تخيل أن أبوك أرسلك ذات يوم لشراء خبز للبيت (كما يحدث بين الحين والآخر)..
وأثناء قيادتك للسيارة دخلت في تحدّ مع شاب بقربك انتهى بحادث صغير..
وفور نزولكما دخلتما في عراك انتهى بارتطام رأسه بطرف الرصيف ودخوله في غيبوبة طويلة..
وبعد حضور رجال الأمن تم اعتقالك بتهمة الإعتداء على أحد المواطنين والتسبب له بضرر دائم..
وبعد ثلاثة أسابيع قضاها الرجل في غيبوبة (وقضيتها أنت رهن الإعتقال) توفي في العناية المركزة
فدخلت أنت في قضية أكبر..
وبعد أشهر من تداول قضيتك في المحكمة حكم عليك القاضي بالقتل غير العمد (وربما العمد كونك أوقفت الرجل عنوة لتدخل معه في عراك)..
وبعد إصدار الحكم اتضح أن الضحية كان متزوجاً حديثاً وأن له طفلاً يبلغ من العمر ستة أشهر.. ولهذا السبب يأمر القاضي بتعليق الحكم حتى يكبر الطفل ويبلغ سن الرشد ليتم تخييره بين التنازل عنك أو الحكم عليك..
وهكذا ستقضي زهرة شبابك في السجن معلقاً بأمل ضعيف وتضيع عليك فرصة دخول الجامعة والزواج وتكوين أسرة سعيدة.. وفوق كل هذا قد لا يتنازل الطفل حين يصبح شاباً وأنت صرت عجوزاً..
وكان أصل الحكاية مجرد…حادث بسيط !!
إن شاء الله استوعبت الدرس؛
أما المغزى الذي كنت أحاول إيصاله (وأرجو منكم إيصاله لأبنائكم ولأقاربكم ولأنفسكم )
فهو أن حياتنا هشة ومستقبلنا قد يضيع في أي لحظة بسبب فعل متهور أو قرار غاضب يصعب التراجع عنه أو تداركه بعد وقوعه..
واليوم كلما استأذنني ولدي للخروج من المنزل ، أقول له جملة لا يعرف مغزاها سوانا:
“لا تنسى نظرية الخبز!
انتبهوا ياشباب من تحدي السيارات والعناد ،، امسك اعصابك لتسلم ولتصل بالسلامة ،،،،
منقول