|
قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة) |
|
16-12-17, 01:57 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
قــطــرات الـقـصـة والروايــة
كلماتي ــ أقصوصة
[frame="7 80"]
كلماتي رغم أني لا أميل إلى قضاء وقت الفراغ بين أحضان الأشجار وعلى الممرات الضيقة للأدغال . لأن قدري ربطني منذ طفولتي بأدراج السلالم الثابتة المتآكلة . وشدني إلى زحمة مسالك الأسواق المكتظة . حتى غدا الصخب جزءا مني . يتغذى من غدوي ورواحي . يقضم أطرافي . يمتص ماء عروقي . إلى أن أذوب على حافة لسانه الإسفنجي الملتهب . اليوم زلت قدمي التائهة فوطأت رقعة نقية . تزهو بخضرة الأغصان المنسدلة في انسياب تلقائي . تلامس رداء العشب المنتشر بلا حدود . وقفت بجوار صخرة ضخمة تتربع في السفح . تراقب في صمت ، مناجاة الخمائل ، وهدير أسراب الطيور . أبحث عن كلماتي المختفية . فقدتها في غمرة الصراع من أجل البقاء . أهملتها مدة ، فاختفت ، ولم تخلف أثرا يدل على وجهتها . أتوقع أنها رافقت الحمام البري إلى أحد المنتجعات . أقمت وقتا معتصما بالأدغال . أحتمي بدفء الصخر وظلاله . أشفق الصخر من حالي ودلني على موطن كلماتي . إنها جاثمة هناك ، كئيبة واجمة . انتصبت قائما بجوارها . نختلس النظر لبعضنا . نتبادل العتاب عبر رقة نسيم المساء . يحدث كل منا نفسه بما لا يدري الآخر . بادرتها بالقول : كنت أظنك مغرقة في ذهولك بين شذو الزهور وشجن هيام القمر . تنط بين مواقع الصخور بحبو طفل تائه . تهفو لملمس كف منعش ، وذبيب أنامل قمر شجي . تلملم أطراف رفات رمس دارس ، يقيك شظف الكر بساحة العنوسة القاتمة المبكرة . ألم يشفع لنا ، أننا عشنا نقتسم نفس النبض . نعب من عصارة قلب مثخن بجراح الفقد والألم . حتى تصاب أطرافنا بنزيف حاد مميت . فنموت ثم نحيا لنموت كيف نشاء ؟ فردت مع خرير المجاري . - تبادلنا أول عشق على أباريق الصحو الدافئ . بنينا قصائد الحياة . رددنا زغاريد الانعتاق . لما اهتزت وربت سماء خيالك . وتناسلت بلورات الدمع المنسكب من مقل الغيم الناذر . فكنا نقتفي أثر الملهمين . نمشي فوق دروب الحلم . نسبح في مجاري المياه العابسة المتربصة . موكبنا يمخر بالجواري المجدفات إلى أعالي اليم المستلقي على مسافة مد البصر . فنكثت عهدك وانسحبت إلى الخلف ، متفرغا لتدبير مركب كسب عيشك . أغلقت منافذ النور . أظلمت جوانحك . اختنقت أحلامك . فانزويت أنا بعيدا ، أردد : - أتراها خاتمة المطاف ؟ أجبتها : - لقد توهمت ردحا أن ما أقوله ، أكتبه ، كأنه وشم يرتسم أمامي على شاشة مخيلتي ، حتى تواريت في ضباب وهمي الكثيف . فصرت لا أبصر إلا ما أرى . ولا أسمع غير النعيق . وجدتني فريدا عاري الذهن . محدود القدرة على البوح والبث . أسكن وحدة الجنين ببطن أمه . أناجي صمتي . أسوق جرحي إلى مديته . اليوم وقد عثرت عليك . سأنسحب من وحدتي . وأمضي بك هاربا إليك . لأسترجع دفء روحي . وأودع غربتي وانفرادي . وأبصم بكل أناملي على أن كلماتي هي سر وجودي ووشاحه الوحيد . محمد الطيب [/frame]
لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../
الـموضـوع ://: :
كلماتي ــ أقصوصة
-||-
المصدر :
قطرات أدبية
-||-
الكاتب :
محمد الطيب |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 5 | |
محمد الطيب, الــمُــنـــى, احمد, عارف الحويطي, غياهب |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عــــبرة ــ أقصوصة | محمد الطيب | قــطــرات الـقـصـة والروايــة | 5 | 22-03-17 09:08 PM |
أنتِ كلماتي | كاريزما | قـطــرات النـثـر و الخواطــر الأدبـيــة | 10 | 10-08-10 12:18 PM |
تعريب وتطوير شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009 |
الساعة الآن 09:27 PM.