اشتقنا لذلك الصوت الحنون الاتي من غابر الايام يحمل الحكايه و يسرد القصص
اعتقد بان جدتي هي آخر جده سردت القصص لجيلنا فالاجيال التي بعدنا بدأت الجده تتمرد على دورها و تتقمص دور الفتاة المكافحه تبحث عن موضع قدم لها وتنافس بكل مجالات العمال التي استلمتها او تقلدت مقاليدها
بزحمة الانترنت ما عاد لصوت الجده بالمساء يسرد وما عاد لصوت الاطفال يتزاحم ب ااااششش
ليسكت الجميع و نرخي السمع لتقول جدتي قصصها الجميلة تارة من قصص القرآن و تارة من الادب العربي الغني بالحكايات الجميلة
جدتي ذات ذاكرة قوية تسرد القصص بكل اشعارها و نصوصها وكانها تقرا من دفتر التاريخ
او كتاب السيرة او من قصص القران تسرد لتاخذنا على ظهر الحصان الجميل لتجول بنا مدن ذا يزن او مغاور علي بابا او السندباد حكايات شعبية تقف بنا على اسوار المدن لتفرش لنا خرائط جغرافيتها وتبسط تاريخ الامم
اااااه يا جدتي كم افتقد ذاك السرد وذاك الالقاء وكم افتقد تلك الاساطير التي حلقت بنا في عالمها الجميل المخيف
الان ما عاد الاطفال يسمعون صوت الجده الحنون ولا يفهمون المغزى كلما شاهدوا اي شيء بالانترنت فزمنهم باتت حتى القصص تشاهد وعليهم ان يتعلموا ذاتيا الغاية و الهدف لا يوجد مربي ولا يوجد قلب حريص على الغرس الجميل
فالليالي الشتاء القادمة هيضت الحنين بي لتلك الليالي البارده وموقد الفحم و الشاي المعد عليها وحليب الزنجبيل ورائحته العبقه
جدتي اشتقت لك واليوم هو ذكرى مرور خامس سنة على وفاتك
ربي اغفر لها كما ربياني صغيرا