ترمب وزيارة العرب ...اولا وأخيرا
بعد غض الطرف عن كل تجاوزات ترمب في التحرش الجنسي، والتجاوز الضريبي، وعدم تقديم التقرير الضريبي، الذي يقدمه كل رئيس بالضرورة حتى قبل الانتخابات، فجأة ارتفعت وتيرة محاولات تقويض رئاسة ترمب، وأصبح الحديث عن إمكانية طرده من الرئاسة جد جدا، ويتردد علنا ومن قبل اشخاص متنفذين من الحزبين المؤيد والمعارض، والموضوع أصبح الشغل الشاغل لوسائل الاعلام الامريكية التي تبدو وكأن ليس في جعبتها موضوع اخر غير تجاوزات ترمب هذه الايام.
ولا شك ان رئاسة ترمب واجهت فشلا وإخفاقات مزلزلة منذ بدايتها، وكان أخطر حدث مزلزل هو اجبار مستشار الامن القومي المعين من قبل ترمب على الاستقالة من منصبه بتهمة تعاونه مع الروس.
حتى ان التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات كان يتلكأ ولا يكاد ينطلق على الرغم من خطورة الموضوع وظن الناس ان هذا الموضوع أصبح من الماضي.
وجاء الخطأ الفادح والأعظم الذي ارتكبه الرئيس وهو اقالة مدير الامن الداخلي، وهذا من المحرمات في الدوائر الامريكية، وهو تجاوز نادر الحدوث، ان لم نقل انه لم يحدث الا مرة واحدة من قبل، أي حينما اقال الرئيس نيكسون في ولايته الثانية مدير الامن الداخلي لمعنه حينها من التحقيق في فضيحة وترغيت، وهو الامر الذي أدى الى طرده من الرئاسة في نهاية المطاف، ولكن المجتمع الأمريكي ظهر وكأنه يستوعب القرار الفضيحة، من قبل الرئيس ترمب ، ويتجاوزه، ويتقبله، بل ويبرر للرئيس احقيته في اتخاذ القرارات التنفيذية غير المسبوقة فهو الرئيس أولا وأخيرا.
ويبدو ان كل هذه التجاوزات الخطيرة لم تشكل تجاوزا حقيقيا للخطوط الحمراء والمحرمات التي لا تسامح تجاهها من قبل اللوبيات وأصحاب النفوذ وهم كثر... الى ان جاء قرار ترمب بزيارة العرب أولا وعقد تحالف معهم ضد الإرهاب حيث سيلتقي بما يزيد على خمسين زعيم عربي واسلامي كما هو معلن.
فكان هذا القرار على ما يبدو الشعرة التي قصمت ظهر البعير، كما يقول المثل، واعتبر التجاوز الذي لا تسامح معه حتما، فارتفعت وتيرة محاولات تقوبض رئاسته باتهامات جدية هذه المرة وهي أقرب الى اغتيال الشخصية.
حيث قامت صحيفة الواشنطن بوست على اتهامه بتسريب معلومات استخباريه لجهة معادية، ومن يومها ووسائل الاعلام تطنطن بان مثل هذا العمل يعتبر خيانة عظمى treason وان الرئيس فقد اهليته للحكم أي اصبح incompetent وصار لا بد من إزاحة عن كرسي الحكم.
السؤال هل تكون زيارة ترمب للعرب أولا هي الأخيرة له أيضا في الرئاسة؟ وهل اساء ترمب تقدير قوته امام قوة اللوبيات المتنفذة وجبروتها؟ ام ان خطة الحزب الجمهوري كانت تقوم من البداية على ايصاله للحكم ثم الانقلاب عليه ليتولى نائبه الرئاسة من بعده اصلا؟
ام ان الاتهامات الاضافية المفاجئة التي بدأت تظهر في الاعلام قبل أيام قليلة من زيارته الخارجية الأولى ومن ذلك اتهامه بتعطيل العدالة obstruction of justice من خلال طلبه من رئيس الامن الداخلي الذي اقاله بعدم التحقيق في قضية مستشار الامن القومي الذي اجبر على الاستقالة بدوره بتهمة التعاون مع الروس، قصد بها تفريغ زيارته الخارجية الأولى للعرب من محتوها وجعل أي التزامات او اتفاقيات قد يعقدها خلال هذه الزيارة وكأنها لم تكن أصلا ولا يعتد بها كونه فاقد الاهلية؟ هذا إذا ما سافر أصلا ولم يضطر الى الغاء زيارته امام هذا السيل العرم من الاتهامات الخطيرة والتي اصبح على راسها اتهامه بعدم الاهلية للحكم...
فهل تكون زيارته للعرب أولا واخيرا؟