الفرغل ... قصه قصيره
قرية بسيطة فى أقصى الصعيد محافظة أسيوط حيث يجتمع السامرون فى مدخل القرية و على وجوههم فرحة و رائحة الدخان تملأ المكان جلس عبده بربابته ينشد الأغاني الدينية و مدح رسول الله صلى الله عليه و سلم
تناول عبده ما مر من العام الفائت وجلس يحدثهم بما حدث فى احتفال الفرغل
فتطايرت ألسنة اللهب على جلبابة , فأخذ يسب ويلعن فى هذا الاحتفال المشئوم ويلعن الحكومة انها لم تتخذ قرارا بعدم الاحتفال مره اخرى
الا ان محمدين تدارك الموقف وأخذ بتلابيب جلباب عبده و اجلسه و وضع يده على جبينه ثم تلا بعض الايات القرانيه عسى ان يعود الى رشده حسبما عرف انه مسه الجن فى اخر ايامه
محمدين ...عبده يا حبيبى احنا مش قد الفرغل و لا قد تجلياته ده السنه اللى عدت رجب طلق مراته عشان معملتش كحك الاحتفال و ابنه سقط فى المدرسه عشان كان بيرمى الناس بالطوب و هما ماشيين فى الاحتفال , و انت ناسى و لا ايه ان العمدة ساعتها قفل الدكاكين لمدة يومين ....
الا ان عبده أصر على المناداة بصوت عالى يا فرغل أظهر لي كده و انا اوريك اللى مشفتهوش لو راجل أظهر بس كده قدام الناس دول و هما يتأكدوا انك شبح من ماضي بعيد و ان الست بديعة لم يرزقها الله بأحمد لما مسحت على مقامك إنما أنا اللى ....... و جوزها فى الجهادية .
و لم يكمل حديثه حيث رعدت السماء و دوى البرق فى الساحة و هطل المطر فخمدت ألسنة النيران فى التو و اللحظة و شوهد من بعيد نور يقترب منهم و كلما اقترب زاد التوهج فلم يستطيعوا ان يفتحوا أعينهم فاغمض محمدين عينيه وأخذ يتلو آيات من القرآن لا يدرى ما يقول .
فلفظته بديعه برجلها من الخلف قوم يا محمدين الصبح اذن انت مش رايح الغيط ...
لا يا روح امك مش رايح قومي فزي اندهي لأحمد اشوف الحسنه اللى فى ظهره .
ايه يا راجل حسنه ايه رفع ايده على طولها و نزل الدم من فم بديعه .
يا احمد تعالى شوف ابوك باين عليه اتجنن على الصبح اتفتح الباب و اذ بمواء قطة تبدد الصمت فى الغرفة .
و فى أقصى القرية حيث مقام الفرغل و إلى يمينه مقابر أهل القرية اقترب عبده من جالس امام شاهد يعلوه التراب رفع يده على كتف أحمد ليقول له معلش ابوك الله يرحمه ويحسن اليه كان سيد الرجاله و امك ربنا يرحمها مكنش فيه ست زيها و لا فى جمالها كل القرية كانت بتحكى على جمالها لما ترفع البيشة وهى فى حضرة الفرغل انا فضلت ابوس مكان بقها على حديد الفرغل من ساعتها .
و من ساعتها و العيال فى الشارع بتزف عبده و الرجاله قاموا دفنوه قرب الفرغل لأنه من مريديه و احمد شايل على كتافه حلم اتحكاله من سنين .
و لا يذكر الفرغل الا يذكر معه عبده