ألا تتفقان معي أن الزواج قطـار يمر مسرعـا ً بطريق الفتاة
فإن لم تتمكن من الإمساك به في وقت معين ستكون بدائرة مغلقة يطلق عليهـا ( العنوسـة )
ولاسيما أن الفرصـة تأتي للأنسان مرة واحدة فقط ..
فلا أعلم هل تتفقان معي أن تأجيل الزواج من أجل الدراسـة سبب من أسباب
إتساع دائرة العنوسة في هذا الزمن ..؟؟!
أتفق معك أن فرصة الزواج قد تفوت الفتاة في عمر معين لكن بداية فترة العنوسة ليست مرهونة بنهاية الدراسة!
و هذا لا يعني أنها إن رفضت الزواج في سن الدراسة لن تأتيها الفرصة مرة ثانية فالعمر لا يزال
أمامها وهي لا تزال صغيرة خصوصاً في هذا الوقت ومع تأخر سن الزواج للجنسين.
وبالنسبة لفرصة الزواج فهي ليست فرصة واحدة من وجهة نظري.. ولا أعتقد أن تأجيل الزواج
من أجل الدراسة أمر له علاقة بالعنوسة فالعنوسة لها أسبابها الأخرى أهمها التعصب لبعض القبائل أحياناً و تجاوز سن معينة بعد الرفض المتكرر وغيرها الكثير.
نعم للشهادة دور في ثقافة المرء ورقيـه ولاسيمـا الأم
ولكن من وجهة نظري أن امهات الزمن العتيق هن احسن الامهات تربية وإدارة للبيت واهتمام بالزوج
على الرغم من جهلهن وعدم تمكنهن من الدراسـة أو حتى القراءة و الكتابة
وبكل صراحة وللأسف علمنـا وثقافتنا بزمننا هذا ما زاد أطفالنا إلا إنحطاط وتدني في مستوى
تفكيرهم و طريقة معيشتهم ....!!!
أمهات الزمن العتيق كنّ أفضل مربيات ولكن في زمانهن ولا يخفى عليك أن هذا الوقت تغير كلياً
والمتطلبات زادت والتربية تحتاج إلى علم ووعي أكثر بكثير من ذي قبل.. نعم بذلن مجهود في
تربيتنا وخلفن أجيالاً صالحة لكن التربية سابقاً لم تكن تتطلب ما تتطلبه الآن خصوصاً بعد تعرض
هذا الجيل للإعلام بكافة أشكاله سواء مقروء أو ومسموع أو ومرئي ولا يخفى عليك التأثير
القوي الذي تتركه وتأثيرها أيضاً على التربية.. فكيف تريدين لمن لا تقرأ ولا تكتب أن تتعامل مع
أمور تجهلها و طرائق تفكير مختلفة تماماً عما كانت علية! سيكون فهمهم والتعامل معهم أمراً أشبه بالمستحيل..
..و بالتأكيد كل زمن له سلبياته وإيجابياته و لا يمكننا أن نغض الطرف عن إيجابيات هذا الجيل الواعي..
وبالنسبة للانحطاط وتدني مستوى التفكير فبالتأكيد العلم ليس مسؤولاً عنه.. فالعلم يرقى
بالعقول. ولكن هذه مسؤولية الأفراد أنفسهم ومؤكد أن الخلل والعيب يكمن في طريقة التربية لا في
الثقافة والعلم.. بل بالعكس المتعلم يستطيع تنشئة أبنائه تنشئة صالحة وسطية بها يستطيع الأبناء
التمييز بين الخطأ والصواب.. والجاهل هو الذي يخلف أجيال متخلفة فكرياً لا تستطيع مواكبة
العصر إلا "بالهمجية" و تحت قناع "الحضارة"!
أضيف إلى ذلك أن تدني مستوى التفكير ليس عمومًا على الكل! فكل أسرة تحصد ما تزرع!!
لمـــاذا تفكيركن كان محصورا في ثقافة الفتاة وإمساكها بسلاحها (الشهادة )
وتناسيتم ثروتها الحقيقـية التي تشبع عاطفتها الأنثوية وهي الأبنـاء
فبقلب كل أنثى أمومة وأن لم تكن متزوجــــة
وهذه الثروة للأسف تكون متوفرة فقط في عمر معين وفترة محدودة لدى المرأة
فمن المعروف ان كل ماتقدمت السنين بالمرأة تصبح عملية الإنجاب لديها صعبة أو مستحيلة
ويصبح إشتياقهــــا وإحتياجهـــا لإشباع غريزة أمومتها أكثر وأكثر .. ..!!؟؟
رونق عذراً .. لكن إن كنتي ترين أن الفكر "محصوراً" في الثقافة والعلم فهذا ليس حصراً
بالعكس.. العلم والقافة "توسع" مدارك الفرد وتمكنه من القدرة على فهم من حوله وتمكنه أيضاً
من التعامل مع الكثير من الأمور منها التعامل مع الزوج وتأسيس أسرة متزنة متعلمة والسعي دوماً
نحو الأفضل.. والحصر هو أن نحصر الفكر في الزواج خوفاً من العنوسة وننسى ما هو سواه!!
أنا لم أنسى ولم أتناسى حاجة المرأة إلى الزوج وإلى الأبناء ولم أعارض فكرة الزواج بالعكس فقد
ذكرت أن الزواج لايمكن الإستغناء عنه أيضاً كما أن تأجيل الزواج إلى ما بعد الدراسة لايعني
بالضوروة تجاهلي لنفسي ونسياني لضرورة الزواج.. بل يعني أن أعطي كل ذي حق حقه..
كما أن إكمال الدراسة ومن ثم الزواج لا يعني أنها قد وصلت إلى سن يصعب فيه الإنجاب.. هي
لاتزال في بداية العقد الثاني والفترة التي تؤجل فيها فكرة الزواج لا تتجاوز 4 سنوات على الأكثر!
فبرأيي نستطيع أن نثقف انفسنـا في أي وقت من العمر
من خلال تكثيف القراءة والإطلاع و متابعة الكثير من البرامج الثقافية وغيرها
أما الشهـــادة فلا تنفع صاحبهـا إلا بالوظيفـة ..فما الفائدة منها أن كنا في نعيش في زمن
شحت فيه الوظائف وتعطلت فيه مصالح البشر ....؟؟!!
امـــا مسألة الزواج وتكوين البيت والأسرة فهي قطـار يمر مسرعا ً بحياة المرأة ..!
فما رأيكن بذلك ؟؟
مسألة الثقافة في أي سن لا أخالفك فيها .. نعم نستطيع تثقيف أنفسنا من خلال تكثيف
القراءة.. ولكن الشهادة ليست وظيفة فقط! لا أراها كذلك مطلقاً ولا أقارن تحصيل التعليم العالي
بجميع مراحلة باستغنائي عنه واكتفائي بمتابعة برامج ثقافية والإستزادة من القراءة .. فالأخير
يضيف إلى الأول ولا يغني عنه.. و إلا لما سعى من هم قبلنا ونحن ومن سيلحقنا إلى طلب
العلم ..