[color=darkslatebluالعولمة...وشهد شاهد من أهلها...
ليس هناك كارثة اشد وطأ على الشعوب الفقيرة من سياسات وقروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتي أصبحت تعرف اصطلاحا بالعولمة...
هذا الكلام لا يقال جزافا ولا تجنيا، كما انه لا يأتي من معارض او ماركسي حاقد او شخص جاهل، لكنه يأتي من واحد من كبار الاستشاريين الاقتصادين الأمريكيين، وهو البروفسور joseph e. Stiglitz والذي عمل مدرسا في الاقتصاد في جامعة كولومبيا، كما عمل كنائب رئيس في البنك الدولي، وكان واحدا من كبار الاستشاريين الاقتصادين فيه، إضافة الى انه عمل كرئيس مجلس الاستشاريين الاقتصادين التابع لرئيس الولايات المتحدة...وحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001...لقاء مساهماته في ونشاطاته في المجال الاقتصادي...
فهو إذا يأتي من شخص ينتمي الي المؤسسات الرأسمالية ودوائرها وادواتها، وربما هو واحد من أشهر أصحاب النظريات الاقتصادية التي تروج لاقتصاد السوق على الاطلاق...ويعرف عن العولمة اكثر مما يعرف سيبويه عن اللغة العربية...
وهذا يعني انه الاقدر على إعطاء رأي بخصوص سياسات العولمة التي تعتبر هذه المؤسسات راعيتها واداة تطبيقها كونه الأقرب اليها من الناحية النظرية والعملية ايضا...
وهو حتما الاقدر على الإشارة الي سلبياتها واضرارها بل وكوارثها ومآسيها من واقع معرفته وقربه منها...
وهو حتما مؤهل أكثر من غيره ليشرح كيف تعمل العولمة، وما ينتج عنها من آثار ومآسي... لأنه يأتي من قلب هذه المؤسسات، وعلى دراية تامة بكل ما تقوم به منذ تأسيسها...
وهو شاهدَ عن قرب حصاد تلك السياسات الظالمة التي كانت وما تزال تتسبب بالمآسي لدول العالم الفقيرة، التي صارت تلجأ للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي كملاذ للاقتراض منها ولإنقاذها من ازماتها الاقتصادية ...
وقد ورد رأي الدكتور ستيغليتز في العولمة وتبعاتها في كتاب الفه منذ ما يزيد على ثلاثة عشر سنة بعنوان "العولمة والساخطين عليها globalization and its discontents "...
وعلى عكس ما هو متوقع من شخص مثله كونه ابن المؤسسات الرأسمالية، فهو ينتقد صراحة الطريقة التي يدار بها العالم منذ أربعين سنة...
وهو يرى بأن العولمة تتغافل عن فقراء العالم وتضر بأولئك الذين تزعم انها تحاول مساعدتهم... ذلك لان المؤسسات التي تعتبر أدوات العولمة، وهي طبعا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تمنح قروضها على شرط " الإصلاح " الاقتصادي في تلك الدول...
وهذا الإصلاح ينطوي في أساسه على بيع الخدمات والشركات والمؤسسات العالمية للقطاع الخاص...والشركات الخاصة، إضافة الي الانفتاح على الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات، والتي توجد مقراتها الرئيسية في البلدان الغنية صاحبة النفوذ في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي...
[/color]
كل ذلك يعني وبشهادة هذا الخبير الاقتصادي الرأسمالي على ان قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تعمل على افقار الدول الفقيرة ولو انها تبدو في ظاهرها تعمل لصالح هذه الدول...وان غاية العولمة الأولى والأخيرة هو خدمة الشركات الرأسمالية والدول الرأسمالية صاحبة النفوذ في هذه المؤسسات الدولية، راعية العولمة...
وان على الدول الفقيرة إذا ارادت فعلا ان تتخلص من الفقر، وتخدم شعوبها، ان تجد وسائل أخرى لحل مشاكلها الاقتصادية بدلا من ان تغرقهم في وحل قروض البنك الدولي...
وصدق من قال " لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع "... فكيف يكون الخير في امة تقترض من مؤسسات دولية أهدافها معروفة بذلك الجلاء الذي يشير اليه هذا الخبير الاقتصادي الرأسمالي؟