إبـــراهيـــم الشيــــــــخ
alshaikh75@hotmail.com
http://akhbar-alkhaleej.com/news/article/1073754
مازال الذئب ذئبا يا ليلى!
كثُر في زماننا الخلط العجيب وانتكاس المفاهيم الغريبة، وكأننا قد أصبحنا نعيش تيها في الضمير واختلالا في ميزان تسمية الأشياء بمسمياتها.
بدأت الحكاية بتسمية الأشياء على غير مسمياتها، حتى أحلّ دونها كل حرام، ثم بدأت الحكاية تتسع لتضرب بالأخلاق والمُثل والقيم والمبادئ عرض الحائط.
ذلك الخلط العجيب، تجاوز تلك المعارك الهامشية، فالحق واضح، والحلال والحرام بيّنان، لا يختلف عليهما عاقل ومدرك ولا باحث عن الحق.
ذلك الخلط، تجاوز حدود الأخلاق والضمير، ليجمّل التطبيع البائس مع كيان لقيط، وليجمّل وجوها قبيحة جدا في المرآة.
أصبحنا نقرأ عن الصهاينة والمحتلين والمستبدين والطغاة، أنهم حماة للأوطان ومحررون لها، وهم في الأصل غزاة محتلون وعتاة مجرمون، سرقوا الأوطان ونهبوا ثرواتها.
دمروا البر والبحر، ولم يبقوا لا حجرا ولا شجرا.
سرقوا ابتسامات الأطفال، كما ذبحوا زقزقات العصافير.
ثم بعد كل تلك الجرائم، وقفوا على منصة التاريخ، يرتدون لباس الرهبان، يتلون علينا تراتيل «الإرهاب» وموشحات الإرهابيين!
بحثوا عن الفئات الطاهرة ليجرّموها، لأنهم يعلمون بأن «المقاومة» هي الدواء الذي يجب أن يفرّغ من الأسواق، حتى يروجوا سموم الرذيلة والعفن في محاربة المصلحين ومن قلوبهم على أوطانهم، نهجهم نهج قوم لوط حينما وجدوا الطهارة جريمة: «أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون».
تركوا إرهاب وجرائم الجيش الأمريكي وجيش بشار النعجة وجرائم عمائم طهران، وبحثوا عن المقاومة الوطنية الفلسطينية ليجرّموها، لأنهم يعلمون بأنها العقبة في مشروعهم الصهيوني العالمي الجديد.
برودكاست: طهّروا مفاهيم أبنائكم ولا تتركوهم للقطعان الجائرة!
سيبقى الذئب عدوا لليلى وخراف المزرعة.
لا يمكن للذئب أن يعيش بيننا يا ليلى.
ليلى لا تفتحي الباب، ولا يغرّنّك صوت الذئب المخادع.
ابنتي ليلى، سيبقى أطهار قومك في محاريبهم وعلى سجاجيدهم.
سيبقى صوت الأذان مدويا يا ليلى.
نعلم من هو الإرهابي وما هو الإرهاب ومن يدعم الإرهاب يا ليلى.
صوت جدة ليلى وهي تقرأ القرآن مازال يتردد صداه: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم».