|
|
01-01-17, 02:53 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
هل يمكن اكتساب العبقرية؟ حوار حول واحدة من اهم سمات الشخصية الانسانية
- هناك من يعتقد بأن العبقرية موهبة.
- وهناك من يرى انها امر يمكن اكتسابه. - البعض يرى بانها عملية وراثية ناتجة عن جينات يتوارثها العبقري عن جدوده. - والبعض يرى بأن العوامل النفسية ( الاحداث المأساوية truamatic experiences خاصة في الطفولة المبكرة ) لها دور اساسي في بروز العبقرية. - البعض يرى بأن الجهد والعمل الذي يقوم به الانسان هو الذي يؤدي الى بروز العبقرية. - والبعض الاخر يرى بأن الجهد الذي يبذله الانسان في تطوير ذاته يظل محدود الاثر. القلة القليلة فقط يرون بأن العبقرية يمكن اكتسابها...فما رأيك انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تعالوا نتحاور هنا عن هذه السمة الانسانية المهمة؟؟؟!!!! ونتعرف على قوانين اكتساب العبقرية؟؟؟؟ اهلا وسهلا ...
لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../
الـموضـوع ://: :
هل يمكن اكتساب العبقرية؟ حوار حول واحدة من اهم سمات الشخصية الانسانية
-||-
المصدر :
قطرات أدبية
-||-
الكاتب :
ايوب صابر |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01-01-17, 08:13 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
ما سر العبقرية؟ من الواضح أن سمة العبقرية قد شغلت الإنسانية منذ فجر التاريخ، وذلك بصفتها احد أهم سمات الشخصية الإنسانية، وقد كان الفلاسفة الإغريق أول من حاول تقديم تفسير لسمة العبقرية واستمرت المحاولات عبر التاريخ ليومنا الحاضر، لكن ورغم كل هذا التراث المتراكم من المحاولات نجد من يرى بأن العبقرية هي سر الأسرار، وهي لغز، وشيء غامض، وما تزال تستعص على التفسير...وأن كل ما قدم من محاولات تفسيريه إنما يشكل وصف لبعض تجلياتها عند بعض العباقرة الأفذاذ. فهل صحيح أن العبقرية هي سر الأسرار؟ وهل صحيح أنها شيء غامض؟ ولغز لا يمكن فهمه؟ أم أن التطور العلمي والتراكم الحضاري وتطور وسائل البحث عن المعلومة يجعلنا قادرين على تقديم تفسير لسر العبقرية؟ وما هو سر العبقرية إذا وما هو منشأها؟ في الواقع أن التطور الحضاري والفكري والمعرفي الإنساني وتوفر وسائل الاتصال والبحث عن المعلومة إضافة إلى مجموعة كبيرة من التطورات العلمية خاصة في مجال علم النفس وتشريح الدماغ البشري بشكل عام، ومن ثم بحثي المتواصل على مدار أربعين عاما في سر الإبداع، تجعلني أتحدث بثقة عن إمكانية تقديم تفسير للغز العبقرية هذا، وكشف سرها ومنشأها في إضافة مهمة لهذا الجهد الإنساني المتراكم عبر السنين. لكن دعونا أولا أن نستكشف ما قاله الآخرون تاريخيا عن العبقرية وسرها...وبماذا عرّفوها! يُعرف البعض العبقرية على أنها عملية لجوء للخلق والإبداع للحفاظ على التوازن. ويرى البعض الآخر بأن العبقرية هي أعلى مستوى من مستويات الذكاء. وآخرون يرون أنها أعلى مستوى من مستويات القدرات العقلية. بينما يرى البعض الآخر أن العبقرية ما هي إلا قدرات عقلية تعتمد على الإدراك والتركيز والتحليل. وبينما يرى البعض أن منشأ العبقرية يرجع إلى سرعة الانتقال في العمليات العقلية، يرى البعض الآخر، ومنهم ديفد بروكس، أن منشأ العبقرية ليس الذكاء وإنما العمل الدأوب حيث يمضى العبقري ساعات عديدة في التدريب على مهنته أكثر من الناس العاديين...وبحيث تصبح القدرة على العطاء العبقري عادة أكثر منها طبيعة، أو قدرة، أو سمة عقلية أخرى غير مفهومة. أما الفيلسوف شوبنهور وهو واحد من ثلاثة فلاسفة كبار حاولوا تقديم تفسير للعبقرية حسب ما ورد في كتاب " اللاشعور" للدكتور على الوردي، فيرى بأن العبقري "يختلف عن الشخص العادي بشي واحد وهو: قلة تقيده بما يتقيد به عامة الناس في اندفاع في سبيل الحياة، وتنازع على البقاء". وفي رأيه "إن إرادة الحياة هي الدافع الرئيس الذي يدفع الفرد العادي نحو أعماله وأفكاره المتنوعة...ولذلك فهو ينظر في الأمور من خلال هذه الإرادة. أما العبقري فهو يسمو عن ذلك ويحاول أن يفهم الحياة على أساس موضوعي بحت" وبناء عليه فأن العبقرية عند شوبنهور هي "الموضوعية الخالصة في الفكر، والتي تمثل تلك القوة التي تجعل صاحبها يهمل مصالحه ورغباته وأهدافه وينبذ شخصيته لمدة معينة بحيث تكون فيها أداة خالصة للمعرفة والنظر في الكون نظرا نقيا". أما الفيلسوف الثاني ، توينبي ، فيرى أن "الفرد العادي إنسان محافظ يميل إلى التمسك بالعادات الموروثة، أما العبقري فهو على النقيض من ذلك يحب الابتداع والثورة على التقاليد". ويرى توينبي بأن العبقري" إنسان يشعر بأنه مكلف برسالة، وكثيرا ما يحب الفناء في هذه الرسالة ومن اجلها، بحيث يصبح العاشق الولهان الذي لا يعرف في الدنيا إلا إياها، وهو مقلق للنظام الاجتماعي مهدد لكيانه، إذ هو يسعى من اجل أن يحوله من حال إلى حال، ولا يبالي إن نال في سبيل ذلك ما ينال". أما الفيلسوف الثالث، برجسون، فيرى "أن الإنسان بطبيعته يميل إلى موافقة الجماعة التي ينتمي إليها...أما العبقري فيشعر انه ينتمي إلى البشرية جمعاء، ولذا فهو يخترق حدود الجماعة التي نشأ فيها ويثور على العرف الذي يدعم كيانها...انه يخاطب الإنسانية كلها بلغة الحب وكأنه إنسان من نوع جديد"...والعبقري عند برجسون "إنسان فيه نزعة من التصوف ذلك انه عندما ينغمس في ساعة الإبداع يغيب عن وعيه ويدخل فيما يشبه الوجد الصوفي أو الغيبوبة...وهو عند ذلك يتحد مع الدفقة الحيوية الكبرى التي تُسير الكون ويستشف من الحقيقة المطلقة ما لا يستطيع أن يستشفه المنغمسون في همومهم المحدودة ". ونجد أيضا بأن علم النفس قدم مساهمة مهمة في محاولات كشف سر العبقرية، لكنه عجز حتى الآن عن تقديم تفسير شافي لهذه السمة الإنسانية. وقد اثبت علم النفس أن الإنسان العبقري لا يتميز بتركيبة نفسية خاصة، بقدر ما يتميز بتشغيل خاص لهذه التركيبة النفسية. حيث يرى علم النفس أن العبقري إنسان مثله مثل بقية البشر، لكن استعداده النفسي مختلف، وهو يتميز بطاقة هائلة على الحركة، والإبداع، قياسا مع الإنسان العادي، كما يمتاز بحب الخروج على المألوف، وهو لا يخشى أن يصدم المجتمع، ويرى علم النفس بأن ألامتثالي الخاضع للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع لا يمكن أن يكون عبقريا...ولذلك فأن أهم سمة من سمات الإنسان العبقري هو خروجه عن المجتمع والشذوذ عن المألوف. وبينما يرى عالم النفس ادلر بأن الإبداع تعويض عن نقص ما في الشخصية، يرى عالم النفس سجموند فرويد "بان العبقرية والجنون يلدان من رحم واحد أي أنهما يصدران عن اللاوعي السحيق للفرد، ذلك اللاوعي الذي يمثل قارة مظلمة ومجهولة، وهي تشبه البركان العميق الكامن تحت طبقات الأرض أحيانا يقذف بالعبقرية وأحيانا يقذف بالهذيان". أما كيركغارد فيرى بأن المرض هو السبب الأساسي لكل اندفاعه إبداعية، وهو يعتقد بأن الإبداع هو الذي أشفى نفسه من أوجاعه وهمومه. ويؤيد عالم الطب النفسي الكبير ايسكيورول بأن هناك علاقة بين العبقرية والمرض حيث يقول " إن الشخصيات الكبرى في التاريخ هي شخصيات مرضية". بينما يرى عالم نفس آخر اسمه لولوت بأن العبقري شخص ممسوس أو مسكون في الداخل من قبل شيطان العبقرية، وهذا ما يتقاطع مع التسمية العربية لهذه السمة الإنسانية حيث كان العرب يعتقدون أن للعبقرية علاقة بواد اسمه عبقر يسكنه الجن. لكن الغالبية العظمى من الدراسات تربط بين العبقرية والجنون، ويدلل أصحاب هذه النظرية على ذلك بأن الكثير من العباقرة كانوا قد أصيبوا بالجنون وبأن العباقرة أشخاص غريبي الأطوار ومعقدو الشخصية، وأنهم يختلفون عن البشر العاديين وان تركيبتهم النفسية غير طبيعية. أما عالم الانتروبيولجي، هوارد جاردنر، فيعتقد أن منشأ العبقرية له علاقة بالوراثة، رغم أن البيئة تلعب دورا اكبر في إظهار العبقرية في وقت ما، أو ساعة ما، أو ظرف ما، وهي في نظره الأكثر تأثيرا في ظل ثقافة ما. أما أديسون فهو يرى بأن العبقرية 1% الهام و99% عرق وجهد وكفاح. ويشكل جهد علم التشريح ودراسة الدماغ الحلقة الأحدث في هذه السلسة الطويلة التي حاولت كشف سر العبقرية...وقد أُجريت هذه الدراسة التشريحية تحديدا على دماغ العبقري، اينشتين أبو النظرية النسبية. وتشير هذه الدراسة إلى أن عقل اينشتين يحتوي على نسبة اكبر من الخلايا المناعية، التي تحيط بكل خلية عصبية تغذيها وتمدها بالطاقة اللازمة لعملها، أي انه كلما زادت نسبة هذه الخلايا المناعية في أجزاء معينة من المخ، زادت قدرة الإنسان على التفكير، والتخيل، والاستنتاج، وسرعة رد الفعل، ووجد العلماء أن وزن الدماغ عنده اقل من الوزن العادي، كما أن سمك القشرة أقل من المعدل الطبيعي عند الرجال العاديين، كما أن السطح الخارجي للمخ يتمتع بعمق ملحوظ، وهو اعرض بنسبة 15%، يضاف إلى كل ذلك بأن المادة الدبقة المعروفة باسم Astrocytes موجودة بنسبة عالية في دماغه...ولكن العلماء الذين قاموا بهذا العمل المهول يعترفون بأن هذه الدراسة لم تقدم استنتاجا حاسما يدل على مواطن العبقرية في المخ...ليظل سر العبقرية إلى يومنا هذا سرا يستعصى على الباحثين والعلماء والدارسين. وعلى الرغم من الاختلاف في النظريات التي تحاول تفسير العبقرية نجد أن هناك إجماع إلى حد ما على صفات الإنسان العبقري: فهو كائن لا اجتماعي، يميل إلى العزلة والوحدة والهامشية والعناد، ويستغرق في الصمت والتأمل وكثرة التفكير والتحليل، سارح الذهن، واسع الخيال، وفي الغالب يكون كثير الحركة وكثير التساؤل، وغالبا ما يعاني من قلة النوم، ويتمتع بإرادة قوية، ويتصف بالمثابرة والرغبة الكاسحة في التفوق، وهو في حالة بحث دائم عن الحقيقة، وينظر للأمور بطريقة مختلفة. والعباقرة متطرفون في عاداتهم على عكس الناس العاديين أو المتوازنين، وهم حتما شخصيات قلقة وحساسة إلى درجة المرض أو التطرف الأقصى، وهم غير انقياديين. وغالبا ما يصدم العبقري الناس من حوله ويلاقي صعوبات جمة من قبل المحيط السائد وكثيرا ما يمضى وقت طويل قبل الاعتراف به وأحيانا يستغرق ذلك وقتا طويلا جدا حيث لا يحدث الاعتراف إلا بعد موتهم بسنوات طويلة. ويرى علم النفس أن العبقري وحده يعرف بقيمته منذ البداية ولكنه لا يستطيع إقناع الآخرين بها فورا بمن فيهم عائلته الشخصية أحيانا. ونجد أن أهم ما قيل في العبقرية يتلخص في الإجماع على أنها تمثل قوة سرية تدفع العبقري لان يكمل مهمته وان يواظب على مسيرته، ويندفع للأداء وكأنه محملا برسالة كونية أو مسئولا عن تنفيذ مهمة عليا تتجاوزه وهو مستعد لان يضحي بحياته من اجلها. فما سر العبقرية؟ وما هو منشأها؟ طبعا من الواضح بأن كل الطروحات السابقة عجزت عن تقديم تفسير حقيقي لمنشأ وسر العبقرية، لكن من الواضح أيضا بأن مركز العبقرية ومنشأها هو الدماغ. ولا شك أن الإنسان العبقري هو إنسان يمتلك دماغ يعمل بصورة استثنائية وفوق عادية، وهنا نجد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية بحيث يولد مخرجات عبقرية؟ وذلك قبل أن نتطرق إلى الشق الآخر من الموضوع كيف تحدث العبقرية، أي ما هي آلية ولادة الأفكار أو المخرجات العبقرية في الدماغ؟ ولجواب هذا السؤال الأول: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية وبحيث تولد مخرجات إبداعية؟ أقول، لقد مكنتنا وسائل البحث الحديثة عبر الانترنت من الوصول إلى، والتعرف على كم هائل من المعلومات خلال دقائق معدودة، ولا شك أن المعلومات وفرت استنتاجات غاية في الأهمية، فيما يتعلق بموضوعنا هذا تحديدا. فحينما ندرس سيرة حياة الأشخاص الذين اتفق الجمهور على أنهم عباقرة عبر التاريخ نجد أنهم في معظمهم، إن لم يكن جميعهم، قد تعرضوا في طفولتهم لمآسي مهولة، ونجد أيضا أن معظمهم أيتام تحديدا، وكثيرا منهم تكررت المآسي التي لها علاقة بالموت والمرض في حياتهم اللاحقة بشكل ملف للانتباه. وفي ذلك طبعا مؤشر بأن السر في عمل أدمغتهم بصورة استثنائية لا بد أن يكون له علاقة ومرتبط بمآسي حياتهم وما تجلبه هذه المآسي من الم وما ينتج عن ذلك الألم من اثر في كيمياء الدماغ وبالتالي زيادة استثنائية في نشاط الدماغ!! وهو في نفس الوقت السبب نفسه الذي يكمن وراء تلك الصفات المشتركة التي يتصف بها العباقرة والتي يجمع الباحثون عليها كما هو مشروح آنفا. أما كيف يؤثر الألم والناتج عن صدمة اليتم في خلق العبقرية، من خلال دفع الدماغ للعمل بطريقة استثنائية، فهذا هو مربط الفرس هنا، وهو الجديد الآخر الذي نقدمه في كشف سر العبقرية، وتفسير منشأها، ولو أن هذا الطرح يظل نظري إلى أن يتم التأكد من دقته أو نفيه بصورة مخبرية علمية، وذلك رغم الشواهد التحليلية والإحصائية وحتى العلمية التي ترجح صحته وتجعله أكثر قبولا من كل ما سبقه من طرح وتفسير لمنشأ العبقرية؟ وفي هذا الصدد، يبدو أن عقل الإنسان، هذا الكون الذي يُجمع العلماء على انه ما يزال مجهولا وغامضا ويعمل بطاقة 5% من قوته المهولة فقط، يشتمل في ثناياه على مخازن المعرفة المطلقة التي تولد مع الانسان، وهذه المخازن تكمن فيما اصطلح عليه العقل الباطن المحجوب عن العقل الظاهر الواعي بحجاب يشكل سدا منيعا أمام خروج هذه المعرفة، ويضبطها ويمنع تفلتها نظرا لما تملكه من قوة وقدرة على الإذهال تفقد الإنسان توازنه إذا ما خرجت بصورة غير منضبطة وبما يتجاوز قدرة الأنا العليا على الاستيعاب والتبرير. ويبدو أن هذا العقل الباطن يتكون من شقيين: واحد يمثل الخير وكل ما تمثله الكلمة ويرتبط بها، وهو مصدر الإبداع بكافة مستوياته، وآخر يمثل الشر، وكل ما تمثله الكلمة وما يرتبط بها، وهو مصدر الجنون بكافة مستوياته. ويبدو أن مخازن المعرفة هذه تتفاوت في عمقها، ولو افترضنا هنا جدلا وعلى سبيل التبسيط أن العقل يتكون من عشرة مخازن من مخازن المعرفة فقط، لقلنا أن منشأ الإبداع في ابسط حالاته ينبع من المخزن الأول، والذي هو الأقل عمقا، بينما نجد أن المخرجات الإبداعية تكون أكثر قيمة ووزن، كلما تعمق منشأها ضمن مخازن المعرفة العشرة المذكورة، وتصبح أكثر قيمة ووزن وتعقيد ورمزية وكودية كلما تعمق منشأ الإبداع أكثر فأكثر، فتكون المخرجات الإبداعية من المخزن رقم خمسة مثلا، ذات وزن وقيمة أكثر خمس مرات من تلك التي تتولد من المخزن رقم واحد. وتصبح هذه المخرجات عبقرية، فذة، مدهشه، ومزلزلة، إذا ما كان منشأ الفكرة أو المخرجات الإبداعية عميقا جدا ضمن هذه السلسة... وهكذا، حيث تتشكل لحظة الوجد والتي تمثل حالة انكشاف هائلة من المعرفة والقوة المخزنة في ثنايا العقل الباطن إلى الحد أن البعض يظن أن ما يحدث هو عبارة عن حالة توحد مع العقل الكوني. وكلما تعمق مصدر المعلومة أو الفكرة أو المخرج الإبداعي، كلما كانت الفكرة أكثر عبقرية وقيمة ووزن، ولو أن مصدر المخرجات الإبداعية كان مخزن المعرفة الأكثر عمقا على الإطلاق فالأرجح أن هذه المخرجات إلابداعية ستكون كاملة المواصفات، وتمثل انعكاس للمعرفة المطلقة في أعلى صورها وتكاملها. أما فيما يتعلق بالآلية التي يحدث فيها تفعيل مخازن المعرفة من خلال إحداث ما يشبه الخلخلة في الجدار الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن للسماح بولادة وخروج الأفكار والمخرجات الإبداعية على اختلاف أشكالها وأنواعها، فذلك مرتبط بشكل وثيق بوزن وطبيعة المصيبة وتوقيتها وأثرها في الطفل.. ويمكن القول ومن واقع الدراسات الإحصائية والتحليلية التي قمت على إجرائها، أن اليُتم والذي قد يفجع الطفل من سن ما قبل الولادة إلى سن 21 عام، هو أهم العوامل التي تؤثر على الدماغ وتزيد في نشاطه. ويلاحظ من خلال وزن وقيمة المخرجات الإبداعية اللاحقة، أن الأثر يكون أعظم كلما كان اليتم أبكر من حيث التوقيت: فنجد أن أعظم الناس عبقرية على الإطلاق هم أيتام قبل الولادة مثل نيوتن، يليهم في العبقرية من تيتم في السنة الأولى مثل جان جاك رسو على سبيل المثال لا الحصر، ثم السنة الثانية...وهكذا. وذلك على الرغم أن تراكم المآسي في حياة طفل تيتم في السنة الخامسة من عمره مثلا، قد يجعل من دماغه يعمل بطريقة أعظم وأكثر نشاطا مقارنة مع طفل آخر تيتم في السنة الأولى ولم تتكرر المآسي في حياته بنفس كثافة ما حدث لابن الخامسة، فتكون المخرجات الإبداعية أعظم عند من تيتم في الخامسة، وذلك كنتيجة للمؤثرات التي تزيد من نشاط الدماغ وتعمل على تحفيزه... وهنا لا بد من التنويه بأن زمن وقوع اليتم يبدو مهما جدا في طبيعة المخرجات الدماغية، فبينما نجد أن من تيتم في السنة الأولى يميل إلى الإنتاج الفكري والفلسفي، وفي نفس الوقت لديه القدرة على الإنتاج في مجالات متعددة، نجد أن الأيتام من السنة الرابعة وحتى العاشرة يبدعون في مجال الدراسات العلمية مثل الرياضيات والهندسة ومن ثم البيولوجيا، وبعد ذلك الفلك في سن العاشرة، بينما نجد أن الأيتام في سن المراهقة غالبا ما يصبحون قادة أفذاذ كرزميون لكن مع ميل شديد للقتل الجماعي الذي لا يرحم مثل هتلر وستالين ونابليون وغيرهم من القادة الذين تيتموا في سن المراهقة. بينما نجد أن الأيتام ما بين السابعة عشرة والحادي والعشرين هم في اغلبهم مخترعون ومكتشفون، مثل جوتنبرغ، وجميس واط، والاخوين رايت، وهو ما يشير إلى أن توقيت الصدمة يكون له تأثير على قطاعات مختلفة من مخازن المعرفة والقدرات في الدماغ حيث يبدو أن لذلك علاقة بمستوى النمو والنضوج في الدماغ، ولذلك نجد بأن الأثر يكاد يكون معدوما بعد سن الحادي والعشرين والتي يكتمل فيها النضوج العقلي. وفي عودة للحديث عن الآلية التي تجعل الدماغ يعمل بنشاط اكبر فذلك يرتبط بزيادة حادة في كيمياء الدماغ التي تتناسب طرديا مع مدى وقوة الصدمة التي تصيب الطفل وتوقيتها، حيث يبدو أن هذه الزيادة في كيمياء الدماغ تؤدي إلى تولد طاقة تتناسب في قوتها طرديا مع وزن المصيبة وقوة أثرها، وكلما كانت المصيبة أعظم كلما كانت كيمياء الدماغ أكثر دفقا، وبالتالي تتولد طاقة أعظم، وكلما كانت هذه الطاقة أعظم كلما أدى ذلك إلى جعل مصدر الفكرة الإبداعية أو المخرجات الإبداعية أعمق ضمن قطاعات ومخازن المعرفة الأكثر عمقا في دماغ الإنسان. أما فيما يتعلق بالكيفية التي تتولد فيها الطاقة وما طبيعتها وما إلى ذلك من التفاصيل فلا بد أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات، فمن ناحية قد يؤدي الدفق الكيماوي إلى زيادة في الخلايا الدماغية كما أشارت الدراسة التشريحية على دماغ اينشتاين وقد يكون أمر آخر... ولكن على الأغلب وهذا ما أرجحه وبناء على مجموعة من المعطيات لا مجال لذكرها هنا، أجد بان الطاقة المتولدة هي طاقة البوزيترون حيث أن زيادة الدفق الكيماوي تجعل من بيئة الدماغ مكانا صالحا لحدوث ارتطام وتصادم بين المادة ونقيضها وهو ما يعرف (بالانفجار البوزيتروني) فينتج عن ذلك الارتطام طاقة هائلة لا محدودة في قوتها وطاقتها، لكنها تتناسب طرديا مع قوة ووزن وتوقيت المصيبة، وكلما زادت نسبة هذه الطاقة المتولدة كنتيجة لمثل هذه الانفجارات البوزيترونية، كلما كانت القطاعات الدماغية التي تحتوى على المعلومة أو المخرجات الإبداعية أعمق. وبذلك يمكن الجزم هنا بأن سر العبقرية ومنشأها يكمن في دماغ يعمل بطاقة البوزيترون الهائلة وذلك كنتيجة لمرور صاحبها بمجموعة من المآسي المرتبطة بالموت وعلى رأسها اليتم. وفي الغالب نجد أن العباقرة هم أشخاص تيتموا في سن مبكرة جدا، و/أو تكررت المآسي في حياتهم، بحيث يظل مستوى الدفق الكيماوي في أدمغتهم عاليا جدا ومتجددا، وبحيث تظل هذه الأدمغة بيئة صالحة لحدوث مزيد من الانفجارات البوزيترونية المهولة والمولدة لمزيد من الطاقة اللانهائية وغير المحدودة، مما يؤدى إلى خلخلة الحجاب الفاصل بين العقل الواعي والعقل الباطن مصدر المعرفة والقوة المعرفية المطلقة، وبالتالي تؤدي إلى تنشيط قطاعات عميقة جدا من مخازن المعرفة في أدمغتهم ، فتتولد من هذه القطاعات مخرجات إبداعية عبقرية، فذة، ومدهشة للغاية...وتتدفق هذه المخرجات الإبداعية بصورة سحرية، مذهله، ولا واعية ومخيفة في أحيان كثيرة حتى للمبدع نفسه، لان مثل هذه الولادة تكون مصحوبة بإحساس أشبه ما يكون بفقدان للسيطرة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن العبقري شخص ممسوس، أو أن شيطان للشعر والإبداع يسكن في ثنايا الدماغ وهو المسئول عن لحظة الإلهام الشعري مثلا..بينما يظل البعض يعتقد بأن لحظة الإلهام سر لا يمكن فهمه كونه يفوق قدرة العقل الواعي على التصور والاستيعاب... ومن هنا فأننا نجد بأن الكثير من الأعمال العبقرية تُرفض جملة وتفصيلا، وأحيانا يعاقب أصحابها لأنها تشكل بعبقريتها تهديداً للوضع السائد، ولان العقول العادية التي تحاول دائما الإبقاء على سلطة فكرية تمثل السائد والمألوف في إطار فلسفة تبريرية يتفق عليها، وبهدف تحقيق التوازن النفسي للإفراد والمجتمع على حد سواء، لا تستطيع تقدير قيمتها ووزنها لحظة ولادتها، وإنما يتطلب الأمر مرور زمن قد يطول، وقد يطول جدا، لمعرفة عبقرية المُخّرَجْ الإبداعي أو حتى يتمكن المخرج الإبداعي نفسه من أن يأخذ حيزا له ضمن الفلسفة السائدة من خلال التحول الذي يجري فيما اصطلح عليه الأنا العليا، والذي يمثل مركزا لتلك المثل والأطر التبريرية والفكرية السائدة والمألوفة...ولذلك ربما يكون الزمن هو المقياس الوحيد للعبقرية. ولو أننا قمنا على دراسة تفصيلية لسير حياة فئة الأشخاص الذين اتفقت العقلية الجماعية للبشرية على عبقريتهم عبر السنين، لوجدنا أنهم وبنسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير أنهم أيتام.. كما أن حياتهم كانت عرضة للكثير من المآسي التي يكون معظمها مرتبط بتجربة الفقد والموت. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14-01-17, 02:46 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14-01-17, 02:50 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قد تحصل العبقرية عند الانسان كنتيجة للظروف التي يمر بها. وتظهر الدراسات ان الاحداث المأساوية تؤدي الي العبقرية واكثر الاحداث تأثيرا اليتم، لكن الدماغ هذا الجهاز العجيب عبارة عن ماكنة حية يمكن ان يتم تحفيزها وزيادة كفاءتها من خلال طقوس يمكن للانسان ان يمارسها، وقد اطلقنا على هذه الطقوس هنا اسم قواني اكتساب العبقرية |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14-01-17, 02:51 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قوانين اكتساب العبقرية قانون رقم 1 : حدد هدفك * تحديد الهدف والسعي والمثابرة وبذل الجهد من اجل تحقيق ذلك الهدف شرط أن يكون هذا المجهود في الاتجاه الصحيح. الهدف: هو الصورة الذهنية والتصور العقلي للانجاز المطلوب تحقيقيه خلال مدة زمنية معينة، قد تقصر وقد تطول، والذي سوف تسعى لتحقيقه، وتبذل في سبيل ذلك أقصى جهد، وتسخر كافة طاقاتك الجسدية والذهنية، وتستثمر كافة إمكاناتك ومهاراتك العقلية في سبيل تحقيقه، وجعله واقعا ملموسا. آلية تحديد الهدف: إن أهم خطوة في مسيرة الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية هو وضوح الأهداف. فلا بد لكل من يريد أن يحقق النجاح في أعلى صوره، أن يقرر في وقت مبكر، إلى أين يريد أن يصل، وتعيين الهدف، أو الأهداف، التي سوف توصله إلى هناك. بادر إذا إلى تحديد هدفك أو أهدافك نحو الانجازات العبقرية، ثم عليك أن ترسم هذا الهدف الذي حددته على شكل صورة ذهنية، وتصور عقلي. وعليك أن تتسلح بالإيمان والقناعة التي لا تتزعزع، أن باستطاعتك الحصول على كل ما ترغب به وتسعى إلى تحقيقه. كن دائما ايجابيا ومتفائلا بحتمية تحقيق هدفك. ثم وجه أفكارك نحو تحقيق الهدف المرسوم، وركز قدراتك نحو تحقيقه. تسلح بالإرادة القوية، الصارمة والشعور الطيب، والتي هي أدوات العقل الواعي ووسيلة ما يسجله العقل الباطن، واصدر أوامرك الواضحة للعقل الباطن، وأوحي له بأهدافك المحددة. وكن على ثقة تامة أن العقل بشقيه الواعي، والباطن وبقوته اللامحدودوة واللانهائية، يمكنه أن يجلب، ويحقق لك الأهداف التي رسمتها وحددتها. وتأكد انك حين تحدد وتتخذ قرارا بالهدف الذي تصبو أن تصل إليه، ثم ترسم صورة ذلك الهدف وتجسده كتابياً، ثم تسجله كأمر صارم لدى العقل الباطن، وتحافظ على اتجاه ذهني ايجابي متفائل بحتمية وصولك إلى الهدف المنشود، وتشعر إزاء ذلك كله شعورا طيبا، فانك سوف تحصل بالضرورة على انجازات غير محدودة. احرص على أن تبذل جهدك في الاتجاه الصحيح: إن تحديد الأهداف وإتباع الأسلوب السليم في رسمها وتصويرها، ومن ثم السعي لتحقيقها عبر الآلية المذكورة أعلاه، لا يكفي لوحده للوصول إلى النجاح، فلا بد أن يكون هذا المسعى في الاتجاه الصحيح. ولكي يكون في الاتجاه الصحيح، يجب على الإنسان الساعي إلى تحقيق النجاح، والانجازات العبقرية، أن يتعرف أولا على ذاته، وشخصيته، وميوله، ورغباته، وسجيته، ونقاط القوة والضعف عنده. عليه أن يتعرف إلى طبيعة هذه الشخصية عند وضعه للأهداف، وعليه أن يحدد أهدافه التي تنسجم مع هذه الطبيعة، والميول والرغبات، وان ينطلق دائما في مسعاه لتحقيق أهدافه على سجيته. ذلك لان السعي لتحقيق أهداف لا تتناسب مع طبيعة شخصية الساعي، وميوله، ورغباته، ولا تنسجم مع كيانه الجسماني، والعقلي، هي وصفه أكيدة للفشل أو الإنجاز الضئيل. فلا بد أن يكون الإنسان محبا، وسعيدا، بل شغوفا بما يعمل، وهذا الشغف لا يمكن أن يتوفر إذا كانت الأهداف المرسومة لا تتناسب مع طبيعة الشخصية، وميولها، وسجيتها. إن مجموع ما يشكل ذواتنا وبالتالي يفرض علينا ميولا، وسجية معينة، يختلف بالضرورة عن مجموع ما يشكل ذوات حتى اقرب الناس لنا. ومن هنا لا بد من استكشاف ذواتنا وميولنا أولا وقبل أن نحدد أهدافنا، فما هو مناسب لغيرنا وحتى لأقرب الناس لنا قد لا يناسبنا. ولا بد أن تتلاءم أهدافنا مع طبيعة شخصيتنا وذواتنا الفردية. ذلك لان اختيار الأهداف الصحيحة المنسجمة مع سجيتنا تجعلنا نندفع للعمل برضا، وسعادة، دون كلل أو ملل، ونُسَخِرّ كامل طاقاتنا، ومؤهلاتنا، ووقتنا، لتحقيق أهدافنا عن طيب خاطر، وفي ذلك مؤشر إلى أننا نسير في الاتجاه الصحيح ، وفيه ضمانة لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية. لقد وجدت من خلال دراستي الإحصائية التحليلية لعينة "الخالدون المائة"، أن مرور الطفل في تجارب صادمة في زمن الطفولة، والذي يمتد حتى سن الحادي والعشرين، مثل اليتم والذي هو أهمها وزنا وأثرا على الشخصية، يؤدي بالضرورة إلى بروز سمات وصفات معينة ومشتركة، لا بل ويوفر المجال لمخرجات عبقرية محددة ومتشابهه لدى الأيتام الذين يشتركون في تجربة اليتم في سن محددة. فالأيتام في السنوات الأولى من العمر وحتى الرابعة أكثر ميلا وإبداعا على ما يبدو في مجالات الفكر، والفلسفة، رغم أنهم متعددو القدرات، والمخرجات الإبداعية، ويمكن أن يبدعوا في مجالات الأدب، والقيادة، والعلوم، والفن، أيضا وفي نفس الوقت، وغالبا ما يكون إبداعهم أصيلا عبقريا في أعلى صور الانجاز. بينما يكون الأيتام من سن ألرابعة وحتى الثامنة، أكثر ميلا إلى الرياضيات، والعلوم بكافة فروعة. ويميل الأيتام من الفئة العمرية من ثمانية وحتى الثانية عشرة إلى الفن والفلك. ويميل الأيتام من الفئة العمرية من الثانية عشر وحتى السادسة عشرة إلى القيادة الفذة. أما الأيتام من سن السادسة عشرة وحتى سن الحادي وعشرين فهم يميلون إلى الاختراع والاكتشاف. وعلى الرغم أن هذه الاستنتاجات أولية في طبيعتها نظرا لمحدودية البحوث التي أجريت بشأنها، لكن يمكنني القول بكل ثقة أن الأيتام، أو الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم المبكرة إلى تجارب صادمة، والساعين إلى تحقيق انجازات مهمة، وعبقرية، يمكنهم اعتماد هذه التصنيفات كموجه ومؤشر لهم في تحديد أهدافهم، واختيار الدرب الصحيح الذي يمكنهم السير فيه لتحقيق انجازات عبقرية. لكن تظل القاعدة الأساسية التي تحكم اختيار الأهداف هو انسجامها مع طبيعة شخصية كل فرد وميوله، وسجيته. فمرة أخرى لا يمكن اعتبار ما هو مناسب لغيرنا مناسب لنا، حتى لو اشتركنا معهم في تجارب صادمة في سن مماثلة، فربما أن عوامل كثيرة وراثية، وبيئية، ونفسية، واجتماعية، وتربوية، تتفاعل وتؤدي في النتيجة إلى تمايزنا، وتشكل ميول شخصية مختلفة عن تلك التي يمكن أن تكون بارزة عند من نعتبرهم قدوتنا، كنتيجة لتماثل او تشابه حياتهم مع حياتنا، وتجاربهم مع تجاربنا. وسواء كنت من فئة الأيتام، أو من الذين مروا بتجارب صادمة، أو كنت من الفئة الأخرى التي عاشت حياة اقل ألما ودرامية، تذكر دائما انك تمتلك أداة وآلة خلاقة، مرنة، غير محدودة القوة، والقدرة اسمها العقل الباطن. لذلك كله لا تقلل أبدا من شأن نفسك، ولا تستهن مطلقا بما يمكنك انجازه وتحقيقه. ضع نصب عينيك أهداف عبقرية دائما، ولا تستمع لدعوات من يحاولون إقناعك بجعل أهدافك هزيلة متواضعة قليلة الشأن بدعوى الواقعية، فهم حتما لا يدركون طبيعة هذه الأداة الخلاقة التي تمتلكها، ولا يدركون قوتها، ولا يعرفون ما يمكن أن تحققه إذا ما حددنا لها أهدافا واضحة وجلية، وكانت هذه الأهداف في الاتجاه الصحيح المنسجم مع ذواتنا وطبيعتنا. امض على سجيتك بسعادة، وشغف، وسَخِرّ كل ما لديك من إمكانيات لتحقيق أهدافك العبقرية، ولا تقبل ابدا بما دون النجوم. يتبع...قانون رقم 2 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18-01-17, 12:22 AM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قانون رقم 2: التعرف إلى آليات تشغيل طاقة العقل باستخدام تقنيات البرمجة اللغوية العصبية: * التعرف إلى آليات متميزة لتشغيل العقل بقدرته القصوى، وبهدف تفعيله ودفعه إلى تحقيق انجازات فذة عبقرية، من خلال تدريبات و تمارين معينة وآليات تفكير ممنهجة...مثل إتقان مناهج وأساليب ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية. البرمجة اللغوية العصبية: ينظر إلى البرمجة اللغوية العصبية على أنها مجموعة طرق وأساليب ومبادئ تهدف إلى مساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وانجازات أفضل في حياتهم. وهي وسيلة لعلاج نفسي سلوكي ذاتي، يتم من خلالها وضع خطة للنجاح، واستخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الناجح، وتفكيك المعتقدات القديمة التي تُشخص على أنها معيقة للتطور الفردي. العقل كَوّنٌ واسع وجهاز لا محدودة القدرة: على الرغم من التقدم العلمي الهائل في مجال الدماغ والتشريح على وجه الخصوص لكن هناك إجماع بأن العقل ما يزال كَوّنٌ غامض ولا يعرف عنه العلماء إلا الجزء اليسير جدا سواء من نواحي التركيب ، أو السعة والقدرة، أو الطريقة التي يعمل بها. وإن كان العقل الواعي يبدو مذهلا، وخارقا، يرى بعض العلماء بأن قوته الخارقة هذه لا تقارن بقدرة العقل الباطن الخلاقة ، اللامحدودة ،الكامنة والخفية، والتي تفوق التصور. ويرى سجموند فرويد مثلا في مقارنة بين قدرات العقل الواعي والعقل الباطن، انه إذا كان العقل الواعي يمثل الرأس الظاهر من قمة جبل الجليد the top if the Iceberg فأن العقل الباطن يمثل الجزء الضخم المطمور في المحيط من جبل الجليد. ويرى العلماء أيضا بأن قوى الدماغ الهائلة والخارقة هذه وبمجموعها الواعي واللاواعي، تظل عند 99 من بين كل 100 شخص نائمة وكامنة طوال حياتهم، ذلك لأنهم من ناحية لا يدركون وجود مثل هذه القوى والقدرات، ومن ناحية أخرى لا يعرفون كيفية تفعيلها أو الاستفادة منها، فالإنسان يولد من دون دليل للاستخدام لقدرات العقل وأحيانا كثيرة يتم لجم قدراته العقلية من خلال برمجة سلبية وخاطئة تتم من قبل الأهل، وما يتلقاه من تعليم وتربية، ومعلومات ومُثل ومبادئ وقوانين قد لا تكون بالضرورة صحيحة، وتؤدي إلى برمجة عقلية خاطئة. ويشبه بعض العلماء قدرات الدماغ بسرعات السيارة، وهم يرون أن البعض يقود السيارة على السرعة الأولى، والثانية، لكنهم لا يدركون وجود السرعات الثالثة، والرابعة، والخامسة، الخ.. ويرى البعض الآخر من العلماء أن الدماغ هو أشبه بجهاز كمبيوتر ضخم لا حدود لسعته وقدرته، وان كثيرا من الناس لا يستخدمون هذا الجهاز بكفاءة، لأنهم لم ولا يفهموا تعليمات التشغيل، ولم يحصلوا على تعليمات تشغيل الجهاز في الأصل. وقد أدرك بعض العلماء ومنهم ( باندلر ) الخبير في مجال الكمبيوتر بأن أقوى جهاز كمبيوتر لا يعني، ولا يساوي شيئا من دون برنامج تشغيل، وانه من غير وجود الدليل الإرشادي للاستخدام لجهاز العقل، ومن غير التعرف على تعليمات التشغيل، ستظل قوى العقل كامنة وسنكون معرضين للفشل حتما. ومن خلال خبرته ومعرفته بلغة البرمجة في أجهزة الحاسوب تساءل باندلر إذا كان العقل يعمل بنفس المنطق الذي يشغل أجهزة الحاسوب من حيث استخدام اللغة والبرمجة؟ وقد وجد أن لكل فعل يقوم به الإنسان برنامجا عقليا مكونا من خطوات، وانه متى تتابعت هذه الخطوات بنفس الطريقة كانت النتيجة نفسها، ومتى اختل ترتيب الخطوات تغيرت النتائج. وعليه اكتشف باندلر أن كل أفعالنا وممارساتنا في الحياة تصدر عن برامج عقلية متكاملة، غالبا ما يستخدم فيها لغة العقل ، ووجد انه إذا كان البرنامج العقلي ناجحا سيكون العمل ناجحا، وإذا كان فاشلا سيكون العمل فاشلا. كما اكتشف هذا العالم الفذ إمكانية التعديل في البرامج العقلية، وأنه يمكن الحذف منها، كما يمكن استعارة برنامجا عقليا من الغير، وهو ما أصبح يُعرف بالنمذجة أو المحاكاة العقلية. وتمكن باندلر، خبير البرمجة الالكترونية، ومن خلال تعاونه مع عالم لغويات اسمه جريندر من نمذجة المهارات السلوكية عند البعض، كما تمكنا معا ومن خلال هذه النمذجة من تحديد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودوا الحصول على النجاح، وهي النماذج التي سميت فيما بعد بالنماذج اللغوية العصبية، وبهدف استخدامها لتعليم الآخرين وتدريبهم على السلوك الموصل للنجاح. وهكذا تم وضع مبادئ البرمجة اللغوية العصبية بهدف محاكاة الناجحين أو نقل النجاح من شخص إلى آخر، وبذلك ولدت نظرية متكاملة تشرح كيفية تقليد ومحاكاة أي شكل من أشكال التفوق الإنساني في زمن وجيز، ومن خلال مبادئ ومهارات يمكن التدرب عليها واتقانها. كيف تخدم البرمجة اللغوية العصبية كوسيلة لزيادة الفعالية العقليةوصولا إلى العبقرية: إن التعرف على مجموعة المبادئ الإرشادية والتوجهات والتقنيات التي جاء بها علم البرمجة اللغوية العصبية يخدم الإنسان في عدة مجالات مرتبطة بتحسين الأداء الشخصي. لكننا سنركز هنا على ما يقدمه هذا العلم، الجديد نسبيا، من فائدة لزيادة الفعالية العقلية بهدف تحقيق النجاح وصولا إلى العبقرية، وعلى اعتبار أن قضية النجاح والتفوق عملية يمكن صناعتها وليست وليدة الحظ أو الصدفة وان هناك دائما أسباب ومسببات ونتائج. إن المطلع على تقنيات ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية يجد إنها تساعد الإنسان على فهم الطريقة الصحيحة لاستخدام لغة العقل من اجل الوصول إلى النتائج المطلوبة وتحقيق النجاح والتفوق وصولا إلى العبقرية. واهم هذه المبادئ والتقنيات التي يمكن تسخيرها لهذه الغاية ما يعرف، بالمنذجة، وهي من أهم مهارات البرمجة اللغوية العصبية، وتشرح الطريقة التي يعمل بها العقل. والنمذجة يتم وضعها بعد دراسة سلوك ومهارات معينة لعدد من الأشخاص استطاعوا بلوغ التفوق والنجاح، وبهدف الوصول إلى المعطيات المشتركة التي ساعدتهم على تحقيق ذلك التميز والنجاح، وكونت لديهم هذه الإمكانية وبالتالي نقل هذه الخبرة عن طريق التدريب للآخرين ومن خلال استخدام تلك النماذج العقلية التي يتم وضعها على اثر دراسة سلوك ومهارات أولئك المتفوقين. فهي إذا تساعد على معرفة استراتيجيات النجاح والتفوق والنبوغ عند الآخرين ومن ثم تطبيقها على النفس. كما يستطيع دارس البرمجة اللغوية العصبية أن يكون أكثر فعالية وقدرة وكفاءة من خلال اختيار الأساليب الأنسب لتحقيق النجاح، نظرا لفهمه المكتسب للتقلبات والأحوال النفسية المختلفة، وإتقانه لمهارات واستراتيجيات التعامل مع كل حالة. كما انه يتمكن من أحداث تغيرات حقيقية في طريقة عمله وحياته بيسر وسهولة ، ويتمكن من إطلاق طاقاته العقلية الكامنة، والتي لم تكن لتتفجر في مكامنها لولا إتقانه تقنيات البرمجة اللغوية العصبية التي توفر تلك الإمكانية. كما يتعلم الذي يتقن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية مهارة التحكم فيما يستحضر من ذكريات ويوظف ذلك ايجابيا لتحقيق النجاح والتفوق، وذلك من خلال السيطرة على الحالة الذهنية وامتلاك أنماط التفكير التي تؤدي إلى تحسين عملية التذكر والإبداع. ويمكنه أيضا محو الذكريات السلبية والتجارب البائسة من ذاكرته وإضعافها ليزول أو يضعف أثرها السلبي الذي غالبا ما يكون معيقا للأداء المتميز والانجاز العبقري. وتساعد البرمجة اللغوية العصبية صاحب الهدف على فهم الأبعاد النفسية المرتبطة بسعيه لتحقيق الهدف ، وبما يساهم في تمكينه من الوصول إلى الهدف أو الأهداف التي يكون قدر رسمها لنفسه. ومن ضمن الفوائد الأخرى العديدة للبرمجة اللغوية العصبية، التعلم السريع مثل تعلم لغة في شهر واحد ، وإتقان القراءة التصويرية كأن تقرأ كتاب في عدة دقائق. كذلك تفيد البرمجة اللغوية العصبية في تعلم استخدام اللغة للوصول إلى العقل الباطن وبرمجته، مما يساهم في تنمية المهارات وتسخير الطاقات ورفع الأداء. ومن مهارات البرمجة التي تساهم في تحقيق النجاح والوصول إلى الانجازات العبقرية أيضا تعلم آليات التخيل البصري والترسيخ الذهني لتحسين الأداء. كما توفر البرمجة مخرجا للإنسان الذي يفشل في مسعاه لتحقيق أهدافه من خلال مساعدته على التغير، وتفتح أمامه دروب ومسالك أخرى غير معتادة، حتى يصل إلى النجاح، ذلك لان البعض قد يفشل لأنه يتمسك بنفس الطريقة التي تؤدي إلى الفشل المتكرر، وعلى اعتقاد أن ما يقوم به هو الصواب، فتساعده مهارات البرمجة على تغير نفسه، وذلك من خلال إصلاح تفكيره، وشحذ همته، وتنمية ملكاته، ومهاراته، وتبصريه بالبدائل المتاحة للوصول إلى الهدف. وخلاصة القول إن معرفة مهارات البرمجة اللغوية العصبية وتقنياتها ومبادئها يعني امتلاك دليل الإرشادات لتشغيل العقل بطاقاته وإمكاناته الكامنة واللامحدودة، وهو ما يحسن الأداء وبالتالي يحقق النجاح والعبقرية. يتبع ،، القانون رقم 3 : |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21-01-17, 01:34 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قانون رقم ( 3 ): إصرار وتصميم على النجاح وحصل زويل على زمالة جامعة بيركلي عام 1975، وعمل أستاذا مساعدا للطبيعة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتكCALTECH ) في "باسادينا Pasadena" من عام 1976حتى عام 1978 ثم أستاذا بنفس المعهد حتى الآن.* رغبة جامحة وإصرار وتصميم على النجاح، واستيعاب الفشل إذا حصل، وتكرار المحاولة، والنظر إلى الإخفاقات على أنها مجرد تجارب تغني العقل وتجعله أكثر استعدادا وفعالية هو سبيل للوصول إلى انجازات عبقرية. الرغبة الجامحة اقصر الطرق لتحقيق النجاح: إذا وصلت رغبتك في الحصول على النجاح والعبقرية درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على النجاح والعبقرية حتما. يحكى أن شابا صينيا ذهب في العصور الغابرة يبحث عمن يعلمه الحكمة، فوصل عند حكيم يسكن في عزلة الجبل، اقترب منه الشاب وطلب منه أن يعلمه الحكمة، فلم ينطق ذلك الحكيم بشيء لفترة من الزمن، وتحت إلحاح الشاب طلب منه الحكيم أن يحضر دلوا من الماء ، فلما أحضره الشاب أمسك الحكيم برأس الشاب ووضعه في الماء، وضغط بكل قوته على رأس الشاب، حتى كاد أن يختنق، فلما اقترب الشاب من الاختناق تفلت بكل قوته من الحكيم، وهكذا انتهى الدرس دون أن ينطق الحكيم بكلمة حيث فهم الشاب أن الإنسان الساعي للوصول إلى الحكمة يجب أن يعيش حياته باحثا عن الحكمة بنفس الاندفاع والقوة التي يبذلها الإنسان من اجل الحياة عند لحظة الاختناق. ويقال أيضا بأن الفيلسوف الإغريقي سقراط رد حينما سؤل عن السبيل للوصول إلى الحكمة قائلا" إذا وصلت رغبتك في الحصول على الحكمة درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على الحكمة". ليس مهما إن كانت هذه الرواية من أصول صينية أو إغريقية، ولكن ما هو مهم معرفته أن الحكماء والفلاسفة القدماء عرفوا درب الوصول ليس فقط إلى النجاح في ابسط حالاته، وإنما عرفوا، وقبل 8000 عاما تقريبا، اقصر السبل للوصول إلى الحكمة، والتي هي حالة متقدمة من النجاح. وهذا السبيل يتمثل كما هو واضح من المثال أعلاه في الرغبة الجامحة في تحقيق النجاح، والسعي للحصول عليه بنفس الاندفاع الذي يتحرك فيه الإنسان للحصول على الحياة عند لحظة الغرق أو الاختناق. إذا يجب على الساعي لتحقيق النجاح ومن ثم العبقرية إن يندفع في سبيل تحقيق ذلك النجاح والعبقرية بكل طاقته وقوته واندفاعه وجموحه. ويجب أن يتحول السعي لتحقيق الأهداف المرسومة والواضحة والتي يكون الإنسان قد وضعها لنفسه في الاتجاه الصحيح، إلى فلسفة حياة وبرنامج عمل متواصل ومستمر. وعلى الإنسان أن يبذل كل جهد وان يثابر من اجل تحقيق أهدافه، والمثابرة تعني الاستمرار في العمل من اجل تحقيق ألأهداف بكل همة وثابة ، ونفس متطلعة، ودون كلل أو ملل، وربما الإعادة في بعض الأحيان وإذا لزم الأمر، مع بعض التعديل اللازم. على الإنسان أن يدرك بأنه إذا قرر النجاح وهيأ عقله له، وسعى لذلك بكل قوته، وأصر على تحقيق أهدافه، فسوف يحقق النجاح، خاصة إذا ما بذل الجهد في سبيل التحصيل المعرفي وإعداد نفسه، وسخر لذلك كافة إمكاناته وقدراته، وفهم طبيعة وآليات عمل الدماغ، وأتقن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية، وإذا ما بدأ في مسعاه لتحقيق أهدافه من حيث وصل الآخرون. عليه أن يتحلى بالصبر والمثابرة والإصرار على تحقيق النجاح، وعليه أن يستمر في المحاولة وتكرار المحاولة ، وتحفيز النفس على تحقيق الأهداف، وان لا يدع الآخرين يحبطوه ويجعلونه يعتقد بأنه لا يستطيع تحقيق النجاح، وان لا يستسلم للفشل إذا ما حصل، لأسباب قد تكون فوق طاقته. بل عليه أن يتعلم كيف يتقن التعامل مع الفشل، وان يحد من أثره النفسي المزلزل. على الإنسان أن يستوعب الفشل، وأن يتعامل معه على أساس انه حالة تأخير وليس هزيمة، وانه تَحَولْ مؤقت عن الوصول إلى الهدف وليس نهاية مميتة. على الإنسان أن ينظر إلى الحياة على اعتبار إنها سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيء، وان لا يسمح للتجربة السيئة بأن تؤدي إلى تدمير ثقته بنفسه أبدا، وبقدرته على الأداء وتحقيق النجاح، أو ثنيه عن الاستمرار في العمل، وتكرار المحاولة بهمة ونفس وثابة. لا تقلل من شأن نفسك أو من شأن قدراتك الشخصية أبدا مهما كانت فظاعة التجربة السيئة، وعلى الرغم من سلبية ومرارة تلك المشاعر التي تصاحب فشل التجربة، وانظر دائما إلى أن الفشل قد أصاب المحاولة فقط، وانه لم يترك أثارا مدمرة في ثنايا الدماغ أو النفس. بل اجعل الفشل حافزا لانجازات قادمة، وتعلم أن تجعل الإحباط والمعاناة قوة تساعدك على التقدم إلى الأمام، وتذكر "إن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة" كما قالوا. يجب أن يكون الفشل معلما لنا، ومؤشر بأن هناك ربما حاجة إلى التعديل في الاتجاه ومضاعفة الجهود، وتسخير مزيد من المعارف، وليس مقبرة لطموحاتنا. علينا أن نتعلم كيف ندرس، ونحلل أسباب فشل التجربة، ومن ثم تجنب مسبباتها في المراحل اللاحقة من سلسلة التجارب وبرنامج العمل المتواصل والذي نسعى من خلاله لتحقيق النجاح. علينا أن نتذكر بأن الفشل الحقيقي والوحيد يتمثل في الكف عن المحاولة، والقبول بالفشل المرحلي على انه هزيمة نهائية لا مخرج ولا فكاك منها. بل علينا أن نعود لننطلق بنفس الجموح والقوة والاندفاع والإصرار والتصميم وان نستمر في المحاولة ونكررها ما دام هناك حاجة لذلك الجهد حتى تحقيق الاهداف. علينا الاستفادة من الانتكاسات المرحلية، أن كانت قد وقعت، وتطوير أساليب عملنا من واقع ما تعلمناه من هذه التجارب. علينا أن نتعرف ونطلع وندرس ونتعلم من سيرة حياة العباقرة الأفذاذ، الذين تمكنوا من تحقيق انجازات عبقرية خالدة. علينا أن نقتدي ونحاكي هؤلاء العباقرة الأفذاذ في نجاحاتهم، وان نعتبرهم نموذج يمكن الاستنارة بهم والسير على خطاهم. وعلينا التدقيق في مسلكيات وأسلوب حياة وعمل هذه الشريحة من الناس، وان نطلع بتفصيل على قصص نجاحهم، وعلى اعتبار أن سلوكيات هذه الشريحة تشتمل على سلسلة من النماذج العقلية والسلوكية التي يمكن اعتمادها كبرامج لغوية عصبية تساعدنا على تحقيق نجاح مماثل أو ربما يفوق ما حققوه. ولا شك أن الأمثلة على قصص النجاح والتي ينظر إليها على أنها نموذج يحتذى به متوفرة في كل مجالات المعرفة وفي كل العصور والأقطار، وتمتلئ بها كتب السيرة القديمة والحديثة، ويمكن الوصول إليها من خلال أدوات البحث الحديثة على الشبكة العنكبوتيه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قصة نجاح العالم المصري احمد زويل. والمعروف ان هذا العالم ولد ونشأ في مدينة دمنهور وهي محافظة تبعد 45 كم من مدينة الإسكندرية، في 26 فبراير 1946 لأسرة مصرية بسيطة، حيث كان الأب يعمل مراقباً فنيا بصحة "دسوق"، وكان احمد الابن الوحيد إضافة إلى أخواته الثلاث. حصل الدكتور أحمد زويل على الشهادتين الابتدائية و الإعدادية من مدرسة النهضة، و حصل على الثانوية من مدرسة دسوق-التي انتقل إليها والده للعمل بها- ثم التحق بكليةالعلوم جامعة الإسكندرية حيث حصل على البكالوريوس عام 1967 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ثم حصل على الماجستير في علم الأطياف عام 1969 ، وسافر بعدها د.زويل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ رحلته للحصول على الدكتوراه من جامعة بنسلفانياعام 1974، وعمل خلال تلك الفترة معيدا وزميلا وباحثا بنفس الجامعة. واستطاع أحمد زويل أثناء عمله العلمي في الولايات المتحدة أن يحقق نجاحا تلو النجاح، حتى صار واحدا من أساطير العلم، وربما أن أهم إنجازاته قاطبة هو ذلك الفتح العلمي العظيم في مجال الكيمياء(الفيمتوثانية) فقد استطاع هذا العالم، و لأول مرة في تاريخ العلم، تصوير عملية التفاعل الكيميائي التي لاتستغرق سوى لحظة من مليون بليون جزء من الثانية، فغير بذلك علم الكيمياء الحديثة،إذ لم يكن العالم يعرف بالضبط ماذا يحدث أثناء تلك اللحظة، وسلم العلماء طيلة السنوات الخمسين الماضية بالصورة التقريبية التي وضعها "ماكسبورن"، و"روبرت اوبنهايم" بما يسمى باللحظة الانتقالية التي تنفك خلالها الروابط الكيميائية للجزيئات وتقرن بجزيئات مادة أخرى ويولد عنها جزيء جديد لمادة جديدة. وقد صمم د. زويل كاميرا جزئية لتصوير عملية التفاعل هذه والتي تحدث في وقت مثل ثانية واحدة في فيلم يستغرق عرضه 32 مليون سنة، وكانت النتيجة أكثر من "30" جائزة دولية، فقد حصل عام 1981 على جائزة بحوث الكيمياء المتميزة من مؤسسة (N.R.C) ببلجيكا، واختارته الجمعية الأمريكية للطبيعة زميلا لها عام 1982. وخلال عامي 1982 و1984 منحته المؤسسة القومية الأمريكية للعلوم جائزتها، وفي عام 1989 حصل على جائزة الملك فيصل في الطبيعة وكان بذلك أول عربي يحصل على هذه الجائزة في العلوم. كما حصل على جائزة هوكست 1990، وقد تم اختياره في نفس العام كنموذج للشخصية المصرية الأمريكية‘ كما حصل على الدكتوراه من جامعة اكسفورد عام 1991 وفي عام 1993 حصل على جائزة وكالة ناسا للفضاء، ووشاح النيل عام 1994، والدكتوراه في فلسفة العلوم عام 1993 من الجامعة الأمريكية. ولا شك أن رحلة نجاح د. زويل الباهرة لم تكن لتتحقق دون إرادة قوية نادرة، وعمل متواصل لسعات طويلة يقال أنها وصلت عنده إلى 20 ساعة عمل يوميا على مدى ستة وعشرين عاما، ثقف فيها بنفسه بنفس وتخطى كل العبقات وصمم على تحقيق أهدافه فكان له ما أراد وسعى له بكل قوة وتصميم وجموح. وعلينا أيضا أن نتعلم استيعاب الفشل وتحويله إلى قوة تدفعنا إلى الأمام، وان نقتدي بمن حقق النجاح على الرغم مما أصابه من فشل متكرر أثناء سعيه للنجاح ، وعلى الرغم من الظروف شبه المستحيلة التي واجهته أثناء مسعاه، وكيف تمكن من معاودة الانطلاق والاستمرار في المثابرة والصبر والإصرار على النجاح. ومن هؤلاء الأفذاذ العباقرة الذين تغلبوا على الفشل وتمكنوا من تحويله لقوة دافعة، على سبيل المثال لا الحصر، المخترع العبقري توماس اديسون، والذي اُخرِج من المدرسة بعد ثلاثة أشهر من التحاقه بها، لاعتقاد أساتذته بأنه شبه معاق لا نفع منه، لتقوم أمه على تدريسه في المنزل بقية حياته. ونجد انه وعلى الرغم من اضطراره للعمل في سن مبكرة في وظائف وضيعة وصعبة ومتعددة، لكنه اقبل على المطالعة والدراسة والبحث والتعليم الذاتي، ليطلع على تراكمات المعرفة وأمهات الكتب ويعلم نفسه بنفسه ويبدأ من حيث انتهى الآخرون في مجالات الاختراع التي برع فيها وصمم على أن يحقق انجازات هائلة فيها. ونجد انه وعلى الرغم من قسوة ما واجهه هذا العبقري من أزمات ومشاكل وتجارب فاشلة ومتكررة، مثل تعرضه لحوادث أدت إلى فقدانه السمع تقريبا، ثم فقدانه لوالدته التي كانت تعتني به وهو في سن الرابعة والعشرين، نجده وعلى الرغم من كل ذلك قد حقق نجاحا مبهرا وتوصل إلى اختراع المصباح الكهربائي، إضافة إلى عدد آخر هائل من الاختراعات المذهلة وصل عددها إلى 1093 اختراع ساهمت في تغير الوجه الحضاري للحياة البشرية. والمهم في قصة نجاح هذا العبقري الفذ انه تمكن من استيعاب الفشل الذي واجهه مرات ومرات في التوصل إلى طريقة لاختراع المصباح الكهربائي، الذي كان قد صمم على اختراع وجعله من بين أهدافه، وسعى إلى ذلك بكل جوارحه. ويقال انه أجرى ما يزيد على 1000 تجربة فاشلة قبل أن يتوصل أخيرا إلى اخترع المصباح الكهربائي، ولكن ذلك الفشل المتكرر لم يثنيه أبدا عن الاستمرار في المحاولة، وحوله إلى قوة دافعه وحافز إضافي يساعده في الوصول إلى هدفه. وظل يعمل بكل كد وجهد وإصرار واندفاع إلى أن حقق النجاح في نهاية المطاف بعد كل تلك المحاولات، فأضاء الدنيا بمصباحه الكهربائي، ليصبح واحد من أعظم المخترعين في التاريخ. والمهم أيضا في قصة نجاح هذا العبقري الفذ الذي يشكل قدوة حسنة يحتذى بها، انه سعى للنجاح بكل قوة وجموح وإصرار واندفاع ورغبة في النجاح، ولم يكن هناك على وجه البسيطة ما يمكن أن يحبطه أو يصيبه بالعجز أو الوهن أو التراجع عن مسعاه لتحقيق أهدافه، وانه لم يتوان قط عن بذل كل وأي جهد للتغلب على أي تحد وتحقيق النجاح الذي سعى له بكل جوارحه وخبراته ومعارفه، حتى انه اعتبر النجاح 1% حظ و 99% جهد وكد وعمل شاق وإصرار على النجاح، واعتبر محاولاته الفاشلة خبرات تراكمت لتوصله إلى ما وصل إليه من نجاح. انطلق إذا في مسعاك لتحقيق النجاح والعبقرية برغبة جامحة وإصرار وتصميم، ولا تدع الفشل، إن وقع، يحبطك أبدا، بل اجعله قوة مضافة تزيدك إصرارا واندفاعا تجاه الهدف الذي تسعى لتحقيقه. يتبع قانون رقم ( 4 ): |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28-01-17, 02:03 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قانون رقم (4) : الأيتام اقدر على تحقيق الأحلام * كلما زاد حجم وعدد المآسي والمصائب والصدمات في حياة الشخص وحتى سن النضوج العقلي (21 سنه)، وكلما كانت أبكر في حياة الطفل...كلما زادت فرصته في أن يصبح عبقريا...والأيتام دائما اقدر على تحقيق الأحلام...كونهم يمتلكون أعلى نسبه من الطاقة الذهنية الجاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية وعبقرية إذا ما توفرت الآليات الضرورية لهذه الغاية. العلاقة بين اليتم والعبقرية علاقة سببية تتعدى عامل الصدفة: إن القراءة المعمقة للتاريخ، وخاصة في مجال السير الذاتية للأشخاص العباقرة الأفذاذ، الذين خلدتهم انجازاتهم العبقرية، وأثّروا بشكل واضح وجلي وملموس في صناعة التاريخ، والتطور الحضاري الإنساني تشير، وبما لا يدع مجلا للشك، إلى وجود علاقة واضحة بين اليتم والعبقرية. وقد أكدت مجموعة الدراسات الإحصائية والتحليلية التي أجريتها حول هذه العلاقة المفترضة، بأن الكثير من المبدعين العباقرة الأفذاذ جاءوا من بين الأيتام تحديدا، وفي ذلك ما يشير ويؤكد أن العلاقة بين اليتم والعبقرية هي حتما علاقة سببية. وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات والتي أجريتها على عينة "الخالدون المائة" بأن نسبة الأيتام من بينهم 53% والباقي مجهولين الطفولة، وهذه النسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير. كما أظهرت دراستي حول العلاقة المفترضة بين اليتم والإبداع الأدبي في أعلى حالاته عند عينة "أصحاب أفضل مائة رواية عالمية" بأن نسبة الأيتام وصلت إلى 43%، وهي أيضا نسبة تتعدى عامل الصدفة، علما بأن باقي أفراد العينة عانوا من يتم اجتماعي أو أزمات حادة، وان نسبة من عاش حياة سوية بمعنى خالية من اليتم والبؤس والألم والأزمات لا تكاد تذكر. كما أظهرت دراستي حول تلك العلاقة المفترضة بين اليتم والعبقرية لدى عينة "أعظم مائة شخصية في التاريخ" بأن نسبة الأيتام من بين أفراد هذه العينة وصلت إلى 54% أيضا، وهي كذلك تتعدى عامل الصدفة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تلك العلاقة السببية بين اليتم والعبقرية، وبغض النظر عن آليات التأثير الناتج، وأسباب حصول العبقرية، وهل هو مرتبط بكيمياء الدماغ وزيادة نسبة الطاقة الكهربية في الدماغ، أم هو عملية تعويض وما إلى ذلك من نظريات حاولت تقديم تفسير لسمة الإبداع والعبقرية. وتظهر هذه الدراسات أيضا بشكل جلي أن الإبداع والعبقرية في أعلى حالاتها وفي كافة المجالات مثلا القيادة الفذة، أو الإبداع الفكري، والأدبي، والعلمي، أو الاختراع، والاكتشاف، هي دائما أعلى عند شريحة الأيتام، وهي ناتجة بالضرورة عن مرور المبدع العبقري بتجربة اليتم في الطفولة وحتى سن الحادي والعشرين، وهي سن النضوج العقلي حسب علم النفس. صحيح أن المصائب والمآسي والصدمات المسببة للألم على اختلاف أنواعها وأشكالها تمثل جميعها محفزات لولادة الإبداع والعبقرية لكن يظهر جليا بأن اليتم يمثل مسبب لتشكل العبقرية والانجاز العبقري الخالد، ذلك لان اليتم يقع على رأس سلم المسببات للألم في أعلى حالاته، ويؤدي إلى نشاط ذهني فوق عادي وبالتالي إلى الإبداع والعبقرية. وقد أظهرت الدراسات المذكورة بأن كثافة الأزمات والألم والبؤس عامل مهم في تشكل الطاقة الذهنية، وكلما زادت مأساوية الحياة، وبؤسها، وألمها، كلما تدفقت الطاقة الذهنية، وأصبحت الاحتمالات اكبر لولادة الإنسان العبقري الفذ من بين أفراد هذه الشريحة التي اكتوت بنار الأزمات والمآسي والآلام، شرط توفر الرعاية، والكفالة، والاهتمام، والتعليم، والتدريب، وتوفر القدوة الحسنة، والدعم النفسي، وما إلى ذلك من أمور تساهم في تحول تلك الطاقة الذهنية المتدفقة إلى مخرجات إبداعية ايجابية قد تصل إلى حد الانجازات العبقرية، كمحصلة حتمية. ومن أمثلة العباقرة الأفذاذ الذين اكتووا بنار الحرمان ألوالدي (إسحاق نيوتن) والذي يعتبر واحد من أعظم الرجال في تاريخ البشرية، ويعد كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" والذي نشر في عام 1687 من أكثر الكتب تأثيرا في تاريخ العلم، حيث وضع أساسا لمعظم نظريات الميكانيكا الكلاسيكية. وساهمت أبحاثه في إزالة الشكوك حول نظرية مركزية الشمس، كما أعلن مبادئ بقاء الطاقة. وفي علم البصريات اخترع نيوتن أول تلسكوب عاكس علمي. كما طور نظرية الألوان معتمدا على أن المنشور يحلل الضوء إلى كثير من الألوان التي تشكل الطيف المرئي. كذلك صاغ نيوتن قانون نيوتن للتبريد، ودرس سرعة الصوت، وشارك في تطوير حساب التكامل والتفاضل، كما اثبت نظرية ذات الحدين المعممة، وطور ما يسمى بطريقة نيوتن الخاصة بتقريب الاصفار الموجودة بالدالة، وساهم في متسلسلة القوى. والمعروف أن هذا العبقري الفذ الذي ما يزال يحتل أعلى المراتب بين العلماء ولد عام 1643 صغير الحجم ( خداج )، وكان أبوه قد مات قبل ولادته بثلاثة أشهر، وتزوجت أمه عندما بلغ من العمر ثلاثة أعوام، حيث ذهبت لتعيش مع زوجها الجديد تاركه ابنها برعاية والدتها، وقد كان نيوتن يكره زوج أمه، وكان يحمل في قلبه بعض العداوة لوالدته بسبب زواجها، وتظهر سيرته الذاتية بأنه هدد والدته وزوجها بحرقهما وحرق المنزل ومن فيه. كما انه التحق بمدرسة داخلية هي مدرسة King's School ليعيش بعيدا عن والدته ، وفي عام 1659 ترملت والدته من جديد وللمرة الثانية. وقد استكمل نيوتن دراسته في جامعة كمبرج ليصبح واحد من أعظم العلماء وأكثرهم عبقرية في التاريخ. أما في حالة غياب الرعاية والكفالة والاهتمام والقدوة الحسنة، وتحول حياة اليتيم إلى جحيم لا يطاق، تصبح الاحتمالات بخروج تلك الطاقات الذهنية بصورة سلبية ومدمرة في وقت لاحق اكبر بكثير. ولو أننا دققنا في سيرة حياة أعتا المجرمين لوجدنا أنهم جاءوا من بين أولئك الذين عاشوا حياة مأساوية، وتعرضوا للكثير من الألم والقهر في طفولتهم، وكثير منهم عاش سائحا، ضائعا، مشردا في الطرقات، يفترش الأرض ويلتحف السماء، أو ربما تربى في ملا جيء للأيتام أساءت لهم وعاملتهم بصورة بشعة لا إنسانية، وقهرتهم وجعلت حياتهم أشبه بالجحيم، فتحولت طاقتهم إلى قوة سلبية ، تدميرية، هائلة . ومن أمثلة هؤلاء المجرمين العتاة طفل اسمه تشارلي مانسون Charles Manson كانت أمه بائعة هوا ومدمنة على الكحول باعته مقابل القليل من الخمر. عاش مشردا وظل يسجن ويطلق سراحه من المدرسة الإصلاحية طوال عمره حتى بلغ الثانية والثلاثين في عام 1967 حيث تقرر أخراجه من السجن ولكنه قاوم الخروج كي لا يعتاد الحياة المحترمة. تحول هذا التشارلي إلى واحد من أشرس ألقتله على الإطلاق، كان معدل ذكاؤه 109 وملفه يقول انه كان يتصرف بدافع عظيم ليجذب الانتباه لنفسه. بعد خروجه من السجن التف حوله بعض الإتباع خاصة من النساء الصغيرات في السن كن يعانين من مشاكل عائلية...هذا الفريق قام بعمليات قتل يعجز اللسان عن وصفها...ولقب تشارلي نفسه بلقب نبي الموت المشئوم. أما الطفلة الين كارول وورنس Aileen Carol Wuorno، التي ولدت في ولاية متشغن عام 1956 والتي عانت الأمرين وعاشت طفولة ونشأة أشبه بالجحيم، حيث تخلت أمها عنها وهي في الرابعة ومات أبوها منتحرا في السجن وهي في سن الثالثة عشرة ولم تره أبدا، وقد تعرضت تلك الفتاة لبراكين من الألم والاستغلال حتى من اقرب الناس إليها، وتخلت عن المدرسة، وعاشت في شبابها في غابة مجاورة لبيتها. هذه الفتاة ما لبثت أن تحولت إلى أعظم قاتله متسلسلة Serial Killer في التاريخ....ومن جرائمها عرف أنها قتلت 8 رجال في ولاية فلوريدا لوحدها ما بين عامي 1989 و1990 وكانت تدعي أنهم اغتصبوها أو حاولوا اغتصابها أثناء ممارستها عملها كبائعة هوا، وقد حكم عليها بالإعدام عن ستة من جرائم القتل هذه...ونفذ فيها الإعدام بواسطة الحقنة السامة عام 2002. الأيتام مشاريع العظماء ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ: كل ذلك يشير إلى أن كل يتيم هو بالضرورة مشروع عظيم إذا ما توفرت الشروط المناسبة، ومن بين هذه الشريحة في المجتمع يأتي العباقرة الأفذاذ. ذلك لان اليتم هو أعظم محفز ومولد للطاقة الذهنية، التي تتشكل وتصبح جاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية قد تصل إلى حدود العبقرية إذا ما توفرت البيئة المناسبة والتأهيل والرعاية النفسية والقدوة الحسنة والبرمجة اللغوية العصبية الايجابية. ونجد أن هذه الشريحة ونظرا لما تمتلكه من طاقات ذهنية مهولة ولا محدودة غالبا ما تكون قادرة على تحقيق انجازات عبقرية بتوفر اقل حد من متطلبات التدريب والتأهيل والتوجيه، التي يحتاجها الإنسان العادي. لا بل قد يحقق عقل اليتيم انجازات مهولة غير مسبوقة دون دراية بأي قانون من قوانين اكتساب العبقرية، ومن خلال رفضه وتمرده على الأنماط السائدة والمألوفة، ليصبح هو وسلوكه وانجازاته ونجاحاته العبقرية نماذج رائدة يحتذا بها ضمن ما صار يعرف بنماذج البرمجة اللغوية العصبية، ويصبح بذلك قدوة ونموذج للآخرين الذين هم أقل حظا من حيث وفرة الطاقة الذهنية. ذلك لان الشرط الأول والأساس في تحقيق انجازات عبقرية هو وفرة الطاقة الذهنية، وكلما قل منسوب تلك الطاقة يكون هناك حاجة لإتقان أساليب شحذ الدماغ وبرمجته وتنشيطه من خلال قوانين اكتساب العبقرية وعلى اعتبار أن الدماغ أداة مرنة يمكن شحذها وتحسين أداؤها حتى في حالة غياب تلك الوفرة من الطاقة الذهنية والتي غالبا ما تتشكل انعكاسا لظروف الطفولة المأساوية كما ذكرنا آنفا. ولا شك أن توفير التدريب والتأهيل والتعليم والنماذج الحسنة لليتيم الذي يمتلك طاقات ذهنية هائلة، توفر له فرصة أفضل في تحقيق انجازات عبقرية في اقصر مدة زمنية، لكن علينا دائما أن نفطن إلى ضرورة توفير هامش من الحرية ونمنح مثل هؤلاء مشاريع العظماء مساحات إضافية تعمل فيها عقولهم، فهذه العقول هي التي غالبا ما تأتي بجديد غير مسبوق، وأي محاولة لدفع هذه العقول لتعمل ضمن ما هو سائد ومألوف هو في الواقع إجهاض ووأد لهذه العقول ومخرجاتها. كل ذلك يشير إلى ويؤكد أن كل يتيم هو في الواقع وبالضرورة مشروع عبقري عظيم، وان عقول الأيتام هي في الواقع مناجم غنية لأجمل اللآليء وأثمنها على الإطلاق، وهي ارض خصبة للمخرجات الإبداعية العبقرية على اختلاف صنوفها وأنواعها ومجالاتها. فأن كنت من بين من اكتوى بنيران اليتم والألم و المآسي والأزمات، فاعلم أن لديك فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية غير مسبوقة، وان هذه الفرصة تتعاظم مع تعاظم حجم وكثافة المآسي والآلام والأحزان التي يتعرض لها الإنسان. لكن عليك أن تعمل دائما وباستمرار من اجل ضمان خروج طاقات ذهنك المتدفقة على شكل مخرجات إبداعية ايجابية تقدم إضافة مهمة للإنسانية، وان لا تتحول هذه الطاقات إلى أداة ومخرجات هدم وتدمير لك ولمن حولك. وعلى المجتمعات أن تعي بأن لدى الأيتام فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية ، وعليها أن تعاملهم على أساس أنهم مشاريع عظماء، وان توفر لهم كل الدعم، والمساندة ، والرعاية والكفالة، لتكون نشأتهم نشأة سوية، بعيدة عن الشذوذ والقهر والغضب والاستغلال، فتتحول طاقات أذهانهم إلى مخرجات عبقرية فذة وغير مسبوقة. ذلك لأنهم اقدر على تحقيق الأحلام ومن بينهم يأتي القادة العظماء، والأدباء، والعلماء، والمخترعون، والمكتشفون، والفلاسفة، والمفكرون، ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28-01-17, 02:04 PM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قانون رقم (5) : الاقتداء بالعظماء ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وسيلتك الأمثل والاشمل لتحقيق العبقرية: * إن سير حياة العباقرة العظماء، وقصص نجاحهم عبر التاريخ تمثل قدوات حسنة ونماذج يحتذى بها، ويمكن للراغب في الوصول إلى العبقرية أن يحقق نجاحا مشابها أو نجاحا يفوق نجاحات هؤلاء القدوات من خلال محاكاة حيواتهم وسلوكهم وقصص نجاحهم، والتي تمثل بذاتها وفي مجموعها نماذج مجربة ومختبره، وشاملة للعديد من آليات وقوانين الوصول إلى العبقرية. القدوات من أفضل الجامعات: الشخص القدوة هو: الشخص المثال الذي يتشبه به غيره، فيعمل مثل ما يعمل، ويحذو حذوه في كل صغيرة وكبيرة. وقد قالوا قديما " قل لي من هو قدوتك أقول لك من أنت"، وفي ذلك ما يشير إلى أهمية القدوة الحسنة في العملية التربوية، أو السعي إلى تحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال محاكاة وتقليد سلوك ومنهاج حياة القدوات العباقرة العظماء الذين هم من أفضل الجامعات، وعلى اعتبار أنهم نماذج حية متحركة سبق لهم أن حققوا النجاح وامتلكوا وسائله، وعليه فأن الاقتداء بهم يعني الأخذ بطريقتهم المجربة والواقعية والممكنة التحقيق في الوصول إلى النجاح. ولكي تكون عظيما لا بد أن يكون لك قدوة عظيمة تقتدي بها وبنهجها، وتحاكي نمط حياتها وسلوكها وتقتدي بهذا النمط السلوكي الذي أوصل تلك القدوة إلى مراتب العظماء ابتداءاً. ولا شك أن التربية من خلال القدوة هو من أفضل الأساليب التربوية وأكثرها انتشارا قديما وحديثا، وهو من أعظم الوسائل تأثيرا، ومن أقوى الأساليب أثرا في تعديل سلوك الناس، ومساعدتهم في تحقيق النجاح والانجازات العبقرية. ومما يشير ويؤكد على أهمية التربية من خلال القدوة، نجد أن الأديان السماوية أعطت أهمية كبيرة وواضحة للتربية بالقدوة، وعلى وجه الخصوص القدوة الحسنة، ذلك لان التعليم بالقدوة يساهم في نقل الأفكار والقيم والسلوكيات الصحيحة إلى الآخرين، بيسر وسهولة وفعالية ودقة وانضباط عالي. ونجد أن القران الكريم يعتمد أسلوب التربية بالقدوة، وينادي به، ويعطي له مرتبة عالية من الأهمية، ويقدمه على غيره من الأساليب التربوية. فقد أمر الله سبحانه وتعالي نبيه الكريم بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين، كما ورد في الآية الكريمة رقم 90 من صورة الأنعام "[أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ]، ليس ذلك فقط وإنما نجد أن القران الكريم قد عرض لذلك الغرض قصص الأنبياء، وتحدث عن سيرهم حتى تكون النموذج الأمثل المسجل لمن أراد الاقتداء بهم ومحاكاة حياتهم وسلوكهم وطريقتهم. وفي آية أخرى جعل الله رسوله الكريم قدوة للآخرين بقوله تعالى" [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب}، والأسوة الحسنة هي القدوة المطلقة التي يُفترض بالمقتدي أن يأخذ بكل ما جاءت به من أقوال، وأفعال، وأحوال، وعلى اعتبار أن صاحب الأسوة الحسنة هو صاحب عصمة، كما هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. وليس كصحاب القدوة المقيدة والمحدودة والتي يمكن الأخذ منها ضمن حدود معينة لأنه من البشر وليس صاحب عصمه ويمكن أن يصيب ويخطئ. وقد ورد في آية أخرى في سورة الزخرف" [وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ] {الزُّخرف}، أي سائرون على منوالهم ومنهجهم وطريقتهم في هذه الحياة، وهو ما يؤكد على ألأهمية التي أعطاها القران الكريم للقدوة كمنهاج تعليمي وتربوي. ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد أيضا على أسلوب التربية بالقدوة حيث أمر أصحابة بالاقتداء بالصحابة أبي بكر وعمر بنص صريح وواضح، حيث قال (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر). العلم الحديث أكد على دور أسلوب التربية بالقدوة في الوصول إلى الانجازات العبقرية: لا شك أن التربية من خلال الاقتداء كان لها دورا مهما عبر التاريخ وساهمت مساهمة فعالة في نقل المعرفة عبر الأجيال، كما وساهمت في المحافظة عليها، بل والبناء على انجازات القدوات، ليصبح المقتدي بدوره قدوة لغيره وهكذا. فقد ظل ألأسلوب التربوي المتمثل في محاكاة العظماء والعباقرة والاقتداء بنهجهم، أسلوبا مهما وموثوقا وغاية في التأثير في تحقيق الانجازات في كل المجالات والعلوم وليس فقط في مجال القيادة الفذة كما قد يظن البعض. وعلى الرغم من التقدم العلمي الهائل بشكل عام، وفي مجال أساليب التربية والتعليم بالتحديد، لكننا نجد وحتى يومنا هذا، بأن أسلوب التربية بالقدوة ظل نهجا مهما للغاية، ولا يكاد كتاب في التربية الحديثة يخلو من ذكر القدوة كإحدى الوسائل التربوية المهمة. وربما أن هذا هو احد المداخل التي دفعت ببعض العلماء لاكتشاف علم البرمجة اللغوية العصبية، في أواخر القرن العشرين، ليصبح هذا العلم بدوره واحد من أهم وابرز وسائل التعليم والتدريب والتربية ألحديثه، والتنمية البشرية، ونقل المعرفة والخبرات إلى الساعين لتحقيق النجاح والانجازات العبقرية، وذلك من خلال تدريبهم على السلوك النموذجي الموصل للنجاح، باستخدام النماذج السلوكية المجربة والمنقولة عن القدوات أصحاب الانجازات العبقرية السابقة. ذلك أن هؤلاء العلماء قاموا على دراسة السلوك البشري لبعض هؤلاء الأشخاص العظماء الذين سبق لهم أن حققوا النجاح، فتبين لهم أن هذا السلوك يمكن وضعه في اطر محددة، أطلقوا عليها اسم نماذج لغوية عصبية. وتبين أن تدريب الآخرين الساعين إلى النجاح بواسطة هذه النماذج اللغوية العصبية وسيلة ناجعة في نقل الخبرة، والأسلوب والمهارات، والسلوك النموذجي، الذي يحقق النجاح، ذلك لان هذه النماذج تحدد الوسائل الناجحة والمتكررة من النماذج السلوكية للذين تعودا الحصول على النجاح. وذلك يعني أن الاقتداء بالعظماء هو في الواقع محاكاة وتعلم لمجموع مهاراتهم التي جعلتهم يحققون النجاح ابتدءا. ولو أننا قمنا على تحليل هذه النماذج السلوكية للقدوات العباقرة، لوجدنا أنهم في نهجهم، وطريقتهم، وسلوكهم، كانوا قد تبنوا، وسخروا، واستفادوا من مهارات وقوانين النجاح التي توصل لها ، وعرفها العقل الجماعي الإنساني، من خلال التعليم أو من خلال التجربة والخطأ، وتم نقلها والمحافظة عليها بالتقليد والمحاكاة من جيل إلى آخر وعبر القدوات والمناهج التعليمية المختلفة. ولا شك أن هذه العملية التربوية والتعليمية كانت تتم دون وعي من المتدرب بأنه في اتخاذه القدوة إنما كان يتعلم ويأخذ عن القدوة السابقة مهارات وأساليب تحقيق النجاح الكامنة في سلوكه ومن خلال أخذه بنماذج السلوك الموصل إلى النجاح عن تلك الشخص القدوة. ذلك لا يعني بأن التعليم والوصول إلى النجاح يتم دائما عبر تعلم نماذج سلوكية محددة يتم نقلها من جيل إلى جيل كما هي ودون تغير أو تطوير، فغالبا ما يأخذ المتعلم والمتدرب بأكثر من طريقة، ويأخذ عن أكثر من قدوة في نفس الوقت. وقد يساهم هو شخصيا في إضافة نماذج سلوكية جديدة غير مسبوقة، وهذا ما يجعل قوانين النجاح أمر نسبي متجدد ومتطور دائما، يتأثر بالتراكمات المعرفية والثقافية وتراكمات الخبرة البشرية، إضافة إلى المساهمات الفردية الإبداعية التي قد يأتي بها العباقرة الأفذاذ، خاصة من فئة الأيتام الذين غالبا ما نجد بأن سلوكهم قد اشتمل على قوانين ومهارات أصيلة غير مسبوقة، وذلك في انعكاس للنشاط الاستثنائي لأذهانهم، كما تم شرحه في القانون رقم 4. ولا بد من الإشارة بأن القدوة قد تتمثل في شخص بشري تشكل سلوكياته وأفكاره وممارساته وحركة حياته والقيم التي يتبعها قدوة للآخرين، أو أن تتجلى القدوة في عقيدة، أو فكر، أو نموذج أو مثال معين. وإذا ما أحسن الفرد اختيار القدوة من فرد واحد أو أكثر بهدف اخذ الخصائص الايجابية منهم، فأن ذلك يشكل دافع عظيم نحو الانجاز والنجاح والتفوق، وتحقيق النتائج المهولة والفذة، ولكن ذلك لا يغني حتما عن التعلم، والتدريب، وإتقان المهارات واكتساب قوانين العبقرية الأخرى، بل لا بد من المثابرة والاجتهاد والسعي الحثيث نحو الأهداف التي يكون قد وضعها الفرد نصب عينيه. فالباحث عن النجاح والعبقرية إذا، لا بد له من أن يتخير الأشخاص القدوات الذين سبق لهم أن حققوا الانجازات في المجال المعني والمستهدف، وهو يحتاج إلى الاطلاع على سيرة حياة العظماء الذين كانت لهم بصمات جلية واضحة في ذلك المجال المقصود. والقدوة وسيلة ناجعة على كل المستويات مهما صغر الشأن او كبر. فيمكن لطالب التوجيهي مثلا، الراغب في الحصول على التفوق في امتحان الثانوية العامة، أن يحاكي سلوك الطلاب المتفوقين ممن سبقوه في الصف فيساهم ذلك في مساعدته على التفوق حتما. وكذلك إذا أراد الفرد أن يصبح طبيبا أو عالما أو قائدا أو أديبا أو شاعرا، أو فلكيا، أو رجل أعمال ناجح، أو رياضيا مميزا، الخ...، فلا بد له أن يبحث عن قدوته الحسنة ذات البصمة الواضحة في المجال المعني، وان يطلع على سلوكه ونمط الحياة التي عاشها، من خلال الاطلاع على سيرته الذاتية أن كان من غير ألإحياء ومن خلال معاشرته والاقتداء به إذا كان معاصرا. وعلى الساعي إلى العبقرية أن يراعي ميوله الذاتية عند اختياره للقدوة، وان يحسن اختيار الشخص القدوة. فالساعي إلى أن يصبح قائدا فذا يمكنه أن يختار قدوته من بين قوائم طويلة من القادة الأفذاذ الذين عرفهم التاريخ ووصلت إلنا سيرهم الذاتية وأخبارهم وانجازاتهم، وعبقرياتهم. ولقد كان "عمر بن الخطاب" مثلا، نموذجًا فريدًا للقائد والحاكم العبقري الفذ، صاحب الانجازات العظيمة، حيث عرف عنه بأنه الرجل الصلب والشجاع، وكان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل. ولا شك أن التاريخ العربي يزخر بأسماء عدد هائل من العباقرة الأفذاذ في كل المجالات، العلمية والأدبية والفكرية الخ. ويمكننا مثلا أن نذكر كتاب " ألف ليلة وليلة" الذي ظل يشكل النموذج الأهم والأمثل لمن يريد أن يتعلم ويتقن تقنيات السرد الأدبي والكتابة القصصية الفذة المؤثرة. كما أن المتنبي وشعره الفذ يمثل قدوة مهمة لكل من يرغب في كتابة الشعر في أبهى صوره وأعمقها وأعظمها أثرا وخلودا. ويعتبر ابن خلدون، من خيرة القدوات في مجال علم الاجتماع. كما كان ابن رشد المعلم الأول الذي اخذ عنه فلاسفة النهضة الأوروبية، الذين ساهموا في إخراج أوروبا من عصور الظلام. ولا شك أن العصر الحديث له أبطاله وقدواته الأفذاذ في كل المجالات، وبعضهم يمكننا معايشته أو مشاهدته عبر وسائل الإعلام المتعددة وبالغة التأثير، وبالتالي محاكاته والاقتداء به او ببعض سلوكياته التي أوصلته إلى النجاح منقطع النظير في مجاله. فمن يرغب في أن يصبح فذا عبقريا في مجال التكنولوجيا مثلا، يمكنه أن يتخذ من العبقري ستيفن جوبز قدوة له، هذا الرجل الأسطوري في انجازاته في مجال التكنولوجيا على الرغم من ظروف حياته الصعبة جدا كونه قد تربي لدى عائلة بديلة تبنته بعد أن تخلى عنه والديه، ولم يحصل على شهادات عليا واقتصر تعليمه على شهادة متواضعة لكنه كان في مجاله فذا عبقريا حقق انجازات أدت إلى قفزات نوعيه في التطور التكنولوجي. ومن يرغب في تحقيق انجازات عبقرية في مجال الفيزياء فيمكنه اتخاذ ستفين هوكنج قدوته هذا العبقري الذي حقق اختراقات ندر مثيلها على الرغم انه مقيد في كرسي متحرك ولا يكاد شي من جسده يعمل إلا دماغه كنتيجة لإصابته بمرض أوصله إلى حالة من الشلل التام. لذلك كله ولان سيرة حياة الشخص القدوة تختزن في ثناياها آليات وأسرار النجاح والتفوق، نقول بأن الاقتداء بالعظماء هو الأسلوب التعليمي والتربوي الأمثل والاشمل والاهم في الوصول إلى النجاح وتحقيق العبقرية. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24-02-17, 04:02 PM | المشاركة رقم: 10 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ايوب صابر
المنتدى :
قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
قانون رقم 6 : "ألوحي يسكن بين جدران السجن" * هذه المقولة للفيلسوف المبدع جان جينيه الذي ألف أفضل أعماله الإبداعية في السجن...والباحث يجد أن الكثير من أعظم الأعمال والأفكار العبقرية، ولدت بين جدران السجون، أو أبدعتها عقول لأناس عانوا من محنة السجن وابتلاه وعزلته، ومنها في المجال الأدبي رواية "دون كيشوت" للمؤلف ميغيل دي سيرفانتس، ورواية "تقدم رحلة الخلاص" للمؤلف جون بونيان، ورواية "روبنسون كروزو" للمؤلف دانييل ديفو" والتي تتصدر قائمة روائع الأدب العالمي، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. وذا السجن جامعة الجامعات: إذا كانت القدوة الحسنة من أفضل الجامعات، فأن السجن هو حتما جامعة الجامعات، وليس الكون، وأن القيد هو أستاذ هذه الجامعة المعتبر، وليس الدهر كما سبق أن قال الشاعر فيما مضى. حيث يندهش الباحث من ضخامة عدد الأعمال الإبداعية العبقرية التي ولدتها عقول أناس ذاقوا مرارة السجون، واكتووا بنيران العزلة، والحرمان، وسلب الحرية التي تفرضها بيئة السجون. ولا نكاد نجد إنسان يدخل السجن إلا ونجد بأن قريحته قد تفجرت عن أعمال إبداعية مدهشة وذات اثر عظيم أثناء السجن أو بعد الانعتاق من ظلمته. والمعروف أن عشرات السجناء الذين لم تكن لهم قبل دخولهم السجن أية صلة بالكتابة تحولوا إلى كتاب بعد مرورهم بالتجربة، وعبروا عنها شعرا أو قصة أو رواية أو خاطرة. ومنهم من دخل السجن أُميا لا يقرا ولا يكتب وخرج منه مفكرا مبدعا أو أديبا. حتى ليكاد الباحث يظن بأن اثر السجن في صنع العبقرية لا يقل في أهميته عن اثر اليتم والذي يقع بلا منازع على رأس سلم المسببات في ولادة العبقرية كما سبق شرحه. ولو تعمقنا في البحث والتنقيب لوجدنا أن كثيرا من أعظم الأعمال الإبداعية ولدت من عقل يتيم أو من عقل سجين حصرا، ولكن إذا ما اجتمع اليتم والسجن والتأهيل والقدوة الحسنة لدى شخص، فتكون النتيجة امتلاك ذلك الشخص القدرة على توليد نصوص عبقرية، مهولة، وخالدة، وذات اثر سحري، وكأنها ألهمت لصاحبها إلهاما ووحيا. ولا شك أن ذلك تحديدا ما دفع الفيلسوف المبدع جان جينه إلى القول بأن "الوحي يسكن بين جدران السجن" ، وأيده في ذلك الكثير من الأدباء المبدعين الذين تخرجوا من جامعة السجن، وان كانوا قد عبروا عن ذلك المعنى بصور مختلفة. فأذا كان الشاعر الألماني ( ريلكه ) يرى بأن الأفكار تهبط على الفنانين كما تهبط الأمطار من السحب، فأن الشيخ القرضاوي يقول في قصيدته النونية الشهيرة التي أبدعها أثناء سجنه بأن ملاكا أوحى له بقصيدته تلك: واليوم عاودني الملاكُ فهزني.....طربًا إلى الإنشادِ والتلحينِ والصحيح أن الإنسان ليعجز عن رصد، وعد الروائع التي أبدعتها عقول أناس كُثر غيبتهم السجون واحترقوا بنيران عزلتها قديما وحديثا وأنتجوا أعمال إبداعية كثيرة ورائعة في السجون. فتاريخ الأدب العالمي حافل بالعديد من الأعمال الأدبية التي أبدعتها عقول سجناء، ابتداء من العصور القديمة وحتى الزمن الراهن سواء في الشرق أو في الغرب. لكننا سنذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر للتدليل على الدور الذي تلعبه جامعة السجن في خلق العبقرية: فالمعروف أن أبي فراس الحمداني كان من بين أقدم الناس الذين عُرف عنهم بأنهم سجنوا وأبدعوا قصائد رائعة أثناء السجن، وهي تلك التي تعرف بالروميات، ومنها قصيدته الشهيرة المغناة "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر". كذلك فعل المعتمد بن عباد ملك اشبيلية، حيث صور عذابه وألمه وتجربته في السجن بلغة شاعرية مؤثرة وصور فنية غنية ودلالات عميقة وأسلوب شفاف كما قيل عنه. وفي القرن السادس عشر أبدع الروائي الاسباني ميغيل دي سيرفانتس، روايته الشهيرة "دون كيشوت" والتي تحتل المرتبة الأولى في سلم أفضل 100 رواية عالمية، وأصبحت تشكل مرجعية لكل من أراد الخوض في مجال كتابة الرواية . ولاحقا أبدع جون بونيان رواية "تقدم رحلة الخلاص ، أو "رحلة الحج Pilgrimage Progress " كما يترجمها البعض، والانجليزي دانييل ديفو ابدع رواية "روبنسون كروزو" ، وتتصدر الروايتان قائمة روائع الأدب العالمي إلى جانب رواية سيرفانتس. كما ألف الروائي الروسي ديستوفيسكي روايته الشهيرة " منزل الأموات". وألف الروائي الفرنسي هنري شاربير روايته "الفراشة" وهي الرواية التي أشعلت النار في العالم عند صدورها كما يقول النقاد، وحققت نجاحا واسعا فور صدورها. كذلك ألف الروائي الصيني زانغ كزليانغ روايته الشهيرة " نصف الرجل امرأة". كما ألف الروائي النيجيري كين سارو ويوا روايته "الفتى سوزا". كذلك بدأ الفيلسوف والشاعر الفرنسي فولتير كتابة ملحمته الشعرية بين جدران السجن. أما الزعيم الهندي نيهرو فقد أبدع خلال سنوات سجنه الطويلة كتابه " لمحات من تاريخ العالم". كما كتب هتلر كتابه " كفاحي" وهو في السجن. كما الف الشاعر الانجليزي رالي كتاب عن تاريخ العالم. وألف الفيلسوف برتراند راسل كتابه " مبادئ في الرياضيات". كما أبدع عباس محمود العقاد كتابه " السدود والقيود" أثناء سجنه في ثلاثينيات القرن الماضي. وأبدع عبد الرحمن منيف الروائي النجدي روايته الشهيرة " شرق المتوسط" وروايته الأخرى " الآن هنا – أو شرق المتوسط مرة أخرى". وكتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم روايته الشهيرة " تلك الرائحة" وهو يعتبر بأن السنوات التي قضاها خلف القضبان هي التي عملت منه روائيا متميزا. كما يرى البعض بأن كتاب عائشة عودة " أحلام بالحرية" نص أدبي عن عالم السجون لا يقل قيمة عن نص شرق المتوسط. كذلك ألف الروائي الأردني أيمن العتوم روايته " يا صاحبي السجن"، وهي رواية تمتاز بالشعرية وتحلق في عالم النفس البشرية، ويرى احدهم أن الوصف فيها مفاجئ حد الفجيعة وجميلا حد الدهشة. ومن السجناء الذين أبدعوا أعمالا خالدة أيضا، فريدة النقاش وألفت " السجن ، الوطن"، والطاهر بن جلود وألف " تلك العتمة الباهرة"، وفاضل الغزاوي وألف القلعة الخامسة"، وشريف حتاتة وألف "العين الزجاجية"، ومليكة اوفثير والفت رواية "السجينة"، وسمر المقرن والفت رواية " نساء المنكر"، وامجد حسونه وألف " خارج الزمن". وقد انعكس اثر السجن على أعمال الكثير من الشعراء المعروفين أمثال أبو الطيب المتنبي الذي يقول : أنا الذي نظر الاعمى إلى أدبي ....وأسمعت كلمات من به صمم. ويرى طه حسين أن تجربة السجن كان لها أثرا مهولا على المتنبي وعلى تطوير ملكاته الإبداعية. وكان للسجن أثرا واضحا على شاعر تركيا العظيم ناظم حكمت، وشاعر تشيلي العظيم بابلو نيرودا، والشاعر المصري احمد فواد نجم، ومحمد الماغوط، والشاعر الكبير محمود درويش والذي يقول في قصيدته التي أبدعها وهو في السجن وهي بعنوان" آخر الليل" : وطني يعلمني حديد سلاسلي عنف النور ورقة المتفائل ما كنت اعرف أن تحت جلودنا ميلاد عاصفة وعرس جداول سدوا علي النور في زنزانة فتوهجت في القلب شمس جداول. ولا يفوتنا أن نذكر اثر السجن على بعض رجال الدين والأئمة ومنهم الإمام احمد بن حنبل الذي كتب الشعر في السجن أيضا، والشيخ بن تيمية والذي اعتبر أن سجنه خلوة، والشيخ سيد قطب الذي ألف في سجنه عدة مؤلفات منها في "ظلال القرآن" وكتاب "معالم في الطريق"، والشيخ عايض القرني والذي ألف في سجنه كتاب لا تحزن والذي أصبح واسع الانتشار، كما ألف كتاب آخر يعالج في جانب منه اثر محنة السجن على السجين، وهو بعنوان " أعظم سجين في التاريخ" وهذا الكتاب يروي قصة سجن سيدنا يوسف عليه السلام، والذي ربما يكون أقدم سجين عرفه التاريخ. و في الواقع، ما هذه الأعمال التي ذكرت هنا إلا نماذج قليلة ومحدودة من إبداعات ولدت في السجون أو أن أصحابها ذاقوا مرارة السجون واثر السجن على ملكاتهم الإبداعية. وقد اختيرت هنا بصورة عشوائية، وتم ذكرها للتدليل فقط على مدى اتساع دائرة المبدعين الذين صنعتهم جامعة السجن. فهم وجدوا أينما وجدت السجون وفي كل الأزمان، والقرون، والأماكن، وجاءوا من كل الجنسيات وتحدثوا كل اللغات. كما أنهم أبدعوا في كل المجالات خاصة المجالات الأدبية والفكرية والقيادية وجلهم أنتج أعمالا خالدة ثرية، عميقة، بليغة، ومؤثرة، أو خرج من السجن ليصبح قائدا وحاكما كرزميا. يتبع،،، |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 10 | |
متاهة الأحزان, الحمداني, الــمُــنـــى, ايوب صابر, برنسس يارا, ريمه الخاني, روح الياسمين, عبدالرحمن منصور, نايف الشمري, نسيان |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ازدواج الشخصية | محمد الطيب | القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين | 1 | 28-05-20 12:38 AM |
انت والسفر...ماهي تجاربك الشخصية | الخضيري | القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين | 12 | 02-08-15 06:33 PM |
عشرة معلومات من ناحية نفسية....اختر واحدة تجدها الافضل | زهزة ورد الزمان | القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين | 1 | 07-06-14 12:40 AM |
يمكن سليت لكن مانسيت ..! | مــنــــــآل | القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين | 8 | 04-10-10 10:08 PM |
مجرد إحتياج .. لا يمكن تحقيقه | الوابل | قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة | 5 | 16-12-09 02:33 PM |
تعريب وتطوير شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009 |
الساعة الآن 06:33 AM.