المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
:: قلم جديد :: |
الرتبة: |
|
بيانات العضو |
التسجيل: |
20-07-13 |
العضوية: |
517 |
المواضيع: |
8 |
المشاركات: |
26 |
المجموع: |
34 |
بمعدل : |
0.01 يوميا |
آخر زيارة : |
14-08-24 |
الجنس : |
انثي
|
نقاط التقييم: |
130 |
قوة التقييم: |
|
الإعـــــجـــــــاب |
عدد الإعجابات التي قدمتها: 6
وحصلتُ على 12 إعجاب في 6 مشاركة
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
قـطــرات الـشـعـر الـعـامـي
تواصل
كانت تعلم أن كلمة حديقة لا يمكن ان تطلق على هذا المكان ,وكانت تسمي هذه المساحة الترابية باسم غني و تضيف اليه ياء الخصوصية وتنطق الكلمة بتفخيم جليل "حديقتي " , واذ كانت تعلم أن خيالها يصنع لها ما تريد ,فقد كانت مدركة لوجود أعين لا ترى في جمال اللون الترابي ما يغني عن النضج الأخضر,لذا أبقت الحديقة التي تخصها سراً لا تطلع عليه أحد .
كانت تطيل الجلوس على المقعد الوحيد هناك تتأمل حركة السحب ,وتصف لون السماء المتغير بتغير مزاجها فهو أزرق شفاف ان كانت راضية,نيلي مخفف ان كانت غاضبة,وهناك ذلك اللون المنسكب من شمس محتضرة يصبغ حديقتها حين الغروب ثم يبدأ بالانحسار حتى يضيئ للحظات معدودة قوساً خشبياً منقوشاً برموز غريبة لطالما ألهبت خيالها بمحاولات لايجاد معنىً لها.
كانت تكره التغيير,وكان الانتقال من المدرسة الى الجامعة تغييرا سيفضي في احسن حالاته الى مفاضلة مستمرة بين الخطأ المرح والصواب المغرق في الجدية حيث لا بد من الندم على النتائج ولو كان الاختيار رسوليا .
كانت أجبن من ان تكره المسؤولية وتبرر ذلك بأنه لا يمكن لأحد ان يكره شيئاً لا يعرفه وان المعرفة النظرية لشيئ لا يمكن الا ان يطبق نوع من التجديف ,وكانت أذكى من الالتصاق بها كنوع من الاخلاص لمبدأ معين لذا كانت قادرة على التخلص من أثار تأنيب الضمير بتبرير طفولي ماكر يخدع عقلها قبل ان يخدع الأخرين .
كانت جالسة في ذلك اليوم في حديقتها تحاول الوصول الى نمط يفسر انتقالاً يسيراً بين الطفولة والنضج المسؤول ,منذ اسابيع كانت طالبة في الثانوية وكان جُل اهتمامها ينصب في احراز علامة تتيح مستقبلا يمكن ان يوصف بالمقبول ,والان أدركت بعد إرتيادها الجامعة ان هناك مصطلحات غريبة تتناثر في الأرجاء وأن عالمها الصغير المغلق مصاب بتوحد لا يستقيم الامر الا بشفائه .
تعترف لنفسها أن تمسكها الطفولي بعالم تلعب هي فيه دور البطولة يبدو نوعا من التمسَك المرضي ,لكنها تتراجع وهي تهز كتفيها بطفولة بالغة وتسرح بنظرها في تلك النقوش التى ربما هي لعنة تمنع روحها من النضج .
تطرق علبة القهوة بأصابع شبه متجمدة وتفكر في صيغ التواصل العديدة الصداقة والزمالة والصحبة والعلاقات البعيدة, واذ هي تجد في كل هذه الالفاظ رونقاً مثالياً, فهي تخشى ان يصبح كسر المثالية نوعاً من الوصول الى هدف التواصل ,وهو شيئ يشبه استخدام الطرق الشريرة للوصول الى الخير ولما كان تحقيق الأهداف يعني تحقيق النصر فان الطرق تصبح عديمة القيمة ويصبح البغيض ميكافيلي صادقا .
- "ميكافيلي طفولي الهوى؟" أتى الصوت من الخلف .
التفَتَت الى مصدر الصوت ,رجل في أواخر الخمسينات من عمره ,شعر ابيض وقامة قصيرة ونظارات بعدسات هلالية تمنحه سمة السحرة.
- "لربما كانت ميزة ميكافيلي الوحيدة أنه لم يكن من الذين يتدخلون في شؤون الاخرين .." قالت محاولة ترتيب ملامحها بطريقة تدعو الى النفور.
- "لست متطفلا " اجاب وهو يحدق في النقوش الغريبة "أحاول فهم وصول الطفولة الى الميكافيلية"
- "هل شاهدت الاطفال وهم يلعبون سوية ؟ سيطرة مطلقة وعنف خال من الانسانية ,إنهم مثال لما يطلق عليه باللغة الانكليزية (أنانيون بالطبيعة)" قالت وهي تحاول ادراك العالم الذي أتى منه هذا الرجل
- "واذاً فنظريتك العظيمة ان ميكافيلي طفل كبير " قال بسخرية
- "لربما كان ذلك من حسن حظنا, تعريف الأنانية بهذا الأسلوب البديع ما كانت لتحصل على اهتمام أحد ,لو كانت صادرة من طفل حقيقي,وما فعله ميكافيلي رغم بشاعته نوع من الشجاعة الادبية في الاعتراف " قالت وهي تسحق علبة القهوة وكأنها تحملها مسؤولية رداءة الأطفال.
- "هذا تصور بالغ الغرابة ,لا دليل على صحته " قال باستخفاف .. "انت تفندين قيم التواصل وتحصرينها في السيطرة "
- "لم أفعل !..هناك حكاية بريطانية تتحدث عن مجموعة من التلاميذ الذين غرق المركب الذي يُقلهم ,هؤلاء الاطفال أنقذهم الموج وألقاهم على جزيرة مهجورة,بعد سنة كاملة استطاعت السلطات العثور عليهم ,والذي اثار ألاستغراب في ذلك الوقت أن هؤلاء الاطفال انقسموا الى ما يشبه القبيلتين ...وأنهم اتخذوا طوطماً للعبادة وأنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض فيما يشبه الغزوات المتبادلة..هل تسمع ؟ ..لقد عاد هؤلاء الى بدائية متوحشة ...نوع من انواع تواصل السيطرة"
- "اذا فكل المجتمعات بدائية ...وعلى الناس أن لا تتحضر وأن لا تعيش في المدن " قال باستمتاع
- "عليك ان تستمتع ل ديورنت حين قال أن الانسان يكرس تطوره للعودة الى البدائية " قالت بعد تفكير
- " ماذا عن تطور حي بن يقظان " قال وكأنه وجد دليلا قاطعاً... "لقد وصل الى تطور راق وتفهم عقلي واع للحقيقة الكونية "
- "وانت هنا تثبت ان التواصل ..-ان كنت تسميه تواصلاً – مع الكون والبيئة يجعلك أكثر رقياً ويوصلك الى نقاء الحقيقة ...أما التواصل مع البشر فسيوصلك الى نوع من محاولة السيطرة أو محاولة التحرر منها وفي كلا الحالتين أنت متعب ,خاسر ,محبط " قالت وهي تنظر الى خيالات الغروب التى تضيئ الرموز المنقوشة.
- "الانسان كائن اجتماعي, لا بديل عن المجتمعات المتطورة ,لا بديل عن الوجود المشترك ,انها المعنى الصحيح للانسانية,كيف يمكنك ان تشعر بالاخر ان كنت تحاول تفادي اشكال السيطرة طوال الوقت"قال مدافعا عن افكارهكانت تعلم أن كلمة حديقة لا يمكن ان تطلق على هذا المكان ,وكانت تسمي هذه المساحة الترابية باسم غني و تضيف اليه ياء الخصوصية وتنطق الكلمة بتفخيم جليل "حديقتي " , واذ كانت تعلم أن خيالها يصنع لها ما تريد ,فقد كانت مدركة لوجود أعين لا ترى في جمال اللون الترابي ما يغني عن النضج الأخضر,لذا أبقت الحديقة التي تخصها سراً لا تطلع عليه أحد .
كانت تطيل الجلوس على المقعد الوحيد هناك تتأمل حركة السحب ,وتصف لون السماء المتغير بتغير مزاجها فهو أزرق شفاف ان كانت راضية,نيلي مخفف ان كانت غاضبة,وهناك ذلك اللون المنسكب من شمس محتضرة يصبغ حديقتها حين الغروب ثم يبدأ بالانحسار حتى يضيئ للحظات معدودة قوساً خشبياً منقوشاً برموز غريبة لطالما ألهبت خيالها بمحاولات لايجاد معنىً لها.
كانت تكره التغيير,وكان الانتقال من المدرسة الى الجامعة تغييرا سيفضي في احسن حالاته الى مفاضلة مستمرة بين الخطأ المرح والصواب المغرق في الجدية حيث لا بد من الندم على النتائج ولو كان الاختيار رسوليا .
كانت أجبن من ان تكره المسؤولية وتبرر ذلك بأنه لا يمكن لأحد ان يكره شيئاً لا يعرفه وان المعرفة النظرية لشيئ لا يمكن الا ان يطبق نوع من التجديف ,وكانت أذكى من الالتصاق بها كنوع من الاخلاص لمبدأ معين لذا كانت قادرة على التخلص من أثار تأنيب الضمير بتبرير طفولي ماكر يخدع عقلها قبل ان يخدع الأخرين .
كانت جالسة في ذلك اليوم في حديقتها تحاول الوصول الى نمط يفسر انتقالاً يسيراً بين الطفولة والنضج المسؤول ,منذ اسابيع كانت طالبة في الثانوية وكان جُل اهتمامها ينصب في احراز علامة تتيح مستقبلا يمكن ان يوصف بالمقبول ,والان أدركت بعد إرتيادها الجامعة ان هناك مصطلحات غريبة تتناثر في الأرجاء وأن عالمها الصغير المغلق مصاب بتوحد لا يستقيم الامر الا بشفائه .
تعترف لنفسها أن تمسكها الطفولي بعالم تلعب هي فيه دور البطولة يبدو نوعا من التمسَك المرضي ,لكنها تتراجع وهي تهز كتفيها بطفولة بالغة وتسرح بنظرها في تلك النقوش التى ربما هي لعنة تمنع روحها من النضج .
تطرق علبة القهوة بأصابع شبه متجمدة وتفكر في صيغ التواصل العديدة الصداقة والزمالة والصحبة والعلاقات البعيدة, واذ هي تجد في كل هذه الالفاظ رونقاً مثالياً, فهي تخشى ان يصبح كسر المثالية نوعاً من الوصول الى هدف التواصل ,وهو شيئ يشبه استخدام الطرق الشريرة للوصول الى الخير ولما كان تحقيق الأهداف يعني تحقيق النصر فان الطرق تصبح عديمة القيمة ويصبح البغيض ميكافيلي صادقا .
- "ميكافيلي طفولي الهوى؟" أتى الصوت من الخلف .
التفَتَت الى مصدر الصوت ,رجل في أواخر الخمسينات من عمره ,شعر ابيض وقامة قصيرة ونظارات بعدسات هلالية تمنحه سمة السحرة.
- "لربما كانت ميزة ميكافيلي الوحيدة أنه لم يكن من الذين يتدخلون في شؤون الاخرين .." قالت محاولة ترتيب ملامحها بطريقة تدعو الى النفور.
- "لست متطفلا " اجاب وهو يحدق في النقوش الغريبة "أحاول فهم وصول الطفولة الى الميكافيلية"
- "هل شاهدت الاطفال وهم يلعبون سوية ؟ سيطرة مطلقة وعنف خال من الانسانية ,إنهم مثال لما يطلق عليه باللغة الانكليزية (أنانيون بالطبيعة)" قالت وهي تحاول ادراك العالم الذي أتى منه هذا الرجل
- "واذاً فنظريتك العظيمة ان ميكافيلي طفل كبير " قال بسخرية
- "لربما كان ذلك من حسن حظنا, تعريف الأنانية بهذا الأسلوب البديع ما كانت لتحصل على اهتمام أحد ,لو كانت صادرة من طفل حقيقي,وما فعله ميكافيلي رغم بشاعته نوع من الشجاعة الادبية في الاعتراف " قالت وهي تسحق علبة القهوة وكأنها تحملها مسؤولية رداءة الأطفال.
- "هذا تصور بالغ الغرابة ,لا دليل على صحته " قال باستخفاف .. "انت تفندين قيم التواصل وتحصرينها في السيطرة "
- "لم أفعل !..هناك حكاية بريطانية تتحدث عن مجموعة من التلاميذ الذين غرق المركب الذي يُقلهم ,هؤلاء الاطفال أنقذهم الموج وألقاهم على جزيرة مهجورة,بعد سنة كاملة استطاعت السلطات العثور عليهم ,والذي اثار ألاستغراب في ذلك الوقت أن هؤلاء الاطفال انقسموا الى ما يشبه القبيلتين ...وأنهم اتخذوا طوطماً للعبادة وأنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض فيما يشبه الغزوات المتبادلة..هل تسمع ؟ ..لقد عاد هؤلاء الى بدائية متوحشة ...نوع من انواع تواصل السيطرة"
- "اذا فكل المجتمعات بدائية ...وعلى الناس أن لا تتحضر وأن لا تعيش في المدن " قال باستمتاع
- "عليك ان تستمتع ل ديورنت حين قال أن الانسان يكرس تطوره للعودة الى البدائية " قالت بعد تفكير
- " ماذا عن تطور حي بن يقظان " قال وكأنه وجد دليلا قاطعاً... "لقد وصل الى تطور راق وتفهم عقلي واع للحقيقة الكونية "
- "وانت هنا تثبت ان التواصل ..-ان كنت تسميه تواصلاً – مع الكون والبيئة يجعلك أكثر رقياً ويوصلك الى نقاء الحقيقة ...أما التواصل مع البشر فسيوصلك الى نوع من محاولة السيطرة أو محاولة التحرر منها وفي كلا الحالتين أنت متعب ,خاسر ,محبط " قالت وهي تنظر الى خيالات الغروب التى تضيئ الرموز المنقوشة.
- "الانسان كائن اجتماعي, لا بديل عن المجتمعات المتطورة ,لا بديل عن الوجود المشترك ,انها المعنى الصحيح للانسانية,كيف يمكنك ان تشعر بالاخر ان كنت تحاول تفادي اشكال السيطرة طوال الوقت"قال مدافعا عن افكاره
- كانت تعلم أن كلمة حديقة لا يمكن ان تطلق على هذا المكان ,وكانت تسمي هذه المساحة الترابية باسم غني و تضيف اليه ياء الخصوصية وتنطق الكلمة بتفخيم جليل "حديقتي " , واذ كانت تعلم أن خيالها يصنع لها ما تريد ,فقد كانت مدركة لوجود أعين لا ترى في جمال اللون الترابي ما يغني عن النضج الأخضر,لذا أبقت الحديقة التي تخصها سراً لا تطلع عليه أحد .
كانت تطيل الجلوس على المقعد الوحيد هناك تتأمل حركة السحب ,وتصف لون السماء المتغير بتغير مزاجها فهو أزرق شفاف ان كانت راضية,نيلي مخفف ان كانت غاضبة,وهناك ذلك اللون المنسكب من شمس محتضرة يصبغ حديقتها حين الغروب ثم يبدأ بالانحسار حتى يضيئ للحظات معدودة قوساً خشبياً منقوشاً برموز غريبة لطالما ألهبت خيالها بمحاولات لايجاد معنىً لها.
كانت تكره التغيير,وكان الانتقال من المدرسة الى الجامعة تغييرا سيفضي في احسن حالاته الى مفاضلة مستمرة بين الخطأ المرح والصواب المغرق في الجدية حيث لا بد من الندم على النتائج ولو كان الاختيار رسوليا .
كانت أجبن من ان تكره المسؤولية وتبرر ذلك بأنه لا يمكن لأحد ان يكره شيئاً لا يعرفه وان المعرفة النظرية لشيئ لا يمكن الا ان يطبق نوع من التجديف ,وكانت أذكى من الالتصاق بها كنوع من الاخلاص لمبدأ معين لذا كانت قادرة على التخلص من أثار تأنيب الضمير بتبرير طفولي ماكر يخدع عقلها قبل ان يخدع الأخرين .
كانت جالسة في ذلك اليوم في حديقتها تحاول الوصول الى نمط يفسر انتقالاً يسيراً بين الطفولة والنضج المسؤول ,منذ اسابيع كانت طالبة في الثانوية وكان جُل اهتمامها ينصب في احراز علامة تتيح مستقبلا يمكن ان يوصف بالمقبول ,والان أدركت بعد إرتيادها الجامعة ان هناك مصطلحات غريبة تتناثر في الأرجاء وأن عالمها الصغير المغلق مصاب بتوحد لا يستقيم الامر الا بشفائه .
تعترف لنفسها أن تمسكها الطفولي بعالم تلعب هي فيه دور البطولة يبدو نوعا من التمسَك المرضي ,لكنها تتراجع وهي تهز كتفيها بطفولة بالغة وتسرح بنظرها في تلك النقوش التى ربما هي لعنة تمنع روحها من النضج .
تطرق علبة القهوة بأصابع شبه متجمدة وتفكر في صيغ التواصل العديدة الصداقة والزمالة والصحبة والعلاقات البعيدة, واذ هي تجد في كل هذه الالفاظ رونقاً مثالياً, فهي تخشى ان يصبح كسر المثالية نوعاً من الوصول الى هدف التواصل ,وهو شيئ يشبه استخدام الطرق الشريرة للوصول الى الخير ولما كان تحقيق الأهداف يعني تحقيق النصر فان الطرق تصبح عديمة القيمة ويصبح البغيض ميكافيلي صادقا .
- "ميكافيلي طفولي الهوى؟" أتى الصوت من الخلف .
التفَتَت الى مصدر الصوت ,رجل في أواخر الخمسينات من عمره ,شعر ابيض وقامة قصيرة ونظارات بعدسات هلالية تمنحه سمة السحرة.
- "لربما كانت ميزة ميكافيلي الوحيدة أنه لم يكن من الذين يتدخلون في شؤون الاخرين .." قالت محاولة ترتيب ملامحها بطريقة تدعو الى النفور.
- "لست متطفلا " اجاب وهو يحدق في النقوش الغريبة "أحاول فهم وصول الطفولة الى الميكافيلية"
- "هل شاهدت الاطفال وهم يلعبون سوية ؟ سيطرة مطلقة وعنف خال من الانسانية ,إنهم مثال لما يطلق عليه باللغة الانكليزية (أنانيون بالطبيعة)" قالت وهي تحاول ادراك العالم الذي أتى منه هذا الرجل
- "واذاً فنظريتك العظيمة ان ميكافيلي طفل كبير " قال بسخرية
- "لربما كان ذلك من حسن حظنا, تعريف الأنانية بهذا الأسلوب البديع ما كانت لتحصل على اهتمام أحد ,لو كانت صادرة من طفل حقيقي,وما فعله ميكافيلي رغم بشاعته نوع من الشجاعة الادبية في الاعتراف " قالت وهي تسحق علبة القهوة وكأنها تحملها مسؤولية رداءة الأطفال.
- "هذا تصور بالغ الغرابة ,لا دليل على صحته " قال باستخفاف .. "انت تفندين قيم التواصل وتحصرينها في السيطرة "
- "لم أفعل !..هناك حكاية بريطانية تتحدث عن مجموعة من التلاميذ الذين غرق المركب الذي يُقلهم ,هؤلاء الاطفال أنقذهم الموج وألقاهم على جزيرة مهجورة,بعد سنة كاملة استطاعت السلطات العثور عليهم ,والذي اثار ألاستغراب في ذلك الوقت أن هؤلاء الاطفال انقسموا الى ما يشبه القبيلتين ...وأنهم اتخذوا طوطماً للعبادة وأنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض فيما يشبه الغزوات المتبادلة..هل تسمع ؟ ..لقد عاد هؤلاء الى بدائية متوحشة ...نوع من انواع تواصل السيطرة"
- "اذا فكل المجتمعات بدائية ...وعلى الناس أن لا تتحضر وأن لا تعيش في المدن " قال باستمتاع
- "عليك ان تستمتع ل ديورنت حين قال أن الانسان يكرس تطوره للعودة الى البدائية " قالت بعد تفكير
- " ماذا عن تطور حي بن يقظان " قال وكأنه وجد دليلا قاطعاً... "لقد وصل الى تطور راق وتفهم عقلي واع للحقيقة الكونية "
- "وانت هنا تثبت ان التواصل ..-ان كنت تسميه تواصلاً – مع الكون والبيئة يجعلك أكثر رقياً ويوصلك الى نقاء الحقيقة ...أما التواصل مع البشر فسيوصلك الى نوع من محاولة السيطرة أو محاولة التحرر منها وفي كلا الحالتين أنت متعب ,خاسر ,محبط " قالت وهي تنظر الى خيالات الغروب التى تضيئ الرموز المنقوشة.
- "الانسان كائن اجتماعي, لا بديل عن المجتمعات المتطورة ,لا بديل عن الوجود المشترك ,انها المعنى الصحيح للانسانية,كيف يمكنك ان تشعر بالاخر ان كنت تحاول تفادي اشكال السيطرة طوال الوقت"قال مدافعا عن افكاره
- كانت تعلم أن كلمة حديقة لا يمكن ان تطلق على هذا المكان ,وكانت تسمي هذه المساحة الترابية باسم غني و تضيف اليه ياء الخصوصية وتنطق الكلمة بتفخيم جليل "حديقتي " , واذ كانت تعلم أن خيالها يصنع لها ما تريد ,فقد كانت مدركة لوجود أعين لا ترى في جمال اللون الترابي ما يغني عن النضج الأخضر,لذا أبقت الحديقة التي تخصها سراً لا تطلع عليه أحد .
كانت تطيل الجلوس على المقعد الوحيد هناك تتأمل حركة السحب ,وتصف لون السماء المتغير بتغير مزاجها فهو أزرق شفاف ان كانت راضية,نيلي مخفف ان كانت غاضبة,وهناك ذلك اللون المنسكب من شمس محتضرة يصبغ حديقتها حين الغروب ثم يبدأ بالانحسار حتى يضيئ للحظات معدودة قوساً خشبياً منقوشاً برموز غريبة لطالما ألهبت خيالها بمحاولات لايجاد معنىً لها.
كانت تكره التغيير,وكان الانتقال من المدرسة الى الجامعة تغييرا سيفضي في احسن حالاته الى مفاضلة مستمرة بين الخطأ المرح والصواب المغرق في الجدية حيث لا بد من الندم على النتائج ولو كان الاختيار رسوليا .
كانت أجبن من ان تكره المسؤولية وتبرر ذلك بأنه لا يمكن لأحد ان يكره شيئاً لا يعرفه وان المعرفة النظرية لشيئ لا يمكن الا ان يطبق نوع من التجديف ,وكانت أذكى من الالتصاق بها كنوع من الاخلاص لمبدأ معين لذا كانت قادرة على التخلص من أثار تأنيب الضمير بتبرير طفولي ماكر يخدع عقلها قبل ان يخدع الأخرين .
كانت جالسة في ذلك اليوم في حديقتها تحاول الوصول الى نمط يفسر انتقالاً يسيراً بين الطفولة والنضج المسؤول ,منذ اسابيع كانت طالبة في الثانوية وكان جُل اهتمامها ينصب في احراز علامة تتيح مستقبلا يمكن ان يوصف بالمقبول ,والان أدركت بعد إرتيادها الجامعة ان هناك مصطلحات غريبة تتناثر في الأرجاء وأن عالمها الصغير المغلق مصاب بتوحد لا يستقيم الامر الا بشفائه .
تعترف لنفسها أن تمسكها الطفولي بعالم تلعب هي فيه دور البطولة يبدو نوعا من التمسَك المرضي ,لكنها تتراجع وهي تهز كتفيها بطفولة بالغة وتسرح بنظرها في تلك النقوش التى ربما هي لعنة تمنع روحها من النضج .
تطرق علبة القهوة بأصابع شبه متجمدة وتفكر في صيغ التواصل العديدة الصداقة والزمالة والصحبة والعلاقات البعيدة, واذ هي تجد في كل هذه الالفاظ رونقاً مثالياً, فهي تخشى ان يصبح كسر المثالية نوعاً من الوصول الى هدف التواصل ,وهو شيئ يشبه استخدام الطرق الشريرة للوصول الى الخير ولما كان تحقيق الأهداف يعني تحقيق النصر فان الطرق تصبح عديمة القيمة ويصبح البغيض ميكافيلي صادقا .
- "ميكافيلي طفولي الهوى؟" أتى الصوت من الخلف .
التفَتَت الى مصدر الصوت ,رجل في أواخر الخمسينات من عمره ,شعر ابيض وقامة قصيرة ونظارات بعدسات هلالية تمنحه سمة السحرة.
- "لربما كانت ميزة ميكافيلي الوحيدة أنه لم يكن من الذين يتدخلون في شؤون الاخرين .." قالت محاولة ترتيب ملامحها بطريقة تدعو الى النفور.
- "لست متطفلا " اجاب وهو يحدق في النقوش الغريبة "أحاول فهم وصول الطفولة الى الميكافيلية"
- "هل شاهدت الاطفال وهم يلعبون سوية ؟ سيطرة مطلقة وعنف خال من الانسانية ,إنهم مثال لما يطلق عليه باللغة الانكليزية (أنانيون بالطبيعة)" قالت وهي تحاول ادراك العالم الذي أتى منه هذا الرجل
- "واذاً فنظريتك العظيمة ان ميكافيلي طفل كبير " قال بسخرية
- "لربما كان ذلك من حسن حظنا, تعريف الأنانية بهذا الأسلوب البديع ما كانت لتحصل على اهتمام أحد ,لو كانت صادرة من طفل حقيقي,وما فعله ميكافيلي رغم بشاعته نوع من الشجاعة الادبية في الاعتراف " قالت وهي تسحق علبة القهوة وكأنها تحملها مسؤولية رداءة الأطفال.
- "هذا تصور بالغ الغرابة ,لا دليل على صحته " قال باستخفاف .. "انت تفندين قيم التواصل وتحصرينها في السيطرة "
- "لم أفعل !..هناك حكاية بريطانية تتحدث عن مجموعة من التلاميذ الذين غرق المركب الذي يُقلهم ,هؤلاء الاطفال أنقذهم الموج وألقاهم على جزيرة مهجورة,بعد سنة كاملة استطاعت السلطات العثور عليهم ,والذي اثار ألاستغراب في ذلك الوقت أن هؤلاء الاطفال انقسموا الى ما يشبه القبيلتين ...وأنهم اتخذوا طوطماً للعبادة وأنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض فيما يشبه الغزوات المتبادلة..هل تسمع ؟ ..لقد عاد هؤلاء الى بدائية متوحشة ...نوع من انواع تواصل السيطرة"
- "اذا فكل المجتمعات بدائية ...وعلى الناس أن لا تتحضر وأن لا تعيش في المدن " قال باستمتاع
- "عليك ان تستمتع ل ديورنت حين قال أن الانسان يكرس تطوره للعودة الى البدائية " قالت بعد تفكير
- " ماذا عن تطور حي بن يقظان " قال وكأنه وجد دليلا قاطعاً... "لقد وصل الى تطور راق وتفهم عقلي واع للحقيقة الكونية "
- "وانت هنا تثبت ان التواصل ..-ان كنت تسميه تواصلاً – مع الكون والبيئة يجعلك أكثر رقياً ويوصلك الى نقاء الحقيقة ...أما التواصل مع البشر فسيوصلك الى نوع من محاولة السيطرة أو محاولة التحرر منها وفي كلا الحالتين أنت متعب ,خاسر ,محبط " قالت وهي تنظر الى خيالات الغروب التى تضيئ الرموز المنقوشة.
- "الانسان كائن اجتماعي, لا بديل عن المجتمعات المتطورة ,لا بديل عن الوجود المشترك ,انها المعنى الصحيح للانسانية,كيف يمكنك ان تشعر بالاخر ان كنت تحاول تفادي اشكال السيطرة طوال الوقت"قال مدافعا عن افكاره
-
-
توقيع : عبير أحمد |
القهوه عالم اخر |
|