العرب ما بين جاهليتين

[مالك الحصيني]

مر العرب قبل الاسلام بفترة أصطلح على تسميتها بالجاهلية , وسميت بذلك لبعدهم كل البعد عن معرفة خالقهم بعبادتهم لتلك الحجارة من دون الله وبعض العادات السيئة .
وفي المقابل كانت لدى العرب بعض الخصال الحميدة التي كانت رصيدا لهم بين الامم ,والتي غابت عن العرب في عصرنا الحديث من الوفاء بالعهد واحترام المواثيق ونصرت المظلوم والصدق والكرم والعفاف وتهذيب النفس وقد سطرت قصائدهم تلك الاخلاق ,وكما قال الشاعر عنترة بن شداد
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي
حتى يُواري جارتي مأْواه
وكان العرب ينصرون المظلوم الضعيف على الظالم القوي حتى يرد الحق الى أصحابة ,فقد شهد الرسول الكريم على ذلك حلف الفضول, عَن عَائِشَة ام الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول (لقد شهِدت فِى دَار عبد الله بن جدعَان من حلف الفضول مَا لَو دعيت إِلَيْهِ لأجبت وَمَا أحب أَن لى بِهِ حمر النعم) .
وبزغ نور الرسالة المحمدية لينبذ الشرك والكفر ويدعو الى التوحيد الخالص ويثبت الاخلاق الحميدة في نفوس العرب وينبذ سيئها ,فقال عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" و الاخلاق من أسس الدعوة المحمدية .
أما في العصر الحالي فيعيش العرب جاهلية من نوع أخر ,وهي جاهلية في الاخلاق لا في الدين فقد ضاعت حقوق الناس وظهرت الاخلاق الفاسدة, وأصبح بعض العرب للأسف الشديد يتنافسون ويتباهون في أكل مال الضعيف ,وفضح عورات المسلمين التى سترها الله بالإسلام , وأنتشر بين البعض الكذب حتى أصبح عادة بنقل الاخبار المظللة الواهية التي أفسدت العقول والذمم , ونقضت الكثير من العهود والمواثيق ,وكل ذلك بسبب ضياع الاخلاق القويمة التي حث عليها الاسلام بالأجر العظيم على فاعلها . فقال عليه الصلاة والسلام :" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق "

وشتان بين الجاهليتين الاولى والثانية ,فالأولى جاهلية في العقيدة والثانية في الاخلاق ,وبعد كل هذا أصبحت أخلاق المسلم العربي ميزه تميزه عن غيرة من بني جلدته بعد ما كانت صفة ملازمة له حث عليها الدين الحنيف .

 

[اللميـــاء]

[ size="5"]السلام عليكم

الأستاذ مالك

ذكرتني مقالتك تلك بمقولة للإمام محمد عبده إثر عودته من أوروبا حين سألوه عنها فقال

" رأيت فى أوروبا إسلاما بلا مسلمين ، و رأيت في بلادي مسلمين بلا إسلام "

إنها الحقيقة المُرة ... لكني أفضل أن أنظر لنصف الكوب الممتلئ تماشياً مع حديث المصطفى صلى الله عليه و سلم " الخير في و في أمتي إلى يوم الدين"


شكراً للمقال الرائع


مودتي


اللميـــاء!

[/size]

[نسيان]

و انا استاذي بدت اتساءل مالذي حدث للمسلمين و اين تلك الخصال التي عرفت عنهم
اين الوفاء اين الاخلاص
اين الكرم
اين اين العدل اين نصرة المظلوم
اين حق الجيرة
اين توقير العلماء واين زهد رجال الدين واين الحق و لزومهم و التزامهم به اين زهدهم بالدنيا و ادبارهم ملذات الدنيا و اقبالهم على الاخرة
اين نصرة المظلوم و اين حقوق النساء اين حق الاجير
اين النصيحة بالسر لله اين المواثيق و العهود

استاذي اجيال رحلت كانت علما و نار
و ارثت اجيال رماااد لا تقوم لهم قائمة و لا يعتمد عليهم بالخير و في الخير
الناس يا استاذي مالوا مع الدنيا و لم ينطق الحق بل نطقهم الهوى و الكذب و الزور و البهتان
الناس الطيبة التي ساءها ما ترى آثرت الابتعاد و سكرت الابواب
و تركتهم و غيهم و اعجابهم بانفسهم
كان الزبن يذاد عنه بالمال و الاهل و الولد
الان من استجرته يرفسك و كان الله لم يوصي بالمستجير

نعم تغيروا ناس هذا الزمان ومالوا لكل افاك اثيم
كان املنا بالربيع العربي ان يظهر ثمار لاناس اقوياء شرفاء اصحاب حق و قولهم حق و فعلهم حق
واذا بنا نرى قد عرينا مما كان يستر كثير من الشعوب فنحنا كما ينوح الحمام من اقاويل الغربان السود و اقاويل اهل السوء و افعال اهل السوء
ضاعت الحكمة و ضيعنا مجد امه