بانتخاب ماكرون فرنسا تضيع فرصة الانبعاث من الرماد

[ايوب صابر]

بانتخاب ماكرون فرنسا تضيع فرصة الانبعاث من الرماد

لا شك ان فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت على حافة الهاوية، والأدلة على ذلك كثيرة، من مبينها طبعا انتخاب ماكرون نفسه، وهو الرجل الصغير في السن، محدود الخبرة، وخبرته متركزة في المجال المالي، والاقتصادي، لكن ان ما تحتاجه فرنسا حاليا، هو خبير أمنى محنك، نظرا للتحديات الأمنية التي واجهتها فرنسا خلال السنوات القليلة الماضية، واجبرت الرئيس اولاند بصورة غير مباشرة على عدم الترشح لولاية ثانية، لقناعته انه لن يفوز فيها في ظل الإخفاقات الأمنية وغير الامنية التي عصفت ببلاده اثناء فترة ولايته.

وواضح ان انتخاب ماكرون جاء كردة فعل على ظروف حافة الهاوية تلك التي شهدتها فرنسا مؤخرا، وعلى امل ان يأتي شخص وسطي من خارج المؤسسات التي توارثت الحكم، وهم عادة من زعماء الأحزاب الرئيسية في البلاد، بالحلول السحرية.

لكن هذا سيكون من المستحيلات امام هذا الشاب قليل الخبرة ذلك لأنه غرد خارج السرب، وفاز من دون قاعدة شعبية حقيقية، ولا يعرف ان كانت حركته ستتحول الى حزب قادر على الصمود امام نفوذ الأحزاب الأخرى، وبحيث يمكنه الاعتماد عليها في حكمه؟

صحيح ان الرجل ثوري في حياته الشخصية ومغامر الى حد بعيد، فهو متزوج من امرأة تكبره بأربعة وعشرون عاما، كانت مدرسته للغة الفرنسية، ونحن لا نعرف سر هذا الزواج لكننا نتوقع ان يكون زواج مصلحة وجزء من خطته المغامرة للوصول الى اعلى الوظائف في الدولة،أي الرئاسة.

لكن ذلك لا يكفي لنجاحه فهو سيواجه مقاومة شرسة بل ومؤامرات من قبل الدولة العميقة، ومن قبل أصحاب النفوذ واللوبيات، وقد تفرز الانتخابات التشريعية مجلسا من تلك القوى التي ستقف لها في المرصاد وتصبح شوكة في حلقة وتمنعه من تحقيق أي تغيير يطمح له، وستمر الأيام ولن يحقق الا الجزء اليسير من خططه وبرامجه الانتخابية.

وبانتخابه سيستمر اذا انحدار فرنسا نحو الهاوية، ان لم يتسارع هذا الانحدار أصلا فهو، رجل الجمود Status quo ان لم يكن الفشل.

ولو ان فرنسا انتخبت ف المقابل مرشحة اليمين المتطرف، لكان انتخابها أحدث ثورة حقيقية في كل المجالات وبكل ما في الكلمة من معنى.

لان مثل ذلك الانتخاب كان سيعني تغييرا شاملا في كل نواحي الحياة، ويعني قرارات ثورية حادة وجراحية وعلى رأسها طرد الشريحة التي يعتبرها اليمين المتطرف دخيلة على المجتمع الفرنسي، واغلبهم من بلاد شمال افريقيا.

وعلى الاغلب كانت مثل هذه القرارات ستؤدي الى حرب أهلية طاحنة ستدفع فرنسا في نهاية المطاف للانبعاث من جديد...فليس هناك طريق أقصر الى الانبعاث من الرماد من الحروب الاهلية.

وان غدا لناظره قريب...

 

[روح الياسمين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اثارني عنوان المقال فاطلعت على محتواه ومضمونه
لمست من خلال كلامك تناقض كبير فانت تهاجم ماكرون وتشكك في نجاح رئاسته فقد سلمت يقينا بضعفه وانهزاميته امام المشاكل الجمة التي تواجهها فرنسا وخاصة الامنية منها باعتقادي ان الرئيس الفرنسي الجديد رغم صغر سنه وافتقاده للحنكة والتجربة قادر على تجاوز كل المشاكل الراهنة لسبب بسيط ان ماكرون يمتلك رؤية واضحة عن وضع المجتمع الفرنسي الذي ليس اساسه المشكل الامني بقدر ماهو المشكل الاقتصادي فخبرته بالمجال الاقتصادي ستمكنه من تجازو التديات الراهنة وستعزز شعبيته
ان اهم سبب لفوز ماكرون برئاسة فرنسا لا يرجع اساسا للخبرة او الحنكة التي يمتلكها او لقوة الحب الذي ينتمي اليه او للبرنامج الذي ينوي تحقيقه خلال رئاسته لكنه اخف الضررين فلم يكن امام الفرنسيين خاصة منهم العرب والمسلمين وايضا دول الاتحاد الاروبي سوى ابعاد ماري لوبين عن رئاسة فرنسا وذلك ضمانا لبقاءها بفرنسا وبقاء فرنسا بالاتحاد الاوروبي حتى لا تتكرر تجربة بريطانيا مرة اخرى
اختم راي بالقول الايام وحدها قادرة على كشف مدى قدرة ماكرون على مواجهة التحديات .

[ايوب صابر]

اشكرك على تفاعلك مع الموضوع.
ماكرون يتحدث عن الثورة وانه يقود ثورة بهدف احداث تغيير حقيقي لكن هذا لن يتسنى له لان المؤسسات القائمة وتمثل الدولة العميقة وكل اللوبيات واصحاب المصالح ستحاربه وستمنعه من تحقيق اهدافه الثورية المزعومة.

لن استغرب ان يخرج من الرئاسة خلال فترة قصيرة اي يطرد impeachment اذا ما اتخذ قرارات على شاكلة قرارات الرئيس الامريكي الذي هو بدوره في طريقه للخروج من الرئاسة بسبب قراره انهاء خدمة مدير جهاز الأمن الداخلي والقرارات الاخرى الثورية وغير المعتادة في النظام القائم.
ترمب يتخذ قرارات تنفيذية executive orders على شاكلة رجال الاعمال وكانه مدير شركة غير مدرك انه لم يعد يقيم في برج ترمب وانما في البيت الابيض وانه لا يمكنه التعامل مع امريكا وكانها املاك خاصة .

صحيح ان رئيس فرنسي سابق وصف ماكرون بانه شرشر ولا توقفه حدود كما ورد في الاخبار اي انه يعمل على طريقة رجال المافيات وقد تضمن له هذه الصفة بعض الاستمرارية ان كان فعلا ثعلبا وقادر على الاستفادة من المتناقضات واللعب على الحبال او اذا كان مدعوما من احدى اللوبيات المتنفذة صانعة الملوك وهنا يكون رهينة لذلك اللوبي ويمكن ان يسقط بمجرد تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة له. من ذلك اللوبي. اما اذا كان انتخابه قد جاء كنتيجة لرغبة لحظية في التغيير فسوف لن يطول الزمن حتى تبدا القوى المتنفذة تكشر عن أنيابها للقضاء عليه وافتراسه.

وفي تقديري انه لن يمضي فترة حكمه لان الدولة العميقة ستلتهمه التهاما كما فعلت في ثورات الربيع العربي التي جاءت بانصاف الحلول وما لبثت ان تعرضت للهجوم الكاسح من قبل الطولى العميقة.

لا تنجح ثورة الا اذا كانت ثورة عارمة شاملة اجتثاثية .
*

[روح الياسمين]

للان تحركات الرئيس الفرنسي ماكرون ضبابية وغير واضحة المعالم
ونفس التساؤل اطرحه :من وراء نجاح ماكرون? وكيف استطاع ان يكتسح الانتخابات ويتغلب على الكثير من منافسيه ?
هل فعلا تم انتخابه خوفا من الوقوع ببراثن اليمين المتطرف ! ان كان ماكرون لا يمتلك القوة الكافية لتغيير فرنسا وتحريرها من قيود اللوبيات فلما تم اختياره من بين العديد من المترشحين للرائسة والذين يشهد لهم بالحنكة والخبرة والقوة !
ان الشعب الفرنسي شعب ديموقراطي وواع ليس بتلك السذاجة حتى يضع رئاسة الدولة بين يدي فاشل .
لقد خفتت قوة فرنسا خلال رئاسة هولاند وتضاءل مركزها الطلائعي سواءا على المستوى الاوروبي او العالمي لذا ليس امام الرئيس ماكرون سوى احياء امجاد وحضارة فرنسا .
وكما قلت ان غدا لناظره قريب