|
قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة) |
|
02-06-10, 08:18 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
رحــيــل مـلاكــ~~~ نـشـر أول
\ / رحــيــل مــلاك ضحك مهند :تعاملي مع الوضع بأريحية يا أسيل فأنت هنا في واحد من الأزقة المهمشة في المدينة وما أكثرها أنت هنا بمدينة عربيه لست في قلب لندن ثمة فرقٌ كبير.أخيرا وصلت للمكان المحدد من قبل الجمعية . نظرت خلفها باستياء :وهل يحسب هذا طريقاً,حتى السيارة المصفحة لن تجيد اجتيازه نظرت له بانزعاج :سنبقى في آخر الركب ما لم تتغير أفكارنا وقناعتنا بأن العلم والتقدم لهم والفقر والتخلف والجوع لنا ...ترى ألا توجد في مدنهم أزقة مهمشة وبيوتٌ يأكلها الجوع حقا ,أم أن هذا محض خيال نقنع فيه أنفسنا لنبقى نغط بالظلام بصمت واستكانة . أخبرني بأي شيء يمتازون عنا حتى تكون أفكارنا وقناعاتنا على هذا النحو ...؟؟؟! قَرع جرس المنزل :أتعلمين...ستجدين هنا ما يؤلمك حقاً ...نحن نبذل جهدنا لكن مواردنا المالية محدودة وبل تكاد تكون معدومة والامكان التي تحتاجنا كثيرة . فُتِح الباب عن وجه امرأة في خريف العمر :أهلا كيف أخدمكم ...؟ أنا مهند المهندس المسئول عن ترميم المنزل من قبل الجمعية الخيرية . تهلل وجه المرأة بالبشر :أهلا بكم تفضلوا بالدخول . كانت أسيل صامته تراقب بذهول هل يعقل أن هذا المكان ميتما يأوي إليه أطفالٌ فقدوا الأهل والملجأ والمعيل ...هذا مستحيل . بقيت في الساحة تجيل النظر تحدق بالأشخاص والجدران على حدٍ سواء ... مهند :ما بك يا أسيل ألن تنضمي لنا ...؟؟!! تبعته بصمتٍ وشرود في حجرة الإدارة تعرفت لتلك السيدة إنها سميه متطوعة تقوم على شؤون الميتم وتدير المكان منذ زمن . أسيل :تشرفت بمعرفتك سيدتي . ضحكت سمية :لست سيدة أحد بإمكانك مخاطبتي بالخالة سميه كالآخرين ـ لكن من أنت مهندسه أم مسئوله من الجمعية . مهند :أعتذر يا خاله لم أقدمها لك هي أسيل ابنة السيد سالم الذي قدم المال تبرعا لترميم المنزل . قامت سميه ترحب بها ترحيب الملوك وتقدم لها فروض الاحترام والشكر والتقدير وتمتن لوالدها على هذه المنحة الكريمة التي تاقوا إليها حاجة وشوق . أسيل :على رسلك يا خاله لم نبذل شيئا من عند أنفسنا فهذا عطاء الله لنا جميعا ...لكن هل لي بالإطلاع على حاجة الميتم علنا نقضيها أو بعضا منها . أخذت تشرح لها عن معاناة الأيتام كبارا وصغار في هذا المنزل بعد اجتماع مطول قامت برفقة سميه تطلع على المكان وتتعرف إليه مضى نصف النهار الأول ...مهند غارق في إحصاء المال اللازم للترميم وأسيل مع الخالة تتعرف لما يحتاجه سكان المنزل فهو يعج بالأطفال والشباب من الجنسين كلٌ له ألآمه أحلامه وطموحاته كلٌ له حاجته ولا يجدون غير الهم الكدر والأسى شيئا يأكل أوقاتهم ويقضم أعمارهم . في إحدى الغرف استنشقت أسيل رائحةٌ ما ...أصابها الدوار فطلبت قسطاً من الراحة . رمت بجسدها فوق أحد الأسرة تأن تحت وقع الصداع الذي جاء بغتة حضرت سميه بالدواء وكأس ماء على أنها صدمت بدموع أسيل . سميه بذهول :هل أنت متعبه إلى هذا الحد يا ابنتي ...!!؟ أسيل :هناك رائحةٌ ما ... سميه :لم أشتم أي رائحة ـ هل هي مزعجة إلى هذا الحد {وراحت تتفقد الغرفة } أسيل :أكاد أجزم ,إنها رائحة عطرٍ ما ولكن ... سميه :لكن ماذا ...؟؟؟هل أتصل بالطبيب ...؟ أسيل :لمن تعود هذه الحجرة ...؟ سميه :لأربعة شباب يعيشون هنا لكنهم الآن في عملهم خارج المنزل . دخل أحدهم بسرعة ودون انتباه ألقى بجسده على أقرب سرير ...بدا متعبا حد الانهيارـ قامت سميه مذهولة :ليست عادتك يا أحمد أن لا تلقي التحية . رفع رأسه بكسل :خالة سمـ{صعق حين رأى أسيل على السرير الآخر ونهض مسرعاً}أنا أسف لم أنتبه أسف أسف سأغادر الآن . استوقفته أسيل :مهلاً توقف أنا من تعتذر سأغادر لتنعم بقسطٍ من الراحة تبدو متعبا إلى حدٍ بعيد . بقي صامتا محدقا بها فهذا الوجه بدا مألوفا لديه وكأنه رآه قبل اليوم . سميه :حسناً يا ابنتي هيا بنا سأرشدك لغرفة مريحة إلى حدٍ ما . سارت في طريقها,همت أسيل بالخروج لكن ذات الرائحة العبقة انبعثت من ثياب أحمد. اقتربت منه :هو عطرك أنت ...؟؟؟ \ \ يتبع
لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../
الـموضـوع ://: :
رحــيــل مـلاكــ~~~ نـشـر أول
-||-
المصدر :
قطرات أدبية
-||-
الكاتب :
متاهة الأحزان
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03-06-10, 04:58 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
[align=center][tabletext="width0%;"][cell="filter:;"][align=center]
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03-06-10, 06:02 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
الـمــنــى |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03-06-10, 06:06 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
ج2 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04-06-10, 12:57 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
ج3 |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04-06-10, 01:45 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
[align=center][tabletext="width0%;"][cell="filter:;"][align=center] |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-06-10, 02:44 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
الــمــنـــى |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-06-10, 02:47 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
رونــق |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05-06-10, 02:50 PM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
ج4 هل أنا قادرةٌ على خيانة صديقتي وأخذ حبيبها منها ؟!! انتفضت :إياك يا أسيل أنت لم تكوني هكذا يوما ولن تكوني {وضعت يدها على صدرها حيث ينبض قلبها بقوة } لكني أحبك يا أحمد أقسم بأني أحبك أقسم أنك ملكت هذا القلب بنبضه سمعت صوته فنظرت له بإمعان ولبنى إلى جانبها تحدق بها بصمتٍ وقلق ...هكذا إلى أن غادروا المكان لم يتحدث أي منهم لكن هل قلوبهم صامتة كما الشفاه؟! أخيرا وصلوا للشاطئ ...صوت الأمواج رائع فهي تعزف لحناً خالدا أزليا لا يتغير . أحمد :هيا بنا أعرف مكاناً رائع يقدم العصائر الطازجة له إطلالة أكثر من رائعة . هزت لبنى رأسها بالقبول ـ لكن أسيل لم تصغي للحديث وبل نسيت أنها برفقة آخرين يقفا ورائها ويراقبان بصمت اقتربت من الماء حتى لامس قدميها وحدقت بعيداً لم تعد تصغي لأي صوت إلا صوت قلبها وأصوات الأمواج أيضاً ...بعد فترةٍ وجيزة أخذت تتلفت من حولها تنظر في كل اتجاه وكأنها تبحث عن شيءٍ فقدته هنا... وضعت لبنى يدها على كتف أسيل بحنان :عن أي شيءٍ تبحثين ...؟؟؟ أسيل :عن مكانٍ مرتفع أراقب منه الأمواج المتكسرة على وجه البحر البعيد . لبنى :أعرف مكانا رائع هيا معي . دون تفكيرٍ أو نقاش سارت معها يتبعهما أحمد بصمتٍ وسرور ,أخيرا وصلت أسيل لصخرة تبرز في قلب البحر مرتفعة جداً لكنها متينة تبدو كباخرة ضخمه داهمها الموت في عرض البحر لتبقى شامخة على وجهه على أن الأمواج تنهش في جسد الصخرة من كل مكان أخذت تسير حتى بلغت نهايتها وكلٌ من لبنى وأحمد يراقبان بصمت بعد فترة وجيزة ناداها أحمد بصوته العذب :يكفي يا أسيل عودي إلى هنا فالمكان خطر هو عرضة للأمواج العالية القوية . لم تستمع بدت غارقة لكن بأي شيء انقضى النهار الجميل بسرعة رغم الحيرة التي لفته والغموض الذي تجلى بشخص أسيل وتصرفاتها . في طريق العودة مروا أمام المطعم الشعبي مجدداً رددت أسيل :سنتناول طعام العشاء وهذه المرة أنا من ستدفع ,ما رأيكما ؟؟؟ لبنى :هل أنتِ جادة ...!!؟؟ ضحكت بعفويه :بالطبع جادة ...هيا بنا . أحمد :لكننا تناولنا وجبة سريعة قبل ساعةٍ واحده فقط. أسيل بشيْ من ألم :أرجوك ...بصدق لست جائعة لكني راغبة بالعودة إلى هذا المكان ,بي حنينٌ إليه . أحمد :حسناً هيا بنا يوجد قسم يختص بالحلويات الشرقية الرائعة . لبنى باندفاع :يا سلام هذا يوم سعدي بالتأكيد ضحك الثلاثة ضحكة دفنت مواجع أسيل الصامتة لفترةٍ وإن لم تطول ... أحمد :هيا إلى هناك تلك الزاوية رائعة مليئة بعبق الريحان جلس الثلاثة تلوح على وجوههم علامات السعادة والرضا أسيل :أنتما مخطوبان منذ زمن ...؟؟؟ لبنى :منذ سنة تقريبا. أسيل :ألم تقررا الزواج بعد ...؟؟؟ {حدقت لبنى بأحمد وقد تورد خديها خجلاً} أعتذر يبدو أنني أحرجتك صديقتي الرائعة . أحمد : كنا سنفعل قبل شهرين لكن اعترضتنا بعض العقبات لذلك أجل الزواج لنهاية الصيف . أسيل :عقباتٌ مادية ...؟؟ أحمد :شيءٌ من هذا القبيل أسيل :بإمكاني المساعدة إن احتجتما لها. لبنى :لا عليك يا صديقتي لقد تعاهدنا على اجتياز الصعاب معا مهما كانت بجهدنا وحدنا لنحس بحلاوة كل خطوةٍ ننجزها في طريق المستقبل . أسيل :هكذا هم العشاق دائما {حدقت بعيدا تحبس مواجعها بالصمت . أحمد :هل لي أن أسألك عن سر هذا الشرود أي شيء يشغل تفكيرك ...؟؟! تبسمت :قُل أشياء ...ستعرف كل ما تريده لكن ــ أحمد :لكن ماذا ...؟؟ أسيل :الأيام كفيلةٌ بهذا يا أحمد ,هو وجعٌ مدفون في أعماق الصدر بذاكرةٍ مشوهة تحت ثقل الأيام ـ ليتني أستطيع معرفة سر ألمي ... لبنى :هل حقا أثير بقلبك الألم يا أسيل ...؟؟؟ وأي صورٍ تلك التي أدفعها لمخيلتك ؟! نظرت لها :لا تثيري الألم بل قلبي من يجلد ذاته وذاتي بإيقاظ صورٍ يئست من معرفة سرها . لبنى :لم أفهم ... أسيل :سأكون واضحة كما الشمس لكن أرجو أن تفهماني ـ لبنى هذا اليوم كنت مسيرة تحت وطأة إحساس لا أفهمه لكن أرجوك لا تظني بي السوء مهما أفرطت بتصرفاتي { حدقا بها بفضول نظرت لأحمد مجدداً } أتعلمين أني أخذت بهذا الرجل {صعق أحمد من صراحتها وبساطتها . لبنى بانكسارٍ واضح :نعم لقد بدا الأمر واضحا جليا كما الشمس . أسيل :أحبه ولكن ... لبنى :لكن ماذا ...أتمي كلماتك سأتقبل كل شيء مهما كانت قسوته . أسيل :أحس بالدفء والأمان إلى جانبه أشتاق لعينيه أعشق رائحة عطره أحتاجه كما الأرض العطشى تحتاج المطر . دمعت لبنى بوجع :تملكين كل شيء كل مقومات السعادة أما أنا فلا أملك من حطام الدنيا إلا هذا الخاتم ...هل بك رغبةٌ لانتزاعه ...؟؟! ضغط أحمد على يد لبنى بحرارة يبث فيها شيئا من الطمأنينة :وتملكين قلب صاحبه أيضاً. نظرت له بيأسٍ مفرط :إلى متى ...؟؟قد أجد نفسي يوما خارج أسوار هذا القلب لن ... رددت أسيل باكية :رجوتكما أن تفهمان قلت لك أحبه ولم أقل راغبة به . لبنى :ستحاولين ذات يوم تحت وطأة مواجع الحب وثقلها أن تأخذيه مني . أحمد :ألا تثقين بقلبي يا لبنى ...؟؟!! \ \ يتبع |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-06-10, 02:07 PM | المشاركة رقم: 10 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
متاهة الأحزان
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
ج5 ردت عليه بهدوءٍ غريب :وهل تنكر أن أسيل شقت صدرك وأخرجت قلبك من صومعة صمته الطويل ...؟ أخشى أن تستطيع انتزاعك مني وإن لم تسعى لأجل هذا. أسيل :لن أحدثك الآن عن هذا الحب الكبير عن أي مشاعرٍ أخرى أجهلها تجتاحني كما الطوفان لكن ثقي سأقتل نفسي إن خانك قلبي. هزت لبنى رأسها رافضه :لا تقولي هذا ...صدقا يكاد يقتلني حبه المجنون هو الألم الذي يجتاحنا إن خسرنا قلوبنا لكني لن أعترض فأنا لم افعل يوما ,كانت الأقدار المؤلمة تحيط بي من كل اتجاه ولم أتذمر فهذه مشيئة الله يا صديقتي أسيل : لن أجادلك الآن ,على كل حال هيا بنا فطريق عودتي طويل .سار الثلاثة عائدين للمنزل الكبير بصمت على البوابة وقفت أسيل دامعة بالرغم من بسمةٍ عذبة :لبنى أرجوك سامحيني . أمسكت لبنى بيديها :لم تسيئي لي ...هي القلوب لا نملك زمام أمرها أرجوك كوني بخير . أسيل :وهل نلتقي غداً ...؟؟؟ تبسمت الأخرى :غداً بداية أسبوعٍ جديد من العمل الشقي المتعب قد لا أستطيع. أسيل :لكني سأسعى لأن ألقاك سأكون هنا كل يوم برفقة مهند وفريق العمل لمتابعة احتياجاتهم عن قرب أما الآن فأستودعك الله . سارت في طريقها وقفت لبنى تراقبها إلى أن استقلت سيارتها الفخمة عائدةٌ إلى المنزل ترى هل قررت أسيل زيارة الميتم كل يوم حقاً لمتابعة العمل فقط ..؟! أم أن هناك سرٌ آخر ..؟؟ لا أحد يعلم أن سالم دفع المبلغ المطلوب للجمعية كاملا إلا ها ومهند إذن هي تملك الذريعة لتكون هناك كل يوم من ساعة الشروق وحتى غروب الشمس. تلك الليلة مضت ثقيلةٌ حد الإعياء لبنى تتقلب في فراشها محاولةٌ طرد هاجسٍ بغيض بانتزاع أسيل قلب أحمد منها . أحمد يفكر بكل ما حدث هذا النهار بمشاعر أسيل الغريبة ,موقفها في المقبرة كان صعبا هي صادقة بكل ما قالته عن مشاعرها فقد بدا حبها جليا في كل تصرف تقدم عليه ...هي تحمل إحساسا غريب والمعضلة أنه يشاركها ذات الإحساس. هي تعرف المقبرة رغم أنها لم تزرها وربما تذكر اللافتة القديمة للمطعم صوت الموج وتلك الصخرة الصماء الميتة التي بحثت عنها بإلحاح . ترى هل هذه مجرد أوهام تسكن قلبه أم أنها حقيقة تشير إلى سرٍ لم ينضج بعد ...؟؟! أسيل ,ماذا عنها وكيف قضت تلك الأمسية ...؟ قرع سالم باب حجرتها فلم تجيب دخل بهدوء يتسلل ليتفقد ملاكه النائمة كعادته في كل ليلة ,ذهل بدموعها المرة وتلك الدمية البالية القديمة بين يديها قريبة من نبضها تقبلها حين وتضمها آخر دميتي ليتك تنطقين ,ليتك تخبريني من هؤلاء الناس وجوه من تلك التي باتت بلا ملامح ولا تفاصيل ـ لماذا أحبهم رغم أنهم مجرد ذكرى شوهها الوهم كما يدعي البعض ...؟؟؟ تمزق قلب سالم حزنا وكمد لكن تلك الدمية طالما أثارت غيظه اقترب من ابنته غاضبا: يال هذه الدمية اللعينة كم مرة سأتخلص منها حتى أستطيع انتزاعها منك ؟؟ حدقت به من بين الدموع :حين تنتزع ذاكرتي بالكامل لا بل حين تنتزع قلبي من بين الضلوع ...لا تحاول مجدداً صدقا ستقتلني بفقدانها ,يكفيني ما فقدته سابقا. جلس بجوارها وضمها لصدره :صدقيني يا حبيبتي لا يوجد سرٍ أطويه عنك هذا محض خيال ووهم ...عليك متابعة العلاج انتفضت :إن كانت تلك الصور محض مرضٍ كما تدعي فأنا لا أريد الشفاء منه أرجوك دعني وحدي الآن . غادر بصمتٍ وانكسار قبل أن يغلق الباب حدق بها متأملاً أن ترأف بحزنه فتتبعه كعادتها على أنها صعقته وجففت الدماء في أوردته :اليوم تيقنت { نظرت له بحدة }صوت الموج والصخرة الصماء لم يكونا يوما من ذكريات لندن كنت دائما على يقين أن الصورة التي تعود أدراجها لذاكرتي على حياء لصخرة شامخة في عرض البحر حاولت إقناعي أنها ذكريات الجسر المعلق فوق التايمز تختلط بذكريات رحلاتنا الكثيرة عبر المحيط ولكن ... سالم :لكن ماذا ...؟!! أسيل :ألن تخبرني بتلك الحقيقة الغائبة الحاضرة ..؟؟ رد عليها بغضب :الحقيقة أنه أصابك مسٌ من جنون ...الحقيقة هي أني سأعيد أعمالي وتجارتي للندن لن نبقى هنا طويلا عليك أن تستعدي للرحيل . كانت حازمة كما لم يعرفها من قبل :ستعود لتلك البلاد مع أموالك فقط .سترحل لها وحيدا فأنا مغروسةٌ هنا حتى الممات . أغلق الباب بغضبٍ وتوتر وانكبت على وجهها غارقةٌ بمحيط من الدموع والألم تحاول رسم تفاصيل تلك الأطياف التي تحضر من خلف ستار . تذكر طفلةٌ ما تقفز على الأسرة تضحك ومن حولها أناسٌ كثر ربما أطفالٌ كمثلها من هم هؤلاء ...متى حدث وأين ...؟؟؟ هل هي من كانت تقفز حقا أم أنه مشهدٌ وقفت عليه في طفولتها لمراتٍ كثيرة ...؟؟ إن كانت هي الطفلة فأين تضيع منها الأسماء والملامح والتفاصيل الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء ...؟؟؟ ترى أين شطر دميتها الممزق ...لماذا لم تجده رغم بحثها الطويل عنه سالم لم يتلفه كما يزعم فهو يحاول إتلاف الدمية بالكامل وليس جزءً منها قد يكون صغير ترى أي الأسرار تحمل هذه الدمية ...؟ لماذا يكرهها سالم ودائما يصب جام غضبه على تفاصيلها الضائعة لكثرة محاولات الإتلاف والتمزيق ...؟؟؟ \ \ يتبع |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 23 | |
متاهة الأحزان, مرام, مشاعر انثى, مُتْعَب, مــنــــــآل, لنوش, الحُلـم, الــمُــنـــى, الوردة الظامية, الكنز, احمد الحسني, انثى غير, بشرى, توته, خزامى, حسين الشمري, شروق طيبه, غاده, فهمي السيد, هيــام, نايف الشمري, قيثارة الروح, قطرات |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وأتحدث عن نفسي ~~~نـشـر أول | متاهة الأحزان | القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين | 52 | 18-12-12 04:21 PM |
لـعـنـاتــ وــ جــروح ~نـشـر أولــ | متاهة الأحزان | قــطــرات الـقـصـة والروايــة | 11 | 12-10-10 07:34 PM |
تعريب وتطوير شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009 |
الساعة الآن 05:54 AM.