فراشة القلب
نِهَايَــةُ الحُسْنِ فى عَيْنَيْكِ وَالثَّغْرِ ***** وَكُلُّ مَا فِيكِ مِنْ وَهْجِ الصِّبَا يُغْرِى
وَغَايَـــةُ الحُبِّ هَمْسٌ رَقَّ عَاطِـــرُهُ ***** وَنَظْـــــــرَةٌ فى مُحَيًّا فَاضَ بِالسِّحْرِ
لَكِنَّنى وَهُمُـــــــومُ العُمْـرِ تُثْقِلُنى ***** قَدْ لا أرَى فِيكِ إلا زَلَّةَ العُمْــرِ
حَاشَا لحُسْنِكِ أنْ تَشْقَى القُلُوبُ بِهِ ***** إذَا أُبِيحَ لِمَنْ يَزْرِى وَمَنْ يُطْرِى
قَدِ امْتَلَكْتِ جمَالاً لَوْ أُتِيحَ لَهُ ***** إلى الرُقِــىِّ سَـبِيلٌ كَانَ كَالدُّرِّ
تُوَزِّعِينَ ابْتِسَـامَاتٍ لهَـــا ألَقٌ ***** أوْلى بِـهِنَّ الذُّرَى كالأنجُــمِ الزُّهْرِ
وَتخْطُرِينَ بخُطْــوَاتٍ مُوَقَّعَـةٍ ***** كَخُطْوَةِ الظَّبىِ يَعْدُو فى الرُّبَى الخُضْرِ
مَهْلاً فَرَاشَـةَ قَلْبى كَانَ بى وَلَعٌ ***** بالحُسْـنِ أيْقَظْتِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ تَدْرِى
أيْقَظْتِهِ وَبَيَاضُ الشَّيْبِ يُفْزِعُــنى ***** يَصِـيحُ في مَفْرِقِى حِينًـا وَبِى يُزْرِى
عَيْنَـاكِ أمْهَلَتَــاهُ لحْظَةً فَمَضَى ***** وَكَفَّ عَنِّى سِــيَاطَ اللَـوْمِ وَالزَّجْرِ
عَيْنَـاكِ عَاهَـــدَتَاهُ لا يَعُودُ إلى ***** قَلْبى إذَا عَبَثَتْ أيْدِيهِ بِالشَّــــعْرِ
عَيْنَـاكِ أبْعَدَتَاهُ قُلْتُ مُنْدَهِشًـــــا ***** مَا بَالُ عَهْدِ الصِّبَا قَدْ عَادَ بِالْبِشْــرِ
عَيْنَـاكِ أمَّنَتَــا عُمْــــــرًا بِلا هِرَمٍ ***** لخَافِقٍ بـِهِمَـــا قَدْ هَامَ فى صَدْرِى
فَرَاشَـةَ القَلْبِ مَهْـلاً لا يَزَالُ بِنَا ***** تَوْقٌ إلى الحُسْنِ فى أوْصَالِنَا يَسْـرِى
نَـهِيمُ فِيهِ وَنَصْــبُو حِينَ تَقْتُلُنَا ***** سِـــهَامُهُ ثمَّ لا نَقْـوَى عَلَى الهَجْرِ
وَأنْتِ تَسْتَمْرِئينَ البُعْـدَ فَاتِنَتى ***** حَاشَـا لِمِثْلِكِ أنْ تَنْأى وَتَسْتَمْرِى
وَتَعْلَمِــينَ بِأنِّى شَـاعِرٌ وَلِهٌ ***** يَهْفُو إلى الحُسْنِ فى ثَوْبٍ مِنَ الطُّهْرِ
فَلا تخَـافِى إذَا مَا هِمْتُ مُنْتَشِــيًا ***** فى عَالَمٍ شَاقَنِى حِينًا مِنَ الدَّهْـرِ
وَلا تخَــــافِى إذَا مَا خَفَّ مُضْطَــرِبًا ***** قَلْبى إلَيْكِ يُنَاجِى بَسْــمَةَ الثَّغْرِ
فَرَاشَةَ القَلْبِ طَالَ البُعْدُ وَابْتَعَدَتْ ***** عَنِّى الأمَانِى وَزَالَتْ عَزْمَـــةُ الصَّبْرِ
ألا تَعُودِينَ لا النِّسْــيَانُ يُسْعِفُنِى ***** وَلا سُـــلُوُّكِ يَوْمًا جَالَ فى فِكْرِى
وَلا اشْــتِيَاقِى عَلَى بُعْدٍ بِـمُحْتَمَــلٍ ***** وَلا احْتِمَالى عَلَى شَـــوْقٍ بِذِى قَدْرِ
فَإنْ تَعُودِى يَعُدْ صَـفْـوُ الحَيَــاةِ لَنَا ***** وَنَلْقَ أحْلامَنَـــا فى دَوْحَةِ الشِّعْرِ
أوْ لا تَعُودِى فَقَدْ أثْرَيْتِ خَاطِــرنَا ***** فَفَاضَ بِالأمَلِ الوَضَّاءِ وَالبِشْرِ
د/محمود السيد الفخراني