العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18-06-10, 02:01 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج12

جلسا إلى طاولةٍ صغيرة في الكوفي وطلبا عصير الفاكهة الطازج خيم الصمت لمدة لكنها لم تطول أخذت رشفة من كأس العصير :مذاقه طيب .
أحمد :صديقي بارعٌ بإعداده .
أسيل :صديقك يعمل هنا؟
أحمد :كان طفلا معنا بالميتم لكنه غادرنا منذ أربع سنوات لقد فتح الله له أبواب الرزق تزوج وأصبح رباً لعائلة .
أسيل :وهل تزوره ؟
أحمد : وكثيراً ما أستذكر معه أيام الطفولة مع أني كنت شديد الكرة له في طفولتنا لم أتغير تجاهه إلا بعد سن المراهقة .
أسيل :ولماذا تكرهه ؟؟!
أحمد :لأنه تعامل بعداءٍ شديد مع ملاك منذ حضورها وإلى أن رحلت ربما الغيرة من أشيائها البسيطة من دفعته لمشاكستها دائما حتى أنه مزق لها دميتها الحبيبة .
أسيل :ألازلت تحتفظ بأشياء ملاك بين حاجياتك ؟
هز رأسه بأسف :فقدت كل أشيائها وبعضاً من ألعاب طفولتي ـ بعد رحيلها باغتتني مشرفة الميتم بسرقة الصندوق الصغير قالت أنها دفنته في مكانٍ بعيد .
ردت أسيل بغضب وتوتر :ولماذا فعلت ذلك ؟
أحمد :حرصاً علي أرادتني أن أنسى ملاك قبل أن أصاب بالجنون لرحيلها باعتقادها غياب الصندوق عن عيني أول خطوه على طريق النسيان
ساد الصمت ثانيةً بضع دقائق حدقت ببقايا العصير في كأسها .
أسيل :أتعلم يا أحمد كثيرا ما ذهبت برفقة والدي لجسرٍ معلق فوق نهر التايمز كما أني سافرت في عرض المحيط على متن الباخرة أكثر من مرة ,ذاكرتي دائما وأبداً حملت صوت الموج المتكسر على وجه البحر وصورة المتكررة قادما من البعيد .
أكد لي أبي أني شاهدت هذه الأشياء في أسفارنا الكثيرة ربما اقتنعت لكن اليقين يسكنني بأن صوت الموج الذي يثور في ذاكرتي مختلفا عما يشير له أبي ,صورة الباخرة الميتة في عرض البحر والأمواج تنهش جسدها تتأرجح ما بين الوضوح والغموض .
أكد لي الطبيب أنه كوني طفلة حتما لن أدرك حركة الباخرة في عرض البحر لذا حفظتها ذاكرتي كصورة لميتٍ لا يتحرك .
على تلك الصخرة وجدت ضالتي فهي الأقرب للصور المتقلبة في ذاكرتي حيث تغط في ظلامٍ مميت ,صوت الموج هنا يختلف فهو اخترق عظام الصدر ليحاكي قلبي ويخرجه عن صمتٍ طويل .
أنا على يقين سافرت على متن الباخرة أكثر من مرة ربما الوهم من جعلني أمزج صورة الباخرة بتلك الصخرة لكن وما أستغربه أني وقلبي نصغي للبحر بشوقٍ ولهفه وكأنا اعتدنا الحديث معه{رفعت رأسها تنظر في عينيه }رائحة عطرك كجدران ذاك البيت أشياء مألوفة ومع هذا لا أعرفها ربما ليست مألوفة لكني أحببتها بصدق وعمق .
هز رأسه مبتسماً :هو الوهم إذن !؟
أسيل :لأي شيءٍ تريد الوصول ؟
أحمد :للحقيقة يا أسيل ما ذكرته من مشاعر وصور لم ولن تأتي عبثاً أو حتى من فراغ ,الوهم ربما طريقا سلكه والدك ليخفي حقيقة ما .
ابتسمت :هذا ما ألح عليه به ,منذ فترة التزمت جانب الصمت فهو مريض ولا أريد أن أكون السبب في انهياره .
غادرا الكوفي إلى الشاطئ من جديد حيث غرق أحمد ببحر الماضي تنبه على سؤالها .
أسيل :أحمد من أنت من تكون حدثني عنك قليلاً .
أطرق مفكراً حدق بالأمواج القادمة :صدقاً لم أخفي عنك حقيقتي خداعا أو مكر أردت أن أخبرك إياها منذ البداية لكنك رفضت الاستماع لي أما الآن فأنا أخشى أن أفقدك .
اقتربت أكثر :تحدث عن نفسك ...من أنت كيف وصلت لمنزل الأيتام ؟؟
أحمد :أنا مجرد لقيط لا أم لا أب ولا عائلة ,أنا ثمرة لجناية رزحت بثقلها على كاهلي {تسمرت عيناه على وجه البحر يكتم دمعةً حارة رغم البسمة العذبة أحس باقترابها أكثر هي لم ترحل ,ترى هل لجمتها الحقيقة ؟}
نظر لها بذات البسمة :ألن ترحلي كالآخرين ؟؟!
ذهل بعينيها المسمرتان على وجهه اقتربت وقبضت على يده بحبٍ وحنان لا ينضب :لم تكن جنايتك ,حسناً لستُ ملاكاً هابطا من السماء ولست معصومة عن أي تصرفٍ أحمق تجاهك ولكن ثق أنني أحبك بكل تفاصيلك مهما بلغت قسوتها .
أمسك يدها وأطلق دمعه السجين :أتعلمين ,لقيط كلمة طالما جلدت بسوطها طالما عذبت بها ولأجلها حتى أصدقائي في الميتم في بعض المواقف أحس بتهميشهم لي ...لماذا ؟ فقط لأني لقيط .
عشقت لبنى لسنواتٍ طويلة كتمت الحب ولوعته فهي يتيمة لها عائلة وإن رحلت عن الوجود ,أما أنا حضرت للوجود دون عائلة جئت من الفراغ من اللاشيء .
طلبها شبانٌ كثر لهم من الأصل والفصل والحسب والمال ما لهم لكنها رفضت لأجلي أنا ,جلُّ ما أخشاه أن تفيق بعد الزواج من سكرت الحب لتندم على هذا الارتباط لتعيد هي كرة عذابي بكوني مجرد لقيط .
أطلقت ضحكةً عذبة : إن فعلت فهي لم تكن تحبك يوماً لا تكن متشائما يا عزيزي ولتنتظر الغد بشيء من الأمل الذي لا يخبو بريقه .
هكذا قضيا النهار إلى منتصف الليل كلٌ يحدث الأخر من القلب عن مواجعه ألامه وأماله إلى أن رن هاتف أسيل .
أهلاً أبي ...كيف أنت ؟؟
رد عليها :قلقُ عليك وحثها على العودة للمنزل فقد تأخر الوقت .
ضحكت بعفويتها الجميلة :أنا على الشاطئ بعد ساعة ونصف سأكون في المنزل بإذن الله .
هكذا عاد كلٌ إلى مكانه وقد طال غياب أسيل عن أصدقائها لأن سالم سقط أخيرا فريسة للمرض حيث رقد بفراشة طويلاً

\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 19-06-10, 03:21 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

رونــق

\
/

لك لروحك

لقلبك

باقات من الزهر

وأريج حبٍ لا ينضب

{ اللقيط أحمد وأسيل }

سيرحلان بنا إلى حيث قادتني خطى حرف قاصر لولا وجودكم الى جانبه

محبتي












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 19-06-10, 03:24 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج13

بتلك الفترة كاد أن يفشي لها سراً ما ...لكنه دائماً في اللحظة الأخيرة يتذكر عهده لزوجته الراحلة فيصمت .
حين طال غياب أسيل قرر الأصدقاء زيارتها حيث تقيم .
اليوم هو الخميس وقد عاد أحمد من عمله باكراً على غير عادته استقبلته سميه بلهفتها وخوفها المعهود عليه.
سميه :خيراً يا ولدي أراك وقد عدت باكراً هل ألم بك مكروه ؟؟!
ضحك بملء قلبه وهي تجس حرارته بيديها وتتفقده كطفلٍ صغير
أحمد :أنا بخير يا خالة مدير المصنع أعطانا بقية هذا النهار كإجازة من العمل وقد منحنا امتيازاً مادي صرفه لنا قبل مغادرة أبواب المعمل .
ردت عليه بغضب :وتسخر مني ...؟؟؟ لماذا يفعل ذلك ؟؟
ازداد ضحكه :أقسم على ذلك يا خالة لقد رزق بمولودٍ ذكر بعد سبع سنوات من العلاج والحرمان من الأطفال ومن فرط سعادته أكرمنا بالمال والإعفاء من أربع ساعات من العمل الشاق .
بالمناسبة أين هي لبنى ؟؟؟
سميه :في حجرة الصغار تعلمهم بعض الدروس .
توجه حيث لبنى تلهو وتلعب :يالك من معلمة فاشلة تلعبي أثناء الحصص
ضحك الأطفال عليها فرمته بالوسائد غضباً دخل معها في عراكٍ جميل وقد انقسم الأطفال لفريقين متخاصمين كلٌ يجمع الأسلحة {الوسائد}لرئيس فريقه .
هكذا مضى الوقت سريعاً قبيل الغروب خرج أحمد برفقة لبنى وأربعةٌ من الرفاق بقصد زيارة أسيل والاطمئنان على والدها.
عرجوا على أحد المتاجر وقد اشتركوا بهدية قيمة تقدم لأسيل ووالدها على أن أحمد لم يكتفي بمشاركتهم بل اشترى دمية قطن بحجم الطفل الصغير كهدية خاصة بأسيل
ضحك الرفاق من هديته فهذه فتاةٌ ثرية بالتأكيد تعشق القطع الصغيرة القيمة كالذهب والأحجار الكريمة .
لبنى وهي تضحك :أتخيلها طفلةٌ صغيرة تلهو بهذه الدمية.
أحلام :ربما ضربتك بها أو ربما شاجرتك عليها...
وهكذا استمع لتعليقاتهم بصمت إلى أن اكتفوا .
أحمد : هل اكتفيتم أم أنه لازال في جعبتكم الكثير من السخرية والتجريح؟ لتعلموا ,حدسي يخبرني أنها تعشق الدمى رغم أننا لم نلحظ عليها ذلك ثم إن هذه الدمية محض هدية من رجلٍ يملك القليل القليل من المال ويحمل في قلبه الكثير من الحب .
صعقت لبنى وقد آلمها تجاهل أحمد لها وعدم اكتراثه بمشاعرها بعد اعترافه بحبه لأسيل أمام الجميع .
بعد مدة سمحت لدمعةٍ مقهورة أن تسافر على وجنتيها بصمت .
في المنزل الكبير استقبل الأصدقاء استقبال الملوك من قبل الخدم كذلك سالم استقبلهم ببهجة وسرور عظيم أما أسيل فقد كانت زيارتهم لها كمطرٍ من السماء يغسل مساحات القلب من جحيم الأشواق .
قدم لها أحمد الدمية متردداً ـ تراه أحسن الاختيار أم أن تهكمات الرفاق كانت صائبة ؟ ـ
أمسكتها بلطف وحدقت بتفاصيلها الرائعة أطياف بسمةٍ بدت على شفتيها وأشباح دمعه تلوح في المقلتين ,ساد الصمت لحظاتٍ طويلة رغم قصرها .
سالم :أتعلم يا ولدي ...هذه أروع هديةٍ تتلقاها أسيل منذ سنين فهي تعشق الدمى كما تعشق السماء والمطر .
ابتهج أحمد لأن إحساسه صدق باختيار ما تحبه هذه الجميلة الرقيقة ,بينما ذهل البقية ...كيف له أن يخمن أي الأشياء تعشق ؟؟!
انتهت الزيارة ورحل الأصدقاء لتستعيض أسيل عنهم بالدمية الجديدة .
ضمها سالم بحنان الأب وحبه :أما آن لك أن تتنازلي عن تلك الدمية المشوهة يا ابنتي ؟!
انتفضت بفزع :إلا تلك الدمية يا والدي أقسم هي شطرٌ من قلبي إن فقدتها فقدت الحياة كاملة .
سالم :لا سمح الله يا حبيبتي ـ أتعلمين ...أصدقائك فيهم الكثير من النبل وجمال الروح .
ابتسمت :هذا يعني أن زيارتهم لم تزعجك ؟
سالم :كيف تفعل وقد أحببتهم ,خصوصا ذاك الرجل {حدقت به متسائلة أيهم يقصد ؟} .
ابتسم بحنان :أحمد إنه شخصٌ رائع ...رائع يا أسيل .
أسيل : وهل تعرفه يا والدي ؟
سالم :ليس كثيراً يا ابنتي ...
أسيل :حدثني كيف عرفته ومتى ؟؟!
أطرق مفكراً أي كلمة تقال الآن قد تفتح عليه أبواب الجحيم ,إذن هو لن يتحدث البتة .
سالم :فيما بعد يا أسيل فأنا لازلت أحس بالتعب وأحتاج لقسطٍ من الراحة
لا تطيلي السهر تصبحي على خير وأحلاماً سعيدة .
غادرها حائرة لكنها سرعان ما نسيت الحيرة والقلق عندما ضمت الدمية الجديدة بين ذراعيها .
مضى أسبوعا آخر ليأتي أسيل اتصالا من لبنى وقت الغداء .
سالم :من يتصل بك الآن يا ابنتي ؟
أسيل وهي تبتلع طعامها على عجل : هذه لبنى سأرد عليها.
سالم :تجاهليها إلى أن تنتهي من غدائك .
أسيل : لن أطيل الحديث معها .
تركت السفرة مبتعدة مع الهاتف بعد دقائق عادت لتكمل وجبتها والسرور بادٍ على محياها .
سالم :بثيني شيئا من سعادتك
أسيل :تقول لبنى أنها وأحمد حصلا على إجازة لمدة أسبوعين وسيتزوجان خلال الإجازة .
كتم سالم قلقة وألمه :وهل أنت سعيدة بهذا الخبر ؟؟!
هزت رأسها باسمة :كثيرا ربما بحجم سعادتهما معا .
سالم :أليس هو الرجل الذي ملك قلبك يا ابنتي ؟؟!{صعقت حد تجمد أطرافها لم تعد قادرة على مضغ طعامها }أسيل صمتي لا يعني جهلي لحقيقة مشاعرك ,أنت عشقتِ رجلاً مرتبط ,أعرف مدى حبك له كيف تسعدي لزواجه بأخرى ؟!
ابتلعت طعامها وشربت رشفة ماء :كيف أفسر لكم ؟أحبه حبا مجنون,لكني لا أعشقه يا أبي أقسم لا اعشقه عشق المرأة للرجل
أحبه أحبه بملء قلبي صدري روحي وكياني لكن لم ولن أعشقه يوماً,هو يدرك هذا أما أنت لبنى والآخرين جميعكم لا يدرك حجم حبي وصورته الحقيقية .
سالم : ما هي هديتك لصديقيك يوم زفافهما ؟؟

\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 06:03 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج14

أسيل :رفضا أي هدية قيمة لكني سأقدم لهما عقدا للعمل بأحد شركاتك التجارية إن لم تمانع ,فهما بارعين بهذا المجال .
رد عليها ضاحكاً :هذه هديتي أنا فلتفكري بهديةٍ مختلفة.
{نظرت له باسمة يغمر الرضا قلبها ,فهذا الرجل طيب كثير العطاء دون مقابل وهي فخورةٌ به وسعيدة لكونها ابنته }
أسيل :صحيح لقد نظم الميتم رحلة إلى الشاطئ تجمع الصغار والكبار وقد دُعيّتُ لها ...هل ترافقني ؟
سالم :وفقك الله وجعلها من أجمل وأروع الرحلات ,لا تنسي يا حبيبتي غمر الصغار بالهدايا والحلوى اجعلي رحلتهم مختلفة تضرب بالذاكرةِ عميقاً وتزيل طعم الحرمان المر من قلوبهم .
أسيل :آآآآآآآآآآه من الذاكرة وما تحمل يا أبي أه ما أكثر الأشياء التي تحفر بها عميقا دون معالم أو ملامح .
حدق بوجهها صامتا فهو قلب عليها وعلى نفسه المواجع دون قصد ليختصر أي حديثٍ قد ينتهي بالخلاف ترك طعامه مدعيا انتهائه من وجبته وكثرة مشاغله .
في اليوم التالي كانت أسيل على موعدٍ مع إحساسٍ جديد ,لقد لعبت مع الأطفال وكأنها منهم ,لهت طويلاً غمرت الجميع بحبها عطفها وضحكاتها البريئة .
قبيل الغروب اجتمعت مع الأصدقاء المقربين في ذات المكان فوق الصخرة الميتة في عرض البحر المكان خطر والأمواج قويه ومرتفعه رائحة الشتاء تعصف هنا بقوة .
تكتل الأصدقاء كما الأطفال حول سميه التي أخذت تقص عليهم حكاية فتاة البحر إلا أسيل سارت بلهفة حتى بلغت نهاية الصخرة
بسرعة واندفاع ضربت موجه عاليه المكان حيث تقف .
دون وعيٍ منها هربت صارخة اجتازت سميه لبنى هشام ورائد وغيرهم الكثير لم تراهم جميعا فالخوف أعمى بصيرتها تجاوزتهم جميعاً إلى صدر أحمد حيث تعلقت بعنقه كطفلة وانكبت على صدره ترتجف باكية .
لم يملك بتلك اللحظة إلا أن يطوقها بذراعيه محاولا بث الطمأنينة في قلبها المخلوع رعباً.
مسح على رأسها وعاد بذاكرته للماضي :كملاكي تماما ,لم تلجأ يوما لصدرٍ آخر في خوفها فرحها وحزنها ياااااااه ما أقرب عفويتك إلى عفوية صغيرتي الراحلة .
أما أسيل فما أن وضعت رأسها على صدر أحمد حتى بدأت تهدأ هذا القلب نبضه قريبا منها
يا الله وكأنها غفت على هذا الصدر مرارا وتكرارا بعد فترة رفعت رأسها باكية :أهكذا ينبض قلبك ؟ ليتني ذقت مرارة اليتم والحرمان كمثلك .
ربتت سميه على كتفيها :أعوذ بالله ما هذه الأمنية يا ابنتي ؟!
نظرت لها :لو أني فقدت والدي صغيرة لعشت معكم ولكبرت على هذا الصدر لترعرعت على نبض هذا القلب يا خالة .
كلماتها كانت مطرا من جليد يجمد أوصال الحاضرين إلا لبنى وكأنها أمطرت على قلبها النار والجحيم .
هي لا تعرف كيف تتماسك أمام ما تراه ؟حين تشعر أنها بلا مكان ولا وجود بحضور هذه الأسيل ,هل تتمنى أن تتشقق الأرض لتبتلع أسيل أم لتبتلعها هي لا بل لتبتلعهما الاثنان معا وليذهبا إلى الجحيم أيضاً.
ما هذا كفي يا حمقاء إنه حبيبك وزوجك قريبا وأنت ملكة قلبه وسيدة بيته {ضحكت ساخرة }يبدو أن أسيل عازمة على هدم البيت قبل بنائه .
أفاقت على يد صديقتها تأخذ يدها بحنان وتقبلها بذلٍ وانكسار .
نظرت من حولها مذهولة :أين ذهبوا يا أسيل ؟متى رحلوا ؟
وبدأت تجفف دموعها بباطن يدها .
أسيل :قبل أن تفيقي من سكرة الوجع ومن هذيان أفكارك المرة السقيمة .
لبنى :لم أفهم ...ماذا تقصدين ؟؟!
أسيل :أقسم ما طلبت على صدره إلا الأمان فقط .
ضحكت لبنى من نفسها وسخافة أفكارها ضمت صديقتها بحنان :
بت أدرك هذا أتمنى لو أستطيع مد يد العون لك .
بكت كلٌ منهما على كتف الأخرى بحرقة ,كلٌ تبكي ألامها البعيدة كل البعد عن روح الصداقة تلك الروح التي أبت الرحيل لأجل حبٍ مجهول الوجه والطريق .
بكتا إلى أن جلت الدموع من صدريهما شيئا من الهم والكدر ثم عادتا للمجموعة ضاحكتين كما الأطفال ,أخيرا انتهى هذا النهار حيث استعد الجميع للعودة .
أسيل :صحيح لم تخبراني متى يكون الحفل ,وأي هدية تريدان مني ؟؟
أحمد :الحفل بعد أسبوع من الآن أما الهدية فيكفينا منك ووالدك شرف الحضور لحفلنا الصغير .
لبنى :نعم يكفينا شرف الحضور بمفتاح فيلا في قلب العاصمة .
ضربها أحمد على رأسها :ألا تريدين طائرة خاصة لنسافر بها سوية بعيدا عن هنا ؟.
ضحك الجميع بملء قلوبٍ عطشى لغيث السعادة ,مضى الأسبوع وأسيل لا تفارق العروسين فهي مشغولة تعد للحفل وتساعد على أكمال ما نقص وتقترح أشياء بسيطة ظريفة تعطي حفل الزفاف مذاقاً آخر وتجعل ذكراه خالدة في القلوب .
بدت وكأنها أم العريس وليست محبة هائمة في بحر هواه موقفها هذا أكد للبنى أنها لا تنوي انتزاع قلب أحمد والاحتفاظ به وصاحبه لها وحدها.
...ترى أي حبٍ هذا الذي تحمليه يا أسيل بين الضلوع وإلى أي حدٍ تستطيعي التفاني في سبيل من تحبين ؟!
أتتركيه لي طويلاً أم ستنشب نار الغيرة في روحك بعد زواجنا ؟...
بشيء من القلق نظرت لبنى للغد القريب البعيد .
تم حفل الزفاف ولله الحمد وها قد غادر العروسين الميتم إلى بيتهم الصغير حيث يكونا أسرةً رائعة ,رحيل أحمد عن المكان لم يثني أسيل عن زيارته
إذن هي لم تكن هناك لأجل حبيبها يوما وإنما لأجل المكان ذاته.
ذات نهار على حين غرة دخلت أسيل حجرة سميه الغارقة بين صور الأحبة ...جلست على السرير وبدأت تقلب الصور وتطرح الأسئلة .
من هذا يا خالة ؟
\
\

يــتــبــع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 21-06-10, 12:14 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج15

سميه :ولدي الكبير رحمه الله
نظرت لها بأسف :جمعكما الله في الجنة .
سميه :اللهم آمين .
أسيل :وهؤلاء الصبية ؟!
سميه :هم في الجنة الآن ...وبكت بألم
أسيل :أعتذر قلبت المواجع دون قصد .
سميه :لا عليك احتاج للحديث عن الماضي أترين هذه إنها صورة ولدي الأصغر زوجته وابنتيه أما هذه فصورة أولاد سامي وزوجته رحلوا جميعا يا أسيل تركوني ورحلوا يا ابنتي {بأسف وألم أخذت تواسي الخالة } لم يتبقى لي أحد إلا وداد ابنتي الوحيدة وهي الآن في أمريكا تعاني من مرضٍ عضال وتشرف على الموت لم ترزق بالأطفال وقد تموت في أي لحظة حرمتها منذ أن تزوجت .
أسيل :هذا كثيرٌ على قلب الأم ألبسك الله ثوب الصبر والرضا يا خالة ـ هل هذه صورة وداد؟؟
هزت رأسها باكية :هذه صورة من أخذ بذنبها أولادي
صدمت أسيل :لم أفهم من تكون ؟؟؟
سميه :هذه دلال يا ابنتي حكايتي معها طويلة سأخبرك بها لاحقاً أترين هذا الصندوق لها فيه الكثير من الصور لولديها وزوجها رحمهم الله .
أسيل :ماتت وأسرتها ؟!
سميه :بل هي زوجها وابنتها
{همت بفتح الصندوق وإخراج الصور على أن رنين الهاتف شغلها عن ذلك لزمت أسيل مكانها تتأمل صور أولاد وأحفاد سميه الذين قضوا بحادثٍ مروع على الطريق السريع .
لقد دونت سميه على ظهر كل صورة تاريخ التقاطها وقد كتبت على إحداهن تاريخ رحيل الأحبة نعم فقدتهم تمام الثانية عشرة ظهرا في الرابع عشر من تموز قبل ثماني سنوات
يا الله ثماني سنوات وهي تعيش كل يومٍ وليلة مع مجرد صور وإحساسٍ قاتل بالذنب الكبير ...ترى أي ذنبٍ ذاك الذي دفعت ثمنه باهظاً ؟؟
أفاقت من غيبوبة الأفكار على صراخ الصغار :ماما سميه ماتت ماما سميه ماتت.

أسرعت لتجدها ملقاةٌ على الأرض تكاد تلفظ أنفاسها نقلتها للمشفى وقد أفاد الطبيب أنها تعرضت لجلطة على الدماغ وحالتها حرجة جداً
قد لا تموت ولكنها ستكون شبه حية مضت فترة طويلة وسميه قابعة في المشفى تتلقى العلاج بتلك الفترة تطوعت أسيل لإدارة الميتم إلى أن يتم تعين طاقم إشرافي كامل له.
سعادتها باستقطاب اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة للميتم وبل للزقاق كاملا خفف عن قلبها ألمه لسقوط سميه .
بعد مدة قُدّر للخالة أن تعود للميتم لكنها مشلولة القدمين ضعيفة البصر ثقيلة اللسان بلا ذاكرة .
هي أعطت المكان الكثير من الجهد والوقت وبذلت في سبيله الكثير وقد آن للميتم بقاطنيه أن يرد للخالة ولو جزء يسير من أتعابها عليه.
آخر عملٍ قررت أسيل القيام به كإدارية متطوعه اجتثاثُ شجرتين كبيرتين بطرف الساحة وزراعة المكان بأشجار الفاكهة المثمرة عوضاً عنهما.
وقد بدأت بتنفيذ الفكرة فور استحضارها ...وسط الضجيج والفوضى قرع الباب ودخل العروسين فقد حضرا لزيارة بيتهم الكبير والاطمئنان على الخالة العطوفة .
جلس أحمد بجوار سميه ونسي معها العالم بأسرة أما لبنى فقد انزوت مع أسيل تبكِ بشيء من المرارة.
أسيل :هل من مشكلة ...ألست سعيدة بزواجك يا صديقتي ؟؟!
لبنى :سعيدة رغم أن المرارة والحسرة تعتصر قلبي
أسيل :هل من مشاكل بينكما؟!!
لبنى :كلا أبداً ,احمد رجلٌ عطوف واسع القلب نير العقل بإمكانه إدارة حياتنا بسعادة في ظل أي ظرف.
أسيل :إن كان هذا رأيك به فما الذي ينغص على عروسنا فرحتها ؟!
لبنى :أنتِ يا أسيل {صعقت الأخرى حد الصمت بينما زادت لبنى ببكائها المقهور }قديما أحسست بفشلي لأني لم أنتزع ملاك من قلبه وذكرياته حتى أني لم أستطيع مواساته بفقدها لكني الآن أحس بمرارة الفشل ذاته وحرقت الفقد كلما أتى ذكرك على لسانه
لقد استوطنت قلبه وعقله لم تدعي لملاك إلا بقايا صدره الذي أغلق دوني فأنا أصغر من أن أطرد ملاك وضريحها الصغير من صدره أو حتى مشاركتها إياه .
ربتت أسيل على ظهرها بحنان :لا تعطي الأمر أكثر مما يستحق ...فهذا محض وهم صدقيني {وضحكت }يبدوا أن الوهم شرير يخطف منا السعادة ليجعلها باهتة الألوان واهية الحضور دائماً .
لبنى :إنه يحبك حباً يفوق مقدرتي على الحديث عنه
أسيل :وهل يجافيك بسبب هذا الحب ؟!
هزت رأسها نافيه :كلا أبدا لن أفتري عليه هو يغمرني ...
قطع عليهما الحديث صراخ طفل قادم نحوهما يحمل بين يديه صندوقا صغير :عثرت على كنز ...عثرت على كنز .
أخذت أسيل الصندوق المتآكل بفعل الرطوبة وطول الرقاد تحت التراب وبدأت تتأمل به وتقلبه كأنها تعرفه ربما ملكت صندوقا مشابها في لندن ..

حدقت لبنى بالصندوق مذهولة :يا الله هل يعقل هذا إنه صندوق ملاك وأحمد ,هل كان راقدا بالجوار كل السنوات الماضية بينما نحن نبحث عنه بعيداً!!؟{تجاهلت أسيل ما سمعته وبدأت تحاول فتح الصندوق } لا تفعلي قد يكسر قفله بين يديك فملاك لم تعطي سر مفتاحه لأي شخص إلا أحمد والصندوق بالي أي حركه ستتلف قفـ...{صمتت مذهولة فقد فُتح بيسرٍ وسهوله حدقت بأسيل } كيف فعلتِ ذلك ؟؟!
على أن الأخرى تستمر بتجاهلها لكلمات لبنى وتقلب ما في داخله استخرجت دمية صغيرة شبه باليه .
رفعتها متأمله :يااااه كم تشبه دميتي التعيسة {تقلبها فتلحظ التصاق بقايا يد للعبة أخرى عليها ,تدمع بمرارة } هل يعقل أن تكون الشطر الممزق من دميتي القديمة ...لكن كيف هذا ؟! بالله أخبريني
دون مقدمات يخطف أحمد اللعبة من يدها :دمية ملاكِ الصغيرة يا الله كم اشتقت لها .
عانقها بشوقٍ مرير بلوعة حبٍ وحنين وأسيل ذاهلةٌ مصدومة عادت للبنى
: أخبريني ما حكاية هذه الدمية ...؟
لبنى :لا أذكرها جيداً لكنها لعبة ملاك التي مزقها هشام بكت لأجلها طويلا ولسببٍ ما تنازلت عنها لأحمد بينما احتفظت هي باللعبة الأم التي احترقت معها بالحادث .
انتفضت أسيل ,كيف تصل لها التتمة وقد احترقت مع جسد صاحبتها بحادثٍ يلفه الكثير من الغموض ؟!
انزوت جانبا لتحدث الصديق القريب من القلب إنه مهند لقد رجته أن يحضر لها الدمية البالية من غرفتها الخاصة سرا عن والدها .
ففعل على أن سالم شك بأمر المستندات التي ادعى مهند حاجته لها لذلك بحث عنه وعن ابنته .
في الميتم وسط ضجيج الذكرى ودموعها بدأت ذاكرة سميه تعود للوجود من جديد
اقترب منها أحمد :أرأيت يا خالة دمية ملاك كانت بجواري طوال السنين الماضية دون أن أعلم .
أخذتها منه بيدٍ ترتجف تأملتها طويلاً ثم بدأت تبكِ تعالت على عجزها عن النطق وأخذت تسرد لهم أحداث القصة المدفونة في أعماق القلب .
ملاك,ملاك ,دلال محسن باشا ووائل الطيب آه يا قلبي كم أثقلت عليك بالصمت حتى أحمد جميعكم درتم في فلك العذاب والبؤس بسبب جشعي وطمعي اغفر لي يا رب سامحيني يا دلال سامحيني يا ملاك {اقتربت أسيل تحمل الصندوق الصغير أخذته سميه وقبلته باكيه }هو كل ما ملكته تلك الصغيرة كان طعماً لها انتزعتها به من أحضان قلبٍ يحتضر.
جثت أسيل باكية :سألتك بالله يا خالة أي سرٍ تطويه بين الضلوع ؟
\
\

يــتــبــع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 21-06-10, 02:06 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
 هيــام  
اللقب:
مُورفيـن .!
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية هيــام

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 17
المواضيع: 42
المشاركات: 1620
المجموع: 1,662
بمعدل : 0.31 يوميا
آخر زيارة : 10-02-14
الجنس :  أنثى
الدولة : قبر أمي ,!
نقاط التقييم: 2111
قوة التقييم: هيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond reputeهيــام has a reputation beyond repute


( المركز الثاني ) المسباقة الرمضانية 1432هـ ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 0
وحصلتُ على 41 إعجاب في 30 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
هيــام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

...
خجلى كثيراً
أين كنتُ عن هذة الرائعة
تابعتها بالخفاء و راقتني كثيراً
تقبلي مروري البسيط
وددتُ أن أخبركِ بأنني قريبة يا عزيزتي
و متابعة لآخر المطاف لا تطيلي شوقتني كثيراً !
متاهة الأحزان
يا أعظم من تعلقتُ بها يوماً
كل آيات الشكر تسافر إليكِ
أروع فتاة و أطهر قلب
لا عدمتكِ يا صديقتي
حديث صغير
بطلي من متابعة يلي بالي بالك
و أقول عنك أحسن وحده :D
هلكتيني :p
بحبك وربي بحبك ..!!
...
محبتي تسبقها ورودي
هيـام












توقيع : هيــام

ربي , لا تذرني فردًا .!

عرض البوم صور هيــام   رد مع اقتباس
قديم 21-06-10, 03:51 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
 غاده  
اللقب:
:: قلم ذهبي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية غاده

بيانات العضو
التسجيل: 09-02-10
العضوية: 78
المواضيع: 13
المشاركات: 907
المجموع: 920
بمعدل : 0.18 يوميا
آخر زيارة : 29-06-20
الجنس :  أُنـثـّى
الدولة : بِصمْتّ يُطـوقْ وجْداَنــَيِ
نقاط التقييم: 5466
قوة التقييم: غاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond reputeغاده has a reputation beyond repute


---وسام التميز الأول--- المركز الثاني في مسابقة قصص من فجر الإبداع 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 223
وحصلتُ على 310 إعجاب في 131 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
غاده غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


للسرد هنا حس جذاب لأبعد حد
متاهة الإحزان
إلا سلمت أيامك من كل الإحزان
ننتظر المزيد












توقيع : غاده

من توكل على الله ..فـ الله حافظه

عرض البوم صور غاده   رد مع اقتباس
قديم 22-06-10, 01:17 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

الــهــيـام

\
/

متابعتك لقلمي الصغير

كانت عونه منذ البداية

حتما لي كل الشرف بوقوفك إلى جانبي

صدقيني يا صديقة

أنا أحسن واحدة لأني تعرفت إليك

ولأنك إتخذت من قلبي سكناً:rolleyes:

\

أما ذاك الذي أتابعه فلن أكف عنه:(

أتعلمين

هو يحكي رومنسية الإحساس

وليست رومنسية الرغبات والشهوات

مثل هذه القصص غذا قلبي يا أخيه:p

لك حبي واحترامي

جنائن الورد لقلبك الجميل












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 22-06-10, 03:26 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

غاده

\
/

للحرف هنا موجٌ لا يعلوا إلا بكم

شكرا لمتابعتك

سأنتظرك على رصيف النهاية

كوني بالقرب ليحلوالهطول

محبتي












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 22-06-10, 03:33 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج16

سميه :سر زواج دلال باشا من وائل الطيب حفيد الجد صاحب المطعم الشعبي {أخذت نفسا عميق وأطرقت تتذكر فالنطق ثقيل والذاكرة لم تشحن بعد بما يكفي عن الماضي البعيد ...وصل مهند بشطر الدمية الآخر
أخذته أسيل وأحمد يراقب مصعوقا بعد برهة مد يده طالبا اللعبة
أسيل :هل هذا هو شطر الدمية الممزقة ؟؟!
أمسك بها وقلبه يضرب بقوة :أنها هي ,تلك الدمية لم ولن أنساها يوما مهما غيرت الأيام من تفاصيلها .
قربها من الدمية الصغيرة فأمسكتها سميه
ألصقتهما ببعض وعادت تبكِ التصاق الدميتين أعاد لها شيئا مما فقدته ذاكرتها
أذكرها ,كانت لدلال أصلا وقد أهدتها لطفلتها فضيق ذات اليد حرمها من شراء الدمى الجديدة لملاكها الصغيرة
ركع أحمد أمامها :وكنت تعرفين دلال أم ملاك لماذا أنكرت ذلك لماذ قلتي أنك لا تعرفين عائلتها ؟
تنهدت بحزن :لأجل المال يا ولدي لأرضي الطاغية محسن ...
أسيل : ألم تتذكري شيئا آخر يا خالة ؟
سميه :أذكر أن دلال خرجت عن مشورة والدها وتزوجت وائل الطيب سكنت معه منزلا جعل نصفه مطعما شعبي يدر عليهم القليل من المال الذي يقتاتون منه .
وضعت في حملها الأول توأمين رائعين طفلٌ وطفله هما أحمد وملاك.
حدقت بوجه أحمد فرجاها بانكسار :تابعي يا خالة أرجوك تابعي .
سميه :بعد ستة أشهر خطف محسن أحمد الصغير أخذت مالاً كثير مقابل ضياعه حيث أضعه في مكان لا تصل له دلال
حضرت بأحمد لهذا الميتم مدعية أنه لقيط ومحسن لن يربي لقيط حرصت دلال على ملاكها بعد أن يئست من عودة أحمد أو معرفة المصير الذي آل إليه .
بعد ثلاث سنوات أقل أو أكثر حملت مرةً أخرى فطلبت الرحيل عن البلدة لتحافظ على حملها وطفلتها معاً على أن وائل قضى حتفه بحادثٍ ما إنه القضاء والقدر {ضحكت ساخرة }ملكت الدليل على تورط محسن بالجريمة البشعة لكن المال ألزمني جانب الصمت من جديد
مكثت دلال في منزل زوجها المغدور وقد زارته في مدفنه وطفلتها مراتٍ كثيرة إلى أن أعياها الفقر والمرض
لازلت أذكر وجه ملاك وهي تراقب والدها والتراب ينهال عليه من كل جانب لتكون نهاية حياةٍ كاملة هناك ربما هي لم تدرك أنه والدها وأنه لن يعود لكن نحيب الأم وبكائها المر أثر في قلب الصغيرة .
كانت سميه تتحدث وتلك الصور تعود لذاكرة أسيل أكثر وضوحا وقد بدأت تربط ما بين مشاعرها والصور المبهمة بالدمية الممزقة وبالحب الكبير الذي حملته للمكان برمته ولأحمد كشخص وبل كقلب ينبض في صدرها.
سميه :اضطرت دلال للعودة إلى الفيلا بعد أن أجهضت جنينها وقد رقدت قعيدة الحسرة والألم تعاني من قسوة العائلة عليها.
كانت ملاك تحتفظ بصندوق أمها حيث تحفظ فيه أشيائها البريئة كطفولتها البسيطة كحياتها في حي الفقراء ...هذا الصندوق وبكت بمرارة
أحمد :ما باله الصندوق يا خالة ؟
سميه :طلب مني محسن أن ألقي ملاك بأي مكانٍ بعيد قبل أن يفتك بها لازلت أذكر التصاقها بأمها والخوف منا جميعاً حاولت بكل الطرق إبعادها عن والدتها ليكون سهلاً علي إلقائها بعيداً دون لفت انتباه دلال الراقدة في فراش المرض وقد فشلت .
بعد فترة سرقت الصندوق وأخفيته خارج المنزل الكبير وحين طلبته مني قلت لها أن ترافقني لأعيده لها في البداية رفضت فهي ككل الأطفال يلتصقون بأمهاتهم إن أحيطوا بالغرباء على أن رغبتها بعودة صندوقها الثمين أخضعتها لطلبي .
بكت سميه بحرقه حتى كاد قلبها يتوقف :تعود الآن لذاكرتي صورة الصغيرة حين عانقت أمها مودعة ودمعة تتقلب في مقلتيها وبطلاقة الطفولة [تردد ,بوخد علبتي وبرجع ماما أنا بحبك كتير ]وعادت تعانق أمها وتذرف دموعا صامتة على صدرها قبلتها من جديد وقد أحست دلال بمكري حاولت إقناع الصغيرة بالبقاء إلى جانبها لكني المسيطرة فأنا أقف بالجوار ألح على ملاك بالمضي لاستعادة صندوقها الثمين فهو يحوي كل ما تملكه طفولتها العذبة البريئة .
أعدته لها فقد أشفقت عليها لأنها لن ترى أمها مجدداً وهذا ما كان ماتت دلال كمدا وحسرة وملاك قبعت بين جدران هذا الميتم كطفلة مجهولة النسب
على أنها تحفظ اسم أمها وأبيها ...قالت للجميع بابا وائل راح بعيد وماما دلال بس تشرب الدوى بترجع على البيت وبرجع عندها
هذا الحلم المستحيل راود الطفلة إلى أن وسكتت تكفكف الدمع وتستجمع ما بقي من ذكريات .
كان الميتم غارقاً بصمتٍ كصمت المقابر لا صوت فيه إلا بكاء سميه وكلماتها
أنفاس أسيل المتلاحقة وخفقات قلب أحمد
الذي ردد بقلق :إلى أن ماذا ...؟
بكت بيأس :ربما إلى أن ماتت .
سألتها أسيل باكية : وهل ماتت حقاً ...إذا كان هذا كيف وصلت دميتها إلى قلب لندن ؟
تعالا صوت سميه باكية :أقسم لا أعرف كل ما أعرفه أنها أحبت أحمد بجنون شارفت على الهلاك لفراق أمها أحمد وحده من عوضها الحنان الغائب وأسبغ على قلبها حباً ورضا
لقد تغيبت لسنواتٍ طويلة بعد موت محسن عدت لأجمعهما كأخوين على أن المشرفة السابقة أخبرتني بموت الصغيرة بحادثٍ أليم
أقسم كنت عازمة على كشف الحقيقة لكن متى ...! بعد فوات الأوان عندها وجدت أن إفشاء السر لن يعود إلا بالمزيد من الألم والجراح لقلب أحمد الفتى مرهف الحس كريم النفس .
بكى أحمد :إذن لم أكن لقيطا وملاك شقيقتي وتوأمي لقد فقدتها مرتين أي قسوةٍ هذه ...أي ألامٍ أعملت في صدري دون أي ذنب ؟!
انحنت بذلٍ وانكسار :سامني يا ولدي لقد اقتص الله لعذاباتكم الكثيرة مني فقد رحل أولادي بحادثٍ مجنون لم يتبقى لي منهم إلا ثيابا غارقة بالدم تفوح منها رائحة الموت والعذاب ...حتى وداد ماتت في أمريكا دون أن أراها دفنت دون أن أودع جسدها
أنا زوجتها في سن السادسة عشر هاجرت مع زوجها وحرمتها كانت عقيما لا تنجب الأطفال وهاهي بعد أربعة عشرة سنة من الغياب والغربة توارى الثرى وأنا أشتهي ضمها .
رفع أحمد رأس سميه بيديه :لن تذلي مرةً أخرى لقد حصدت زرعك عفا الله عنك وسامحك يا خالة ,لكن قلبي يتفطر حزناً ملاك لم تموت أليس كذلك ,ساجن إن لم أعرف هذا السر .
بتلك اللحظة أتى الصوت من الخلف مختنقاً بدموع قد سجنت طويلاً
التفت له الجميع إنه سالم منهارا يبكي بمرارة
\
\

يــتــبــع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 23
متاهة الأحزان, مرام, مشاعر انثى, مُتْعَب, مــنــــــآل, لنوش, الحُلـم, الــمُــنـــى, الوردة الظامية, الكنز, احمد الحسني, انثى غير, بشرى, توته, خزامى, حسين الشمري, شروق طيبه, غاده, فهمي السيد, هيــام, نايف الشمري, قيثارة الروح, قطرات

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وأتحدث عن نفسي ~~~نـشـر أول متاهة الأحزان القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 52 18-12-12 04:21 PM
لـعـنـاتــ وــ جــروح ~نـشـر أولــ متاهة الأحزان قــطــرات الـقـصـة والروايــة 11 12-10-10 07:34 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 09:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009