سبب القصيدة وقائلها
القصيدة اليتيمة (دوقلة المنبجي)
لعل شاعراً مقلاً تكون حصيلته قصيدة واحدة تسمو به في سماء شعراء لهم جولات وجولات في ميادين الشعر الوسيعة وتنقل اسمه من هامش إلي عناوين الأدب .
قصيدتنا اليتيمة جاءت يتيمة من نواحٍ كثيرة , فهي يتيمة الأب إذ أن شاعرها لم يعرف من أثره غيرها , ومات علي الأغلب غيلة قبل ان يحقق مراده من نظم القصيدة كما يزعم هذا إن صح نسبها وكانت مولوداً شرعياً لدوقلة المنبجي .
وهي يتيمة من حيث معانيها ووصفها وإن إقتربت من الوصف المادي الذي خلا من صف معاناة العاشق وربما يدل علي وصفه المثالي علي أنه لم ير دعد قط .
وقد لا يعرف عن شاعرها سوي إسمه .
قصيدة اليتيمة ظلت عصوراً مجهولة لا يعرف اسم شاعرها فمنهم من نسبها للشاعر العباسي علي بن جبلة الذي قتله المأمون ومنهم من قال أنها لأبي نواس الشاعر العباسي الذي اشتهر بالخمر والمجون ومنهم من نسبها لدوقلة المنبجي... وهو شاعر لم يذكر في كتب الأدب ولم يعرف له سواها ومنبج مدينة بالشام نشأ فيها الشعراء مثل أبو تمام و البحتري وأبو فراس الحمداني و اليتيمة تنطق بشاعرية شاعر أصيل , تفنن في وصف محبوبته (دعد) فلد صورها ورسمها حتي يبدو للقارئ أنه يراها من دقة الوصف ... وهي قصيدة رقيقة وعذبة وقد احتوت علي كل العناصر للقصيدة العربية التقليدية من وقوف علي الأطلال ووصف المحبوبة والشكوي من الهجر والصدود والفخر والكبرياء .
ويحكي أن الأميرة دعد قررت الزواج ممن يكتب فيها أجمل قصيدة غزل فبدأ الشعراء بالتوافد من كل حدب وصوب ومنهم دوقلة المنبجي ولكن لم يصل دوقلة لقصر الأميرة بخلاف قصيدته التي وصلت وذلك أن دوقلة إلتقي شاعراً آخر وهو في طريقه إلي اليمن وكان الشاعر الآخر قاصداً الأميرة دعد أيضاً وعندما عرف كل منهما أنهما ذاهبان لمقصد واحد طلب الشاعرالآخر من دوقلة أن يسمعه ما كتب بدعد و هذ الشاعر كان من الحجاز فأسمعة دوقلة القصيدة وكان من صفات الشعراء العرب ما يسمي (باللسليقة) أي أنه يحفظ قصيدة من إلقاء واحد فأعجب الشاعر الحجازي بالقصيدة وأدرك أنها القصيدة الفائزة بزواج دعد لا محال فقام بقتل دوقلة وتابع الطريق إلي قصر دعد .
وعندما وقف الشاعر الحجازي وألقي قصيدته علي مسامع الأميرة دعد و قد كانت تعلم أنه من الحجاز لتعريفه بنفسه قبل إلقاء القصيدة ........وقفت الاميرة دعد وقالت : اقتلوا قاتل زوجي .
وقد عرفت أنه ليس قائل القصيدة من كلمة في القصيدة لا تقال في الحجاز ولكن يوجد في الحجاز كلمة أخري بنفس المعني والوزن الشعري فلا يبرر إستخدامها إلا أن لا يكون هو قائلها و استنتجت قابل قائلها وقام بقتله ليسرق قصيدته .