_*كرسي السلام .. بدل كرسي العقاب*_ !!
عندما عملت مدرسة للأطفال كان التعامل مع الأطفال الذين يلجؤون للعنف أو الصراخ مع أصدقائهم من أصعب المهام، لكنها تحولت إلى مهمة ممتعة ومضحكة بعد أن اكتشفت (ركن السلام) وقرأت عنه ..
مجد ( ست سنوات) كان طالباً ذكياً جداً ومجتهداً، لكنه سريع الغضب وكثير المشاكل مع أصدقائه.
تحدثت مع مجد مرات عدة عن سلبيات سلوك العنف والغضب على الصحة وعلى علاقته مع أصدقائه، وكان يبدي اقتناعه بكلامي لكن سرعان ما يناديني الطلاب لأنقذ صديقهم من بين يدي مجد الذي يضربه.
مجد ((اقتنع)) أن العنف تصرف خاطئ لكنه للأسف ((غير قادر)) على التحكم بنفسه والسيطرة على انفعالاته عند الغضب.. وهنا قررت تجربة ركن السلام مع مجد
📌كيف بدأت ؟!
أحضرت كرسياً بلاستيكياً صغيراً ووضعته في باحة (فسحة) ووضعت بجانبه قصصاً قصيرة📚، دفاتر تلوين وألواناً✏وقطع تركيب (بزل) وخرزاً ملوناً وخيوطاً قماشية.🎈(أنشطة قادرة على امتصاص الغضب ومحببة للطفل، يمكنك أن تطلبي من طفلك أن يختارها)
أخبرت طلابي أن هذا الكرسي اسمه كرسي الهدوء والسلام، عندما يشعر أحدهم بالغضب أو التوتر عليه أن يذهب ويجلس على هذا الكرسي حتى يهدأ ويعود من جديد
📌بدأت بنفسي🎈(خطوة مهمة أن نبدأ بأنفسنا لنؤكد لأطفالنا أننا جميعاً بحاجة هذا المكان وأنه ليس كرسي عقاب🚫)
في منتصف الدرس أخبرت طلابي أني أشعر بالتوتر لأنهم يتكلمون بشكل جماعي ولذلك سأذهب إلى كرسي السلام وأعود عندما أهدأ.
وقف معظم الطلاب على النافذة المطلة على الباحة ( شكل الطلاب وهم يتدافعون لينظروا من النافذة كان ممتعاً جداً ) جلست على الكرسي أغمضت عينيّ وبدأت بالتنفس العميق ثم أخذت قصة وقلّبت صفحاتها وعدت إلى الصف.
كررت هذه العملية عدة مرات خلال أسبوع حتى تملكت القدرة على اقتراح الكرسي على الطلاب.
📌في منتصف الدرس طلب مجد من صديقه أن يستعير الممحاة لكن صديقه رفض (لأن مجد سبق ورفض إعارته من قبل) ظهرت ملامح الغضب على مجد فهمستُ في أذنه: (مجد.. أنا أعلم أنك غاضب وأنصحك أن تذهب إلى كرسي السلام.. أنا🎈 أرتاح جداً عندما أجلس عليه)
خرج مجد دون أن يقول شيئاً وشاهدته من النافذة يجلس على كرسي السلام
بعد حوالي عشر دقائق عاد مجد وأكمل متابعة الدرس من جديد 👏
كانت هذه الخطوة الأولى من طريق النجاح (العديد من الطلاب استخدموا كرسي السلام لكنني سأركز على مجد فقط)
📌صار مجد يذهب إلى كرسي السلام عدة مرات في اليوم لكن بنصيحة مني (🎈وفي بعض المرات طلب مجد أن أذهب معه وفعلت🎈) ولم يذهب لوحده إلا بعد ثلاثة أيام.
تشاجر مجد مع صديقته في الباحة وقبل أن يقوم بضربه كالمعتاد قال: أنا حاسس أني أحتاج كرسي السلام حتى لا أضربك بوكس وتزعل مني المعلمة.!!!
جلس مجد على كرسي السلام وقام بالتلوين ثم عاد للعب مجدداً مع أصدقائه 👏
كان هذا الموقف دليلاً كافياً على نجاح كرسي السلام ونجاحي في تحول مجد إلى طفل يفكر قبل أن يقوم بأي فعل خاطئ أو ردة فعل عنيفة (ضرب، صراخ)
كرسي السلام بدلاً من زواية العقاب من أفضل وأنجح وسائل التربية التي قرأت عنها على الإطلاق
أنصحك بإعادة قراءة القصة الآن مع التركيز على كيفية التطبيق
منقول