السلام عليكم
----------------------
لم اكن أبدا أتصور أن أجد باب لمدخل جنات عدن التي طالما سمعنا عنها من الاجداد .
لا اقصد بكلامي جنات السموات بل جنات الأرض المختبئة خلف المستور .
أضناني البحث و سئمت التفكير , و إذا بي في لحظة من اللحظات ارقب فراشة تطير حولي حاولت امساكها فطارت في الاجواء تبعتها و نسيت اني لا اعرف المكان و إذا بي ادخل إلى جنات عدن الارض , وجدت ما كنت أبحث عنه هناك , وجدت أمور لا تصدق لم يذكرها الاجداد في قصص الخرافات , وجدت قصرا منيعا أبوابه سنديان , و ارضه مرمر و مرجان , وجدت فيه ما لم يكن بالحسبان .
لم يثرني القصر و لم يستهوني المكان , ما لفت انتباهي هو ذاك الإنسان القابع وسط المحراب يصلي و يقول أجمل الأذكار .
خفت التقدم إليه لكني تشجعت و حزمت أمري و خلعت نعلي و دخلت عليه المحراب , وجدته أجمل من أي كان .
له وجه صبوح , و عيون ضاحكة تتلئلئ , لحيته بيضاء يشوبها بعض السواد , امعنت النظر فوجدت ما كنت ابحث عنه بالأحلام , جسم كبير و صدر عريض و مبسم ينم عن أن صاحبه لا ينطق الكلام القبيح.
تقدمت و جلست بين يديه , و إذا به يرمقني بنظرات المحب الولهان , أمسك يدي فأحسست اني من كان يبحث عنها لترافقه بذاك المكان .
جلست قربه ,فاطمئن قلبي و هدئت روحي و أحسست أني خلقت لاتعبد بهذا المكان .
فيا سيدي لا تبخل علي , و اجعلني سيدة المكان , اريد ان أريك طقوس صلاتي , علي احظى ببعض الحنان .
جنات عدن التي بالأرض وجدتها اليوم و لن أتخلى عنها مهما كلفني الأمر من الصمود .