قصيدة للشيخ سلمان العودة في رثاء ابنه رحمه الله"
هذه قصيده للشيخ الفاضل سلمان بن فهد العوده في رثاء ابنه الصغير الذي توفي جرّاء حادث مروري حين كان الشيخ مسجونا .القصيده معبرة فنسأل الله ان يؤجر شيخنا اجرا مضاعفا ويخلفه خيرا منه
وداعاً حبيبي
سلمان بن فهد العودة
وداعاً حــــــبيبي لا لقاء إلى الحشر ***وإن كان في قلبي عليك لظى الجمرِ
صـــــبرت لأني لم أجد لي مخلصاً ***إليك وما من حيلة لي سوى الصبر
تراءاك عـيــــني في السرير موسداً ***علـى وجهك المكدود أوسمة الطهر
براءة عينــــــيك استثارت مشاعري ***وفاضـت بأنهار من الدمع في شعري
وكــــــــــفّاك حيناً تعبـــــثان بلحيتي***وحيناً على كتفي وحيناً على صدري
أرى فمـــــك الحلو المعطر في فمي ***كمـا اعتدت هذا الحب من أول البرِ
تحــاصـــــرني ذكراك ياساكن القبرِ ***وتجتاح أعماقي وإن كنت في الإصرِ
أراك جـــميلاً رافلاً في حـــــــريرةٍ ***بمـــــــعشبة فيحاء طـــــيبة الــنشرِ
وتفرحـــني أطيافك الخضر إن بدت ***مضمخة ، شكراً لأ طيافك الخضرِ
وألــــــعابك اشتاقت إليـــك وهالها ***غـــيابك عنها مـيت وهي لا تدري
يتـــامى يكســــــرن القلوب هوامد ***ولما يـــــصل أسماعها فاجع السرِ
حبيبـــي في شــــعبان ألفيت زائراً ***طــــــروباً إلى لقياي مبتسم الثغرِ
قـــــعدت بحجري والسرور يلفني ***وشنفت سمعـي تالياً سورة العصر
أراك تعـــــــــــزيني بها وتلومني ***على جزع تخشاه من حادث الدهر
تمنيـــــــت لو تغني الأماني نظرة ***إلى جـــــــسد ذاوٍ يغر غِر بالبهر
تمــــــــنيت حتى وقـفة عند نعشه ***تَرُدُ إلى نفسي الذي ضاع من صبري
تمنـــــــيت ما نالت ألوف توجهت ***إلى ربــها صلت عليك مع العصر
تمـــــــنيت كفاً من ترابِ أســـــنها ***عــلى قبرك الميمون طيب من قبرِ
أبا طـــــــارق جل المصاب بفقدكم ***ثمانيةُ زهر كما الأنجــــــــم الزهر
كأنكم اختـــــــــــرتم زمان رحيلكم ***بُعيد صـلاة الليل والصوم والذكر
غسلتم بصافي الدمع صافي قلوبكم ***فشعشع فيها النور كالكوكب الدريِ
https://youtu.be/J2rIrODCRXw