هو بالنسبة لي خبر مؤلم ..!
هل يمسك السيسي السعودية من اليد التي توجعها..؟
الابتزاز المصري
تحركت مصر واستخدمت عدة أساليب للإبقاء على أحد أهم صمامات أمان حكمها، وأطلقت إعلامييها لمهاجمة السعودية واتهامها بدعم الإخوان وتغيير سياستها، ووصل الأمر بأحد أبرز الإعلاميين المحسوبين على سلطات الانقلاب بوصف تحركات السعودية الخارجية بـ"الخطر على الأمن العربي"، فيما استل إعلاميو "التوك شو" سيوفهم مهاجمين المملكة.
كما سمحت سلطات رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، للحوثيين بإقامة معرض بعنوان "أوقفوا العدوان على اليمن" في القاهرة لمهاجمة العملية السعودية العسكرية (عاصفة الحزم وبعدها إعادة الأمل)، وتداولت عدة وكالات أخبارا تفيد بعقد لقاءات تجمع بين شخصيات مصرية وقيادات من حزب المخلوع علي عبد الله صالح.
في الوقت ذاته شهدت العلاقات الإيرانية المصرية تقاربا واضحا في الفترة الأخيرة، للعمل على "إعادة صياغة الخريطة الاستراتيجية وإعادة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، في ظل الاضطرابات والأوضاع الراهنة التي تعيش فيها العديد من الدول الإقليمية في الوقت الحالي"، بحسب بيان المؤتمر المصري الإيراني "إيران ومصر... الآفاق المستقبلية" في شباط/ فبراير الماضي.
وقد استغلت مصر هذه الورقة للضغط على السعودية، وظهر هذا في حديث لمذيع المصري يوسف الحسيني، الذي وصف بـ"الواد" في احدى تسريات مدير مكتب السيسي أثناء إلقاء أوامره للإعلاميين للكتابة حول موضوع معين، حيث وجه كلامه للسعودية قائلا: " "لستم أوصياء علينا في إقامة علاقات مع إيران وغيرها، لأننا لم نتكلم على علاقتكم بإيران فلكل مصالحة ونحن نبحث عن مصالحنا"، مهددا في إحدى حلقاته المملكة بأن " علاقتنا بإيران مقابل علاقات السعودية بتركيا".
المصالح أقوى الروابط*
اتفق السيسي والأمير محمد على حزمة من الآليات التنفيذية في ستة مجالات كالتالي: "تطوير التعاون العسكري، والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك، والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، والعمل على جعلهما محورا رئيسيا في حركة التجارة العالمية".
وتلقى بعدها قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، "في إطار متابعة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين" في أعقاب زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر.*
رسالة مصرية
أثمرت تلك الخطوات السعودية للتقرب من نظام السيسي عن قرار الحكومة المصرية أمس، بتمديد فترة مشاركة عناصر من الجيش المصري في "مهمة قتالية" بمنطقة الخليج، وفي البحر الأحمر، ومضيق "باب المندب"، لمدة 6 شهور إضافية، أو لحين انتهاء المهمة القتالية "أيهما أقرب".
تلخص كل الأفعال المصرية والتحركات السعودية التي ردت عليها، المعضلة التي وجدت الرياض نفسها فيها بعد أن لم تستطع حسم الملف اليمني بوقت قصير، ما جعل دبلوماسيتها مقيدة وعاجزة عن رد الهجوم الإعلامي المصري، بل واضطرها للذهاب للقاهرة لتقديم الجوائز لنظام السيسي.
تدرك السعودية مدى أهمية الموقف المصري تجاه حربها في اليمن، فيما يدرك نظام السيسي ذلك، الأمر الذي استغله "أبشع" استغلال