:
بلحظة تهور نفضت غبار الماضي ………
فتحت تلك العلبة الصغيرة التي تضم بين زواياها ]اشلاءا[ مني فوقعت عيني عليه…….تذكرته !!! ومتى نسيته لأتذكره ???
فهو قابع بأعلى تلال خافقي ….أخذت طوق الياسمين لم يعد سوى وريدات ذابلة …..مثلي أنا !!!!
امتطيت قارب الزمن لأبحر بوجل في يم ]ذكرياتي [
تراءت لي من بعيد فتاة زانتها الطفولة بأعبق ملامح
يضم عالمها الصغير : اللعب و"هو" ……..فبين تلك الربى تتعالى ضحكاتهما
بين أخاديد الانهار تسطع لحظات جنونهما ومرحهما وتحت تلك الظلال الوارفة تنصت السناجب لحديثهما البريء وبين تلك السحب المتناثرة بالسماء تلاقت "أحلامهما ………"
كل شيء كان رائعا بروعة قلبيهما :حبات المطر والزهور البرية والنسائم الرطبة وعناقيد التوث والفراشات البهية ………
كل شيء كان يوحي ببداية قصة جميلة, فمع ترانيم الربيع وهديل الأماني انبثقت
من أضلاعها شرارة] الجوى…. لتتحول من شرنقة الطفولة الى أنثى ]عاشقة ….[
كانت مشاعرها نجوم تضيء لياليها الساهدة لتنعم في النهار بضيء اللهفة والشوق .
ذات يوم مشمس ربيعي وعلى انغام عصافير الهوى :
جلسا ينعمان بدقائق سكون عابثين بالحقول .…….قطع سيل هيامها باقترابه منها ……أمسك يدها برقة …….وطوقها بسوار الياسمين والفرح يعلو وجهه.
اعتلت نشوة السرور أطرافها …… كانت عيناها تبوح بمشاعر الامتنان والاعجاب والخجل ……. ساد الصمت برهة ….وتابع قائلا :خذي طوق الياسمين عربونا لصداقتنا الأبدية !!!!!
سقط الأمل والحب والقلب من الأعالي على بلاط الواقع ليصبح شظايا من ألم تفرقت بجسدها] الصغير ……[ألجمتها حروفه القاتلة عن الكلام ……..
تبدد الربيع لتعلوا السماء غيوم ملبدة تحمل الكثير من الأسى والشجن ;
تحول تغريد العصافير الى رياح مستبدة تقرع أبواب الانكسار …….لتسمع بعدها صريخ الغربان منذرة بالفراق !!!!
غادرت الحقول تجر أذيال الخيبة و"الحسرة "……
غادرت عالم البراءة و]عالمه [………
غادرت أحاسيس البهجة والسعادة والوله لتلج أحاسيس من ذبول أمل وجرح قلب وطعنة زمن وغربة روح ونهاية حب ………
فلم يكن ذاك سوى] طوق الياسمين […….