ج7
سميه :لم تفعل ولكني أتمنى حضورها ـ أتعلمين أحببت تلك الفتاة كثيراً أحس وكأنها شطرٌ من هذا القلب .
لبنى :لأنها مدت يد العون ...؟؟؟
سميه : لا هذا لن يدفعني لحبها لكنها فتاةٌ نبيلة وقد أحبت المكان بسكانه على سوء وضعهم الاجتماعي .
لبنى :هذا صحيح ,تعلمين يا خالة لقد تغلغلت في قلوبنا بعمق دخلتها دون إذنٍ مسبق.
سميه :أحس بانتمائها لمنزل الأيتام هذا.
صعقت لبنى ـ وهل بدا ذاك الأمر واضحا حتى يلمسه الجميع بكل يسرٍ وسهوله ترى أي سرٍ يقبع وراء انتماء أسيل لمكانٍ غريب لم تعتده وطقوس الحياة فيه حاولت تجاهل كلام الخالة وتغير وجهة الحديث ـ هل خرج احمد كعادته صباح كل جمعة ...؟؟
سميه :لم أتنبه لخروجه تعلمين ,قلما نلحظه حين يغادر إلى المقبرة .
تنهدت لبنى بأسى :أحس بفشلي يزداد تفاقما كلما ذهب لزيارة الضريح .
سميه باستنكار :فشلكِ أنتِ ...؟؟
لبنى :من المفترض أن أجعله ينسى ملاك الصغيرة أن أطبب جرح ذكراها الذي لا يندمل على أني فشلت بهذا ...أتعلمين إنه لا يحس بوجودي عندما أتبعه فهي تسيطر عليه بالكامل ,أراهن لو كانت ملاك على قيد الحياة لما وصلت إلى قلبه أبداً...لكن ــ
سميه :لكن ماذا ؟أرى ملامحك وقد تغيرت ...
لبنى :أظنها فعلت ما عجزت عنه .
سميه :من ...وماذا فعلت ...؟؟؟
ردت بترددٍ واضح :أسيل يا خالة أسيل نجحت باجتياز ملاك والوصول إلى قلبه بكل سهولة في المرة الماضية ضحك قرب الضريح كما لم يضحك من قبل ,أحس بوجودها لمجرد أن همست لي متسائلة من صاحب الضريح .؟؟
سميه :شعرت بقربهما من بعضهما البعض من اللقاء الأول .
لبنى :هل سترمينِ خارج أسوار قلبه يوما ؟
سميه :لا أظن هذا فحدسي يخبرني بشيءٍ آخر أتمنى أن يصدق إحساسِ لكن كيف يفعل وملاك تجثو تحت التراب منذ سنين طويلة ؟!
صعقت لبنى :عن أي شيءٍ تتحدثين يا خالة طالما شعرت بسرٍ تطويه في قلبك .
سميه :لا شيء يا ابنتي هيا بنا لتحضير الفطور بعد قليل سيعج المكان بصراخ الجياع .
ضحكتا ضحكة مكسورة وبدأتا بإعداد الفطور .
خارج جدران الميتم على الأصح بين أحضان المقبرة هناك بالقرب من الأضرحةِ المنزوية قرب البوابة .
وقف أحمد مذهولاً واجما :ترى مالذي أتى بها إلى هنا ...؟؟هل حضرت لزيارة ملاك الصغيرة ...؟؟كلا هي بعيدةٌ عنها كل البعد ...
هل دفن عزيزٌ على القلب هنا ..؟؟لكن كيف وهي ابنة لندن وربيبة مدنها البعيدة كيف وهي لا تعرف أي شيءٍ عن هذه البلاد وقاطنيها
راقبها بصمت لوقتٍ طويل ,كانت تتنقل بين تلك الأضرحة تبحث عن مدفنٍ محدد لشخصٍ ما على أنها لم تستقر أمام أيٍ منها بعد فترة جثت على التراب تبكِ بمرارة محدثةٌ المكان بسكانه
اقترب أكثر لعله يفهم ماتقول وهي مستغرقةٌ بهذيانها الموجوع
ليتكم تنطقون ...هل عرفتموني ؟عن أيٍ منكم أبحث ؟هل زرتكم مسبقاً؟ أم أنها مجرد أحلام وهواجس وكأني على شفا حفرةٍ من جحيمٍ وجنون .
بعد بكاءٍ طويل أخذت نفسا عميق يريح القلب ويزيل شيئا من آلامه استدارت لتغادر فصدمت بوجوده حدقت به من بين الدموع وحدثت نفسها :
وأنت ـ ليتني أعرف سر الحب الذي وقر في قلبي لك ,أنا على يقين لست أعشق فيك الرجل وإنما ...مالذي أحبه لست أعلم ...
ترى هل قدر لقلبي أن يموت في بحر هواك غريقا دون أن أعرف لهذا الهوى سرا أو مرسى ؟؟!!
أطبق الصمت على صدرها بدأ قلبها يتوقف رويداً رويداً عندما تذكرت ملاك حدقت بالضريح الصغير :هل قررتِ أخذي إلى حيث أنتِ أم أنك تحاولين جلدي لأني أحببت عاشقك يا ساكنة السماء ؟؟
هكذا مضت بذات الصمت تبعها أحمد بتردد دون أن تشعر به إلى أن استقلت سيارتها عائدةٌ من حيث حضرت
عاد مقلبا نظره بتلك الزاوية راح يتفقد الأضرحة ويقرأ الأسماء عليها لا يوجد أي شخص يمت لعائلة سالم بأي صلة وبل قد يكون هو لا يعلم
أخذ نفسا عميقا محاولا تبديد الثقل عن قلبه .
لبنى :ظننت أنك أمام الضريح تعتني بأزهاره وتبكِ بصمت كما هي عادتك !
ابتسم :أهلا لبنى متى حضرتِ ؟؟!
لبنى :الآن وصلت {نظرت للزهور } تبدو عطشه ألم تسقِها بعد ؟!
أحمد :ألا تعلمين سر حضورها لهذا المكان ..؟؟!
صدمت وحدقت بوجهه :من تقصد ؟!
أحمد :وجدت أسيل هنا ..
ردت بأسى :أكانت بانتظارك ...؟؟لماذا لم تحضر إلى
أحمد :لم تكن بانتظار أي شخص بل غارقةٌ بالدموع والهم بت على يقين ثمة وجعٌ مروع يسكن قلبها .
لبنى :هل حدثتك عن وجعها ؟
أحمد :لم تنطق ولو بحرفٍ واحد ,بدت كمحتضرٍ في فراش موته هذت مع الأضرحة ببضع أسئلة لم أفهم الكثير من كلماتها وكأنها حضرت في وقتٍ باكر
كانت تتجول هنا { أشار لمكان تواجد أسيل .
دهشت لبنى :متأكدٌ أنت ؟! مالذي يدفعها للوقوف على أضرحةٍ لا تعرف قاطنيها ؟!
أحمد :هذا ما يثير حيرتي ورغبتي بالاقتراب منها أكثر ,أخبريني يا لبنى ما لذي تعرفيه عن صديقتك ؟
\
\
يتبع