يقول المثل الشعبي (الذي يخاف من البعبع يظهر له ) وهذا يعني ان ما يدور في ذهننا من افكار يصبح واقعا سلبا او ايجابا,,,.
هذا ما يقوله خبراء التنمية البشرية ايضا...حيث يعتقد هؤلاء الخبراء ان الافكار التي تدور في ذهننا لها دور رئيسي في رسم واقعنا وتحقيق ما سيكون عليه مستقبلنا...
حكاية بوت تاركينجتون مثال جيد يمكن ذكره على قوة الافكار في تحقيق الواقع ...هذا الرجل كما تقول الحكاية كان يعتقد انه يستطيع تحمل اي شيء الا العمى... وعندما بلغ الستون من العمر اصبح اعمى...
فهل كان لافكار هذا الرجل دور في عماه؟
وهل فعلا للافكار التي تدور في ذهننا دور في رسم واقعنا ومستقبلا؟
ام انه احساس حدسي يمكن ان يسبق الواقع بكثير؟
وهذه حكاية بوت تاركينجتون " الذي كان يقول ان باستطاعتي تحمل كل ما يمكن ان تقدمه له الحياة من مصائب الا شيئا واحدا هو العمى ....
عندما وبلغ الستين من عمره بدات عيناه لا تميز الاشياء التي تراها فذهب الى طبيب العيون وهناك فوجئ بالحقيقة المرة ....لقد اخبره الطبيب انه على وشك ان يصاب بالعمى فقد فقدت احدى عينيه البصر والثانية ستتفقده قريبا .
اذا فقد تحقق الشيء الوحيد الذي كان يخاف منه...!!!
وخلال سنة واحدة أجرى اثنتي عشرة عملية على امل ان يعود اليه بصره وكان بعد كل عملية يرفض ان يوضع في غرفة مستقلة بالمستشفى ويطلب ان يرقد في غرفة يملؤها المرضى الذين مثله فكان يحاول تحفيزهم والتخفيف عنهم .
لم يحبط تاركينجتون ولم يجلس لينتظر نهايته بل اتخذ من المصيبة مجالا للدعابة وذلك عندما يمر احد من اهل بيته أمامه ولا يستطيع تمييزه فأنه يهتف له مرحباً هذا بلا شك هو جدي انني اعجب الي اين يقصد في هذا الصباح الجميل...
لقد عاش حياته كما لو كان مبصرا وكان يقول لقد وجدت ان في وسع الانسان ان يتقبل العمى كما يتقبل اي مصيبة اخرى....
ولو انني فقدت حواسي الخمس جميعا لواصلت الحياة داخل عقلي فنحن انما نرى بالعقل ونحيا به سواء ادركنا هذه الحقيقة ام لم ندركها .
فهل جلب هذا الشخص لنفسه العمى؟ ام انه احس به قادما سنوات قبل حصوله فعلا؟؟!!
وهل يستطيع الانسان جذب الاشياء باستخدام قانون الجذب؟
وهل قانون الجذب حقيقة ام خيال؟
القصة منقولة من كتاب ملهمون للسيد صالح الخزيم .