العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-01-17, 02:41 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

تابع ....الشخصية في القصة القصيرة

بناءَ الشخصية فِي القصة القصيرة
خليفة بباهواري


الكتابة القصصية ممارسة للحكي ولا يُمكن للحكي ان يُوجد خارِج دائرة الافعال ولا يُمكن للافعال ان تتحقق دون وجود مِن يفعلها هَذا ال "من" هُو ما يصطلح عَليه فِي الدراسات الادبية بالشخصية.
واذ لا يُمكن وجود رِواية أو قصة أو مسرحية خارِج الزمان والمكان فلا يُمكن وجود رِواية أو قصة أو مسرحية بِدون شخصيات.
واذا كََان وجود الزمان والمكان افتراضيا فِي العديد مِن الاعمال الروائية والقصصية والمسرحية فإن نفْس الافتراض لا يُمكن ان يهم الشخصية.
1-ما هِي الشخصية؟
يُمكن مقاربة موضوع الشخصية مِن مجموعة مِن الزوايا المختلفة اعتمادا علي المدارس النقدية الَّتِي تاسست لمقاربة الاعمال الابداعية يمكن ان نعتمد علي البنيوية أو علي الوظيفية أو علي النقد اللساني أو علي النقد النفسي أو علي النقد الاجتماعي ويمكن ان نعتمد علي كَُل هَذه المدارس فِي ان واحد.
لكِن اختلاف المقاربات أو زواية الولوج الي العمل الادبي لا يُمكن ان يغيرِ كَثِيرا مِن تثبت معالم موحدة تساهم فِي التعريف بالشخصية.
فالشخصية اولا وقبل كَُل شيء مكون رِئيسي وركيزة اساسية لكُل عمل سردي والشخصية فِي هَذه الحالة تلعب دورا بنيويا أو وظيفيا يوازي دورِ البنيات الاخرى: الزمان والمكان والاحداث

ويعرف رِولان بارت الشخصية ب "أنها ناتج تركيبي يُمكن ان يتَكون مِن مجموعة مِن السيمات الَّتِي تتكررِ فتَكون تركيبة قادرة أو تركيبية معقدة عندما تضم علامات متناسقة أو متنافرة وهَذا التعقيد أو هَذا التعدَد هُو ما يحدد شخصية الشخصية".
ويمكن ان نجد لهَذا التعريف مرجعية فِي اعمال كَُل مِن يروب وسوريو وغريماس فهَذا الاخيرِ الَّذِي انطلق مِن اعمال الاولين يقدم الشخصية كَنموذج نحوي يبني كَيانه مِن خِلال علاقاته التركيبية والجذرية أو الصرفية وانطلاقا مِن ذلِكَ حدد غريماس نموذجه الفاعلي المتَكون مِن ستة فواعل.
ويتركز الاختلاف بَين تعريف بارث وتقديم غريماس حَول اعتبارِ الشخصية لذاتها أو لوظيفتها
بالاضافة الي ان بارث يفرق بَين الشخصية و"الهيئة"
يقول بارت: "كهيئة
يمكن للشخصية ان تتارجح بَين دوري دون ان يَكون لهَذا التارجح أي معنى" 2)

2-صياغة صناعة الشخصية.
يقول الدكتورِ عز الدين اسماعيل: "ان الشخصيات ذاتها فِي القصة نوعان: نوع يُمكن ان نسميه "الشخصية الجاهزة" وهي الشخصية المكتملة الَّتِي تظهرِ فِي القصة حيت تظهرِ دون ان يحدث فِي تكوينها أي تغييرِ وإنما يحدث التغييرِ فِي علاقتها بالشخصيات الاخري فحسب اما تصرفاتها فلها دائما طابع واحد
والنوع الثاني يُمكن ان نسميه "الشخصية النامية" وهي الشخصية الَّتِي يتِم تكوينها بتمام القصة فتتطورِ مِن موقف لموقف ويظهرِ لَها فِي كَُل موقف تصرف جديد يكشف لنا عَن جانب مِنها" 3)

سنحاول ان نفهم قولة الدكتورِ عز الدين اسماعيل فِي اتجاهين:
اولا يُمكن اعتبارِ "الشخصية الجاهزة" و"الشخصية النامية" مِن حيثُ تقديمهما بنيويا

ا يُمكن للقاص ان يقدم شخصيته الجاهزة دفعة واحدة وهَذا النوع اصبح نادرا فِي القصة القصيرة المعاصرة لسببين اثنين اولهما ان القاص يجتنب تقديم الشخصية فِي القصة كََما هِي فِي الرواية عَن طريق الوصف الدقيق وانشاءَ بطاقة هوية للشخصية تاركا للمتلقي عملية جمع المعطيات الخاصة بالشخصية وتركيبها
وثانيهما ان جزءا كَبيرا مِن القصص تَحْتل فيها "انا" الموقع الاساسي كَشخصية.
وللتمثيل علي هَذا النوع مِن الشخصيات ناخذ قصة "حالتان" لعثمان اشقرا الَّذِي يقول فِي بِداية قصته: "كل صباح مِن صباحات الله الصافية يخرج بلخيرِ حارس الدارِ الكبيرة وخديمها أمام الباب الكبيرِ ويجلس فِي ابهة فَوق المصطبة الملوسة والبهية.
وهَذا منذُ ان رِحل اهل الدارِ الكبيرة جميعا.
وتبدل الحال الَّذِي علي اية حال لا يدوم علي حال.
.." تهرنطت وترهطت الحبيب ديالي.
فلنسال مِن الله العافية !".
يلبس بلخيرِ جلبابا سوسديا وينتعل بلغة فاسية يتبدل لونها حسب ايام معلومة فِي الاسبوع ..
أنا عبد كَناوي البس فِي كَُل اللباس الَّذِي يواتيه ...)" 4).
يقدم لنا عثمان اشقرا كَُل المعلومات الضرورية عَن الشخصية حيثُ يعطينا الاسم بلخير
والصفة حارس الدارِ الكبيرة وخديمها ومستوي التعامل اللغوي. تهرنطت وتهرطت الحبيب ديالي واللباس الجلباب والبغلة الفاسية ومكان الاقامة فاس وامتداد الهوية اللون واسلوب العيش والتعامل: أنا عبد كَناوي.
وفي هَذا الاطارِ يصبح إستعمال الاسم علامة مميزة كََما هُو الشان بالنسبة ل "كارولين" فِي قصة "في تلكَ البلاد" لادريس الخوري 5 حيثُ يكتفي القاص باسم هَذه المرآة لتقديمها كَشخصية غَيرِ محتاجة لاي تعريف آخرِ اللهم مِن اشارة بسيطة الي لباسها "مساءَ الخير" قالت كَارولين
وكَانت تلبس ثوبا اسودا مِثل ارملة لكِن الثوب كَشف عَن بياضها المخزون".
ويمكن للاسم ان يرتبط بالشخص كَعلامة أو صفة
ويمكن ان يعوض الاسم بصفة مِن صفات الشخصية
في قراءته لمجموعة "معاييرِ قابلة للتغيير" للقاص المهدي الودغيري يشيرِ سعيد منتسب ان" هُناكَ خاصية اخري فِي هده المجموعة لابد مِن الانتباه اليها, وهي الشخصيات
كل الشخصيات بِدون اسماءَ ولا ملامح لها
بئيسة وشائخة ومترهلة ليس فيها رِوح كَالمومياء
تتجول فِي مسرح بارد الديكورِ والخلفيات
بدون عمق
بدون دواخل
كالَّتِي نصادف كَُل يوم
بدون ان نهتم بالجانب المظلم والمتخفي فيها
هي مجرد صفات أو رِموز أو حيوانات "المنظر-الكاتب-المؤلف-السيد-الموظف-الماكد-الامين-الحاكم .. الخ" 6
ب بالنسبة "الشخصية النامية" فِي هَذا النوع مِن التاويل فَهي تقدم تدريجيا للقارئ علي طول القصة
ومثال ذلِكَ شخصية البنت الصغيرة فِي قصة "في انتظارِ النوم" لمحمد زفزاف 7 وهي شخصية تقدم للقارئ عَبرِ مراحل
ففي البِداية نعرف أنها طفلة ونعرف أنها يتيمة
اذ مات ابوها منذُ سنتين
ثم نعرف بَعد نِهاية الفقرة الاولي ان اسمها "سرور"
وأنها تبلغ السابعة مِن العمرِ وان شعرها اسود كَشعرِ امها فِي الفقرة الثالثة
ونعرف أنها صبية عنيدة فِي الصفحة الثالثة مِن القصة.
ثانيا: يُمكننا تاويل قولة الدكتورِ عز الدين اسماعيل معتبرين:
ا ان الشخصية الجاهزة هِي شخصية ماخوذة مِن واقع ما أو مِن عمل ادبي ما دون ان يتصرف فيها القاص
ويمكن ان تَكون بذلِكَ شخصية مكرورة وشخصية متنقلة
في قصة "الجثة أو القتل المتبادل" 8)
يقول ابو يوسف طه:
"ما ان رِفع الرجل عينيه عَن ذؤابة السيكارة
الَّتِي ينهمكَ فِي اشعالها حتّى بادره الاحدب ذُو الانف الضخم:
اتاذن لِي بالجلوس؟"
ويلي هَذا التقديم وصف للاحدب لا يخرج عَن المتعارف عَليه ادبيا فِي وصف هَذا النوع مِن الشخصيات: "تفرس فِي وجه الاحدب.
الزبيبة الخبيثة علي الحنكَ الايمن
الشفة السفلي الغليظة
الاسنان المتراكبة
اليدين اللتين تشبهان الضدفدعتين" مما يحيل مباشرة علي كَازيمودو احدب نوتردام فِي Notre Dame de Paris لفيكتورِ هوجو.
ب وان الشخصية النامية هِي الشخصية المركبة أو المتطورة أو الَّتِي لا تكتمل ملامحها الا مَع نِهاية القصة
ويعتبرِ شرف الدين مجدولين هَذا النوع مِن الشخصيات مرتبطا بتطورات العالم المعاصر
يقول: "تمثل الصلات المفترضة بَين الذوات الانسانية انشغالا مركزيا فِي حقل الجمالية السردية
فالجوهرِ الحقيقي للشخصيات الروائية والقصصية والسينمائية يكمن فِي قدرتها علي ترجمة وعي "خاص" بالاخرين
وتهنئة مجال رِحبي للمارسة التاويل الذاتي ل"الكيانات" الغربية
وتقديم حقل مثالي لمجاوزة الضرورة فِي استجلاب مهارة البيان ومقومات الايهان ومكونات التمويه والتلاعب التصويري" 9).
فالشخصية القصصية الَّتِي اصبحت تبدو معقدة أكثرِ فأكثرِ تترجم نوعا مِن الوعي بالواقع الَّذِي اصبح بدوره أكثرِ تعقيدا

وقد اثرت الكتابة الغرائبية كَثِيرا علي تصورِ الشخصية
حيثُ انتقلت عدوي غرائبية الاحداث الي الشخصية
وقد حاولنا فِي مقاربتنا لقصة "لزوم ما يلزم" للقاص محمد ادارغة تحديد شخصية "الشبح" بكونه "يظهرِ فجآة وبدون سابق انذارِ ويستفز السارد فِي بِداية حواره معلنا صداقة قديمة" وبكونه "يتعامل فِي البِداية مَع السارد بنوع مِن الهدوء والاحترام الَّذِي يتحَول فيما بَعد الي صراع مفتوح" 10)

3-غياب الشخصية


كَتب مباركَ رِبيع قصة "الرجل السنفوني" 11 بِدون احداث وبدون شخصيات رِغم ان عنوأنها يوحي بوجود رِجل مِن نوع ما
حيثُ بني كَُل قصته علي وصف محتويات غرفة بسيطة
فهل يُمكن ان تَكون هُناكَ قصة بِدون احداث وبدون شخصيات تصنع هَذه الاحداث بالطبع لا
والا فما كََانت هُناكَ قصة
من قص يقص أي يحكي
ولا يُمكن للحكي ان يَكون الا إذا وقع واقع
ولا يقع الواقع
الا إذا اوقعه شخص ما أو شيء ما.
وهَذا "الشيء ما" هُو ما حاولت الرواية الجديدة ان تصل اليه
يقول لوسيان كَولدمان متحدثا عَن الآن رِوب-كريي: "بالنسبة لَه ايضا
فاختفاءَ الشخصية امرِ مقررِ سلفا حيثُ استبدلت الشخصية بواقع آخرِ مستقيم ... عالم تتسيء الكائنات
وكَما يبحث هُو أيضا عَن الواقع الانساني
فانه يلاحظ ان هَذا الواقع الَّذِي لا يُمكن ان يُوجد فِي البنايات العامة كَواقع تلقائي محسوس مباشرة
لم يعد بامكانه ان يُوجد الا إذا تجدد داخِل بنية وخاصيات الاشياء" 12).
بالنسبة لنا هَذا الاختفاءَ ليس سوي مواربة أو تغييرِ للملامح.
وبذلِكَ فمع غياب الشخصية فاننا نكون أمام احتمالين: اما اننا نقوم لتشخيص الاشياءَ ونرجع الي تحليل فلادميرِ بروب لشخصية الحكاية الروسية حيثُ تصبح الحيوانات والاشياءَ عبارة عَن فواعل وبالتالي عبارة عَن شخصيات
واما يصبح السارد الفوقي la narrateur omniscient شخصيته الرئيسية دون ان يشيرِ الي ذلِكَ ويَكون فعله هُو المشاهدة فقط.
واذا رِجعنا الي قصة الرجل السمفوني لمباركَ رِبيع نقرا: "الغرفة ضيقة أو تضيق"
ونقرا: "امام النافذة مقعد وثيرِ متحرك
ومكتب تغطيه قطعة زجاجية بحجمه
تلتق به
وعلي امتداد المكتب مِن الجانبين الطاولتين
تقاطع كَُل مِنهما طاولة أو عدة طاولات
ملتصق بَعضها ببعض
تبدو متكاملة".
ونقرا: "لا يُمكن الجزم بحالة الطاولات المتلاصقة مِن حيثُ نوعية التكوين وطبيعة المادة
العين لا تري مِنها شيئا بسَبب ما تلاصق علي صفحاتها مِن اجهزة تسجيل" ونبدا مِن المقطع الاخيرِ لنتسائل عَن هَذه العين الَّتِي لا تري شيئا
فاي عين هِي ولمن هِي ونعود الي الجملة الاولي فِي القصة "الغرفة ضيقة أو تضيق"
فعلي مِن تضيق
خصوصا وان هَذا الفعل لَم يتبعه تدقيق يحدد معناه فنعتبرِ ان هُناكَ شخص حاضرِ غائب كَُل الاشياءَ الموصوفة متعلقة به.
4 الشخصية والواقع:
ا يقول ميشال بوتور: "يعلم كَُل منا ان الروائي ونقبس عَليه نحن القاص بَين اشخاصه
شاءَ ام ابى
علم بذلِكَ أو جهله
انطلاقا مِن عناصرِ ماخوذة مِن حياته الخاصة،
وان ابطاله ما هُم الا اقنعة يروي مِن ورائها قصته ويحلم مِن خِلالها بنفسه" 13).
ويوافقه الراي فرانسوا مورياك
ويتحدث هَذا الاخيرِ عَن الروائيين وندمج معهم القصاصين قائلا: "الشخصيات الَّتِي يخترعونها ليست بتاتا مخلوقة
اذا الخلق ايجاد شيء مِن لا شيء
فمخلوقاتنا المزعومة مكونة مِن عناصرِ ماخوذة مِن الواقع ونحن نرتب
بنوع مِن الدقة
ما تقدمه لنا ملاحظة الاخرين ومعرفتنا بانفسنا" 14).
فسواءَ كََانت القصة واقعية أو لا فالشخصية هِي نتاج بشَكل أو باخرِ لواقع القاص ولمحيطه القريب أو البعيد.
ب هُناكَ علاقة مِن نوع آخرِ للشخصية مَع الواقع
فقد استطاع بَعض الادباءَ تكوين شخصيات غَيرِ عادية خلقت لنفها مكانا فِي الواقع وكأنها اشخاص مِن لحم ودم
الي درجة جعلتها تعاود الظهورِ فِي اعمال ادباءَ اخرين كََما لَو كََانت شخصيات ماخوذة مِن الواقع أو لدرجة أنها اتخذت مكانا لَها بَين الناس الَّذِين اصبحوا يقلدونها
يقول بيترِ بران فِي تقديمه لقصة توركينيف الطويلة "الحب الاول": "قدم تولستوي ملاحظة حَول النساءَ البطلات اللواتي نجدهن أيضا عَن تركينيف فِي اعماله فقد بدات تظهرِ فيه"
وزينايدا بطلة القصة هِي أيضا مخلوقة ادبية تجسدة الامكانيات المثالية لوضعية المرآة وفي نفْس الوقت واقعية سامية
هي اذن امرآة مثالية وواقعة فِي نفْس الوقت حسب تعبيرِ فلوبير" 15).
ج "انا" كَشخصية واقعية
هل يحكي القاص فعلا عَن نفْسه عندما يتحدث بضميرِ "انا" فِي القصة ام ان "انا" هِي شخص آخرِ

فهُناكَ ثلاث مستويات فِي تقديم الانا فِي الكتابة السردية:
المستوي الاول: اعتبارها شخصية كَباقي الشخصيات الاخري ودورها فِي السرد لا يعطيها أي ميزة أكثرِ مِن الشخصيات الاخرى
وتَكون بذلِكَ فاعلا مِن بَين الفواعل الاخري فِي الاحداث ولا يُمكنها تجاوز نسبة سيطرتها علي واقع الاحداث
في هَذا الاتجاه يصيرِ ضميرِ "انا" مرادفا لاسم وهوية
"في الحكي
يقول بارت
انا لا تبقي ضميرا بل تصيرِ اسما
افضل الاسماء
ومن يقول أنا يعطي بالضرورة لنفسه مجموعة مِن المضامين ويمنح لنفسه مساحة سيرِ ذاتية" 16).
المستوي الثاني: يصبح السارد شخصية شاهدة علي الاحداث وتفاعلاتها
ويمكن ان يساهم اولا فِي هَذه الاحداث
وبذلِكَ يَكون شاهدا بالمعني الصحيح
تتحدث فيرونيكَ انكلارد عَن السارد الشخصية عِند دينوبوزاتي قائلة: "كشاهد علي الحدث يكتفي الشاهد بالملاحظة ويحكي ما وقع دون ان يشاركَ فيه" 17).
المستوي الثالث: يتحَول السارد الشخصية الي فضولي ويتجاوز دوره كَاحد الفواعل فِي القصة
ويقترب مِن دورِ السارد المتخفي الَّذِي يحكي عَن "هو" ونراه يعرف أكثرِ مما تعرف الشخصيات الاخرى هَذا الانزلاق اصبح يختفي خصوصا مَع بِداية سيطرة التجريب علي الكتابة القصصية.
خاتمة:
نؤكد علي ان ما تنولناه ليس الا جزءا يسيرا مِن العمل الَّذِي يُمكن ان ينجز لمقاربة الشخصية فِي القصة القصيرة فهُناكَ العديد مِن المحاورِ الَّتِي لَم نستطع تناولها لمجموعة مِن الاعتبارات لا مجال لذكرها هُنا ومن بَين هَذه المحاورِ الجواب علي الاسئلة التالية:
كيف تتراكم الافعال والاحاسيس وباي منطق لتصنع شخصية ما؟
هل يكفي الوصف الخارجي مِن طرف السارد لتحديد هوية الشخصية
متي وكيف تذوب الشخصية أو يتِم تغييبها لصالح الاحداث أو المواقف؟












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
2 أعضاء آرسلو آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة:
قديم 12-01-17, 04:00 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
 نسيان  
اللقب:
كاتب متألق
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية نسيان

بيانات العضو
التسجيل: 18-05-10
العضوية: 138
المواضيع: 194
المشاركات: 2031
المجموع: 2,225
بمعدل : 0.42 يوميا
آخر زيارة : 24-03-20
الجنس :  انثى
الدولة : بين الورق و الخبر
نقاط التقييم: 16953
قوة التقييم: نسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 1,782
وحصلتُ على 1,080 إعجاب في 778 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
نسيان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

بالقصص احب الشخصيات الواقعية التي اتمنى من الكاتب ان يقعه بموقعه المناسب وان لا يلبسه لباس المثالية ان كان من اهل الخير وان لا يلبسة لباس الشر كله

متابعين لقلمك وممتنين لعطاءك
جوووود يا بحر












عرض البوم صور نسيان   رد مع اقتباس
قديم 15-01-17, 07:07 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

من وحي ورشة العمل هذه وبعد ان راجعت بتعمق موضوع عناصر القصة خاصة العنصر الاهم صانع الحدث في القصة وهو الشخصية كتبت هذه القصة القصيرة على الرابط...لعل كل من يريد ان يصبح كاتب قصة ان يجرب كتابة قصة اين كانت النتيجة..
.فلا بد من العمل الجاد والمحاولة المستمرة للوصول الى الاتقان والتميز...

بانتظار محاولاتكم القصصة هنا...

https://www.qtrat.com/vb/showthread....8849#post88849













التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 18-01-17 الساعة 09:30 AM
عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
قديم 16-01-17, 07:34 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ها هي القصة التي كتبتها من وحي هذه الورشة . اتيت بها هنا لعلها تجد من يغوص في ثناياها محللا نقاط قوتها وضعفها .
طبعا حاولت في بناء هذه القصة التركيز على الشخصية لكنني حشدت الكثير من العناصر الاخرى حتي يكون للنص بالغ الأثر على المتلقي :


خطأ في التشخيص

عبر احمد البوابة الزجاجية الي غرفة الانتظار في مختبر المدينة الطبي وهو متردد وغارق في الهم والتفكير في مشاكله الصحية التي كادت ان تكتسب مع الأيام صفة المرض المستعصي والمزمن رغم مراجعاته المتكررة للأطباء الذين تعددت مجالات تخصصهم ومشاربهم.

كانت ملامح الخشية من نتيجة فحص الدم ترتسم على ميحاه، وتثير جهازه العصبي، فبدى في لحظتها متوترا فوق العادة، فهو يكره لون الدم، ووخز الابر، بل هو يمقت كل ما يمت الي الطب والأطباء بصلة، وهو موقف غير اصيل لديه، لكنه اكتسبه مع الأيام لعجزهم عن مساعدته وعلاجه، ورغم ان هذه ليست اول مرة يجري فيها فحص دم، لكنها اول مرة يجري فيها مثل هذا الفحص الاستكشافي الشامل، وهو متوجس خيفة وهو يستشعر كل الاحتمالات المفتوحة على مصارعها.

بالأمس كان قد حسم امره بإجراء هذا الفحص دون الرجوع الى الطبيب هذه المرة، وعلى الرغم ان أحدا حوله لم يشجعه على ذلك، مستذكرا كيف ان طبيب الاسرة كان قد زجره حينما طلب منه إجراء فحص دم شامل له قبل سنوات، ونصحه الطبيب حينها بممارسة الرياضة، وان يبعد عن نفسه الأفكار السوداء، مفندا رايه بانه لا حاجة لشاب مثله، يبدو بكامل صحته، ولياقته البدنية بذلك الفحص...فمثل تلك الفحوص تجرى لمن اكل الدهر على محياهم وشرب...ولمن زحفت على رأسه جيوش الشعر الأبيض...او على الأقل من ظهرت على قسماته اعراض الاصفرار والتعب والمرض، وهو لا يظهر عليه أي من تلك المظاهر المرضية ابدا...بل على العكس، يبدو رياضيا مفعما بالحياة، ومظهره اقرب الى مظهر ابطال كمال الاجسام.، تعلو وجنتيه حمرة ملفتة...

وها هو اليوم يجد نفسه مترددا في عبور تلك البوابة، يقدم رجل ويؤخر أخرى، وكأنه يخطو عبرها من عالم الصحة الي عالم المرض والالم والمستشفيات...فمن يدري ماذا ستظهر تلك الفحوصات؟؟!! فعلى الرغم انه دائما ما كان يواجه بصيحات الاستهجان حينما يشتكي، هو يشعر في قرارة نفسه بأن خطأ ما يلم ويعصف به منذ سنوات طويله، تزيد على العشرة، ومنذ ان كان في سنته الجامعية الأولى.

لكن أثر ذلك الشعور المرضي المخيف تفاقم مؤخرا بشكل مرعب وغير مسبوق، ولم يعد يصدق وكما قالوا له انها مجرد أوهام، ووسواس، وتصورات يخترعها عقله الذي لا ينفك هذه الأيام يفكر بالمرض؟؟!! وهي اتهامات كان يسوقها حتى أقرب الناس اليه ولطالما ضاعفت المه، وافقدته الثقة بكل شيء، وجعلته يفكر بينه وبين نفسه، بأنه ربما يكون فعلا مريضا نفسيا، وكان اشد ما يخشاه وسره الدفين الذي قبره في ثنايا صدره، هو فقدانه للسيطرة على نفسه، السائرة على ما يبدو في درب الجنون لتصل به في نهاية المطاف الى مستشفى الامراض النفسية والعصبية او الانتحار.

وما ان دفع الباب ليعبر بوابة المختبر حتى دق الجرس المخصص لمثل هذه الأماكن العامة مشعرا من بالداخل عن وصول مراجع جديد... بادرته الممرضة المكتنزة التي برزت له مبتسمة من غرفة جوانيه، واضح ان رنة جرس الباب لفتت انتباهها له، وبادرته بالسؤال عن حاجته وكيف يمكنها ان تساعده؟

- فأخبرها برغبته في اجراء فحص دم شامل...فاستفسرت عن تحويلة الطبيب فرد عليها بأنه لم يأت بواحدة لأنه يريد اجراء فحص روتيني استكشافي شامل...

فأمسكت الممرضة بقلمها ودونت في ورقة نموذج طبي امامها أنواع الفحوص التي قررت ان تجريها له بعد ان سألته عن شكواه؟

- فرد عليها بأنه يشعر بإرهاق وتعب شديد وشبه دائم، ولا يكاد يستيقظ من النوم، كما انه يشعر بأوجاع هنا وهناك، وأشار لها نحو نقاط محددة على رجليه ويديه ومفاصل عظامه... وقص عليها باختصار شديد قصته الطويلة والمؤملة مع المرض، والوهم، والوسواس القهري الذي اتهموه فيه حتى كاد ان يسلم له امره... تلك القصة التي تعود بداياتها الى عشر سنوات، مضت من عمره دون ان يشعر فهيا بطعم السعادة والهناء... بل سيطرت عليه خلالها مشاعر الكآبة والمرض والالم واليأس ومخاوف من فقدان السيطرة وربما الانزلاق في متاهات الجنون... واخبرها كيف انه أصبح مع مرور الزمن...على وشك فقدان عقله لولا انه احتفظ في ثنايا قلبه ببصيص امل لعله يخرجه يوما ما من هذه الدوامة شديدة العتمة والبؤس... وصار لا بد له ان يطمئن بعد ان تفاقمت حالته...فلعل وعسى ان يسعفه هذا الفحص ويخلصه من ذلك المأزق السرمدي...خاصة ان قراءاته الأخيرة في مواقع البحث على الشبكة العنكبوتية فتحت له نافذة من التفاؤل وضاعفت من قوة شعاع الامل الكامن في قلبه، حينما قرأ عن حالات مرضية لها نفس الاعراض التي ظل يشعر بها طوال تلك المدة التي قاسا فيها الامرين...
وما ان انتهت الممرضة من الكتابة حتى اشارت اليه بالدخول الي الغرفة الصغيرة المجاورة... فسار باتجاه الغرفة بتثاقل، وما لبث ان استدار بوجهه نحوها بعد ان سار مبتعدا عنها خطوتين او ثلاثة خطوات على الأكثر، ونبهها ان تهتم أكثر ما تهتم بفحص الغدة الدرقية لغرض في نفسه...

عبر الى غرفة الفحص وجال ببصره فهيا بنظرات فاحصة سريعة، فوجدها غرفة صغيرة اشبه بزنزانة أحد السجون، لا يوجد فيها سوى كرسي واحد مخصص لجلوس مرضى فحوص الدم، والى جوارها خزانة خشبية مطلية باللون الأبيض، تملأ رفوفها أدوات طبية متنوعة...قطن، وشاش، ومطهر، وقناني صغيرة لتخزين الدماء المسحوبة لحين نقلها الى ماكينات الفحص داخل المختبر، وعلى جدار الغرفة المجاور لموقع الكرسي يوجد مسمار وحيد دق في الحائط وعلق عليه حبل مطاطي مخصص لشد اليد لزوم ابراز الاوردة لتسهيل علمية سحب الدم ...

لم يطل انتظاره هناك فما ان انتهى من رفع كم قميص يده اليمنى، وكشف عن ساعده حتى بادرته الممرضة بقولها وهي تقف الى جواره ممازحة...

-تبدو شاحبا هل تخشى الابر ام هو منظر الدم؟؟

ووعدته بأن تكون يدها خفيفة، وان لا يشعر بالألم، وما عليه الا ان يسترخ هو ويساعدها على انجاز المهمة بسرعة ويسر...

سلمها يده مكرها، واشاح بوجهه الي الجهة الأخرى، وتنفس تنفسا عميقا، وحاول ان يكتم نفسه لعل ذلك يساعده في عدم الشعور بألم وخزة الابرة كما اعتاد ان يفعل في مثل هذه المواقف...وما هي الا ثوان قليلة حتى فكت الممرضة الحبل الذي لفته حول ساعده، وغطت مكان وخزة الابرة بقطعة بلاستر معقمة...واخبرته ان المهمة أنجزت بسلام وطلبت منه ان يعود للحصول على النتائج بعد ساعتين على اقل تقدير...

غادر المختبر وهو يتحسس مكان الابرة، يفكر ويسأل نفسه كيف سيقضى كل هذا الوقت وهو بانتظار نتائج هذا الفحص المصيري؟ وتمتم في نفسه...ياه ...الساعتين تكونان بطول سنتين ما دام الامر يتعلق بحالة انتظار نتائج فحص دم ربما يأتي بنتائج كارثية، مرعبة ...فمن يدري؟!

لم يشأ ان يعود الي المنزل...اراد ان يعرف نتائج فحص الدم أولا...وصار يدور في شوارع المدينة على غير هدى، يحاول قتل الوقت الذي اخذ بدوره يدور ببطء شديد لم يشهد له مثيل من قبل...

اتجه أولا نحو الشرق وسار حتى وصل الى دوار جمال عبد الناصر الذي هو مركز السوق التجاري ونقطة استقطاب تجار المدينة والمتسوقين، وهو قلب المدينة النابض... ومن هناك اتجه غربا عبر شارع فلسطين، ثم انعطف الى شارع سفيان، وشارع العدل، ثم اوغل في الاتجاه غربا حتى وصل الى منتزه البلدية، لعل المكان بأشجاره الوارفة، وسحر الطبيعة، وخضرة العشب الذي يغمره واصوات العصافير التي تسكن على الأشجار والعاب الأطفال ومرتادي المكان تسري عليه همه، وتخفف عنه وطأة الانتظار والزمان الذي بدى له سرمديا، وصار يستعجل انقضاؤه بصبر وملل وخشية وتحسب...

كان يسلي نفسه اثناء سيره في شوارع المدينة بالنظر في بترينات المحلات التجارية، ويستمع لأصوات الباعة المتجولين...يمعن النظر بوجه هذا، ويشيح بوجهه عن ذاك...يحاول جاهدا ان يشغل نفسه عن التفكير بفحص الدم ونتائجه، وعن قصته مع المرض والالم، وكل الاحتمالات التي قد يجد نفسه مضطرا للتعامل معها في لحظة حقيقة مدوية...لكن الافكار كانت تدور هي أيضا في رأسه كحجارة الرحى...تتوالد كالأفاعي، تتلوى في جحورها ولا تكاد تتوقف ابدا... أفكار تطغى عليها السلبية، والتشاؤم...فيا لها من لحظة قد يضطر الانسان فيها لسماع خبر مدو على مسامعه، له وقع سقوط كوكب من السماء، الى الارض بسرعة الضوء...

كان من الصعب عليه ان يجد مساحة للتفاؤل ...لكنه ظل متمسكا ببصيص امل...وظل طوال فترة انتظاره يتفحص عقارب الساعة التي علقها في معصمه...يتابع حركتها وهي تسعى، وكأنه يستحثها على ان تسرع الخطى والدوران... هو لا يعرف تحديدا كم عدد المرات التي حملق فيها بميناء ساعته، لكنه شعر بأنها تزيد على مئة مرة... وقد تقاربت تلك النظرات الفاحصة في ربع الساعة الأخير، التي بدت فيها حركة عقارب الساعة له ابطأ من أي وقت مضى على الاطلاق... كان ينظر اليها نظرة فاحصة تلو الأخرى، تتبعها ثالثة ورابعة وخامسة وأخرى، وأخرى... وما ان وجدها قد ارتسمت في وضع يشير الى اقتراب الموعد وانتهاء مدة الانتظار حتى تحرك راجعا باتجاه الشرق نحو المختبر، واتخذ من اجل الوصول الى هناك طريقا مستقيما...

سار بهمة وسرعة غير معهودة لديه منذ زمن متجها نحو المكان، وما ان اجتاز باب المختبر حتى وجد الممرضة ذاتها تستقبله وكأنها كانت في انتظاره...وباشرت فورا في قراءة نتائج الفحوص له...واحد تلو الاخر وهي تصفها بالممتازة في كل مرة حتى وصلت الي الصفحة الأخيرة التي بدى له انها جعلتها الأخيرة عن قصد وسابق تخطيط...وبعد تردد لم يطل بادرته وهي تحملق في الورقة الأخيرة بالقول كل نتائج الفحوص عندك ممتازة...ولكن؟؟!!

وما ان سمع كلمة لكن هذه حتى كاد قلبه يسقط بين رجليه...وسمع نفسه يتمتم بكلمات يا ساتر...يا رب سترك...

وتابعت هي الحديث لكن فحص الغدة الدرقية يشير الى كسل شديد، ونقص رهيب في افرازاتها. وشرحت له بأن النسبة الطبيعة لهرمون الـ hts في الانسان العادي السليم يجب ان لا يتجاوز الرقم 5...وهو في دمك ارتفع ليتجاوز المائة...واكدت له ان الماكنة التي تقيس هذا الهرمون والذي يؤشر على نشاط الغدة الدرقية او كسلها توقفت في قراءتها عند الرقم 100 لأنه اعلى مقياس مسجل عليها مما يعني ان نسبة الهرمون في دمك تزيد حتما عن قدرة الماكنة على القياس وهو امر غريب قلما يحصل...وتابعت وهو منصت باهتمام...وذلك يعني أنك كنت تعاني من كسل الغدة الدرقية منذ فترة طويلة جدا ربما؟؟!! وفي تصوري ان سبب كل ما اصابك وجرى لك كما في قصتك التي قصصت علي، يعود لنقص جسيم في هرمون الغدة الدرقية... وهذا يعني أنك كنت ضحية لخطأ في التشخيص...خطأ شنيع ومستهجن...فالعلاج بسيط... وبسيط جدا...

لجمته المفاجأة...فلم ينبس ببنت شفة...ولم يعرف أيفرح ام يحزن لهذا الخبر الصادم، المزلزل...الذي يبدو مرعبا ...

عاد بذاكرته الى الوراء، يستعرض في ثوان شريط ذكرياته المريرة مع المرض ...يا إلهي؟؟!! ...عشر سنوات من الألم والمرض والكآبة والخوف... والسبب في كل ذلك كما تقول ربما يعود الى كسل في الغدة الدرقية...وشتم في سريرته حظه النحس، وكل الأطباء الذين زارهم خلال رحلة الطويلة مع المرض...

كان هول المفاجأة عليه ساحقا ماحقا للوهلة الأولى، فهذه صدمة من العيار الثقيل... لكنه ما لبث ان استجمع قواه وابتسم في قرارة نفسه حينما تذكر ان ذلك ربما يفسر كل وساوسه ومآسيه وآلامه، ويعني باختصار انه ليس في طريقه الى فقدان السيطرة...

وقبل ان يعود الى المنزل مر على حلويات شهرزاد في آخر شارع فلسطين...وابتاع منها طبق من الكنافة النابلسية الشهيرة... أراد ان يحتفل مع اهله بالخبر الكارثي الذي وضع نهاية سعيدة لمآسيه واغلق الى غير رجعه باب خشيته من الجنون...













التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 18-01-17 الساعة 09:30 AM
عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة:
قديم 17-01-17, 07:03 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

عناصر التأثير التي حاولت حشدها في هذه القصة :

طبعا حيث اننا نتحدث عن اهم العناصر في القصة وهو " الشخصية " محورت هذه القصة حول شخصية( احمد ) الذي هو الشخصية الوحيدة التي حظيت بكامل الاهتمام والبناء السردي . وعلى الرغم ان هناك ذكر ليشخوص مثل الممرضة المكتنزة والأطباء والأهل الا ان احد منهم لم يحظ بالاهتمام الذي حظي به احمد الشخصية الرئيسية فقد حرصت على جعله شخصية دائرية round figure أي انه شخصية متكاملة تعرفنا على الكثير من جوانب شخصيته وحياته وحتى مشاعره خلال فترة زمنية غير قليلة عشر سنوات.
- فنعرف مثلا عنه انه في أوخر العشرينات من السن أمضى منها عشر سنوات وهو ضحية المرض كونه مرض مع دراسته الجامعية وفي سنته الاولى فيها.
- وأنه يتمتع بصحة شخص رياضي مفتول العضلات وكانه احد ابطال كمال الأجسام ورغم المرض لم يتغير لون وجهه ولم يتورم ولم يصفر بل تعلوه حمرة وذلك ما جعل الاطباء مترددين في اجراء فحوص طبية كاملة له كما انهم لم يكتشفوا طبيعة مرضه في الغدة الدرقية الذي يؤدي الى زيادة كبيرة في الوزن وانتفاخ حول العينين مثلا كاعراض تنبه الطبيب الى وجود المرض.
- نتعرف عليه في بداية القصة وهو في حالة ياس رغم شعاع الأمل الضعيف وعلى حافة الانهيار والجنون لكنه في اخر القصة نجده قد عبر من عالم المرض الى عالم الصحة النسبية مقارنة مع ما كان يخشاه وهو الجنون .
- أيضاً مع عبوره البوابة بوابة المختبر نجده يخرج وقد انتقل من حالة الوهم التي كان يعاني منها الى حالة الحقيقة . ومن حالة فقدان الاتزان والوسواس الى حالة القبول بواقعه المرضي الذي يمكن ان يعالج .
- كان ضحية الاطباء لانه كان يستمع لما يقولون لكنه في لحظة من الزمن وبعد ان دفع نفسه للقراءة عن أعراض مرضه اتخذ قرار بعمل فحص شامل لعله يتعرف على اسباب مرضه وهذا يعني انه تغير ونمى وتطور حاله ولم يعد ضحية بل أخذ زمام المبادرة وتحمل مسؤوليةةنفسه وعالج نفسه بنفسه .
- تحول من إيمانه بالطب والأطباء الى فقدان الثقة فيهم نتيجة لهجومه عن تحديد اسباب ما كان يدور معه .
- تنتهي القصة بغلاف باب الجنون الذي كان يظن انه مصيره وهذا يعني انه تقبل واقعه المرضي الى حد انه دفعه للاحتفال بهذه المناسبة .
- طبعا هناك أيضاً الكثير من الحديث والأوصاف التي جعلته مكتمل كشخصية الى حد ان زميلتها الأستاذة متاهة الاحزان أخبرتنا في تعليقها على القصة بانها تعتقد انها قابلته اي بطل القصة في الطريق وهذا يعني ان الشخصية مكتملة ومؤنسنة وكأنه ابن الحي الذي نسكن فيه .

يتبع عناصر التأثير الاخرى في القصة ...



*













التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 18-01-17 الساعة 05:43 PM
عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
قديم 18-01-17, 01:19 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

يضاف الى ما سبق

تجدون انني باشرت القصة بالحديث عن الشخصية الرئيسية واخترت لها اسم ذكرته من عتبه النص( احمد ) حتى يعرف المتلقي بأن الحدث يتمحور حول هذه الشخصية كشخصية رئيسية.

ولم يكن صدفة ان اخترت كلمة تعني الحركة كاول كلمة في النص لان الحركة تجعل النص ينبض بالحيوية من هنا جاءت كلمة (عبر)...وهو ما يجعل المتلقي يشعر بحيويةالنص من عتبته...

يتبع...

عناصر اخرى تم حشدها لتلبية متطلبات البناء القصصي الجميل ولتكون عناصر تأثير ...


يلاحظ انه : ما يزال عدد المتابعين لهذه الورشة قليل جدا وكنا نطمع ان يرتفع العدد بشكل كبير حتى تعم الفائدة من خلال تبادل الافكار...

ادعو كل من هو مهتم في هذه الورشة وفي كتابة القصة القصيرة ان يجرب حظة في كتابة قصة قصيرة هنا يختار لها شخصية رئيسية ويمحور الحدث حولها...وينشرها هنا حتى نكتسب الخبرة من خلال تبادل الافكار والنقد للنصوص
الدعوة مفتوحة للجميع الذين ليس لديهم خبرة في الكتابة القصصة اولا...والذين لديهم خبرة حتى نستفيد من خبرتهم طبعا

هذا لكي تتحقق اهداف هذه الورشة لطفا
اهلا وسهلا بالجميع













التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 18-01-17 الساعة 05:40 PM
عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
قديم 18-01-17, 11:56 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

عنصر

الصراع
في القصة

طبعا يتضح من عتبة النص ان الحدث يتمحور حول صراع بطل القصة اي الشخصية الرئيسية مع المرض .

اذا هناك صراع رئيسي واحد على الاقل ولو ان هناك صراعات لا تقل اهمية من حيث دورها في اغناء الحدث ومنحه صفة التشويق مثل علاقته مع الاطباء الذين صار بمقامك مع الزمن لانهم فشلوا في كشف اسباب علته وعلاجها
كذلك هناك صراع نفسي داخلي يتمثل في خشية البطل من الجنون وهو السر الذي قبره في صدره ليظل ذلك الصراع داخلي حتى تتكشف اسباب تلك العلة فيكشف لنا البطل عن انه عاش في ظل الخوف والخشية انه سائر في طريقه الى الجنون وينتهي هذا الصراع عندما يغلق باب خشيته من الجنون والى الأبد.

اذا هذا عنصر اخر مهم من العناصر التي لا بد من توفرها لإبداع سرد محبوك بصورة مؤثرة .













التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 18-01-17 الساعة 05:39 PM
عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة:
قديم 18-01-17, 05:35 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

اذا تحدثنا حتى الان عن عناصر التأثير والبناء القصصي وكما يلي :
- شخصية محورية - احمد - وشخصيات ثانوية الممرضة في المختبر .
- حدث رئيسي يتمحور حول بطل القصة .
- مدخل يوحي بالحركة لاكساب النص حيوية من عاقبته .
- صراع بين بطل النص والأطباء وصراع من اجل البقاء وصراع نفسي داخلي .

أيضاً من العناصر الرئيسية التي شملها النص - الزمان - :

الان نضيف ان زمن النص كان مناسبا لانه لا يزيد عن ثلاث ساعات على ابعد تقدير وهو الزمن الذي وصل فيه بطل القصة الى المختبر ثم انتظاره لمدة ساعتين ثم عودته الى البيت. لكن يلاحظ ان القصة ذكر فيها أزمان اخرى تصل الى عشر سنوات وقد تم استخدام آلية التذكر والذاكرة والعودة الى الوراء لاستثمار هذه الأزمان لخدمة زمن القصة المحدود . *












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة:
قديم 19-01-17, 01:15 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

أيضاً من عناصر قصة " خطأ في التشخيص " المكان :

نجد ان المكان مناسب للقصة فالجزء المهم من الاحداث والسرد يتم داخل المختبر، والأماكن الاخرى ثانوية وليس لها نفس اهمية المكان الرئيسي .

وعليه نقول ان الزمكانية راعت خواص القصة القصيرة فكان الزمان محدودا والمكان أيضاً .












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة:
قديم 19-01-17, 06:23 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.14 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

اضافة الى العناصر الاساسية التي ذكرناها الشخصية والحدث والمكان والزمان والصراع يمكن ملاحظة ان اللغة كانت عنصر مهم من عناصر البناء في هذه القصة حيث تم حشد كم لا باس به من الكلمات ذات المغزى والتي لها وقع على المتلقي من خلال ما تستثيره في المتلقي وما يرتبط فيها من معنى له وقع واثر كبير على المتلقي . فقد اكثرت مثلا من ذكر كلمة ( الدم) وكان هناك حديث عن الخوف والتردد والمرض والجنون وحتى الانتحار تم ذكره لكن ذلك كله تم بصورة سلسلة وفنية مناسبة و لم يشعر المتلقي ان هذه الكلمات دخيلة على النص وأنها لم تكن ضرورية وهو ما أدى الى خلق صورة ذهنية هائلة كان لها وقع ـهايل على اعصاب المتلقي.
فقد نجحت اللغة في خلق جو مشحون بالكثير من الكلمات ذات الدلالة والتي نجحت في المحصلة النهائية في ترك اثر مزلززل على عقل المتلقي.
وقد ادت اللغة دورا اخر مهم وهو التشويق فكان البناء مكثفا مشوقا رغم طول النص نسبيا لكنك لا تجد حشوا ولا انحرافا في حبكات ثانوية تشتت المتلقي بل كان الحدث صاعدا متسلسلا ما ان يفرغ المتلقي من قراءة فقرة حتى يجد نفسه ينتقل بسلاسة الى الاخرى يتابع تطور الحدث الرئيسي مستعجلا معرفة ما ستؤول اليه الامور. *












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ ايوب صابر على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 16
متاهة الأحزان, محمد الطيب, محمد سوداني, مهند التكريتي, مطر, الحمداني, الــمُــنـــى, احمد معيوف, ايوب صابر, روح الياسمين, سالم, عبدالرحمن منصور, عزت عبد المجيد, نادية الجعبة, نسيان, نزف القلم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة قطرات أدبية للقصة القصيرة اصدار 2017 - اعلان انطلاق ايوب صابر قــطــرات الـقـصـة والروايــة 31 09-03-17 09:06 PM
تعالوا نتعرف على ونكتب قصص أطفال ساحرة : ورشة عمل ايوب صابر قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة 4 25-02-17 11:27 PM
الفرق بين القصة والروايةًًًًًً ماااريا قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 6 03-05-11 09:42 PM
وش تبي نكتب ؟؟؟ حسين الشمري القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 93 03-05-11 09:22 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 05:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009