لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. و بعد
قلبي العزيز ، أود أن أهنئك على إجتياز المرحلة القاسية التي مررت بها . كنت ضعيفا في كثير من الأحيان .. و لكن أنعشتك السنين و وهبتك النسيان . فهاأنت تعود للنبض بعد ما أسكتتك آلام السنين الأخيرة . ها نحن اليوم يا قلبي نكمل عامنا الحادي و العشرون ، و لكن بشكل مختلف عن السابق ، ننتظر قدوم العيد لنبتهج و لم نعد نخاف من العيد لأنه لم يعد يذكرنا بهم . قلبي العزيز ، أرسل لك هذه الرسالة و أنا أعلم ما ذقته من أنهار الألم و أعين الحنين ، كنت منهكا و جريح ، كنت تصرخ ولا يسمعك اللا أنا ، كنت لفراش العناء طريح ، و لكن الأقوياء يمرضون و حتى إن طال مرضهم *يعودون* . قلبي القوي ، بعد أن رميت لحاف الحزن و توسدت وسادة الراحة أود أن أقدم لك أعتذاري و أسفي الشديد ، ﻷنني تسببت في كل ما حصل لك ، لم أراعيك مثلما راعيت قلوبهم ، جاملتهم على حساب راحتك و كبريائك ، سمحت لعيني أن تدمع لتريحك و جعلتك تنبض بالوله و الإشتياق . كم أنا خجول من نفسي ، أشقيتها و أتعبتها ، بحثت عن الراحة حتى أنهكني البحث ،* كأن راحتي معهم فقط ، أفنيت أجمل مراحل عمري في ملاحقتهم و إنتظارهم و لم أعلم أنني مراهق و كل ما أشعر به هو إحساس مؤقت لا يلبث حتى يزول . ها أنا أنهي هذه المرحلة و أقفل كتابها ، و أعدك يا حبيبي أنني لن أرهقك مرة أخرى .. فكلنا سئمنا البكاء و الأحزان ، هي حياتنا لن نعيشها مرتان يا قلبي ، سأبقيك مع من تحب و لن أجعلك تضخ دماء* الذكريات إلى جسدي .
همسة: لن يحمل أحزاننا غيرنا ، فلنجعل للأحزان طريق نهايته مغلقة و لا يصل إلى قلوبنا.