد ضاع المجهود , بسبب بعض خونة العهود أبلغوا الإدارة عن مآرب الجماعة .
نهض محمود عندها ............. سار أمام الجميع ليخرج من باب المحكمة و ضاع و سط الزحام و الحشود , يحلم من جديد , المشكلة أن لا أحد يعرف أين هو اليوم و ما مآل أحلامه فقد رحل إلى عالم الخيال و لم يعد لبيته مند ذلك اليوم .