قالتْ:
استغربُ منك، كيف أحببتها خمس سنوات وأنت تعلم بأنها متزوجةٌ من غيرك؟
أيُ طموحٍ كانَ مزروعاً برعمه في قلبك، لمستقبل مثل هذه العلاقة؟
قال: هنالك شيء أكبر مني ومنها ومنكِ يعدوُ داخل قلبي، يركضُ في مجرى دمي، لا أستطيع البوحَ فيه، لكن وبكل صراحة إن المشاهدَ ليس كمعايشِ الأحداثِ.
أضربُ لكِ مثلاً تقريبياً لما يدور في مثل هذا المضمار:
أنتِ تجلسين بعيداً عن اللعبة، خارج أرضية الملعب، تجلسين فوق كرسي المدرجات متفرجةً على اللاعبين، تفكرين بهدوء وتعقل، وربما تحملين بيدك علبة كوكا كولا باردةً تُمزمزين منها بتذوقٍ، وفي يدك الأخرى كيساً من الفُصفصِ الغروي تأكلين منه حبةً حبة.
لم ينتابكِ شعور هذه الأنفاس الراكضة اللاهثة خلف الكُرة، فتصرخين بحدةٍ في اسم هذا اللاعب، وتنتقدين بشدةٍ ذلك اللاعب المخطئ، وتصرخين بأعلى صوتكِ، (لو كنتُ مكانك لم تضيع مني مثل هذه الفرص المهدرة).
ثم تصرخين بكلماتٍ عنيفةٍ على قرارات حكم المباراة وإشارات لاين مانه، وربما طال لسانكِ بعض الجمهور المجاور لكِ ، وربما فعلتِ أكثر من هذا.
والسبب إنكِ خارج الملعب، تتفرجين بهدوء دون جهد مبذول، لم يكتوِ قلبك بضربات التعب ونهش الألم من كثرة الجري خلف الكُرة في الملعب، لم تتخيلي حالتك النفسية المرهقة عند إنفرادكِ في المنطقة الخطرة، وجهاً لوجه أمام حارس المرمى.
بينكِ وبين التسجيل لحظات لا يمكن لكِ عدها، هنا يغيب سلوك التفكير ويتعطل تيار العقل عن شرايين القلب، فتكون النتيجة هدف للفريقين.
عندها، ضحكتْ ثم قالت: أنتَ داهية وخطير.