[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
رن صوت المنبه ليوقظني صباح يوم جديد ، السادسة و النصف صباحا - موعد يدرك قسوته كل من يستيقظ فيه خاصة في الشتاء و هو يلمح باقي أفراد العائلة ينعمون بالدفء تحت ألحفة الشتاء فيلعن حظه العاثر الذي جعله عاملاً.
اليوم الثلاثاء - يا دي الخيبة - فأنا على يقين أنه ليس هناك "عمار " بيني و بين يوم الثلاثاء - فالجمعة و السبت أجازة - و الآحد و الآثنين أول الأسبوع - و الأربعاء و الخميس آخر الأسبوع ( يا عيني على أغنية بكرة أجازة و بعده أجازة يوم الخميس ) - أما الثلاثاء - و لا مؤاخذة - فهو عقدة الأسبوع ، الثلاثاء يفكرني بعلامة الإستفهام وسط جملة خبرية - المهم حتى لا أطيل عليكم - حين رن جرس المنبه أنتفضت من سريري و انا بطريقي لدورة المياه للإغتسال " اترزعت في التلاجة " و كان اصطدام مدوي كفيلاً بإتمام عملية إستفاقتي - لكن المصيبة أني لم أفيق و المصيبة أن أحداً من أهلي لم يزعجه هذا الدوي الهائل فحمدت ربنا حتى لا " آخذ كلمتين في جنابي " من أمي الحبيبة - و بينما أنا أرفع يدي بالحمد سمعت " رزع " على باب الشقة فتخيل لي انها قوة مكافحة الارهاب ظنت بوجود قنبلة في بيتنا ،فسارعت لفتح الباب فوجدت جارنا الذي يسكن فوقنا " أبو حبيبة " أمامي - فصبحت عليه و انا اتثاءب " صباح الخير يا أبو حبيبة " و قبل أن اكمل التثاؤب سمعت ضحكة انثوية ففتحت عيوني فإذا بها " أم مصطفى " الجارة التي تسكن بالطابق السفلي - و إذا بها تقول " صباح النور يا لمياء أنا أم مصطفى - سلامة الشوف " - و قبل أن أقول الله يسلمك فإذا بها تسألني - هو في إيه ؟ - و قبل أن أرد " هو في إيه في إيه " فإذا بها تباغتني " أصل أنا سمعت صوت هبد و رزع عندكم قلت اتطمن " قلت لها "لا اتطمني أنا بخير بس انا اتخبطت في التلاجة " - فشهقتْ شهقة أخرجت عيوني من محاجرها وانا اتابعها و اردفت قائلة " يا دي النيلة - اوعي تكون التلاجة جرت لها حاجة " فقلت لها " إيه يا أم مصطفى .... بقولك أنا اللي اتخبطت - بس عامة التلاجة بخير انا بس الخبطة جامدة " - فأعطتني ظهرها و نزلت الدرج و هي تقول " يا ستي انتي مش مهم بس التلاجة بتاعتكم خسارة دي جديدة و لسة عليها اقساط "
لم أجد ما أرد به عليها سوى رزع الباب خلفها و سارعت حيث أن حديثها الممل آخرني عن العمل و إذا بي اتسائل " هي مالها و مال التلاجة؟"
المهم - هرولت إلى الشارع فأكتشفت أني تأخرت عن موعد الميني باص و مضطرة إضطرار الآسفين إلى ركوب تاكسي - فوضت أمري إلى الله و استوقفت تاكسي و سألته " مدينة نصر " فأجابني " 30 جنيه " فقلت له "يعني آه و لا لأ " فأجابني " سيرتي باوندس يا آنسة يعني حاخد سيرتي باوندس " فتحت الباب و انا "احسبن عليه "حيث أن المشوار لا يستدعي كل هذا المبلغ - لكنه الاضطرار.
و لأن عادتي قراءة الكتب في المواصلات - فأخرجت كتاباً من حقيبة يدي و خاصة إني اليوم أستقل تاكسي - فالقراءة ستكون " مية فل و 14 " . لسوء حظي كان الكتاب الذي بحقيبة يدي هو رواية " عزازيل " - و بمجرد ان رفعت الكتاب لمستوى نظري كي اقرأه فوجئت بالسائق " يجعّر " .... " ايه يا انسة .... هو في ايه ؟ " فقلت في سري "يا دي الصباح الملون بـ " هو في ايه " .... و قبل أن أسأله "في إيه في إيه" باغتني " عزرائيل ايه بس يا آنسة ... الدنيا لسة صبح و بنقول يا رب و انتي صغيرة يا ستي الدنيا حلوة " ...... استغفرت الله و سألته " عزرائيل ايه بس يا عم " ؟
و بمجرد أن سألته هذا السؤال فإذا بصوته يرتفع " لا إله إلا الله .... لا إله إلا الله إيه يا آنسة إنتي هتكفري و لا إيه ؟" ... فقلت "يا دي الصباح المغبّر" ....و استطردت " يا سيدي الفاضل الكتاب الزفت اللي انا بقراه اسمه " عزازيل " مش " عزرائيل " .... فأردف " يا دي الكسوف معلش يا آنسة روحي يا شيخة ربنا يكفيكي شر العُزال و الحُساد يا رب "
كظمت غيظي ... و طويت كتابي و طلبته أن يتوقف لأني كنت قد وصلت حيث مكتبي ...
صعدت إلى المكتب و الأسئلة تغزو رأسي من كل حدبٍ و صوب ... " هو في إيه ؟ " .. لماذا نسأل عما لا يعنينا ، و نقحم أنفسنا فيما لا يخصنا إلى متى سنظل " حاشرين مناخيرنا في اللي يهمنا و اللي ميهمناش " و قبل أن أجد إجابة شافية لسؤالي سمعت صوت زميلتي بالمكتب المجاور يتعالى بالضحكات ... فألقيت بالتفكير على أول كرسى قابلني ... و رميت بالأسئلة في أول " صفيحة زبالة " واجهتني ... و ركضت إلى مكتبها على آخر نفس و بمجرد أن رأيتها ابتسمت و سألتها " هو في إيه ؟ "
بقعة (اللميــــاء) ضوء
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]