العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27-05-18, 12:15 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج6
سأبكي للمرة الأخيرة أعدك سأكون قوية ما أمكنني ذلك ...لقد طال عمر الوجع وآن لي أن أنفض أتربته من صدري وأعود للحياة من جديد لكن بلا قلبٍ يعشق ...أعدك فقط دعني أبكي على صدرك هذه المرة.
هي المرة الأولى التي تبكي فيها السماء في مطلع أيلول دون إنذارٍ مسبق وكأنها تشارك ورد قرارها في البكاء لهذه الليلة على أن السماء ستعيد الكرة حين يأتي الشتاء فماذا عنك يا ورد ,هل ستفعلين أم أنك حقاً لن تبكي من جديد ...؟
في اليوم التالي كانت هادئة مستقرة لم ترتبك حين رأته بل هي لم تبحث عنه وقد أدرك ذلك جيداً حاول الاقتراب والحديث لكن صفعة الخذلان على جدار قلبه المكسور أبعدته حاول تجاهل وجودها تجاهل اكتماله بها تحليق روحه وعودة النبض إلى صدره بلا فائدة وجد نفسه في نهاية اليوم أمامها مسيراً هو تحت وطأة إحساسٍ لا يستطيع إماطة اللثام عنه لأسبابٍ كثيرة.
مد يده مصافحاً: إذن لن تبحثي عني من جديد (ارتجف جسدها حين رأت يده بعد برهة قبضها إلى صدره) حسناً حتى الصداقة أمرٌ ترفضيه أراك اليوم مختلفة تماما وكأنك لست فتاة الأمس .
ورد: فتاة الأمس ؟ حقاً لا تعرف اسمي !؟ ـ هز رأسه نافياً ـ أنا ورد .
ابتسم : ورد؟ تعلمين ظننت أن اسمك ـ ابتلع الكلمات هل ستفهم ما يعنيه هل يحق له الاقتراب وقرع أبواب قلبها المغلقة بإحكام تراها تتركُ ذاك الراحلُ يوما لتحتضنه بحب تنبه من شروده على عينيها المعلقتان بشفتيه باضطراب ـ حسناً يليق بك اسم جنة...
بدت كمن أصابته صاعقة فاحترق مرت دقائق كأنها فصلُ شتاءٍ لا ينتهي .
قُلتَ جنة ...لماذا جنة بالذات؟!
هز رأسه والحزن بادٍ على محياه: لا أعلم أقسم أنني لا أملك أي تفسير ...حين رأيتك للمرة الأولى اعتقدت أنك جزءٌ من الجنة أرسله الله لأهل الأرض رحمة ,حاولت التعرف على بقية أعضاء المجموعة لكني لم أستطيع فكلما حاولت النظر لآخر اكتشفت أن عيناي لازالتا معلقتين بوجهك الملائكي يرتبطان بأطراف سلاسلك الذهبية,لم أسال عن اسمك أنت على وجه التحديد لأني اكتفيت بكونك جنة.
نظرت لشفتيه تستجدي رداً سريع: اكتفيت قبل أن تعرف اسمي فهل أنت الآن راضٍ؟
نظر للسماء: ستبقي جنة.
ردت بغضب: لكني ورد.
ضحك بمرارة: بل جنة ورد.
تحجرت الكلمات في حلقها,هل هما متشابهان إلى هذا الحد لم تشعر إلا وهي تقبض على كفه الأيسر : تعال معي سأريك شيئاً ما.
مضى معها بصمت لا تدري لماذا تفعل ذلك هي لا تجد مبررا وهو ينساق خلفها بصمت يقتله الوجع ...ألازالت تبحث عن فارسها في تفاصيله أم أنها تستشعر اكتماله بها ؟
في باحة القصر أفسحت له المجال ,لم تتحدث فقط تركته يتأمل بصمت بعد وقتٍ ليس بالقصير نظر لها كتائهٍ في ظلمة البحر يستجدي للنجاة سبيل.
دنا منها يهمس بوجع: ثمة سرٌ صغير لن أخبر أحداً به حتى نفسي لم أحدثها به منذ زمنٍ بعيد ...يقول أبي إذا أردت قتل حقيقةٍ ما عليك عدم الاعتراف بها لنفسك أولاً وللآخرين ثانياً هكذا ستضمر وتتلاشى لتكون وهماً ...سامحه الله لم يخبرني أن الحقائق لا تموت أبداً بل تركن إلى الصمت حتى يقع ما يشعل فتيل الحياة فيها من جديد.
سألتك بالله ما لذي أردته من مجيئي إلى هنا ؟؟؟!
ابتعدت تشير في كل اتجاه: هل تراني ...هل تخيلتَ كيف قضيتُ أيامي هنا, أخبرني مالذي أوحاه لك القصر ...أنني فتاةٌ مرفهةٌ مدللة و
قاطعها : أبداً لم تقتحم خيالي طفلة كالتي وصفتي رغم الثراء الفاحش وأشار بعينيه لمدخل القصر.
قطفت جورية حمراء: حسناً لا أعلم لماذا أحضرتك إلى هنا ولكن استمع لي ولوجعي إن كنت قادراً على ذلك.
مضت نحو الأرجوحة ـ أمضيت سنةً بأكملها في هذا الفناء برفقته لم يتركني يوماً وحيدة كان يسليني بأحاديثه الكثيرة والمثيرة فهو أكبر من عمره بكثير أخبرني ذات مرة أن المصائب تُبلينا قبل الأوان. كان طفلاً بألف رجل ذكرياتنا لم تبرح رأسي يوماً كما أدمنت رائحة الياسمين فقد توجني به مراراً.
هو رحل مكرهاً فقد نالت منه يد الغدر مع والده على الحد الجنوبي من البلاد حين ودعني وعدني أنه سوف يعود هو حتى الآن لم يفي بوعده ـ نظرت في عينيه ـ أليس كذلك ؟!
قسمات وجهه تصرخ وما أدراني أنا لم يعد يقوى على التفكير وقلبه يصيح أعرفها حقاً أعرفها.
ورد: حسناً يا صديقي لقد مات اقتنع الجميع إلا قلبي .
خرجت الكلمات من فمه بلا تفكير: ما وجه الشبه بيننا؟

\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 07-06-18, 03:19 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج7
ورد: جنتيك نبرة صوتك قلبك ينبض بطريقةٍ أعرفها ـ نظرت في وجهه ـ أكاد أجزم أنها نفس الملامح فأنا لم ولن أنسى ذاك الوجه ما حييت لكنك غربيٌ من أصولٍ مسيحية وهو شرقيٌ من أصولٍ مسلمة ألا تكفي هذه لتكون نفسك فقط؟!
أمسك يديها: حسناً كما أخبرتك أيضاً قلبي يعرفك بطريقةٍ ما لن أتطرق للحديث عن الحب الآن فهو إحساسٌ آخر لا تصفه أبجديتي مهما كانت بلاغتها ولكنك لم تأتيني من أجلي بل من أجله ...أكبر فيك الحب الذي زرع في صدرك طفلة ليكبر معك دون أن تطاله يد الردى رغم موت الحبيب على أن قلبي المكسور لن يحتمل ضربةً أخرى لأنه سيطير غباراً مع الرياح ,سيبقى صدري فارغاً للأبد فهل يرضيك رقودي كفا
أغلقت فمه بيدها وهزت رأسها ترجوه ببكاء: أنت لن تموت عدني أنك لن تفعلها.
ضحك من تلقائيتها: منذ متى شرخ قلبك الغياب؟
نظرت في جنتيه:منذ أحد عشر سنة.
أطرق مفكراً: ستغادر البعثة أرض الحب بعد أسبوعٍ ونصف ,هل نلتقي كل يوم إلى أن يحين موعد الرحيل ؟
كتمت شهقتها بيديها هل أتى ليجزيها عن غياب احد عشر سنة بأربعة عشر يوم فقط ؟! هل يحق لها أن تقبل عرضه السخي ...هو يرجوها أن تكون معه لأجله وهي تبحث فيه عن حبيبها الغائب ...لا الأمر ليس كذلك هو لن يفهم ...هي لم تقتنع أصلاً بموت فارسها يوما وليس سهلاً عليها أن تصدق أن الماثل أمامها شخصٌ مختلف فلو كان المر كذلك لمار عاد نبضها حيا به.
ابتسم: لا تفكري كثيراً لن أعترض أعلم يقيناً أنك تريه بي ,الأمر مؤلمٌ حقاً ولكني عاجزٌ عن الاكتمال دونك ...سأمنحك ذاك الفارس الراحل لأمتلئ بك لأكتمل لأغدو عاماً متكامل الفصول لم يبتر ربيعه أبداً على أن تعديني لن يعود ذاك الميت إلى مدفنه بصدرك حين أغادر.
هزت رأسها بالقبول ...حسناً حتماً هي ستحاول غادر القصر على وعدٍ باللقاء في اليوم التالي.
أطيار الحب لم تغفوا في تلك الأمسية بل حلقت فوق رأسها تغرد بانكسارٍ حزين ...تراها تطلب الإذن بالعبور إلى نبضها يال السخافة ومنذ متى كان الحب يطلب إذن القبول .
كانت تراقب حركاته انفعالاته سكناته حتى ضربات قلبه ,هي تعلم يقيناً أنه عاشقاً متيم أتاها مهرولاً راضياً باحتراقه في سعير حبها المدفون.
لم تدرك أن آسر حجب عنها ذكريات فارس إلا حين بدأت تغفو فابتسمت لتمر ليلتها بسلام.
اتكئ برأسه على حافة السرير كان نصف جالس يده على قلبه المجنون فهو يكاد يحطم أضلاع صدره.
إدريس: ألم أخبرك أن التعاسة تنتقل من شخصٍ لآخر .
آسر: الأمر مختلف يا صديقي لست تعيس ولكن...
تذمر إدريس :منذ التقيت بها فقدت بشاشة وجهك ومرحك الطفولي أعلم أنك غارقٌ ببحر الهوى ولكن ...ألست رجلاً يتقن فن النبض ؟ لماذا سقطت تحت سيطرت مشاعرك إذن...؟!
نظر آسر للنجوم المعلقة في السماء: هل تذكر الكابوس ...لقد فارقني منذ زمن اليوم أكاد أجزم أنني سمعت نفس الصوت هذه المرة لم يكن يستغيث ,لم يصرخ أبداً لكني أجهل تماما ماذا قال حين تحدث.
حدق به إدريس مصعوقاً: وهل هذا كابوسٌ جديد ؟كابوس اليقظة مثلاً ؟
هز رأسه باسماً: لن أحدثك عن حبي لها فأنت تعلم كمه وطهره على أنني اليوم رأيتها طفلة ...نعم طفلة تركض خلف الفراشات الملونة نظر لصديقه مبتسماً تعلم كلما حدث أمرٌ يسعدني انبعثت الفراشات من قلبي ملونة تجوب الأفق ...هذا ما أشعر به اليوم رأيتها تطارد تلك الفراشات.
إدريس: فليرحمك الرب...هل أصابك مسٌ أم أنه سحر؟!
طرق رأسه بحافة السرير مراتٍ متتالية:حسناً أخبرني يا فيلسوف العشق ...هل يمكن للأطفال أن يقعوا بالحب ؟ وإن حدث هل يكبر فيهم إلى الحد الذي أراه ـ نظر لصديقة ـ هل يمكن لطرفٍ ثالث أن يقف بوجه هذا الجنون ؟ هل يمكن أن يتحول دفق تلك المشاعر ليغمرني يوماً ما ؟!
ابتسم إدريس: تحبها وتتمنى لو تفعل ...حسناً ربما لا تحبه لكنها ممتلئة به تتشبث بذكرياته حتى لا تكون خواء...حاول أن تملئها أولاً ثم اقرع أبواب قلبها .
آسر:قد لا أصمد ...فقلبي لن يحتمل هذه الخيبة ,صدقني قد أحتمل بل سأفعل تحت وطأة العذابات الأخرى مهما تعاظمت لكن هي حتماً سأجن.
صفق إدريس يديه ببعض متذمراً: يا الله ضاع الفتى ...العذراء تحميك يا صديقي.
ضحك آسر بملء قلبه:إن الله معي فلا تخشى علي هيا للنوم فغداً يوم عمل شاق.
رد إدريس متهكماً: اخرس قبل أن أصدقك قلت لي يوم عملٍ شاق هاه ؟! وتلك الجميلة من سيلتقي بها إن غرقت أنت بالعمل؟
آسر بحزنٍ مصطنع: سأجد حلاً بالغد يا صديق ...ورماه بالوسادة
أعادها إدريس له مفتعلا البكاء كطفل صغير: أعانني عليك الرب أعلم أنك ستستغل ضعفي أمام جنونك .
فضحك الاثنان وقد خلد كلٌ إلى عالمه ورديٌ كان أم حفنة من وجع .مضت الساعات رتيبة لا جديد فيها إلا خفقٌ في قلب آسر لم يعهد له مثيل ...إنها الرهبة من أي شيء هو لا يعلم لكنه يغص بها.
\
\
\

يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ متاهة الأحزان على المشاركة المفيدة:
قديم 08-06-18, 06:17 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج8
في باحة القصر على أحد المقاعد بين زهور الجوري الملونة كانا يتحدثان عن العمل الذي استغرق ثلثي النهار...غادرت مقعدها تشد عضلات جسدها ثم ترخيها ليسقط عنها بعض التعب والملل من هذا الحديث أدرك ذلك دون أن تفصح.
فابتسم هل نتجول بالحديقة سارا معاً جنباً إلى جنب.
آسر: حدثيني عنه ...
حدقت به: لماذا تصر على معرفته...؟!
ابتسم:لم أقصد شخصه بل حياته عائلته سبب رحيله إلى الجنوب.
أطرقت مفكرة: حسناً كنت طفلة لم تتجاوز التاسعة وحين كبرت وكبرت معي أسئلتي لم أجد من يجيب إلا بالقليل القليل.والده من أثرا أثرياء الدولة كما أنه سياسي بارز...اشترى هذه الأرض حيث بنا مملكته إنها أرضٌ زراعيه أعطت فرص عملٍ طيبة لكثر من الفقراء والمحتاجين أبي كان واحداً من عمال الأرض حين استقر في قصره جهد بالبحث عمن تفرقوا بذهاب الأرض ووكل لكل منهم عملاً يقتات منه ,ماتت زوجته وابنته بحادث سير مروع على طريق الريف الغربي.
بقي العم عبد الله وابنه فارس الرجل الصغير لقد عانى الكثير خصوصاً بالفترة الأخيرة.
توقف يداعب ورقيات جوريه صفراء :من ماذا ...من فقدان والدته ؟!
حدقت بيده وابتسمت بمرارة: أتعلم أمراً ...أنت تشبهه حتى بهذا الطبع ( نظر لها مجتهداً أن لا تبدو الصدمة على وجهه واضحة) لازلت تحفظين أدق تفاصيله.
أشاحت بوجهها تمسح دمعة هاربة:لقد انتقل عمه للسكن بالقصر فوالده كثير السفر ,كانوا عصابة ...عصابة مجرمين لم يترددوا يوما بكيل الأذى له ,كثيرا ما تشاجر مع أبناء عمه وتلك المتوحشة البائسة تزيده بؤساً وشقاء.
آسر: لماذا قبل عمه بظلمه؟!
هزت رأسها بمرارة: أخبرتك كانوا عصابة خططوا لسرقة الأموال وتحطيم الجاه بل للخلاص من العم عبد الله وابنه كما فعلوا مع زوجته وابنته.
شهق آسر: إذن كان حادثاً مفتعل ...؟!
ورد: أجل وهذا سبب شقاء فارس الحقيقي ,قتلتا بدمٍ بارد وعدالة الأرض العاجزة لم تستطيع معرفة الجاني أو معاقبته ...هل تعلم ,آخر مرةٍ تشاجر فيها مع أبناء عمه أتى لمنزلنا بحالٍ يرثى له فملابسه ممزقة يده اليسرا مكسورة وعلى وجهه ثلاث كدماتٍ مؤلمة وفي جبينه جرحٌ غائر شق حاجبه الأيسر نصفين وقد وصل عينه على أن الله حفظها من الفقء برحمته .
تحسس جبينه وحاجبه الأيسر بتلقائيةٍ تامة فابتسمت ودون أن يلحظ انتباهها لحركته أعاد يده سريعا للزهرة الصفراء ينقل لها توتره الواضح,لم يستطع البقاء أكثر فتعلل بالتعب من نهارٍ طويل وغادر.
كان قلبها ينبض بشدة هما لا يتشابهان فقط لكن ثمة أمر تحجبه أستار الظلام فمتى ينقشع ليغرقا باليقين...؟!
كان تائهاً متخبطاً في نفسه وقف أمام المرآة يدقق النظر : نعم هذه آثار عملية التجميل بعد أن سقط من العلية فقد تشوه جبينه,نفض رأسه غاضباً...يالك من أحمق هل أحببتها لدرجة التمني أن تكون هو ...؟كف عن هذا الغباء فإن لم تبادلك الحب لأجلك أنت فلا ضرورة للبقاء ...لا ضرورة.
كان قد قرر أن يتجنبها قبل أن يخلد إلى النوم في الليلة الماضية فهو لم يعد راغباً بالتيه الذي يسرقه عنوه على أنه وجد نفسه يجلس معها قريباً من الأرجوحة وليتجنب الحديث حدق بعيداً.
كانت تعلم أنه لا يرغب بمعرفة المزيد فاحترمت رغبته وصمتت لفترة .
نهض من مقعده مبتسماً: هل تركبي الأرجوحة ؟
نظرت لها بذات الصمت تداعبها ذكريات الماضي ,هي لم تركبها منذ رحل فارس عادت بعينيها له ترفض العرض نعم هي لا تريد لكنها نطقت بالقبول ـ ذهلت حتى لسانها خان رغبتها.بعد دقائق كانت تحلق في عمق السماء ضاحكة كما في الماضي تماماً.
سمعت صوت ضحكته فنظرت خلفها لترى وجهه حين يشرق من القلب لكنها فقدت توازنها في لحظات كان قد أوقف الأرجوحة رغم الضربات المؤلمة من هيكلها ...
لقد تدارك الأمر ,كادت أن تقع .
نظرت له بذهول: لماذا فعلت ذلك؟!
كانت الصدمة باديةً على وجهه نظر حوله يبحث عن شخصٍ آخر ثم عاد لها بجنتين حائرتين: ألم تصرخي...ألم تخبريني أنك ستسقطين ..؟!
حنت رأسها لليمين قليلاً تتأمل وجهه بعد لحظات كان قد استدار أمام الأرجوحة جلس القرفصاء يتحسس التراب.
حسناً كما ظننت هنا بضع حجارةٍ ناتئة لو سقطت عليها لأدمت جسدك...
اقتربت منه بهدوء وأمسكت يده اليمنى: هل أنت بخير...ما لذي حدث..؟
عاد للتراب بعينيه: صدقيني أنا لا أعلم ...أنا فقط سمعت صوتاً يصرخ لا تدفعني سأسقط كفا,كفا للحظات رأيتك بأم عيني تسقطين عنها وهي معلقة في عمق السماء لا أعلم تماما بأي اتجاهٍ سقطتي ولكن الدماء نفرت من جسدك ...على أن هذا لم يحدث ...حدق بها أليس كذلك ...؟!أنت لم تسقطي ...
\
\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 10-06-18, 12:26 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج9

نظرت لساقها اليمنى وكفها الفارغ دمعت حين تذكرت: بلى ...هذا حدث يا آسر ...حدث قبل رحيله بيومين فقط ,نفرت الدماء من كفي الأيمن وساقي كذلك ...حسناً انظر إلى هذه العلامة أنها بسبب تلك السقطة .
هب من جلسته بعنف تراجع للخلف بضع خطوات ثم رحل كحلم ربما رحل خلف الأفق فهي لم تراه في اليوم التالي .
ترى ...هل يهرب من شيءٍ ما ...؟ كيف عرف ما حدث معها هل هو مجرد خيال أم زائراً من الماضي عبر محاولاً إجباره للعودة إلى ما كان ؟!
لقد قضى تلك الليلة وحيداً في العراء لم يشعر بالوقت حاول كثيراً ضبط نبضات قلبه بل حاول الخلاص من الصداع الذي فتت رأسه بلا جدوى فلا الدواء ولا الطبيعة الحية استطاعا إيقاف ذاك الزحف المجنون من الوجع إليه.
في اليوم التالي عاد للفندق مترنحاً يطلب شيئاً من الراحة قابله إدريس بلهفةٍ حقيقية لكن المنظر أرعبه : آسر هل ضربت عرض الحائط بتعاليم دينك وقضيت الليلة في الحانة تسكر؟فل يسامحك الرب إن فعلت ثم إن غيابك المفاجئ أقلقني ...فما الداعي له؟!
لم يجيب مر وكأنه شبح ذهب باتجاه السرير ألقى بجسده المرهق عليه وغط في النوم سريعا بدا وكأنه سقط في غيبوبة طويلة استغرقت ذاك النهار بأكمله.
كان قد خرج من الحمام للتو يجفف شعره ويعدل هندامه حين أطل إدريس برأسه من الباب يدعوه لتناول الطعام.
جلس على المائدة وقد بدا عليه التفكير العميق
إدريس: كانت قلقة جداً بحثت عنك وسألت كثيراً لم أخبرها بغيابك ليلة أمس فقط قلت أنك تعاني من الحمى لذا لزمت الفراش ...بدت لي غير مقتنعة على أنها لزمت الصمت ربما خجلاً من فضولها غير المبرر أو أنها شعرت بكذبي وتهربي من الإجابة.
نظر لصديقة الذي حدق به بتوتر أرخى آسر جسده وعاد للطعام.
آسر:حسناً فعلت( مضغ طعامه ببطء شديد وكأنه يهرب من حديث يرفرف على طرف لسانه )أتعلم أمراً يا إدريس ـ نظر له ـ حين دخلت باحة القصر خيل لي أني رأيتها كيف تركض وتداعب الأزهار مستمتعة بها لم يتبادر إلى ذهني أي طيفٍ آخر لذلك ظننت أنه مجرد خيالٍ أتى من حبي لها وافتتاني بها وكأنني أحاول رؤية طفولتها ولكن بالأمس سمعت صوتا يصرخ لا تدفعني سأسقط كفا,كفا...أقسم لك رن الصوت بأذني ولو أني لم أراها بأم عيني تسقط أرضاً لأقسمت أنه صوت جنيٍ يسكن الباحة ...رأيتها تسقط وذعرت من الدماء التي تناثرت من جسدها ...سقوطها وحده من نبأني بوجود تلك الحجارة الناتئة إدريس أنا حقاً أحس بضياعٍ قاتل أشعر أنني أقف في الفراغ أو حتى على فوهة بركانٍ يغلي بت أنتظر انفجاره بي.
تألم إدريس من حال صديقة: حسناً تعلم كم أهتم لأمرك ...أنت أخي الذي لم تلده أمي وإن اختلفت ديانتك استمع لي يا آسر وواجه نفسك بالحقيقة عُدّ لوالديك واسألهما مجدداً عن حادثة العلية وأسبابها ببساطة قصَّ عليهما ما حدث هنا فإن اقتنعت اعلم أنه وهم أوقعك فيه الحب ...أنت تحبها حتى بات بإمكانك أن تكون من أجلها شخصاً آخر.
هز آسر رأسه ضاحكاً بمرارة: يذهلني التشابه بيننا صدقني يذهلني
وبتلقائية تامة تحسس حاجبة الأيسر متفحصاً إصابته,ضحك إدريس محاولاً إضفاء جوٍ من المرح
صدقني جميل ,بل فتان تعلمُ أن كثيرا من الشباب يفتعلون جرحاً كهذا في منطقة الحاجب لأنه يضفي عليهم مسحة من الجمال والقوة.
حدق آسر ببلاهةٍ تامة: تشابهنا حتى بهذه الإصابة ولكنه طفل لو بقي حياً لزالت الإصابة دون ترك أثرٍ يذكر أليس كذلك..؟!
ابتلع إدريس صدمته بتوتر: جسدك مليءٌ بالكدمات .
هز آسر رأسه: ما كنت لأتركها تسقط ...شعرت بفقدانها توازنها ولم أعتقد للحظة أنها قادرة على الثبات من جديد أوقفت الأرجوحة بجسدي دون اكتراث لما قد أعانيه.
نظر إدريس لذراع آسر الأيسر الكدمات التي تلقاها تعادل بقوتها وقسوتها تلك التي تلقاها باقي جسده لامس ذراع صديقة بحنان: كنت ستفقد ذراعك يا آسر أرجوك انتبه ألا تتذكر ما قاله الطبيب حين تعرضنا للحادث قبل ثلاث سنوات؟
حدق به آسر مصدوماً وكأنه نسي الأمر : هل تذكر تشخيص الطبيب ؟... هل تعلم أنني نسيت الأمر كلياً ؟
ابتسم إدريس رغم الألم البادي على وجهه:
\
\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 14-06-18, 12:58 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج 10

ابتسم إدريس رغم الألم البادي على وجهه: لقد قال أن بذراعك أثر كسرٍ قديم عظمه هش لن يتحمل المزيد ربما لم تجد العناية اللازمة في ذلك الوقت.
أطرق آسر مفكراً: لم يحدثني والدي عن إصابة كهذه تراه لا يعلم أن يد وحيده كسرت ...ثم كيف لي أن لا أتلقى العلاج اللازم وأنا في كنف عائلة كعائلتي...؟!
صعق إدريس ورد بتسرع: ربما حدث يوم حاولت الانتحار ...ثم إن بعض الأطباء مهملون ولا يكترثون لصحة مرضاهم.
نظر له آسر بحيرة ثم هز رأسه بلا قناعة : حسناً ربما,سأخلد للنوم غادر المائدة قاصداً سريرة .
فتبعه إدريس بغضب :أنت لن تنام أعرف ذلك جيداً بل ستغرق بوهم أفكارك حتى تبلى ...أرجوك يا أخي لماذا تفعل ذلك ...لماذا تنتقم من نفسك ...آسر أنت أخي كنت لي خير سندٍ ومعين حين احتجتك انتشلتني من حضيض الوحدة والضياع والآن ولأنك بحاجة لكتفٍ تتكئ عليه تتهرب مني ...هل أسلم لكي تتخذني سنداً أخاً وصديق ؟
عاد له آسر يغالب غصة البكاء عانقه: أنت رجلٌ أحمق كيف تظن بي السوء
بكى الصديقان كلٌ على كتف الآخر لبضع دقائق ...توقفا عن البكاء معا حدقا كلٌ بعيني الآخر وضحكا معا
صرخ إدريس: يالك من طفلٍ باكي وضربه على كتفه.
فضحك آسر هاتفاً: وأنت طفلٌ مدلل تبكي بلا سبب.
تلك الليلة قضاها إدريس مع صديقة في العراء بين أحضان الحقول الغناء ثم ذهب للكنيسة وصلى للرب من أجل صديقة أما آسر فقد أمضى ثلث الليل الأخير بمسجدٍ صغير بطرف القرية المجاورة.
مضت الساعات بصمتٍ ثقيل كلٌ منغمس في عمله بجد كانت تراقبه بأسى بلوعة فقد ضاع منها يوماً بأكمله دون أن تراه .
في نهاية النهار كانا سوياً يفترشان الأرض ويلتحفان السماء في واحدة من أخصب الأراضي الزراعية وأروعها مظهرا وترتيب.
حدقت به باسمة: لم تحدثني عن حياتك أبداً حتى أنني أجهل كل شيءٍ عنك.
نظر لها بحنان: أنا كتابٌ مفتوحٌ أمامك فاقرئي فيه ما شئتِ.
نظرت بعيداً: حسناً حدثني عن والديك ـ نظرت له بسرعة وكأنها تذكرت أمراً مهماً للتو ـ صحيح لم تخبرني كيف أسلما ولماذا...؟!
ضحك حتى تلألأت الدموع في جنتيه ثم غرق في عالمه الجميل: جورج رجلٌ عقيم لا ينجب الأطفال ـ نظرت له مصدومة هز رأسه ـ الأمر يحتاج في كل محاولة لعملٍ جراحي نسبة نجاحه ضعيفة ... على حد قوله لقد أكرمهم الرب واستجاب دعائهم فأثمرت إحدى محاولاتهم بجنين ذكر, لقد اكتفيا بي.
أسلما قبل ولادتي ...يقول جورج أن داعية إسلامية مر بهم ولحادثٍ ما اضطر للإقامة في منزلهم على أنه لم يغادرهم إلا بعد أن تعلقت قلوبهم بحبال النور.
اعترضت عائلة والدي بشدة لكنها رضخت لرغبته بالنهاية أمي قاطعتها عائلتها ثم غادرت البلاد بعد فترةٍ وجيزة ,هي حتى الآن لا تعرف لهم دربا ولا تعلم عنهم أي خبر لكنها ليست نادمة فالله ملئ قلبها بالرضا والسكينة .
هما يعشقان الأطفال لذا بنى والدي ميتماً كبير وآوى به مئات الأطفال من المشردين والأيتام أما أراضية الزراعية فقد جعل منها باب رزقٍ يفتح بوجه كل محتاج أياً كان دينه أو عرقه.
ابتسمت: هل يربي أطفال المسلمين فقط...؟
تحسس آسر ذراعه الأيسر بشيءٍ من الألم :كلا يأوي الجميع,أوجد بالميتم مدرسة خاصة يعلم الأطفال اللغة العربية القرآن وتعاليم الإسلام إضافة إلى لغة الدولة الأم.
استفسرت بدهشة: ألا يعلمهم المسيحية...؟!
هز رأسه نافياً: يقول أبي أن الدين هو الإسلام ولن يزرع في نفوس الأطفال إلا ثمراً طيباً مباركا وحين يكبرون سيختار كلٌ منهم الديانة التي يريد ولكن وهم في كنفه وتحت رعايته لن يوجهوا لغير الإسلام.
نظر لها مندهشاً من صمتها المطبق كانت تحدق بذراعه الأيسر والدموع تعتصم في عينيها تحسست كدمة زرقاء بخفه وطأطأت رأسه معتذرة: كادت تكسر .
رفع رأسها بأصابعه باسماً: لا عليك لم يكن خطأك ...أنت لم تستغيثي كنت قادرة على التماسك والثبات من جديد ,خيالي الخصب من فعل بي هذا ـثم ضحك كانت تراقبه بصمت نظر لها من جديد فنكست رأسها ـ أخبريني لماذا نظرت خلفك ...؟!
نهضت تقول بتردد: أردت أن أرى شروق الشمس في وجهك من جديد.
نهض ينفض التراب عن ثيابه: أضحك كثيرا لماذا تلك اللحظة على وجه التحديد؟
نظرت بعيداً: كثيراً ما استرقت النظر لوجهه حين يدفعني على الأرجوحة لم يضحك أبداً في أي موقف كما كان يفعل حين يدفعني عليها بقوة بل بجنون.
آسر: إذن كانت الشمس تشرق من وجهه في تلك اللحظات ...؟
نظرت له فحول عينيه لكومة من أوراق الشجر راح يدهسها تحت قدمه بتوتر, هي تعلم أنه يرفض الاستماع لها رغم هذا يتحرق شوقا للإجابة.
بعد حين أشارت لشجرة قريبة: أتى بي إلى هنا ثلاث مرات قال أنه يعشق ظل هذه الشجرة .
نظر مبتسماً رغم المرارة في حلقه: هل كان يسحق أوراقها بقدمه إذا توتر...؟
ردت ببكاء:إذا توتر نعم كان يفعلها كما كان يمسح أوراق الجوري برفقٍ لا يعكس حجم توتره ...مؤخراً أدركت أن الشمس لا تأتي من الشرق فقط بل تستطع من وجوهٍ عشقناها.
مسح جبينه بتلقائية ثم مد يده لها :ألا نغادر ؟تأخر الوقت كثيراً.
مضى كأنه يهرب من المزيد
\
\
\

يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 15-06-18, 05:57 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج11

مضى كأنه يهرب من المزيد,عاد إلى الفندق مرهقاً رمى بجسده على السرير وراح في نومٍ تقضه الكوابيس ,أجل لقد عاد له ذلك الحلم المشوه إنه يصرخ ربما يستغيث ولكن كلا استيقظ إدريس على صوت آسر المختنق فأدرك أنه الكابوس أسرع لصديقة أيقظة وأعطاه كوباً من الماء وبدأ بتلاوة صلواته على رأس صديقة.
بعد فترة تحدث بضيق: ما لذي يريده مني ؟ لقد تعبت ,تعبت منه يا إدريس إن كان قد مات في الحرب فما لذي يريده مني ..؟
مسح إدريس على رأسه: ربما لأنك أردت الانتحار بسببه.
مسح آسر رأسه متذمراً :هل سيعاقبني ما حييت؟ ألن يمل من ذلك..؟
ربت إدريس على كتفه: قم توضأ وصلي سيهدأ ألست من قال أنه يرحل حين تصلي.
نظر له آسر نظرت غريقٍ يلفظ آخر أنفاسه عيناه تستغيثان وقلبه ينتفض والحيرة تكاد تقتله بعد وقتٍ ليس بالقصير قام يجرجر خطواته إلى الحمام ,بينما أعدَّ له إدريس ملابس النوم المريحة ومكث إلى جانبه حتى انتهى من الصلاة والدعاء.
أخذ يده برفق هيا يا عزيزي فأنت هذا المساء طفلي المدلل وستنام بجواري في نفس الفراش.
ضحك آسر :حسناً بابا ولكن لا توبخني في الصباح لأنك تنام بجانب السرير لا عليه.
ضحكا كثيراً قبل أن يستسلما لسلطان النوم من جديد.
كانت تجلس بجوار والدها المحموم هو يهذي وما أكثر بكائه: سامحني يا الله ,لقد استغل ضعفي ,أنت تعلم أنني حاولت ,سامحني يا ولدي هذا كل ما أستطيع فعله.
كانت تستمع له باهتمام لعلها تجد طرف خيطٍ يهديها لمكان الأوراق التي تدين عسكر وتثبت تورطه بكل المصائب التي نسبت للعم عبد الله لكن تلك الجمل المفككة سحبتها لبحرٍ عميق: ماذا يقصد ...لقد أخبرها أنهم ماتوا وقد تم دفنهم في الجنوب ...من هو ولده؟
بعد حين ضغطت رأسها بكفيها ليهدأ الصداع :هل تعتذر لأخي الذي دفع ثمن جرائمك ؟يالك من رجلٍ بائس فقدت كرامتك وعزة نفسك ثم زوجتك وولد ثم ساقيك وها أنت تفقد نفسك أخيراً...آه يا أبتي ماذا فعل لك المال ...سامحك الله وغفر لك.
كانت ليلة صعبة ظهر أثرها على وجه ورد جلياً فاجئها آسر بكوب قهوةٍ ساخن
آسر: يبدو عليك الإرهاق ألم تنامي ليلة الأمس ...؟
هزت رأسها نافيه :كنت أنتظر موت أبي لكن مع شروق الشمس عادت له الروح من جديد.
نظر لها مذهولاً :هل هو مريضٌ إلى هذا الحد ؟!
أخذت رشفة قهوة: أجل يقول الطبيب قد يموت في أي لحظة وقد يستمر على حالته لسنين لا علاج له منذ ثلاث سنوات لا حيٌ يرزق هو ولا بميتٍ يدفن.
هز رأسه بأسف: شفاه الله.
ابتسمت بمرارة: مرضه ليس في جسده بل من أفعاله ,هل تعلم أمراً ...لو عاد فارس إلى الحياة من جديد سأهرب من وجهه لن التقيه أبداً...ـ مسحت دمعة هربت من عينيهاـ لا تسألني عن السبب فقط أخبرني كيف أواجهه وأبي قاتله ووالده ...ماذا أقول له ,تعال لنمضي معاً وسامح والدي الذي يحمل على أكتافه وزر دمكما المستباح.
ربت على ظهرها بحنان: تعاقبين نفسك على جرمٍ لم تقترفيه ...حسناً إن عاد يوماً رغم أن الأموات لا يعودون فقط اركضي باتجاهه ارتطمي بصدره تخللي عظامه واخترقي قلبه كوني الرصاصة التي ترديه حيا ولا موت له إلا بانتزاعك .
حدقت بعينيه بشوقٍ وألم فابتسم طأطأت رأسها خجلاً فقال:أدرك أنك تشتاقين لجنتيه فلتراقبيهما بي حتى تثملي.
همست: بل لجنتيك أشتاق.
صدم حد عقد اللسان أنقذهما من الموقف المربك صوت إدريس منادياً
...آسر أنت يا ولد أين اختفيت ؟؟!
نظر له آسر متذمراً: كيف وجدتنا ..؟!
فضحك إدريس صافقاً يديه ببعض : أعرف,أعرف أنني كهادم اللذات ومفرق الجماعات لكنه الأستاذ حمد أقسم بالرب هو من أرسلني لك فهاتفك مغلق .
ورد: حسناً كنا نشرب القهوة فقط أنت لم تهدم اللذات ولم تفرق الجماعات اطمئن.
ضحك إدريس ممازحاً: يال طيبتك يا ورد إذن أنا لست ملك الموت...؟
ضحكت بمشاكسة: ملك الموت يا صديقي يبقى واحدٌ من ملائكة الرحمان وأنت عفريتٌ من أبناء الشيطان.
صعق إدريس بينما ضحك آسر بشماتة ثم تركه ومضى بعد برهةٍ لحق بهما بخطواتٍ سريعة هذا العفريت يا أصدقاء لن يترككم بسلام أعدكم بذلك قلب عينيه وأخرج لسانه بطريقةٍ مضحكة.
دفعه آسر ممازحاً: حسناً لا ترتطم بالجدار أمامك أيها العفريت الأحول .
تعالا صوت الضحك لفترةٍ ما ثم غرق الجميع بالعمل...كانت تجمع أشيائها لترحل مع ندى حين طلب منها بضع دقائق للحديث,هو يدرك أنها تتهرب منه ربما لم تقصد ما قالته حسناً لن يضغط عليها لينتزع اعترافاً بالحب فهي غارقة بمحيط فارس الذي وجدته به.
آسر: جنتي عندي فضول إن لم تمانعي أن تشبعيه (حدقت به بصمت) قلت أن والدك يحمل وزر دمائهم... كيف حدث ذلك ؟بل كيف توصلت لهذه الحقيقة!
نظرت بعيداً: أبي أخبرني قال أن عسكر خطط لتوريط العم عبد الله بصفقةٍ مجنونة ...رحل العم عبد الله للجنوب قاصداً السفر للدولة المجاورة على أن رحيله سينهي تلك اللعبة الخبيثة فتنكشف أوراق عسكر للقضاء لكن الطاغية استطاع تغير خطته اللعينة ,لا أدري ماذا فعل بالتحديد لكنه دفع الشرطة وجيش الحدود لملاحقة العم عبد الله وحين أدركوا أنه ناجٍ لا محالة أطلقوا قذيفة متفجرة على سيارته.
انتفض آسر صارخاً: يا الله هذا ظلم قتلوا الطفل مع أبيه ـ كان جسده ينتفض ـ هذا جنون,جنون .
أمسكت يده اليسرا: أرجوك اهدأ لا داعي للانفعال ففي معركة الشرف نخسر الكثير من الأرواح البريئة وهذا ليس مهماً في قانون الطغاة.
بعد برهة هدأ كلياً نظر في عمق السماء متألماً : وكأني أراهما وأسمع صراخهما .
بكت ورد: احتفظت بالتسجيل الذي بثته القناة الرئيسية على حاسوبي زماناً طويل كأني كنت أبحث في التسجيل عن بصيص أملٍ لنجاته.
نظر لها: واحتملت قسوة المشهد رغم سنك الصغير...؟!
\
\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 17-06-18, 02:47 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج12

هزت رأسها باكية: علمني فارس أننا لا نكبر بالسنوات بل بالمصائب كان رحيله ضربةٌ أولى ومقتله الضربة القاصمة التي كسرت ظهر طفولتي لأغدو صبية ممتلئة بالحزن والوجع (نظرت له)كان العم عبد الله يصرخ ابتعد,ابتعد يده تلوح في الأفق والنيران تبتلع كل من حولها.
اتسعت حدقتي عينيه صدمةً وذهول حدق بعيداً: ...هل تفحمت الجثة ؟
ورد: لم أرى شيئاً كهذا في التسجيل لكن من أتى بالأخبار قال أن ذلك حدث للجثتين ولولا فرق الحجم لما استطاعوا معرفة الأب من ابنه.
أمسك رأسه بألم :يا الله الصداع سيقتلني رأسي يا الله
ترنح للخلف فوضعت يديها على كتفيه حتى لا يفقد توازنه لكنه شعر وكأن يدين قويتين تدفعانه بشده والصوت ذاته عاد يصرخ لا تفعل لا تفعل.
لم يتمالك نفسه فسقط على الأرض جاثياً على ركبتيه صارخاً: ماذا تريد ...أقسم لك أنني تعبت ,لقد استنزفتني بما فيه الكفاية .
في تلك اللحظات تحديداً وصل إدريس مداعباً: ابن الشيطان عاد ـ بَتر دُعابته وضع آسر فركض إليه ـ فليرحمك الرب يا صديقي ماذا حدث ؟
بعد لحظات كان قد أدرك الأمر نظر لورد الخائفة : لا تقلقي إنه كابوس شبح الحرب...لا أدري لماذا يقضُ مضجعه على الدوام وليته اكتفى بالمنام فها هو يداهمه في وضح النهار, الأمر يزداد تعقيداً بمرور الوقت.
نهضت تنفض التراب عن ثيابها: هل هو مريض ؟ إذا كان شبحاً من زمن الحرب إذاً هو يحتاج لعلاجٍ نفسي.
تنبها على صوت آسر المتعب: لا يا جنة أنا لست مجنون ولا حتى مريض كما أنني لم أعد أصدق تلك الأكذوبة.
صعق إدريس بينما ورد تتابع ببلاهة لا تفهم أي شيء...تلك الأمسية كانت الأشد قسوة على آسر بل أشدُ رعباً , الشبح الأسود يتقدم نحوه يهزه بعنف ويصرخ فيه ـ يجب أن تعود يجب أن تعود ـ استيقظ صارخاً ففزِع إدريس على صوته ,كان يلهث وكأنه قطع ألف ميل جرياً سريع.
آسر: سأعود غداً صباحاً سأغادر لن يستمر هذا الجنون سأفقد عقلي حتما.
ربت إدريس على كتفه ولم ينطق بحرفٍ واحد وقد اكتفى بقضاء تلك الليلة بجانب صديقة يتلو صلواته على رأسه ويربت على ظهره كلما فزع من نومه صارخاً .
في حرم الجامعة كانت تبكي بوجع تبكي رحيله المفاجئ ,هو لم يودعها حتى لقد وعدها بالبقاء ما بقيَ أفراد البعثة وعدها أن يحتمل وقلبه عيناها الباحثتان فيه عن فارس ترى ...هل رحل دون وداع حتى لا يموت فارس من جديد..؟!
نعم لقد طلب منها أن لا تجعل من قلبها قبراً أبدياً لفارسها حين يرحل وهي وعدته بالمحاولة ...تُرى هل تنجح ...؟!
نظرت في عمق السماء:نعم سأحاول إن لم يفي هو بوعده سأفعل أنا .
أخذت نفساً عميق ومضت باتجاه إدريس المتوتر لم تسأله عن سبب رحيل آسر كما تهيئ له.
ورد: إدريس فقط أخبره أنني سأفتقده بشدة وفارس لن يعود إلى التراب مجدداً,حتماً الأموات لا ينهضون لكنه فعل ولن يموت من جديد ,بلغه تحياتي ودعواتي له بالسعادة الدائمة.
تركته مذهولاً بعد برهة صفق يديه ببلاهة: العذراء تحميك يا إدريس من فخ المجانين.
مضت الأيام ثقيلة كما كانت من قبل رغم هذا انكبت ورد تبحث عن تلك الأوراق التي يدعي والدها أنها احترقت...ماذا احترقت ...؟!كيف متى ولماذا! هو لم يفعل إذن ربما حدث هذا يوم اشتعل المنزل الصغير بوالدتها وشقيقها كما يقول.
كانت المرة الأولى التي تتجرأ فيها على تخطي عتبات بابه منذ اشتعال النار فيه,دخلته برهبة قاتلة تبحث عن ذكرياتٍ لزمت جانب الصمت طويلاً. بعد وقتٍ قصير كانت قد تخطت خوفها وعاد دفق الذكريات الجميلة يداعبُ روحها.
يا الله كم هي دافئة حياة الفقراء كم هي عذبةٌ لذيذة رغم قسوة الجوع ومرارةُ الحرمان,لقد أدمنته أدمنت جدرانه والحنان المنبعث من حجارته لذا غدا ملاذ نفسها وقلبها كلما أرادت الفرار من ذكريات فارسها الميت الحي.
مضى الشتاء ثقيلاً بطيء وكأنه لا يريد للسماء أن تشرق من جديد على أنه مضى أخيراً لقد جرفها الشوق للحقول الخضراء تحديداً لظلِ تلك الشجرة الكبيرة والتي تحتضن كل عابر لظلها بحنان وكأنها أمه الرئوم.
غادرت إلى الحقل تطير بأجنحةٍ ملونةٍ صغيرة أجنحةٍ لم ترفرف في صدرها منذ زمن.
الربيع تجلى على الأرض بأبهى صورة راحت تجمع الأزهار البرية وتصنع عقداً ملون لم تعي إلا حين أحست بالزهور على رأسها,لم تخف كعادتها فهي سريعة الفزع بل تحسست الطوق بتلقائية فقد اعتادت حركات ندى المضحكة حيثُ تتوجها ملكة ثم تدعي أنها الفارس ذو الحصان الأبيض وقد جاء لاختطاف حبيبته.
لكنها ذُهلت من الرائحة إنها ليست زهورا برية بل زهور الياسمين تحسستها لتتأكد ثم استدارت ببطء لتصطدم بابتسامته العذبة ثم بلون الربيع في عينيه.
لم تتمالك نفسها قفزت تصرخ وقد تعلقت في عنقه متى عدت متى عدت لماذا طال غيابك؟
رفعها عن الأرض ضاحكاً ودار بها: عدتُ من أجلك يا جنتي وكأنك لم تكبري أبداً.
ردت من بين ضحكاتها: ولن أكبر لقد وعدت فارس أن أبقى طفلة رغم أنف المصائب .
توقف عن الدوران وأنزلها أرضاً متسائلاً:فارس؟
\
\
يتبع













التعديل الأخير تم بواسطة متاهة الأحزان ; 22-06-18 الساعة 12:21 AM
عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 01:01 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج13
هزت رأسها سريعاً:أخبرك فقط لماذا لا اكبر لا تقلق فقلبي يدرك جيداً أنك آسر.
ابتسم لها بحنان: هل نغادر فأنا جائع لقد انتظرتك هنا ثلاثة أيام.
صعقت: منذ ثلاثة أيام...! لكنك تعرف الطريق إلى منزلي...ألم تحتفظ برقم هاتفي؟
هز رأسه ضاحكاً: قُلتِ أنه أتى بك إلى هنا ثلاث مرات وقد كنت على يقين من حضورك ذات نهار لذا فضلت انتظارك هنا دون علمٍ منك ,حسناً لم أكن عديم الفائدة فقد ساعدت الفلاحين بما لدي من معلومات عن الزراعة ومعلوماتي قيمة يا جنتي فقد قضيتُ عمري مع رجلٍ يعشق الأرض ويدلل ذرات ترابها.
مضى النهار سريعاً لم يشعرا بمرور الساعات لقد حدثته كيف قضت أيامها ,كان الشتاء حزيناً وبائس لكنها لم تبكي أبداً إلا حين تذكرت رحيله المفاجئ.
مد يده مصافحاً :حسناً لدي أخبار ربما بالغد أحدثك بما استجد هذا إن أعتقني إدريس فهو جاثمٌ على صدري منذ أن قُلتِ أنه من أبناء الشيطان
ضحكا كثيراً قبل أن يفترقا مجدداً ,كان ينتظره بفارغ الصبر بدا متوتراً بشدة
إدريس : هاه... ما الأخبار ...طمئني يا صديق.
ابتسم آسر: أظنها تخطت رحيل فارس وربما أقول ربما هي الآن عاشقةٌ لي أنا فقد قالت أن قلبها يدرك من أكون.
استرخى إدريس: وأخبرتها تلك الحقيقة..؟
زفر بهدوء وشرد بعيداً: لا ليس بعد وأخشى من إخبارها إياها فقد أُحي بقلبها الأمل الكاذب من جديد.
رد إدريس متفهماً: لا تستبق الأحداث ولا تفكر بالأمر كثيراً أخبرها كل شيء ودعها تتقبل الحقيقة بروية وهدوء.
في اليوم التالي لم يحضر انتظرته طويلاً بلا جدوى حاولت الاتصال على رقم هاتفه أو حتى على هاتف إدريس بلا جدوى ...يبدو أنهما جددا أرقام الهواتف.
بعد منتصف الليل وصلتها رسالة اعتذار عن الغياب المفاجئ كما وتخبرها أنه سيتغيب بضعة أيام أخرى.
كانت تصلي لله وتدعوا بأن يحرسه ويرده سالماً معافى وما أن قرأت الرسالة حتى نامت قريرة العين مرتاحة القلب.
بعد أيام قُبيل الغروب طرقت باب غرفتها سيدة الخدم في القصر,وجهها شاحب وعيناها حائرتان...دهشت من ملامح وجهها .
على أن الخادمة سارعت بالقول: ضيوف بالصالة في انتظارك يا ابنتي .
لم تكن تنتظر أحداً فمن القادم في مثل هذا الوقت ولماذا أمينة مضطربة ...؟غادرت غرفتها ترى ضيوفها بلا رغبة لتندهش
إدريس وآسر مرحبا بكما .
كان إدريس حزيناً للغاية,تساءلت عما به
فهمس لها آسر :مات طفلة قضيت الأيام الماضية إلى جواره في منزل عائلة زوجته في الجنوب.
قدمت التعازي واعتذرت لعدم وقوفها إلى جانبه في محنته فهو خير أخٍ وصديق,هو الكتف الذي يستند إليه من يحتاج للسند بلا قلقٍ ولا تردد.
كانت تحدث نفسها وهي تطيل النظر في وجهه: حقاً الدين أخلاق قبل أن يكون شعائر ليتك تُسلم يا إدريس ...فتح الله بصيرتك .
بعد فترةٍ قصيرة خرجوا للباحة وقد قرر إدريس المغادرة تمسكا به ولكنه أبى هو يحتاج للصلاة من أجل ولده في الكنيسة.
هز آسر رأسه متقبلاً قرار صديقة: سأصلي من أجله أنا أيضاً,سألحق بك بعد ساعة لا تغادر الكنيسة دوني.
صعقت ورد وقد تردد السؤال في رأسها هل ارتد آسر عن دينه ...هل غادرها مسلما ليعود مسيحي..؟!نفضت رأسها تحاول طرد تلك الفكرة المقيتة.
كان يبتسم: ما لذي دهاك ...أنا مازلت مسلماً.
نظرت له ببلاهة: كيف قرء أفكارها هي لا تريد العودة للتخبط بينه وبين فارسها على أن فارس وحدة من استطاع قراءة أفكارها ومناقشتها بها دون أن تتحدث حتى.
جلس على المقعد متوتراً بعض الشيء: جنتي لدي خبر على أنني أخشى أن تربطي بين حديثي وفارسك الراحل.
سارعت بالرد: أبدا لن أفعل ...فقط تحدث بما لديك.
حدق بها طويلا قبل أن ينطق: كنت قد أخبرتك أنني أطوي سراً صغير في صدري هي حقيقة عشتُ حياتي أنكرها وأتعايش مع الواقع كأنها لم تكن (لم تنطق فقط عيناها معلقتان برجاء على شفتيه) حسناً لستُ فارس هذا أمرٌ أكيد ولكني أيضاً لستُ ابن جورج الحقيقي كما أنني فاقدٌ للذاكرة أصلاً.
شهقت وقد ضغطت على قلبها بتلقائية تامة ,نظر لها برجاء أن لا تخلط الأمور ببعض نكست رأسها لا تدري أي المشاعر تجتاحها الآن لكن الفضول يأكل قلبها
حسناً أخبرني بالمزيد.
آسر: خرجت من المستشفى إلى دار الأيتام التي أنشئها والدي بقيت هناك فترة من الزمن قبل أن يحتضنني وأنتقل للحياة في منزله ...يقول جورج والدي الذي رباني بأنني لم أكن طفلاً منذ اليوم الأول بل رجلٌ صغير ,أهل لحمل المسؤولية أيا كان حجمها على أنني لم أكن أحمل أي أوراقٍ ثبوتيه وكأنني دخلت تلك البلاد تهريباً كأي صفقة سلاحٍ ممنوعة.
في المستشفى دفع أحدهم التكاليف وأخبرهم أن يرسلوني إلى الميتم.
ربما الأقدار وحدها من دفعتني لأكون بين يدي هذا الرجل الرحيم والذي رباني كابنه تماماً.
أطرق مفكراً: أخبريني يا جنة إذا كنا لا نرغب بالأطفال لماذا ننجبهم إذاً؟هل يجب على مخلوقٍ بريء أن يدفع ثمن متعتنا لبعض الوقت ..؟!
ربتت ورد على يديه المتشابكتان بتوتر: أنت لم تكن ثمرة جناية
هز رأسه ساخراً: قد يكون الزواج أسوء من علاقة قامت في الظلام وماتت فيه,يقول أبي ...أقصد جورج أن والدي قضى بمرضٍ عُضال وأمي تركته بعد أربع سنوات من الزواج تركتني معه ولم تعد للسؤال عني أبداً, ترى ه كان سيئاً للحد الذي دفعها لكرهي أنا أيضاً...؟
ورد: ما سبب دخولك المستشفى إذن؟

\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 18-06-18, 02:06 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج14
آسر: حتى جورج لا يعلم أي تفاصيل ,كل ما أخبرني به وجده مكتوباً في دفترٍ صغير بين بقايا ثيابي في الحقيبة المهترئه هو حتى لم يدري هل هي كذلك بفعل الفقر والحاجة أم بيد شخصٍ ما أم أن حادثاً مريراً يقف خلف هلاكها هي أصلا من حقائب الأثرياء ,كانت ماركة عالمية كما رأيت.
سألت جورج لماذا أخبرني أنني حاولت الانتحار من نافذة العلية فقال أنه بحث عن جوابٍ لسؤالي ـ كيف فقدت ذاكرتي ـ فلم يجد أنسب من اختلاق تلك القصة ...بسبب الحرب يا ولدي أصبت بحالة اكتئاب شديدة فحاولت الانتحار منذ ذلك الزمن حرمنا تلك العلية التي كادت أن تودي بحياتك فقد أقفلنا بابها للأبد .
والحقيقة أنهم اخفوا كل ما كان بحوزتي من متعلقات شخصية بداخلها وأغلقوا بابها في وجهي خشية أن أجد ما يثير فضولي الذي لا ترويه أنها الحقيقة المنقوصة والتي لولا ذلك الدفتر ما عرفوها هم أيضاً.
ورد: إذاً أنت الآن تعرف لماذا كان اسمك عربياً شرقي ولا يمت للمسيحية الغربية بأي صلة؟
هز رأسه برضا: أجل ما لم تعرفيه بعد أن جذوري تعود إلى هذه الأرض وتحديداً لأرض الحب ...شرقيٌ أنا ضل الخطى في دهاليز الظلام غرباً وقد رضيت بذاك التيه زمناً طويلاً بلا أسبابٍ مقنعة.
ورد: لماذا عدت تخبرني بما كنت تجتهد لإخفائه ؟
آسر:ربما لأنك مكملة نقصي...منذ البدء كنت تمامي في ليلة النصف من كل شهر وقد أدركت ذلك من النظرة الأولى.
أطرقت مفكرة كانت مترددة في سؤالها: هل تتمنى أن تكون هو...؟
ضحك من توترها: لا ...ليس الأمر كذلك أنا فقط أتمنى أن أكون جزءً من عالمك لست راغباً بحبك لأني فارس بل أريد تلك المشاعر النبيلة لي أنا ومن أجلي أنا ليس من أجله, أعلم أنك قد لا تفعلي يوما .لكن أليس ممكناً أن تقعي بالحب من جديد ذات نهار؟!
نظرت في عينيه: ماذا لو كنت هو حقاً ألن ترضى بمشاعري لك كفارس؟
اتكئ بجسده للمقعد خلفه وأطلق عيناه في عمق السماء: إن كنت هو فلن أعترض لأانك عشقت فارس في شخص آسر حتى لو وقعتي في حبي من جديد ففارس لن يتألم لأنك أحببت فيه آسر فكلا الشخصين أنا وأي رجلٍ منهما عشقت لا يهم فأنت بالحاليين تمامي أنا وحدي.
أخذت نفساً عميقاً: هل عدت لأرض الحب كي تبحث عن عائل...
رد بتسرع: أبداً لن أفعل ,أنا عدتُ من أجلك أنت فقط ـ أطرق مفكراً ـ كثيراً ما يعبث بنفسي الفضول لأعرف عائلتي أتمنى لو ألتقي أمي فأسألها لماذا فعلت بي ذلك ؟ـ عاد بعينين حزينتين لها ـ أخبريني يا جنتي كيف أبحث عن امرأةٍ لا أعرف حتى اسمها من أين أبدأ وأين أنتهي أنا حتى الآن راضٍ عن كوني ابن جورج ولن أبحث عن الأصل أبداً يكفيني هو وزوجته عائلة لي ـ نهض بحماس ـ حسناً نلتقي بالغد إن شاء الله مضطرٌ للرحيل الآن من أجل إدريس.
قبل أن يبتعد كانت تهتف اتصل بي قبل أن تنام سأنتظرك ...هز رأسه بالموافقة مبتسماً ولو بيده مودعاً ,مضى الوقت ثقيلاً على صدر ورد التي عادت تتوه بين الشخصين هي على يقين أنها أغرمت به ليس هذا فقط بل لم تعد تتألم حين تتذكر فارس لم تمارس طقوس الانتظار الحزين له منذ ظهور آسر هي لم ولن تنسى حُبَ الطفولة يوما ولكن من حقها أن تقع في الحب من جديد ...
على أن تلك الوخزه في صدرها لازالت تلح عليها بأنهما شخصٌ واحد.
هي وعدته أنها لن تربط حدث فقدانه الذاكرة وجهله من هي عائلته الحقيقية بغياب فارس لكن الاشارات واضحة كلها تقول هما شخصٌ واحد أرهقت من شدة التفكير وكادت تغفوا لولا أن رن هاتفها معلناً اتصاله الذي تأخر بعض الشيء.
ردت باسمة: أهلاً آسر لقد تأخرت كدتُ أغفو كيف هو إدريس ...هل هو بخير لازال يعاني أطعمته أم تركته ينام جائعاً؟
ضحك :لم أعلم أنني أتصل بإذاعة الشرق برنامج السؤال علينا والجواب عليك والجائزة لشركة الاتصال ,على رسلك يا جنتي إدريس بجانبي إذا كنت تودين الحديث معه.
ردت بلهفة : أجل ,أجل سأتحدث معه.
بعد ثواني جاءها صوت إدريس الحزين المتعب : أهلا ورد كيف أنت يا صديقة.
لم ترد سريعاً كما أرادت أحست أنها بحاجة لترتيب كلماتها أكثر: حسناً اسمعني يا أخي أنا لا أجيد المواساة ولم أنجح يوما بمواقف العزاء اجتماعياً ربما أكون فتاةً فاشلة ولكن قديما قال لي فارس أن الحزن ثوباً أسود يطفئ نور قلوبنا فنتوه من أحبتنا الراحلين قال لي أيضاً أن الأحبة حين يموتون يتعلقون في كبد السماء كالنجوم تماماً يراقبونا ويبتسموا يفرحوا لفرحنا ويتألموا إن تألمنا ولدك كذلك سيراقبك من بعيد لا تقتله بالحزن أرجوك دعه يفرح بفرحك ولا تبكيه على قلبك المفطور برحيله.
لجم كلماتها صوت إدريس الباكي بل المنتحب: تعلمين يا جنة الصدق لقد غادر طفلا صغير أعلم انه رحل إلى الجنة لكن الفقد صعب
في البداية ظننتك تبالغين لم أصدق حبك لذاك الراحل وتعلقك به إلى هذا الحد لذلك عاقبني الرب بفقدان صغيري.
ردت بسرعة: لا لا لم يفعل لم يعاقبك لكن اختاره ليكون طيرا بالجنة صلي يا إدريس صلي وتوسل إلى الله أن يملأ قلبك نورا يهديك سبيل الرشاد حتى تجتمع بطفلك في النهاية.
مسح إدريس دموعه ورد باسما يغالب غصة الحسرة: تقصدين الإسلام ,حسناً يا صديقة حتماً سأفعل هذا آسر تحدثي معه وأرجو أن لا تتركيه قبل أن أغط في النوم فقد حشاني بالطعام بما يكفيني لشهرٍ قادم.
ضحكت ضحكة شاحبة: حسناً سأفعل
وقد غرقت بالحديث معه من جديد تحدثا لفترة تجاوزت الساعتين حدثته عن الزهور عن عشقها للفراشات والطيور عن حلمها ورغبتها بالعمل في مجال الآثار عن عشقها للخيول وخوفها منها .
في تلك الأمسية لم تنام بل جلست قرب النافذة تراقب النجوم حالمة , صباح اليوم التالي كانت تشرب الماء حين دخلت أمينة المطبخ بدت مرهقة جداً وكأنها لم تنام جيداً.
تساءلت ورد عن حالها فتعللت بآلام المفاصل التي تعانيها أرادت أن تسأل عن شيءٍ ما ولكنها امتنعت باللحظة الأخيرة.
بعد الغداء كان موعد اللقاء في الحقول البعيدة,كانت تطير بين الزهور البرية كفراشةٍ من نور بينما يراقبها ضاحكاً.
حين تعبت رمت بجسدها أرضاً تحت الشجرة الكبيرة جلس بجوارها يعبث بالتراب بعد حين اعتدلت جالسة بسرعة وكأنها تذكرت أمراً مهم.
لم تحدثني كيف مات الطفل وكم يبلغ من العمر وما سر علاقتك بإدريس...؟

\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 01:50 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1638
المجموع: 1,740
بمعدل : 0.32 يوميا
آخر زيارة : 01-11-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7259
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 450 إعجاب في 263 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج15
أطرق متذكراً:التقيت به منذ 8 سنوات يكبرني بعامين كان يبحث عن عمل ليعيل عائلته فقد مات والده وترك له ثلاثة أخوات أخ وأمٌ مريضة جمعتني به الصدفة تعلقنا ببعض تعلق الأخوة وقد حدثت جورج عنه فقدم له السكن والعمل ساعده ليكمل دراسته وقدم منح دراسية لشقيقاته الثلاث منذ أن التقينا صدفة حتى الآن لم نفترق فترة تتعدى بضعة أيام في أسوء الحالات.
تزوج فتاة مسيحية من أصولٍ شرقية لم يرزق بالأطفال في السنة الأولى رغم أنه لا مشاكل صحية بعد حين رزقا بألفونس لكنه خلق بعيب في الرئتين والقلب كذلك العمل الجراحي لم ينقذ الصغير لقد مات قبل أن يطفئ الشمعة الثالثة ولأن أمه حامل سافرت إلى حيث تقيم عائلتها لتستعين بهم على تخطي المصاب دون أن تفقد جنينها.
ورد: إذن هي من الجنوب ..؟ ـهز رأسه مؤكداً ـ أخبرني يا آسر إن كان هذا الحديث لا يضايقك ـ نظر لها باهتمام ـ الكابوس.
تنهد بعمق: لم أعد أعاني منه كما في السابق لكنه لم يتركني بعد على أنني بت أعرف طلبه المبهم ـ نظر لها باسماًـ رجلٌ قضى في الحرب يطلب مني حقه .
فتحت عيناها بصدمة: حقه ! أي حقٍ تقصد..؟!
هز رأسه ونظر بعيداً: لا زال يأتيني يهزني بعنف قائلاً حقي ,حقي يجب أن تعود.
ربتت على ظهره: مجرد كابوس سينتهي يوماً ما لكن متى قامت الحرب وأين هل هي في الشرق؟
اتكئ إلى جذع الشجرة الضخم: كانت تلك البلاد غارقة في حروب العصابات استمر وضعها المضطرب لسنواتٍ طويلة قبل أن تجد الحكومة حلاً ينهي النزاع بين عصابات المجرمين الذين يقتلون من أجل القتل ليس إلا يقول أبي ـجورج ـ كثُر من قضوا في تلك الأحداث من الأبرياء ربما الكابوس يعود لأحد ضحايا تلك المأساة لكن كيف أعيد له حقه وقد انتهى أصلاً زمن العصابات والانتقام ...؟
فكر قليلاً ثم سأل بتردد :الخادمة ...هل قالت شيء ـ نظرت له بذهول أخذ نفساً عميق ـ حين رأتني بالأمس قبضت كلتا يديها إلى صدرها وقرأت المعوذات ,ضحك هل أنا عفريتٌ يا جنة ـ تحسس ذراعه الأيسر ـ لم تخبريني في أي مكانٍ كُسر ذراعه فوق الرسغ مباشرة ـ نظر لها.
هزت رأسها مؤكدة : أحدهما فوق الرسغ مباشرة والثاني يبتعد عنه قدر ثماني سنتمتر قال الطبيب أنه الإصابة بحاجة لعناية حتى لا يتهتك العظم ولا تكون الذراع هشة سهلة الكسر ولكن ...
أكمل بمرارة: لم يتلقى العناية اللازمة فبقيت يده ضعيفة مهددة أليس كذلك حتى عينه اليُسرى تضررت ضرراً دائم وإن لم تفقئ.
احتقن وجهها وجعاً: كيف عرفت كل هذا ... ثم بدت وكأن أمراً خطر ببالهاـ آسر هيا معي ثمة أشخاص يجب أن تقابلهم.
نهض ينفض التراب عن ثيابه لكنها رحلت سريعا تبعها متسائلاً
من هم يا جنة انتظري أرجوك .
كانت قد استقرت في المقعد المجاور له حين أدار المحرك نظر لها: بماذا تفكرين..؟
نظرت في عينيه: منذ حضورك وأمينه بها شيءٌ مبهم لكنها ترفض الحديث البستاني رجلٌ عجوز لكنه يتذكر كل شيء كذلك عامل الكراج كان السائق الخاص بالعم عبد الله لست أدري كيف نسيتهم كل ما مضى من وقت.
نظر بعيداً: تتوقين شوقاً لعودة فارس أليس كذلك ...هل ستكتفين بي يوما؟
هزت رأسها نافيه: أبداً يا آسر صدقني كل ما أتوق شوقاً له هو نبضك أنت,أنت فقط لكن لا ضير في إماطة اللثام عن وجه الماضي مهما كان قبيح.
ابتسم بمرارة: لست راغباً بعودته حتى لا أفقدك ـ نظرت له فطرق على المقود ـ ألم تقولي بأنك ستهربين من وجهه وأن لا طاقة لك على لقائه ودم عبد الله في عنق والدك .
مسحت دمعة هاربة: الآن ليس مهماً إن كنت سأبقى أو حتى أرحل المهم أن تشعر أنت بالاستقرار.
قبض على يدها بقوة: أنت استقراري عديني إذا تذكرت كل شيء أنك لن ترحلي.
نظرت له بعينين باكيتين: ليتني أستطيع صدقني يا آسر من الصعب أن ـ أشاحت بعينيها بعيداً ـ حسناً دعنا لا نستبق الأحداث.
في الأرض الزراعية التابعة للقصر كان يقبع منزل صغير على تلةٍ تشرفُ على الأرض من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها كان البستاني العجوز قد لزم منزله منذ سنة ونصف فقد غدا مقعداً.
طرقت باب حجرته ودخلت تسلم عليه لكنه عيناه تعلقتا بوجه آسر ,
فتح ذراعيه هاتفاً :أخيراً عدتَ يا ولدي ,حمداً لله على سلامتك ...
تجمد في مكانه تبادل النظرات النظرات المتسائلة مع ورد وذراعي العجوز لا زالتا معلقتان بالهواء.
فهتف به: تعال يا فارس إلى حضن جدك أم أنك نستني
اقترب منه يعانقه مردداً: لست فارس يا عم صدقني أنا لا أعرفك .
مسح العجوز على وجهه بشوق: إذن لم تتذكر بعد! هل قابلت باسل أم أنك اكتفيت بجنتك عن الدنيا ومن فيها...؟
نظر لورد عيناه تستغيثان ولسانه يسأل: عامل الكراج ...؟
هزت رأسها نافية وقد دمعت عيناها: يقصد أبي.
بقيا في ضيافة العجوز الذي تحدث كثيراً ,كانت كلماته سهاماً تمزق رأس آسر فلا هو قادرٌ على التذكر ولا الأحداثُ مسحت تماماً ,يكاد يجزم أنه عاش تلك الأحداث لكن متى وأين ...؟
قبيل الغروب كان آسر جالساً بجوار باسل الباكي :إذن لقد عدت يا ولدي.
هز آسر رأسه مؤكداً: نعم ولن أرحل من جديد مهما كلفني الأمر.
أخذ باسل نفساً عميق: الآن يمكنني الموت بسلام.
انتفض جسد ورد بخوف:لكن أبي
أشار لها أن تسكت: حسناً يا آسر في حجرة ورد تحت السرير بابٌ صغير تصل منه إلى محبسٍ مظلم ستجد فيه ضالتك...لقد تعبت من حمل الأمانة يا ولدي ,إذا عزمت على كشف هويتك توجب عليك توجيه الضربة القاضية بسرعة لأن عسكر لن يتركك بسلام إن تأكد أنك عدت حتما سيحاول قتلك من جديد.
كانت ورد ذاهلة :هل كنت على علم بأنه حيٌّ يرزق ...لماذا خبئت تلك الحقيقة بل وأنكرت عودته ...؟
تنهد باسل: حتى لا تطاله يد الطاغية ...عسكر جبارٌ يا ورد قتل أخيه بل كل عائلة أخيه من أجل متاعٍ زائل فكيف يبقي على حياة رجلٍ كآسر.
بعد يومٍ شاق كانت الأوراق التي تدين عسكر بكل صفقاته المشبوهة والإثباتات القاطعة بتورطه في حادثة قتل عبد الله كذلك زوجته وابنته حتى أوراق آسر الشخصية جميعها معها.
في اليوم التالي عاد يزور باسل دون علم ورد: أخبرني لماذا أخفيتها كل هذه السنين هل كنت على يقين من عودتي...؟
تعلقت عينا باسل بوجهه للحظات: كنت عازماً على الإيقاع به لكنه ـ وغص بالبكاءـ
آسر: لكنه ماذا؟
مسح باسل وجهه بغضب: قتل زوجتي وابني الوحيد ...نعم المنزل لم يحترق بفعل تماسس كهربائي بل بفعل فاعل ,بعد ذلك خفت على ورد فأخفيت كل ما تحمله الآن وأقنعته أن هذه الملفات ذهبت بالحريق مي منزلي.
طأطأ آسر رأسه بأسف: رحمهما الله ,حسناً أنا لم أحضر من أجل الانتقام لا منك ولا من سواك أنا عدت أبحث عن شطري الضائع وقد وجدتها أما القصاص فاتركه لله على أنني لن أسكت على ضياع أبناء بلدي وسأوقعه بشر أفعاله.
\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 7
متاهة الأحزان, محمد الطيب, محمد عبد الغفار, الخضيري, الــمُــنـــى, احمد الحسني, عبدالرحمن منصور

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 05:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009