عودة إلى النبض
حب محرّم
ليس عدلاً أن تقع في حُبِ أختك الكبرى .
وقف أمام النافذة طويلاً تتقاذف الأفكار قلبه وعقله حاول جاهداً أن يحدد متى وقع في شرك الحب ولماذا حرموا عليه الحياة بل رأوا أن يقتلوا نبضه ومازال جنيناً يتخلق بين أضلاعه.
استيقظ من جحيم الأفكار على صوتِ أخيه الأصغر متسائلاً :أنت هل حقاً أحببتها كامرأة ؟ ربما أكون صغيراً في نظر الجميع لكنك تعلم أنني خير من اختبر الحب على حداثة سنه .
ضحك بلا صوت لم يكن ذلك ضَحكاً بل ربما حاول قتل دموع القهر في صدره .
ربت فادي على كتفه بتفهم :في الغد يخرج والدينا إلى المدينة المجاورة ستبقى في المنزل وحدها كما جرت العادة , أعلم أنك تُعِدُ العُدة للرحيل إلى بلدك فأنت منذ أشهر لم تكف عن أحاديث العودة وقضاء فترة التجنيد التي ألزمها القانون للشباب في مثل سنك في الحقيقة أنا لستُ أدري هل تهرب من حبك لها أم تحاول نسيانها بانتسابك للجيش في بلدٍ هاجرته طفلا لا يعي من الحياة شيء ؟
طال صمته كأنه لا يجد ما يتحدث به عاد للنافذة تعتمل في نفسه ذكريات الطفولة هو كثيراً ما هرب من فراشه صغيراً للنوم بجانبها هي تكبره بأشهرٍ قليلة .
كانت تحتضنه احتضان الأم لوليدها دافعت عنه كثيراً أمام أي عقوبة قد تقع عليه نتيجة أخطائه الطفولية لم تناديه يوماً باسمه بل دائماً ما هتفت أخي الحبيب.
استمر ذلك سنين وإن لم تكن طويلة فقد بدأ الحب يتخلق في قلبه لها منذ أن بلغ سن النضوج ربما لاحظت العائلة ذلك لذا فرقوا بينهما وربما لم يلحظوا الحب وكان ذلك التفريق لأنهما جنسين مختلفين وهم كعائلة ملتزمة توجب عليهم إبعاده عنها.
على أنه يتذكر أيضاً أنها ومنذ زمنٍ طويل لم تناديه بغير اسمه كثيراً ما رغب بفرصةٍ ولو بسيطة حتى يحدثها عن حال قلبه ويرى إن كان لنبضه في صدرها صدى لقد عقد العزم على رحيلٍ لا عودة منه فلا طاقة على هذا الشعور من طرفٍ واحد ولن يستطيع الوقوف في صف المصفقين لموكب زفافٍ يحملها إلى آخر .