في المنتصف هناك حكايةٌ ما .

(1)

" تكون الأماكن أكثر دفئاً
, عندما تحتضن أول لقاء "

في نفس المكان الذي اعتدتُ إحراق معظم سجائري فيه , مرّ من الجانب طيفُ حسناء ذات فمٍ مدهش , نظرت إلى فمي في إنعكاس الصورة على الزجاج , كان التقييم المبدئي : هذا الفم غير لائق لإتمام صفقة الكلام بينه وبين أي فمٍ مُدهش , وعدتُ أحرقه بمزيداً من التبغ المشتعل .

(2)

" الإختيار الأصعب ,
معرفة ماذا تريد في
زحام الأشياء "

في الإسبوع المقبل , تجتمع الأفواه حولي وتصرخ , ومن بين الضجيج يخطفني صوتٌ خادر , لا أعلم مصدره , كانت الأفواه متشابهة , وكل ما أعرفه أنه فمٌ مُدهش , وهذا يكفي لإحتمال مزيداً من الصراخ .

(3)

" ما تُعطيه الحياة بصعوبة ..
تأخذه بسهولة "

لا شيء يجبرني على الخروج من أي حالة مفاجئة تجعلني منزوياً عن الآخرين إلا صديقي , يا أيّها الصديق الذي لا يعلم أني أكتب عنه الآن , كم مرّةً قلت لك أن الحب شيئاً يأتي بسهولة ويذهب بصعوبة , وكم مرّة قلت لك أنني أبقى حبيس نفسي حتى تأتي , وحبيسك حتى تأتي هي , وحبيسها حتى تعلن عظامي الإستسلام وتتكوّم في حِجري كجبلٍ من الرماد .

(4)

" كل ما نفشل في تحقيقه ,
يبقى مُلازماً لخطواتنا ..
وكأننا نُعيّر أنفسنا به "

في الإسبوع المقبل , ضربني معلّم مادة الإملاء بشدة وصرخ بي على نحوٍ أتاح لي الشعور بالخجل لأول مرة , لأني فشلت في أمرين , أحدهما كتابة الحروف بشكلٍ يشبهكِ تماماً .

(5)

" أحلامنا هي ما ننقشه في
طفولتنا على الجدار ..
ما لم يتحقق منها , أحلامٌ كاذبة "

وذلك الجدار يا صديقي , لم يعد يفهم ما نقول .. ونسي أمنياتنا الصغيرة التي كنا ندسّها في صدره أيام الصبا , لا أظن أنه ملّ الإحتفاظ بها عشرون عاماً !.. بل أظن أنه لم يعد مؤمناً بأفكارنا وأمنياتنا ؟ ذلك الظن المتعاظم في العُمر إثمٌ لا يصيبني اقترافه بالحزن .

(6)

" أحياناً نُحيل الوهم إلى حقيقة في أذهاننا ..
هل نستطيع تجسيده في واقعنا ؟ "

أتذكر يا صديقي عندما كنا نتعاطى الوهم بخفّةٍ أدهشت بقيّة الأصدقاء , حينها قال لنا أحدهم : تعاطيكم لهذا الوهم يربك طوابير الأحلام التي اصطفّت بالأمس أمام طموحنا , لم يكن يعلم بأن أقصى ما كنا نطمح إليه هو حصولنا أنا وأنت على حبيبة واحدة , لنقتسم الشعور بالعذاب فيما لو كانت قاسية , وبقية الأشياء لا تهم .

(7)

" الخطايا تسقط مع مرور الزمن ,
الأسوار وحدها تبقى صامدة "

في الإسبوع المقبل , إرتكبنا خطيئة مذهلة , من أخبر أمّي بها ؟ صوت الصفعة يزنّ في رأسي لعدة أيام .. ورغبةٌ في تكرار المشي على حافة السور , السور الذي يفصلنا عن حبيبتنا , لو انك لم تصرخ حينها , لما كان حلمنا خطيئة .


(8)

" الماضي ,
أشياء كثيرة متناثرة في الذاكرة ,
كتابتها شكلٌ من أشكال سقوطها "

في الإسبوع المقبل , سأكتب لك شيئاً , سأحدثك عن جدارنا وحبيبتنا والوهم الذي كنا نسرف في تعاطيه , عن فمي المحترق , والخِدر الذي أحاط بي وسط الضجيج , وعنك وعن أشياء لا نذكرها , عن أمي عندما تغضب , عن السور ونعلينا المفقودين , عن الفشل الذي يلاحقنا وعن وِحِدةٌ لم تكن ضرورية كنّا نمارسها لعدة أيام ثم نخرج للعالم وندّعي أنه قد تغيّر , عن بكاءك بصوتٍ مضحك , عن هذا النصّ , وعن تعليقٍ لم يكن عابراً أظهر عدم رضاه عن نصٍّ قديمٍ وبدائي , عن إمرأةٍ لا تنام وحدها , وعن أكبر مخاوفي , والحزن الشهي , والفرح البارد , وآهٍ سمعناها آتيه من خلفنا , عمّا سوف نقول عندما نُسأل عن سرّ وجودنا , وعن سبب اشتهاءاتنا . وعن القبح الذي يتوارى فينا .

(9)

" كتابة الألم ,
تعجيلٌ لوتيرة الموت المُحتّم "

في الإسبوع المقبل سأكتب لك مالم يُكتب , نبّه التاريخ أن يكون حاضراً , نبّه حبيبتنا أن تغيب , وأخبر العالم بأن يستعد .
نبّهني أن أحتضر .

..

http://modaonte.blogspot.com/2009/10/blog-post.html

..

 

[عبدالرحمن منصور]

تسع فلاشات سريعة لكنها عميقة
كل منها يحمل فكرة قد تختلف حينا وقد تتشابه وتتشابك حين أخر
الخيال هنا بطل والدوران حول الذات يجعلك ترى الأشياء مقلوبة


الوابل

أتشرف بعناقي الأول لحروفك
واجد فيها لذة مشوبة بالدهشة

دعواتي لك بالتوفيق

ولك الاحترام

الوجيه

[توته]

قلم ساااحر .... بروح شاعر .... لما بحثت عن حرفي .. أدركت من سرقها مني ...أمممم...... أقصد عندما انتصف الطريق بي ممدت أنت قلمك .. لأهتدي ما ضيعته ... شكرا لك معلمي .. أنا هنا ودفتري .. اقبع على حاسوبي لأدون ما ينفث به فوك المحترق ...

[هيــام]

.
.
الوابل
قافية مميزة بحق
أسلوب فريد و رائع
مرور واحد هنا لا يكفي
سأعود و ربما حرفي حينها لن يخذلني ..!!
كن بخير
.
.
تحيتي
بيسان

[حسين الشمري]

لسحر الكلمة مكانها ولعذوبة المفردات تواجدها ...

خاطرة تجبرك على قرائتها دون ملل عند وصولك لمنتصفها لتكمل حتى النهايه...

إنها تسعة درر نثرتها أخي الوابل لنستمتع بها ونستفيد منها

فهي بحق تسعة حكم ، دام عطاؤك وتميزك .

[غلاي]

وأقسمُ بأن حرفك ناعمٌ كــ الحرير

الاخ القدير
الوابل


لكَ تسع صورتتوجها بزخات جمال
سلمت يمناك على هذا
لكَ جل الاحترام والتقدير
غلاي إنتِ

[دلع و أحزان]

هل هذة نهاية الحكايه
أم
بداية لحكاية لم تولد بعد

سيدي
في عمق أوردتي تستقر كلماتك
ولحديثك متعه وجنون لا أقاومها

[متاهة الأحزان]

الوابل

\

حرفٌ يجبرك على العودة لبدايته في كل نهاية

أتعجب !!!

هل حقا إستغرقت ذاك الوقت بالقراءة فقط ....؟؟؟

حقا لم تكان قراءة

بل كان غرقا


كنت هنا أغسل روحي بمطر أنت غيمه


\

الوابل
/

جل تقديري وإحترامي

إعذر مروري القاصر

ودي

[اللميـــاء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوابل

" تكون الأماكن أكثر دفئاً
, عندما تحتضن أول لقاء "

لأن مشاعرنا تكن كـ بركان خامد
ينتظر فوهة لتنسكب حمئه من خلالها
و تكن تلك الفوهة هي اللقاء الأول
فتغمر الحمم الأمكنة حولنا
فتصبح أكثر دفئاً
و أكثر توهجاً
و أكثر جمالاً من أشياء كثيرة
ربما لم ندرك جمالها بعد


سأكون هنا
بعدد ما ومض من حرف

الوابــل

كم أنّا محظوظون بك !


اللميـــاء!

الوجيه ,

أشكر لك حضورك .. كن طيّباً

---

توته ,

تلك الرائحة التي عبرتني فجأة , أخذت معها شيئاً يشبه الكلام .. لم أعد استطيع إخبار الأصدقاء القدامى أني احبهم .
أشكر لك حضورك ,

---

بيسان ,

حتى لو لم تعودي يا بيسان , سأكون مغروراً بهذا الحضور .

---

القرار ,

لا أعلم تماماً ماذا كتبت في المنتصف , ليكن أي شيء إلا خاطرة .. أشكر نفسي أن حققت لك متعة القراءة وأشكر لك حضورك

---

غلاي أنت ,

كالماء , حضورك .

---

دلع وأحزان ,

حتماً لم تبدأ بعد ..
الحكايات التي تأتي دون إنتباه , تخترق المدى , ثم تبدأ .
حضورك فرح .

---

متاهة الأحزان ,

النهايات ليست سوى بداياتٍ جديدة .. متى ما إستطاعت البدء كانت الحكاية .
حضورك دفا

---

اللمياء ,

دائماً اللقاءات الأولى تختلف ,
فرصة جديدة للحياة .. غالباً تفوتنا هذه الفرصة .