سئمت لتخاذله بالسئم ؛
كيف لي أن أصيغ سئمت بقالب فكاهي لكي يتقبلها القارئ خلف جدران الحقيقة، وكيف لي أن أجعلها تخرج من قلمي لا بغرض الإساءة بل بغرض النصح والمحبة.
أجد نفسي متخاذلاً دائماً، أمام الأرواح القاتمة والتي لا يعلم عمقها المتخاذل، حين أجد ردة الفعل " من أنت " أو " ما الذي ترمي إليه يا رجل " وحين علو الصراخ أجد " أنا مجدٌ لا تراه " وكأني أمام المتنبي حينما قال " أنا إبن ثنا وطلاع الثنايا " كغطرسة إبليس حينما على بأنفه قائلا " أو أسجد له وقد خلقته من طين وخلقتني من نار ".
أودعت نفسي هذه الأثناء في بوتقة الفكاهة لكي أضحك قليلا دون أن يسمعني أحد، فلو سمع أحد ضحكتي لقال " مغرور ساخر " يشوب فكره الجهل.
أستبدلت سئمت بعد التفكير الطويل والذي أجهد عقلي بغير المفيد لتكون تفاجئت سهلة فتقبلها يجعل المفاجئ سئما أيضاً، لكي يظهر جليا ما أقول هو ما يطرحه الكاتب منا من أطروحة، فتتزين بما وضعه فيها من عذب الكلام وتلك الألوان وقد تكون صورة ما توضع أيضاً؛ فهذا الدارج هذه الأيام، وبعد الإعتماد وراحة البال يظل يحدق فيها وقتا طويلا ويعيش الأحلام لردة فعل الآخرين وكأنه يضع ثنائهم نصب عينيه، وفجأه فكر آخر يعكس تصوره وأحلامه، ما هذا؟ أهو حقيق ما أرى، هل كانت نظريتي خاطئة ، أو أن بعض الركاكة فيها، فهنا يعلو الغضب ذاته فيبدأ الشتيمة من مكانه لأنه يعلم يقينا بأن المتلقي لا يسمعه، فيقول " والله إني لمؤدبه " من هو حتى يقدح في أفكاري أو يعكس أفكاري، وتأتي فجأه هنا ويا لها من " فجأه" حينما توحي إليه جملاً تتوالى في الرد على من تعالى " في وجهة نظره طبعًا" ويكون عنوان حاله " أخذته العزة بالأثم ".
مالذي يفكر به هؤلاء، قد يكون إعتقادا بأن لديه وحي لا يخطئ أبدا، أو يرى نفسه نبيا دون أن يطلق عليها ذلك اللفظ فيكون كالمتنبي حينا أغتر بشعره ليعتقد أنه نبي فعلا، حال عجيب وأنفس لا تعي حقيقة حالها.
آن لي الآن أن أقول " سئمت " بالفم الممتلئ لتخاذل السئم في نفس الأخر، لأنه أرهق نفسه بالحنقة ونبذ الفرقة التي تعترض طريقه، حتى وإن أشهر سيفه ظلما وبهتانا، فهو حينها لا يرى أحدا أمامه.
فعلا سئمت من رمي الظن جزافا ولا يعلم بأنني حينما أجامله أكون مرائيا كسخرية لا يعلم عنها كذلك، ولا يعتقد بأني حينما أصارحه أكون محبا له "لصديقك من أصدقك القول لا من صدقك".
لنعش زهوا فكريا ولنبتعد عن ما يقدح الشرر في أنفسنا، ولا نرد الإساءة بمثلها فهذا دليل على أنك عالجت الخطأ بالخطأ نفسه.
حينما تخلو الأرواح من محبة ما تجدها كصخرة يصعب أختراقها، فتحتاج إلى ذلك " الدكاك" كي يتوغل إلى ذاتها لنجد الطهر وتلك الفطرة، فلنبحث عن حب يذيب الصخر بدل أن يبعثر هـ أشلاء تترامى.
ملاحظة كمفاجأة :
السؤال الأول والوحيد : يوجد في النص أعلاه بعض الأخطاء النحوية والإملائية وبعض منها نظرية، حدد تلك الأخطاء بعناية كي أقع في فخ " السخرية ربما " ؟
،،،،،،
أحترامي ومحبتي
" علي آل علي "
11. 3. 1433هـ