**أمـــــــــــــــــــــــل**
....
مدخل
//
بعضهم يهتم بالأرصدة المادية و قائمة الممتلكات
و تسقط منهم سهوا
أو عمدا..أرصدتهم الإنسانية
..
من بعيد أتاها صوته يسب و يشتم و يلعن الأيام و النساء و كل شيء في الأرض . خافت كثيرا و دخلت حجرتها ، وجدت لها مساحة من هدوء على مقعد صغير تحت النافذة.
هي لم تحب يوما هذه الحجرة، لكنها تحب هذا المقعد و كأنه مأواها الذي يلملم جراحها في كل مرة يحدث هذا الزلزال في حياتها اليومية.
من قبل كانت تبكي و تصرخ و تمتنع عن الطعام و النوم و الحياة بشكل عام ، فتنهار و تسقط بين حياة و موت، تحمل إلى المشفى و تبقى هناك لأيام طويلة..و يحذر الأطباء من تكرار الأمر.
لم تجد في أي مرة يدا تحنو عليها و لا عينا تذرف دمعة لأجلها.
كان أبوها رجلا ذا مكانة شديد الخلق ،لا يقبل دلال البنات و ما يأتين من تصرفات غير مسؤولة. و كانت أمها امرأة أعقل مما يجب ، فلم تفتح لها باب أمل في الخلاص من هذا الارتباط الذي يخنقها و يضيق عليها أنفاس الحياة. بل كانت فقط تعضدها لتنهض من جديد كي تستأنف حياتها الجميلة مع زوجها المخلص.
في آخر مرة حدث لها هذا الموقف و كانت حينها في غرفة في المشفى الاستثماري باهظ التكاليف ، قالت لها أمها و هي تجمع أشياء ابنتها في حقيبة:
أتحبين أن تكوني فاشلة؟
لو أحببت الفشل ، استمري فيما أنت فيه..اخرجي و عودي هنا بعد أيام كما تفعلين دوما..
تحدثت أمها إليها و كأنها تقول لها في خبث:
نعلم خططك التي تدبرين في كل مرة..
أي ظلم هذا الذي تعانيه أمل ؟ و منذ استمعت أمل إلى كلمات أمها في ذاك اليوم..قررت أنها لن تعود إلى المستشفى مرة أخرى ، و لكنها لا تستطيع أن تكون هذه السيدة التي يريدون .
فقررت أن تداوي أوجاعها ذاتيا ، و كانت في كل مرة يحدث ما يحدث بينهما ، و بعد أن يملأ البيت الكبير و الحديقة بدخان و نيران غضبه ،يخرج إلى عمله أو إلى النادي حيث يلتقي رجال الأعمال و الرفاق ليخرج بصفقة جديدة، تزيد من أرصدته في البنوك و تقوي مكانته في المجتمع، كانت هي تصنع لنفسها كوبا من شرابها المفضل، و تأخذ كتابها المفضل (الحب في زمن الكوليرا) و تجلس في مقعدها الأثير بجوار النافذة الواسعة..و تجري لنفسها جلسات استشفاء خاصة..