الشاعر مالك بن المرحل السبتي
ولد أبو الحكم مالك بن المرحل السبتي في بلدة سبتة و نشأ في اسرة متواضعة ، خفي المنزلة ، إلا أن أدبه و شعره جعلا منه شاعر المغرب الأول ، تعاطي صناعة التوثيق في بلدته
وولي القضاء بجهات غرناطة ، مصمودي الأصل. نزل جده الخامس في وادي الحجارة ، وعاش هو بين سبتة وفاس وتوفي بفاس. وكان من الكتّاب، وغلب عليه الشعر حتى نُعت بشاعر المغرب،
تقرب كثيرا من يعقوب المنصور المريني و خصه دون غيره بالمديح ، و بالرغم من شيخوخته و تقدمه في السن بقي نافذ الذهن ، شديد الإدراك ، سريع البديهة ، توفي بفاس سنة 699 هـ / 1299 م .
يمتاز شعر ابن المرحل بكونه اشتمل على خلاصة مميزات الشعر فى العصر المريني فى شتى الجوانب التى مسها والاغراض التى تناولها ، بل يمكن ان نستشف من خلاله اهتمامات السلاطين المرينيين ونلتقط كثيرا من مميزات المجتمع المغربي التى بدأت بوادرها مع ميلاد هذه الدولة .
من همزيته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى المصطفى أهديت غر ثنائي
فيا طيب إهدائي وحسن هدائي
أزاهير روض تجتنى لعطـــارة
وأسلاك در تصـــــطفى لصفاء
أكاليلُ من مدحِ النبي محمدٍ
بها حازتِ الآدابُ كلَّ بهاء
أضفتُ إلى ميلادهِ غزواتِه
وما عنَّ لي من آية وإياء
أحقُّ البرايا بالثناءِ مُضاعفاً
نبيُّ له في الوحي كلُّ ثناء
إمام الهُدى صلّى النبيون خلفه
وصلّى عليه أهلُ كلِّ سماء
أمينٌ على الوحي الكريم وإنما
هو السرُّ لم يُودَع سوى الأمناء
أضاءتْ به الدنيا فمن نوره سرَى
إلى الشمسِ والأقمار كلُّ ضياء
أسرّته تُهدي السرورَ وكفُّه
يكفُّ من الأعداء كلَّ عداء
أتانا بقرآن كريمٍ مُفصّل
جلا صدأ الأذهان أيَّ جلاءِ