السلام عليكم .
هل سبق و سبحت بأفكارك بعيدا و لو لمدة قصيرة من الزمن ؟
هذا أمر أكيد , فلكل إنسان عالم خيالي يهرب إليه و يهرع راكضا نحوه هاربا من مرارة العيش و واقعنا المرير .
هو عالم الخيال , الربان فيه الفكر و الزورق فيه الخيال و الرياح إبداع المرء و أحلامه .
هو عالم وردي أو زمردي أو قرمزي أو اي لون تشاء لونه به , فأنت فيه الصانع المبدع الوحيد هناك.
هو زمن يجعلك تتنفس قليلا , تريح أنفاسك من خلاله حينما تحط الرحال في قصر أنت بنيته و بين أناس أنت أوجدتهم , تهرب إليهم لتكون من تشاء , مارد جبار , أو فارس مغوار , أو صعلوك تحول إلى ملك الملوك
هو حكايات نقتبسها حينما تتعب أيدينا من العمل و تكل أرجلنا من السير , فنجلس اللحظات نكون فيها كالأميرات الفاتنات و يجد الخير النصير و يندثر الشر و يخسر السحرة أمام الطيبين
زمن شبيه بزمن ألف ليلة و ليلة , لكنه يختلف عنه فلا شهرزاد تحكي حتى الصباح و لا شهريار يستمع للكلام المباح و لا وجود لديك يوقضك من سبات الخيال
زمننا هذا ندخله متى شئنا نبحر بين كلماته كيفما أردنا , نتجاوب خلاله مع أنفسنا و نطير من دون بساط الريح إلى أبعد مكان في المجهول , لأننا من صنعنا هذا الزمن العجيب .
زمن مقتطع من حياتنا المريرة تدفعنا إليه همومنا الكثيرة , قد يكون بابه دخان سيجارة تنفتها رئتيك , أو بخار فنجان قهوتك الصباحية , تنظر إليه مليا فتجد نفسك قد أقلعت و صرت في مكان غير المكان و وقت غير الوقت و بلبس غير اللبس.
فكن من تريد أن تكون , لا تبخل بخيالك اطلق العنان لعنفوان احساسك و أبحر في بحر الكلمات و اترك لجام خيالك قد تجد الراحة للحظات تكون لك أحسن من الف طبيب و ألف عبوة دواء
كن من تريد , فزمن الخيال ملك للمبدعين و من يريدون الهروب من عالم الأحزان .
مع تحيات كليوباترا .