ليس كل الطير يؤكل لحمه
بعد ضربة أمريكا الصاروخية على مطار الشعيرات على ارض الشام، ثم بعد ضربة ام القنابل في أفغانستان، والتي أظهرت حزم أمريكا وقوتها، وجبروتها، وعنجهيتها...
وفي ضوء التهديدات التي سمعناها خلال فترة سعى الرئيس الأمريكي الحالي ترمب الى الرئاسة، والتي مثلت خطا احمرا لكوريا الشمالية، وتوعدها بأن يكون رد أمريكا قويا قاسيا على أي تجربة صاروخية او من أسلحة الدمار الشامل يمكن ان تقوم بها تلك الدولة الصغيرة في حجمها، الكبيرة في فعلها، توقعنا ان تقوم أمريكا بتوجيه ضربة ساحقة ماحقة، بعد التحدي الذي أظهرت كوريا الشمالية بأجرائها ليس فقط تجربة واحدة وانما سلسلة من التجارب والمناورات واستعراض القوة متجاهلة كل الخطوط الحمر والزرق والخضر التي رسمتها لها امريكا.
وبعد ان سمعنا بأن نائب الرئيس الأمريكي يطير في طريقه الى كوريا الجنوبية حليفة أمريكا، مباشرة بعد قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة صاروخية، وان زيارته جاءت من اجل التنسيق للقيام برد على تحدي كوريا الشمالية، وتجاوزها لخطوط أمريكا الحمر والخضر والزرق ...حبس العالم أنفاسه مستشعرا خطورة الموقف، خاصة أن اول زيارة قام بها نائب الرئيس بعد وصوله الى تلك المنطقة، كانت الى الحدود بين الكوريتين بهدف اظهار القوة والحزم...
وظن العالم ان قيامة كوريا الشمالية قد اقتربت لا محالة، وان أمريكا على وشك مسحها بالاستيكة عن خارطة العالم...لكن شيئا من ذلك لم يحدث وتراجعت حدة التوتر بشكل جلي وواضح...
فهل تعرفون لماذا؟
لان تلك الدولة الصغيرة أظهرت فجأة مخالب مخيفه، فأخرجت للعلن قوة ردع استراتيجي عبارة عن صواريخ محملة على غواصات...جعلت أمريكا وحلفائها يتراجعون عن تهديداتهم ولتثبت كوريا الشمالية من جديد ان ليس كل الطير لحمه يؤكل، خاصة تلك الطيور التي لها مخالب.