كثيراً "ما" يكون الشعور فوق مستوى الكلام
كثيراً "ما" تكون الحروف دون مستوى المَقام
هنا تكون الموسيقى الراقية و"القليل" من الأغاني ذات القيمة الفنية العالية
هي البديل عن الحروف ومن تنوب عن الكلام حتى ولو كانت بلغة أعجمية لا نفهمها....
يكفي أن يكون فيها من الإحساس والحنين والشجن ما يجعلها كفأً ونظيراً وشبيهاً لما تخفيه الروح في السر و يفضحه القلب في العلن
فالقلب خائن للروح وللسر غير مؤتمن وسوف يدفن يوماً في التراب بعد يطوى في الكفن والروح تبقى خالدةً لا تشيخ ولا تموت ولا يغيرها الزمن
القلب يقبع في المستوى الثاني ما فوق الحس وما دون الروح في البدن
فالحب الحسي المادي المتواضع السطحي البسيط هو الذي لا يتعدى عتبة الحواس
وهو ما يعرفه أكثر الناس هو الذي يشخبطه ويكتبه المراهقون فوق الحوائط والجدران
هو الذي تجده منتشراً بكثرة في وسائل التواصل في البروفايلات في الحالات وفي التغريدات
وأعلى منه في المقام وأرفع منه في المستوى الحب القلبي وهذا يعرفه القليل من الناس و القليل من القلوب
ستجده في "بعض" الدواوين - و"بعض" اللوحات - و"بعض" الموسيقا - و"القليل" من الغناء
هو حب نادر "لحدٍ ما" – صادق "لحدٍ ما" – عميق "لحدٍ ما" – متعب "لحدٍ ما"
ورغم ما فيه من خصال جميلة إلا أن عيبه الوحيد أن له قيود وله حدود لا يمكن أن يتجاوزها أو يتعداها
فحيثما تتجه ستجد يافطة " حمراء" تحذرك أن الطريق قد أنتهى وعليك الرجوع أو التوقف وعدم الاستمرار
فهو حب محدود في كل شيء .... وقد يكون هذا العيب هو أجمل وأفضل ما فيه فهو طوق النجاة الأخير والإشارة الحمراء
أو هو بمثابة ما يسمى في عالم الفلك بـ" أفق الحدث" الذي يحيط بالثقوب السوداء وهي المنطقة التي لو تجاوزتها
حتماً سيبتلعُك الثقبُ الأسود ويسحقك بلا هوادة ولو كنت شعاعاً من النور
ولا يمكن التنبؤ بما سوف يحدث لك بعدها ولا يمكنك العودة أو التراجع إلى ما قبلها
فمن الخطورة ومن التهور ومن الحمق وشدة الغباء أن نتعدى منطقة القلب " الحمراء"
ونتجاوزها إلى منطقة الروح " المجهولة العمياء"
فالقلب شيء نعرفه فلو وضعت كفك على صدرك ستشعر بدقاته ونبضه ... إنه موجود.
والأطباء قد صوروه وفتحوه وخيطوه وغيروه وبدلوه وشرَّحوه
وعرفوا جميع مداخله ومخارجه وحددوا أدواءه وعرفوا دواءه فهو شيء معروف مكشوف لنا بشكل واضح
أما الروح فهي كنه مجهول وعالم من الغيب وسراً من الأسرار لا نعرف عنها شيئاً إطلاقاً
فأمرها وأمر سرها لا يعلمه سوى الذي خلقها و أوجدها وأخفاها ... سبحانه
القلب عمره قصير جداً سوف يموت يوماً ويدفن في التراب وسيدفن معه كل ما كان فيه من حب من حزن من ألم ومن شوق أو حنين أو وجع
أما الروح فهي كيان خالد لا يفنى ولا يموت ولا يشيخ ولا يعرف النسيان والهرم وكل ما كان منها أو علق فيها سينتقل معها إلى عالمها الخالد ودنياها الأبدية
فحين ينتقل الحب من مستوى القلب ليرتقي لمستوى الروح فهو ينتقل من عالم معلوم إلى عالم مجهول ومن دنيا الفناء إلى دنيا الخلود والأبد
ويتجاوز المستوى الحسي الضيق ليصل إلى المستوى المعنوي الواسع ويخترق الحاجز المادي الذي يحده ليحلق في أفق رحبٍ مجرد .
وهذا المستوى الرفيع من الحب وهذه الدرجة العالية من العشق خاصة بالنخبة القليلة ومقصورة على الصفوة النادرة والمختارين من البشر
وبكامل الأسف سأخبرك أننا لن نجد هذا الحب
لأنه بالنسبة لنا غير موجود ولن نعلم بوجوده إن وجد
لأنه يحلق في أفق محجوب وفي بعد آخر غير أبعاد الوجود
/
\
/
الوجيه
ولأنني ... لا زلت أحلم أنني
أحيا .... وفي الرمقِ الأخر من الحياة
جسداً عليلاً .. لا أفيقُ ولا أعي
يجتاح صوتكِ كل أمواج الحياة
لحناً يطوف بخافقي وبمسمعي ...
وإذا بطيفكِ زائراً ومواسياً
يجتثُ أوجاعي ويحظنُ أدمعي
و يفوح همسكِ دافئاً عذباً نقي
"يافدتك أيامي وكل توجعي "
ينساب حبكِ كالحياةِ
في عروقي و في دمي
فأعود كالفجر الوليد
ممزقاً صدر
المساء بأضلعي ..،،
لا تحزني ..
أو تدمعي ...
وتكلمي ...
يا عز ايامي
وكل تبسمي ..
هي كلمة أحيا بها
أو تدفن معي ..،،
سوف نبقى ...
نكتوي حزناً ..
وعشقا ...
سوف نشقى ..
" وفي النبض الأخير سنلتقي "
/
\
/
الوجيه
لو خُيرتُ في ارتداء جسد القاتل أو جثة المقتول
لاخترت الأولى دون تفكير أو تردد
فأنا لا أفضل تمثيل دور الضحية
ولم أكن يوماً ضحية
وإن كنتُ كذلك فأنا ضحية قلبي وحسب
وأنا وقلبي نتخالص بعيداً عن بقية البشر
/
\
/
الوجيه
يلتقط أحدهم صورة لكوب القهوة الساخن في صباح باردٍ
ويكتب على الصورة " تصنع يومي "
ويرسلها في أحد برامج التواصل أو فيها جميعاً
عن نفسي لا يمكن أن يصنع يومي كوبٌ من القهوة مهما كان ساخناً ومهما كان الجو بارد
فيومي لا يصنعه سوى إنسان آخر. له شعور دافئ وله إحساس فاخر
قد يكون زميلاً قد يكون صديقا قد يكون قريباً أو يكون غريبا أو يكون مجرد عابرٍ على الطريق
قد تكون رسالة أو قد يكون اتصال قد تكون زيارة خفيفة او تكون عبارة لطيفة أو قد تكون تحية وابتسامة أو مجرد سلام
وعلى سكة العمر ورصيف الحياة ستجد أُناساً يلوحون لك بأرواحهم البيضاء ويهتفون لك بقلوبهم الشفافة
يسقون روض روحك ويزرعون زهره ويحصدون جفافه ويشعلون الدفء في أعطاف قلبك بعدما بردت مشاعره وتجمدت اطرافه
ومن الخسارة الكبيرة أن تتجاوزهم أو تتعداهم دون أن توقف قطار يومك في محطاتهم الرائعة الجذابة
و دون أن ترسوا بزورق وقتك على سواحلهم الفاتنة الخلابة
فهم الماء الذي تغسل به أجزاء روحك والعطر الذي ترشه على أشلاء قلبك
/
\
/
الوجيه
انتهى القطيع من الاحتفال بعيد الفلنتاين
وماذا بعد ....
ماذا بعد الدبدوب الأحمر ...
ماذا بعد الورد الأحمر ....
ماذا بعد اللبس الأحمر ...
قلوبٌ جوفاء وعقولٌ أغبى وأجوف
فتاة بلهاء ورجل أتفه منها وأسخف
/
\
/
الوجيه